المرجعية الرشيدة والتصحيح
(مرجعية الامام الشيخ حسين المؤيد)
داود سلمان الشويلي
الاجتهاد بصورة عامة ، قضية مهمة ، إذ انها تعد من القضايا التي عولجت بطرق مختلفة طالما انها ترتبط ارتباطا وثيقا بالعقل الانساني المتحرك والقابل للتطور ، دون المساس بالثوابت العقيدية .
فالاجتهاد على المستوى الديني لما بعد الوحي – أي الوصول للحكم الشرعي – هو ، كما يعرفـّة الامام الشيخ حسين المؤيد ، ( تعريف متسالم عليه في المذهب الشيعي الامامي الاثني عشري):
هو : ((استنباط واستخراج الحكم الشرعي من الأدلة المقررة له . وهذه العملية لا تتحقق إلا عند من اتصف بملكة الاجتهاد وهي القدرة العلمية على الاستنباط , وهي لا تتحقق إلا عند استكمال الشخص للمؤهلات التي تبلغ به إلى المستوى العلمي التخصصي الذي يتمكن بالوصول إليه من استخراج الحكم الشرعي من مصادره .)). (1)
ومن يتصدى لهذا العمل يسمى مقلدا(بفتح اللام) ، والمقلد هذا يجب ان تتوفر فيه شروط قد تسالم عليها الشيعة الامامية الاثني عشرية كافة ايضا ، واهمها:
(( 1 - الاجتهاد ،بمعنى ان تكون الملكة موجودة عند حال اخذ الفتوى منه للعمل بها فلا يكفي حصولها في الزمن السابق على العمل بالفتوى 0
2 - العقل ، بمعنى ان يكون عاقلا حال الاستناد إلى فتواه فلا يكفي كونه عاقلا في الزمن السابق على العمل بالفتوى 0
3 - العدالة 0
4 - الحياة ، فلا يجوز الرجوع إلى الميت ابتداء أو بقاء إلا إذا وافق قوله قول الأعلم الحي .
5 - الاعلمية ، إذا تعدد المجتهدون ولم يحصل للشخص علم أو اطمئنان باتفاقهم في الرأي)) 0 (2)
واعتمادا على هذا المفهوم للاجتهاد ، واشتراطاته ، برز في المذهب الشيعي الامامي الاثني عشري ، مئات من الرجال الذين يمكن ان نطلق عليهم تسمية المجتهد ، أي الذي يستنبط الحكم الشرعي من مضانه المتفق عليها .
الا ان المجتهد – أي الشخص الذي يبذل الجهد للحصول على الحكم الشرعي – ليس هو المرجع المقلد (بفتح اللام) من قبل عامة ابناء هذا المذهب ، وانما المرجع هو المجتهد الذي يعلن تصديه للمرجعية ،إضافة الى شهادة اساتذته الذين اخذ العلم على ايديهم ، ويتبعه مجموعة ممن يمكن ان نطلق عليهم تسمية المقلدين (بكسر اللام) لاجتهاداته، عندما يجدون فيه تلك الشروط التي ذكرناها في اعلاه.
والامام الشيخ المؤيد ، من هؤلاء المجتهدين الذين وجدوا في انفسهم القدرة على التصدي الى المرجعية بين ابناء هذا المذهب ، فضلا عن شهادة الاخرين .
((بلغ سماحة الإمام المؤيد درجة الإجتهاد المطلق في سن الحادية و العشرين من عمره و شهد له بذلك استاذه المرجع المحقق الكبير آية الله العظمى الميرزا هاشم الآملي و هو من جيل الإمام الخوئي و من أبرز تلامذة مدرسة المحققين النائيني و العرافي و الأصفهاني و من أساتذة الحوزة الكبار في النجف و قم و حين سئل سماحته عن إجتهاد الإمام المؤيد أجاب هو مجتهد مطلق مسلّط على معضلات الفقه . و منذ سن الحادية و العشرين بدء الإمام المؤيد في حوزة قم بتدريس الفقه و الأصول و علم الدراية و الرجال على مستوى البحث الخارج و تكونت لسماحته حلقة بحث فيها عيون الفضلاء و اتسعت شيئاً فشيئاً حتى ناهزت الستمئة طالب من مختلف الجنسيات.
و قد أشاد بعلمه و فقاهته كبار مراجع التقليد و أساتذة الحوزة في قم و النجف فقد عبر عنه المرجع الكبير آية الله العظمى السيد شهاب الدين المرعشي النجفي بالعالم الجليل و الفاضل النبيل الألمعي اللوذعي ذخر الإسلام و المسلمين و قد ورد ذلك في إجازة السيد المرعشي للإمام في الحديث سنة 1403 هـ حيث كان عمر سماحة الشيخ 19 عاماً . و عبر عنه الإمام آية الله العظمى السيد محمد رضا الموسوي الكلبايكاني مرجع الطائفة بعد السيد الخوئي بقوله " العالم الجليل و الفقيه النبيل زاد الله في العلماء أمثاله و نفع الباحثين و الطلاب بافاداته " و قال " قد صرف برهة من عمره الشريف في تحصيل العلوم الإسلامية سيما علم الفقه و أصوله الذي به يعرف الحلال و الحرام فحقق مباحثه و فهم مسائله فهم البصير المتعمق الذكي فصار بحمد الله عالماً كاملاً و مدرساً مجيداً " 14 جمادي الثانية 1413 هـ . كما أشاد آية الله العظمى الشهيد الميرزا علي الغروي من مراجع النجف و أساتذتها بسماحة الشيخ من خلال تقريضه لكتاب سماحة الإمام المؤيد الموسوم بمسائل من الفقه الإستدلالي .)) . (3)
وسماحة الامام الشيخ المؤيد ، واحد من رجال الفكر الاسلامي ، الانساني الوحدوي ، اذ انه من خلال تصديه للمرجعية ، قدم فكرا تجاوز – على مستوى الاسلام – ما هو مذهبي متعصب ، ليس في الاحكام الشرعية فقط ، بل تعدى ذلك الى كل ما يفرق الاسلام والمسلمين من امور، وعلى صعيد السياسة ايضا ، فكان بذلك المفكر الاسلامي ، بالمعنى الاعم، وليس بالمعنى المذهبي (الشيعي الامامي الاثني عشري) ، في عصرنا هذا.
***
(( ولد سماحة العلامة الفقيه آية الله الشيخ حسين المؤيد في بغداد في السادس من شهر رمضان المبارك عام 1384 هـ الموافق للعاشر من كانون الثاني عام 1965 م . وقد نشأ سماحته في مدينة الكاظمية المقدسة في أحضان أسرة عريقة من الأسر المعروفة في الكاظمية , فوالده المغفور له الحاج الدكتور عبدا لقادر المؤيد من الأطباء الاختصاصين والأدباء المجيدين له ديوان شعر وكتاب " ألام أثناء الحمل والنفاس " . وقد أورد الأستاذ جعفر الخليلي في موسوعة العتبات المقدسة قسم الكاظمين بيت المؤيد في تعداده لبيوتات ألكاظميه المعروفة . ووالدته كريمة سماحة المرحوم المغفور له العلامة السيد محمد هادي الصدر من إعلام الكاظمية والقاضي الشرعي على مدى سنين طوال والأديب المحلق وهو حفيد سماحة آية الله العظمى الإمام السيد حسن الصدر الذي هو من مشاهير إعلام الشيعة ومحققيهم في القرن الرابع عشر الهجري . ويتصل سماحة آية الله الشيخ المؤيد من جهة جدته لأبيه بأسرة النواب الكاظمية المعروفة التي تعد من أعيان الكاظمية كما يتصل سماحته من جهة جدته لامه بأسرة آل يس التي هي من أشهر الأسر العلمية والدينية في الكاظمية فجدته لامه كريمة البحاثة المحقق آية الله الشيخ راضي آل يس صاحب كتاب " صلح الإمام الحسن عليه السلام " وهو حفيد المرجع الكبير الشيخ محمد حسن آل يس قدس سره)) . (5)
***
ولسماحته عدة مؤلفات تربو على الخمسة عشر مؤلفا ، في الفقه والفكر والسياسة. (6)
و كان لسماحته اسهام كبير ومهم في تشكيل الخطاب الاسلامي – الشيعي الامامي خاصة – من خلال مواقف وطنية وعربية واسلامية وانسانية متقدمة .
ويتصف منهج سماحته بمعالم بارزة ومهمة ، منها:
1- الوسطية الدينية والوطنية السياسية
2 - الوحدة الإسلامية والتقريب بين المذاهب الإسلامية .
3 - الموضوعية والصراحة .
4 - الحوار البناء لاسيما بين الأديان والثقافات .
5 - الإسهام في المشروع النهضوي للأمة .(7)
وسبق ان تحدثنا عن تلك المعالم البارزة في منهج سماحة الامام الشيخ المؤيد في كتابنا (التصحيح والتجديد في الفكر العربي الاسلامي - الفكر الاجتهادي الشيعي نموذجا) على مساحة اجزائه الخمسة. (8)
ان اهم ما تتصف به مرجعيته هو انها مرجعية منفتحة على الاخر ، مهما كان ذلك الاخر ، وخاصة من المذاهب الاسلامية الاخرى .
فسماحته – مثلا - لا يجد ضيرا في ان يعتمد المصادر الموثقة لذلك الاخر والتي ينأى عنها الكثير – ان لم نقل كل – من المراجع الاخرين، عندما يجد فيها ضالته دون الخروج عن ثوابت الاسلام .
فسماحته عندما يتناول القرآن الكريم كمرجع رئيسي واساسي في مرجعيته عندما يجتهد في تحصيل الحكم الشرعي، او اتخاذ موقف عام او خاص لصالح ابناء الامة الاسلامية، فإنه ينأى كثيرا عما في كتب التفاسير من باطنية ، واساطير اسرائيلية ، وغيبيات لم تثبت امام النص القرآني الصريح ولا امام العقل الانساني السوي ، مهما كان مذهب ذلك المفسر.
اما عند اعتماده الاحاديث النبوية ، فسماحته يأخذ بالاحاديث الموثقة ، ومن كل منقولات (صحاحات) المذاهب الاخرى، طالما انها لا تخرج عن ثوابت القرآن الكريم ، ولا تتضارب متونها والنص القرآني، وصحة السند .
ولسماحته دور كبير ومهم في وحدة المسلمين على صعيد الفقه خاصة .
إذ انه كثيرا ما اعمتد حكم شرعي مغاير لما ثبت في فتاوي المراجع الاخرين في المذهب لاعتمادهم على حديث لم تثبت صحته يراد منه الفرقة بين المسلمين، وهو الافتاء بخلاف ما عند العامة (أي من ابناء السنة) . (9)
***
من تصحيحاته الفقهية على سبيل المثال لا الحصر،حلية اكل لحم الارنب عنده وحسب مبانيه الفقهية، إذ ان جميع مراجع الشيعة الامامية افتوا بحرمته ، مع العلم ان جميع المسلمين يأكلون لحمه ، فضلا عن ذلك ، لم تتوضح اسباب الحرمة ، واختلفوا كذلك فيها.
فمن يقول انه مسخ . (10)
((عن علي بن أبي طالب عليهم السلام قال : سألت رسول الله صلى الله عليه وآله عن المسوخ .
فقال : هم ثلاثة عشر : الفيل والدب والخنزير والقرد والجريث والضب والوطواط والدعموص والعقرب والعنكبوت والأرنب وسهيل والزهرة ، فقيل : يا رسول الله وما كان سبب مسخهم ؟ فقال : (...) وأما الأرنب فكانت امرأة لا تتطهر من حيض ولا غيره.)) . (11)
او لانه : (( بمنزلة السنور ولها مخاليب كمخاليب السنور وسباع الوحش فجرت مجريها مع قذرها في نفسها وما يكون منها من الدم كما يكون من النساء لأنها مسخ .)). (12)
الا ان الحر العاملي يرى غير ذلك ، يقول :(( عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) ، قال : كان يكره ان يؤكل من الدواب لحم الأرنب والضب والخيل والبغال ، وليس بحرام كتحريم الميتة والدم ولحم الخنزير . الحديث .
. أقول : هذا محمول على أن الأرنب والضب محرمان ، ولكن تحريمهما دون تحريم الميتة في التغليظ ، قاله الشيخ وغيره ويحتمل الحمل على التقية .
(...) عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : كان رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) عزوف النفس ، وكان يكره الشئ . ، ولا يحرمه ، فاتي بالأرنب فكرهها ، ولم يحرمها .
أقول : تقدم وجهه ، ويحتمل كونه منسوخا ، بما مر ، وقد تقدم ما يدل على ذلك ، ويحتمل الحمل على عدم تحريم الذبح ، واستعمال الجلد والوبر في غير الصلاة .)). (13)
فيما يجد المحقق السبزواري عدم كفاية ادلة التحريم ، يقول :(( المعروف المذكور في الكتب تحريم الأرنب ، والضب ، والحشار كلها كالحية ، والعقرب ، والفأرة ، والجرذان ، والخنافس ، والصراصر ، وبنات وردان ، والبراغيث ، والقمل ، واليربوع ، والقنفذ ، والوبر ، والخز ، والفنك ، والسمور ، والسنجاب ، والغطاء . وإقامة الدليل على الكل لا يخلو عن إشكال)). (14)
ومنهم ما يراه مكروها :((كان رسول الله صلى الله عليه وآله عزوف النفس ، وكان يكره الشئ ولا يحرمه ، فأتي بالأرنب فكرهها ولم يحرمها ". وروى أبو بصير عن أبي عبد الله"شرح ص 37 "عليه السلام قال : " كان يكره أن يؤكل من الدواب لحم الأرنب والضب والخيل والبغال ، وليس بحرام كتحريم الميتة والدم ولحم الخنزير ". وقد قدمنا في معنى هذه أخبارا أخر صحيحة ، ولكن عمل الأصحاب على التحريم(( . (15)
(( فيما يرى السيد السيستاني عدم الاطلاع على سبب الحرمة : (( لا يبرر التشكيك في ثبوت هذا الحكم شأنه في ذلك شأن الكثير من الأحكام الأخرى التي نجهل الحكمة فيها .)) . (16)
فضلا عن ذلك ، اصبح للارنب ما يمكن ان نسميه بفقه الارنب ، إذ امتلآت مصادر رجال المذهب بهذا الفقه .
***
وعن الروايات ، فسماحته لا يعتمد كل رواية او حديث او خبر، مهما كان مصدره ، ما لم يتوثق من صحة اسناده ، وعدم تضاربه مع القرآن الكريم .
ولسماحته دور كبير ومتميز في هذا الجانب ، إذ رد الكثير من الروايات التي ترويها مصادر مذهبه ، والكثير من الاحاديث ايضا والتي تتصادم مع صريح القرآن .
كذلك له الدور الكبير والمتميز في رد الكثير من الا حداث التاريخية التي يراد منها شق الصف الاسلامي .
فقد انكر ما سمي بحادثة ضرب السيدة فاطمة الزهراء ، او احراق بيتها ، او اجهاضها من قبل بعض الصحابة ، لا لانه وجد فيها فرقة بين المسلمين فحسب ، وانما لم تتوثق عنده .
فسماحة الامام الشيخ المؤيد ، بحث في روايات الحادثة في مضانها التاريخية وهو يقف في منطقة الحياد ، حياد العالم الموضوعي الذي يدور مع الدليل انى دار ،و لا تأخذه في الله لومة لائم ، ومجردا من العاطفة العمياء، فقال:
(( لم يثبت ذلك عندي ... وقد ذكرنا أن حادثة كسر ضلع الزهراء عليها السلام غير ثابتة، بل القرائن المنطقية تدلل على أنها غير صحيحة ولم تكن هذه الحادثة سببا لوفاتها عليها السلام . وإنما المستفاد من النقول التاريخية أنها مرضت ووافاها الأجل سلام الله عليها . وكان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قد أخبرها بأنها أول أهل بيته لحوقا به.)).
وقال كذلك : (( إثبات وقوع هذه الحادثة هو الذي يحتاج إلى دليل والأدلة التي ذكرت لإثبات هذه القضية إما ضعيفة سندا أو متضاربة ومتعارضة أو مخالفة لمنطق طبيعة الأشياء وللقرائن التي لا بد من تحكيمها عند تقييم مضامين الأخبار والنقول وتفصيل ذلك موكول إلى مجاله التخصصي الأوسع وفقنا الله وإياكم لمراضيه)). (17)
***
وقام سماحته ، برد الكثير من الاحاديث ، والكثير من الادبيات الشيعية، كزبارة عاشوراء ، و زيارة الجامعة الكبيرة ، وبعض خطب الامام علي بن ابي طالب الواردة في النهج، وغير ذلك.
فعن زيارة عاشوراء ، و زيارة الجامعة الكبيرة ، يقول سماحته :
(( أما زيارة عاشوراء المشهورة فهي ضعيفة سندا ، وقد حاول بعض العلماء تصحيح سندها بناء على بعض المباني والقواعد الاجتهادية التي نذهب ويذهب كثير من المحققين في علمي الدراية والرجال إلى خطأها ، على أن متن هذه الزيارة يستبطن أوجها من الخلل التي تدلل على أنها إما أن تكون موضوعة أو أن يد الدس والتحريف قد نالتها فيسقط إعتبارها حتى لو فرض صحة سندها . إذ يلاحظ على متن هذه الزيارة:
أولا : ركاكة السبك والأسلوب وهو أمر بعيد عن بلاغة أهل البيت عليهم السلام .
ثانيا : خلو الزيارة من المعاني التربوية في حين أنها أنشأت ليزار بها الإمام الحسين عليه السلام في ذكرى عاشوراء حيث نهضته العظيمة وتضحيته هو والصفوة من أهل بيته وأصحابه من أجل تصحيح الانحراف وإقامة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والدفاع عن القيم.
ثالثا : تضمنت هذه الزيارة لعن بني أمية قاطبة وقد صرحت بعموم اللعن لبني أمية ويلاحظ عليه تناول اللعن لأناس ينتسبون لبني أمية لا يجوز لعنهم لصلاحهم أو لأنهم لا يستحقون مثل هذا اللعن لهم .
رابعا : تصرح الزيارة بلعن الخلفاء الراشدين الثلاثة وهو أمر لم يعرف أبدا عن أهل البيت عليهم السلام بل أشتهر عنهم عكس ذلك تماما .
وبالتالي لا تصح نسبة هذه الزيارة إلى الإمامين الباقرين عليهما السلام ولا يصح الإتيان بها حتى برجاء المطلوبية .
ومن الخطأ الفادح أن تجعل هذه الزيارة أو أن يتم تصويرها على أنها تمثل معلما من معالم الثقافة الشيعية وأدبياتها فيقوم البعض بحسن نية أو لأجل المزايدات على حساب الحقيقة بالمبالغة بالتمسك بها وتعظيم شأنها وإضفاء صفة القداسة عليها ورفض المناقشة العلمية الهادئة لها ولمثلها من الأدبيات التي تضر المذهب وأتباعه ولا تفيد وتعمق البغضاء بين المسلمين وتمعن في تبديد شملهم وتمزيق وحدتهم وهو أمر مرفوض رفضا قاطعا في ثقافة أهل البيت عليهم السلام ومدرستهم . ومن المدهش أن ينجر بعض أهل العلم وبعيدا عن المنهج العلمي للتشبث في تصحيح هذه الزيارة وإضفاء صفة القداسة عليها بقصص ومنامات ومكاشفات وما شاكل في حين أن الاستدلال المنطقي يسير عكس ذلك فالتقييم العلمي حينما يدل على عدم اعتبار هذه الزيارة علميا يدلل على بطلان هذه القصص والمنامات والمكاشفات بدلا من جعلها رصيدا لإثبات الموضوع .
وأما زيارة الجامعة الكبيرة فهي ضعيفة سندا أيضا )). (18)
***
ومن تصحيحاته كذلك ، هو ما قاله في ما يسمى عند الشيعة الامامية بالشعائر الحسينية.
يقول سماحة الامام الشيخ المؤيد ، عن هذه الممارسات:
(( -لا يجوز التطبير و ضرب الزناجيل . و في ذلك إشكال شرعي ، فإن التطبير و ضرب الزناجيل عمل محرم ، و ليس ذلك من الشعائر الحسينية ، و اذا أتى الشخص به على أنه من الشعائر يكون مبتدعاً و يأثم إثمين إثماً لحرمة العمل نفسه ، وإثماً للابتداع .
- لا يعتبر من الشعائر الحسينية ، و طول الممارسة لا يجعلها شعيرة ، و إنما هي عادة خاطئة و عمل محرم . .((
وافتى سماحته بـ : ((أن التطبير حرام شرعا فإن الذي أقدم على تطبير غيره يلحقه الإثم لأنه إرتكب من الناحية التكليفية فعلا محرما وإن لم يترتب عليه شيء من الناحية الوضعية حسب ما ذكرناه.)). (19)
***
اما على صعيد الوحدة الاسلامية ، وما وصل اليه حال المسلمين في ايامنا هذه من الفرقة بين المسلمين (الشيعة والسنة خاصة) ، فقد كان له الدور الكبير والبارز في مجال التوحيد ، ورفض كل ما له علاقة بالفرقة والتشتت لكي تكون الامة الاسلامية موحدة وهي تقف امام عدوان كبير وغزو ثقافي وايديولوجي في عصر ثورة المواصلات والاتصالات ، وعصر التقدم العلمي والفضائيات والانترنيت والكتاب الالكتروني وغيرها من الوسائل التي يستطيع ان يستخدمها من يريد الشر بالامة الاسلامية.
كان سماحته داعية الى وحدة المسلمين ، ومن منهجه في هذه الدعوة هو محاربة كل ثقافة تدعو الى الفرقة والعداء بين السنة والشيعة ، و على سبيل المثال: ثقافة سب الصحابة وامهات المؤمنين بين صفوف بعض الشيعة، ومناهضة الطائفية لاسباب سياسية، واعتماده مشروعا فقهيا اسماه (الفقه التقريبي)، وعدم التفرقة بين المسلمين ، و يرى ان لا فرق بين صفة المسلم والمؤمن . (20)
***
وفي المقابل ، قيامه بتصحيح الكثير من الافكار والاراء والمواقف التي يتخذها البعض من المسلمين تجاه الشيعة ، كإنكاره تهمة اعتقاد الشيعة بتحريف القرآن الكريم ، على الرغم من ان القلة من رجال الشيعة من قال بذلك ، ولم يكن هذا القول اعتقادا بين صفوف رجال وشيوخ المذهب. (21)
فيما يرد التهمة الاخرى الموجهة من بعض المسلمبن ضد المذهب حول ما يسمى بـ (مصحف فاطمة)، غير القرآن الكريم .يقول:
(( وردت أحاديث في بعض كتب الشيعة الأثني عشرية منسوبة الى بعض أئمة آل البيت عليهم السلام تفيد وجود كتاب أطلق عليه في هذه الأحاديث ( مصحف فاطمة ) . الا انه لا يمكن الإستناد الى هذه الأحاديث لضعف بعضها سنداً و لإشتمال بعضها على خلل في المتن يوجب سقوطها عن الحجية , و لوجود التضارب و التهافت بين هذه الأحاديث بنحو لا يفسح المجال للجمع العرفي المخرج من التهافت فيحكم بسقوطها جميعاً . و عليه يكون الكلام عمّا يسمى بمصحف فاطمة كلاماً عارياً عن المستند العلمي و يجب تنقية الثقافة الشيعية و التراث الشيعي منه )).
***
اما على المستوى السياسي ، فقد كان لسماحته دور كبير ضد احتلال العراق والعملية السياسية التي جاء بها ، من خلال المشاريع النهضوية التي قدمها على المستوى الوطني والقومي ، والاسلامي ، والانساني. (22)
***
اما تصوراته عن الحوزة العلمية والمرجعية في العراق خاصة ، فكان تصورا متقدما لا ينسى ان العصر الذي نعيشه ، هو عصر التقدم العلمي ، وعصر التعليم المستمر ، وعصر ثورة الاتصلات . (23)
***
وفي الخاتمة يمكن القول بأنّ سماحة الامام الشيخ حسين المؤيد قدم الصورة الصحيحة للمجتهد في عصرنا الحديث ، وكيف له ان يلعب دوره الامثل على المستوى الفقهي والسياسي.
الاحد، 20 آذار، 2011
***
الهوامش:
1 - الاسلام منهاج الحياة – متن فقهي يعبر عن دورة فقهية تمثل فتاوي اية الله الامام الشيخ حسين المؤيد.
2 - المصدر السابق.
3 – جواب مكتب سماحته لسؤال وجهه الكاتب اليهم.
4 – المصدر السابق.
5 - المصدر السابق.
6- راجع موقعه الالكتروني على شبكة النت .
7 – المصدر السابق.
8 – يمكن مراجعة الكتاب على المواقع الالكترونية على شبكة النت.
9 - ذكر الكليني في الكافي ص 67 عن الامام ابي عبد الله – حسب اسناده - :
(( ... قال : ينظر فما وافق حكمه حكم الكتاب والسنة وخالف العامة فيؤخذ به ويترك ما خالف حكمه حكم الكتاب والسنة ووافق العامة ، قلت : جعلت فداك أرأيت إن كان الفقيهان عرفا حكمه من الكتاب والسنة ووجدنا أحد الخبرين موافقا للعامة والآخر مخالفا لهم بأي الخبرين يؤخذ ؟ قال : ما خالف العامة ففيه الرشاد)).
10 - المقنع - الشيخ الصدوق ، والمقنعة – المفيد.
- لا يعقل ان الله سبحانه يمسخ عباده الذين خلقهم مع وجود يوم الحساب الاخروي ، فتقع العقوبة مرتين ، في الدنيا والاخرة ، وهذا مما يستحيل في عدل الله .
اما الاية التي تتحدث عن مسخ طائفة من اليهود لانهم اعتدوا في يوم السبت (( ولقد علمتم الذين اعتدوا منكم في السبت فقلنا لهم كونوا قردة خاسئين)). [البقرة:65 ]، فهو مسخ ليس في الهيئة (من هيئة بشرية الى هيئة حيوانية) كما ارى ويرى بعض المفسرين ، وانما هو مسخ في السلوك والطباع .
وتأسيسا على ذلك، لا يمكن الاخذ بهذه الاحاديث التي لا يقبلها عقل سوي ، وانماهي تقولات على لسان النبي والائمة وهم براء منها.
11 - الخصال - الشيخ الصدوق - ص 494.
12 (عيون أخبار الرضا (ع) - الشيخ الصدوق - ج 1 - ص 100.
13 - وسائل الشيعة (آل البيت) - الحر العاملي - ج 24 - ص 112 – 113.
14 - كفاية الأحكام - المحقق السبزواري - ج 2 - ص 599 .
15 - مسالك الأفهام - الشهيد الثاني - ج 12 - شرح ص 36 – 40 .
16 - استفتاءات - السيد السيستاني - ص 508.
17 - ان السيد فضل الله لم ينكر حادثة كسر الضلع بل صرّح بانه لا ينفي و لا يثبت ، وقامت عليه دنيا بعض رجال المذهب ولم تقعد لحد الان .
18 – يمكن مراجعة الموقع الالكتروني لسماحته للاطلاع على كامل نقد ه لهاتين الزيارتين ولغيرها من ادبيات المذهب.
19 – راجع دراستنا (معارضة التطبير دعوة اصلاحية لتنزيه الشعائر – واقعة الطف وتجديد النهضة الحسينية من وجهة نظر المؤيد) المنشورة في صحيفة الزمان / س13 / ع3770 / ك1/ 2010. والدراسة نفسها منشورة على مواقع الكترونية كثيرة تحت عنوان : (ذكرى واقعة الطف ومفهوم الشعائر الحسينية - من وجهة نظر شرعية للامام الشيخ حسين المؤيد).
20– التصحيح والتجديد في الفكر العربي الاسلامي عند سماحة الامام الشيخ حسين المؤيد - الكتاب الخامس – المستدرك.
21 – التصحيح والتجديد في الفكر العربي الاسلامي عند سماحة الامام الشيخ حسين المؤيد - الكتاب الخامس – المستدرك.
22 – راجع كتابنا التصحيح والتجديد في الفكر العربي الاسلامي - عند المرجع الديني سماحة اية الله الامام الشيخ حسين المؤيد -الكتاب الثاني- نحو مشروع وطني وقومي واسلامي معاصر.
((ثم عاد سماحته الى العراق في حزيران 2003 و استقر فيها في بلدة آبائه و أجداده الكاظمية المقدسة و فتح فيها المنتدى العلمي ثم إضطرته الظروف القاسية بسبب مواقفه المناوئة للإحتلال و للقوى السياسية الحاكمة الى الخروج من العراق و الإستقرار في المملكة الأردنية الهاشمية و كان ذلك سنة 2006 م و لا يزال سماحته مستقراً في الأردن على أمل مساعدة الظروف للعودة الى العراق و الإستقرار في العاصمة بغداد و اتخاذها منطلقاً لمرجعيته الإسلامية العالمية .)) .( جواب مكتب سماحته لسؤال وجهه الكاتب اليهم.).
23 – التصحيح والتجديد في الفكر العربي الاسلامي عند سماحة الامام الشيخ حسين المؤيد - الكتاب الخامس – المستدرك.
(مرجعية الامام الشيخ حسين المؤيد)
داود سلمان الشويلي
الاجتهاد بصورة عامة ، قضية مهمة ، إذ انها تعد من القضايا التي عولجت بطرق مختلفة طالما انها ترتبط ارتباطا وثيقا بالعقل الانساني المتحرك والقابل للتطور ، دون المساس بالثوابت العقيدية .
فالاجتهاد على المستوى الديني لما بعد الوحي – أي الوصول للحكم الشرعي – هو ، كما يعرفـّة الامام الشيخ حسين المؤيد ، ( تعريف متسالم عليه في المذهب الشيعي الامامي الاثني عشري):
هو : ((استنباط واستخراج الحكم الشرعي من الأدلة المقررة له . وهذه العملية لا تتحقق إلا عند من اتصف بملكة الاجتهاد وهي القدرة العلمية على الاستنباط , وهي لا تتحقق إلا عند استكمال الشخص للمؤهلات التي تبلغ به إلى المستوى العلمي التخصصي الذي يتمكن بالوصول إليه من استخراج الحكم الشرعي من مصادره .)). (1)
ومن يتصدى لهذا العمل يسمى مقلدا(بفتح اللام) ، والمقلد هذا يجب ان تتوفر فيه شروط قد تسالم عليها الشيعة الامامية الاثني عشرية كافة ايضا ، واهمها:
(( 1 - الاجتهاد ،بمعنى ان تكون الملكة موجودة عند حال اخذ الفتوى منه للعمل بها فلا يكفي حصولها في الزمن السابق على العمل بالفتوى 0
2 - العقل ، بمعنى ان يكون عاقلا حال الاستناد إلى فتواه فلا يكفي كونه عاقلا في الزمن السابق على العمل بالفتوى 0
3 - العدالة 0
4 - الحياة ، فلا يجوز الرجوع إلى الميت ابتداء أو بقاء إلا إذا وافق قوله قول الأعلم الحي .
5 - الاعلمية ، إذا تعدد المجتهدون ولم يحصل للشخص علم أو اطمئنان باتفاقهم في الرأي)) 0 (2)
واعتمادا على هذا المفهوم للاجتهاد ، واشتراطاته ، برز في المذهب الشيعي الامامي الاثني عشري ، مئات من الرجال الذين يمكن ان نطلق عليهم تسمية المجتهد ، أي الذي يستنبط الحكم الشرعي من مضانه المتفق عليها .
الا ان المجتهد – أي الشخص الذي يبذل الجهد للحصول على الحكم الشرعي – ليس هو المرجع المقلد (بفتح اللام) من قبل عامة ابناء هذا المذهب ، وانما المرجع هو المجتهد الذي يعلن تصديه للمرجعية ،إضافة الى شهادة اساتذته الذين اخذ العلم على ايديهم ، ويتبعه مجموعة ممن يمكن ان نطلق عليهم تسمية المقلدين (بكسر اللام) لاجتهاداته، عندما يجدون فيه تلك الشروط التي ذكرناها في اعلاه.
والامام الشيخ المؤيد ، من هؤلاء المجتهدين الذين وجدوا في انفسهم القدرة على التصدي الى المرجعية بين ابناء هذا المذهب ، فضلا عن شهادة الاخرين .
((بلغ سماحة الإمام المؤيد درجة الإجتهاد المطلق في سن الحادية و العشرين من عمره و شهد له بذلك استاذه المرجع المحقق الكبير آية الله العظمى الميرزا هاشم الآملي و هو من جيل الإمام الخوئي و من أبرز تلامذة مدرسة المحققين النائيني و العرافي و الأصفهاني و من أساتذة الحوزة الكبار في النجف و قم و حين سئل سماحته عن إجتهاد الإمام المؤيد أجاب هو مجتهد مطلق مسلّط على معضلات الفقه . و منذ سن الحادية و العشرين بدء الإمام المؤيد في حوزة قم بتدريس الفقه و الأصول و علم الدراية و الرجال على مستوى البحث الخارج و تكونت لسماحته حلقة بحث فيها عيون الفضلاء و اتسعت شيئاً فشيئاً حتى ناهزت الستمئة طالب من مختلف الجنسيات.
و قد أشاد بعلمه و فقاهته كبار مراجع التقليد و أساتذة الحوزة في قم و النجف فقد عبر عنه المرجع الكبير آية الله العظمى السيد شهاب الدين المرعشي النجفي بالعالم الجليل و الفاضل النبيل الألمعي اللوذعي ذخر الإسلام و المسلمين و قد ورد ذلك في إجازة السيد المرعشي للإمام في الحديث سنة 1403 هـ حيث كان عمر سماحة الشيخ 19 عاماً . و عبر عنه الإمام آية الله العظمى السيد محمد رضا الموسوي الكلبايكاني مرجع الطائفة بعد السيد الخوئي بقوله " العالم الجليل و الفقيه النبيل زاد الله في العلماء أمثاله و نفع الباحثين و الطلاب بافاداته " و قال " قد صرف برهة من عمره الشريف في تحصيل العلوم الإسلامية سيما علم الفقه و أصوله الذي به يعرف الحلال و الحرام فحقق مباحثه و فهم مسائله فهم البصير المتعمق الذكي فصار بحمد الله عالماً كاملاً و مدرساً مجيداً " 14 جمادي الثانية 1413 هـ . كما أشاد آية الله العظمى الشهيد الميرزا علي الغروي من مراجع النجف و أساتذتها بسماحة الشيخ من خلال تقريضه لكتاب سماحة الإمام المؤيد الموسوم بمسائل من الفقه الإستدلالي .)) . (3)
وسماحة الامام الشيخ المؤيد ، واحد من رجال الفكر الاسلامي ، الانساني الوحدوي ، اذ انه من خلال تصديه للمرجعية ، قدم فكرا تجاوز – على مستوى الاسلام – ما هو مذهبي متعصب ، ليس في الاحكام الشرعية فقط ، بل تعدى ذلك الى كل ما يفرق الاسلام والمسلمين من امور، وعلى صعيد السياسة ايضا ، فكان بذلك المفكر الاسلامي ، بالمعنى الاعم، وليس بالمعنى المذهبي (الشيعي الامامي الاثني عشري) ، في عصرنا هذا.
***
(( ولد سماحة العلامة الفقيه آية الله الشيخ حسين المؤيد في بغداد في السادس من شهر رمضان المبارك عام 1384 هـ الموافق للعاشر من كانون الثاني عام 1965 م . وقد نشأ سماحته في مدينة الكاظمية المقدسة في أحضان أسرة عريقة من الأسر المعروفة في الكاظمية , فوالده المغفور له الحاج الدكتور عبدا لقادر المؤيد من الأطباء الاختصاصين والأدباء المجيدين له ديوان شعر وكتاب " ألام أثناء الحمل والنفاس " . وقد أورد الأستاذ جعفر الخليلي في موسوعة العتبات المقدسة قسم الكاظمين بيت المؤيد في تعداده لبيوتات ألكاظميه المعروفة . ووالدته كريمة سماحة المرحوم المغفور له العلامة السيد محمد هادي الصدر من إعلام الكاظمية والقاضي الشرعي على مدى سنين طوال والأديب المحلق وهو حفيد سماحة آية الله العظمى الإمام السيد حسن الصدر الذي هو من مشاهير إعلام الشيعة ومحققيهم في القرن الرابع عشر الهجري . ويتصل سماحة آية الله الشيخ المؤيد من جهة جدته لأبيه بأسرة النواب الكاظمية المعروفة التي تعد من أعيان الكاظمية كما يتصل سماحته من جهة جدته لامه بأسرة آل يس التي هي من أشهر الأسر العلمية والدينية في الكاظمية فجدته لامه كريمة البحاثة المحقق آية الله الشيخ راضي آل يس صاحب كتاب " صلح الإمام الحسن عليه السلام " وهو حفيد المرجع الكبير الشيخ محمد حسن آل يس قدس سره)) . (5)
***
ولسماحته عدة مؤلفات تربو على الخمسة عشر مؤلفا ، في الفقه والفكر والسياسة. (6)
و كان لسماحته اسهام كبير ومهم في تشكيل الخطاب الاسلامي – الشيعي الامامي خاصة – من خلال مواقف وطنية وعربية واسلامية وانسانية متقدمة .
ويتصف منهج سماحته بمعالم بارزة ومهمة ، منها:
1- الوسطية الدينية والوطنية السياسية
2 - الوحدة الإسلامية والتقريب بين المذاهب الإسلامية .
3 - الموضوعية والصراحة .
4 - الحوار البناء لاسيما بين الأديان والثقافات .
5 - الإسهام في المشروع النهضوي للأمة .(7)
وسبق ان تحدثنا عن تلك المعالم البارزة في منهج سماحة الامام الشيخ المؤيد في كتابنا (التصحيح والتجديد في الفكر العربي الاسلامي - الفكر الاجتهادي الشيعي نموذجا) على مساحة اجزائه الخمسة. (8)
ان اهم ما تتصف به مرجعيته هو انها مرجعية منفتحة على الاخر ، مهما كان ذلك الاخر ، وخاصة من المذاهب الاسلامية الاخرى .
فسماحته – مثلا - لا يجد ضيرا في ان يعتمد المصادر الموثقة لذلك الاخر والتي ينأى عنها الكثير – ان لم نقل كل – من المراجع الاخرين، عندما يجد فيها ضالته دون الخروج عن ثوابت الاسلام .
فسماحته عندما يتناول القرآن الكريم كمرجع رئيسي واساسي في مرجعيته عندما يجتهد في تحصيل الحكم الشرعي، او اتخاذ موقف عام او خاص لصالح ابناء الامة الاسلامية، فإنه ينأى كثيرا عما في كتب التفاسير من باطنية ، واساطير اسرائيلية ، وغيبيات لم تثبت امام النص القرآني الصريح ولا امام العقل الانساني السوي ، مهما كان مذهب ذلك المفسر.
اما عند اعتماده الاحاديث النبوية ، فسماحته يأخذ بالاحاديث الموثقة ، ومن كل منقولات (صحاحات) المذاهب الاخرى، طالما انها لا تخرج عن ثوابت القرآن الكريم ، ولا تتضارب متونها والنص القرآني، وصحة السند .
ولسماحته دور كبير ومهم في وحدة المسلمين على صعيد الفقه خاصة .
إذ انه كثيرا ما اعمتد حكم شرعي مغاير لما ثبت في فتاوي المراجع الاخرين في المذهب لاعتمادهم على حديث لم تثبت صحته يراد منه الفرقة بين المسلمين، وهو الافتاء بخلاف ما عند العامة (أي من ابناء السنة) . (9)
***
من تصحيحاته الفقهية على سبيل المثال لا الحصر،حلية اكل لحم الارنب عنده وحسب مبانيه الفقهية، إذ ان جميع مراجع الشيعة الامامية افتوا بحرمته ، مع العلم ان جميع المسلمين يأكلون لحمه ، فضلا عن ذلك ، لم تتوضح اسباب الحرمة ، واختلفوا كذلك فيها.
فمن يقول انه مسخ . (10)
((عن علي بن أبي طالب عليهم السلام قال : سألت رسول الله صلى الله عليه وآله عن المسوخ .
فقال : هم ثلاثة عشر : الفيل والدب والخنزير والقرد والجريث والضب والوطواط والدعموص والعقرب والعنكبوت والأرنب وسهيل والزهرة ، فقيل : يا رسول الله وما كان سبب مسخهم ؟ فقال : (...) وأما الأرنب فكانت امرأة لا تتطهر من حيض ولا غيره.)) . (11)
او لانه : (( بمنزلة السنور ولها مخاليب كمخاليب السنور وسباع الوحش فجرت مجريها مع قذرها في نفسها وما يكون منها من الدم كما يكون من النساء لأنها مسخ .)). (12)
الا ان الحر العاملي يرى غير ذلك ، يقول :(( عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) ، قال : كان يكره ان يؤكل من الدواب لحم الأرنب والضب والخيل والبغال ، وليس بحرام كتحريم الميتة والدم ولحم الخنزير . الحديث .
. أقول : هذا محمول على أن الأرنب والضب محرمان ، ولكن تحريمهما دون تحريم الميتة في التغليظ ، قاله الشيخ وغيره ويحتمل الحمل على التقية .
(...) عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : كان رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) عزوف النفس ، وكان يكره الشئ . ، ولا يحرمه ، فاتي بالأرنب فكرهها ، ولم يحرمها .
أقول : تقدم وجهه ، ويحتمل كونه منسوخا ، بما مر ، وقد تقدم ما يدل على ذلك ، ويحتمل الحمل على عدم تحريم الذبح ، واستعمال الجلد والوبر في غير الصلاة .)). (13)
فيما يجد المحقق السبزواري عدم كفاية ادلة التحريم ، يقول :(( المعروف المذكور في الكتب تحريم الأرنب ، والضب ، والحشار كلها كالحية ، والعقرب ، والفأرة ، والجرذان ، والخنافس ، والصراصر ، وبنات وردان ، والبراغيث ، والقمل ، واليربوع ، والقنفذ ، والوبر ، والخز ، والفنك ، والسمور ، والسنجاب ، والغطاء . وإقامة الدليل على الكل لا يخلو عن إشكال)). (14)
ومنهم ما يراه مكروها :((كان رسول الله صلى الله عليه وآله عزوف النفس ، وكان يكره الشئ ولا يحرمه ، فأتي بالأرنب فكرهها ولم يحرمها ". وروى أبو بصير عن أبي عبد الله"شرح ص 37 "عليه السلام قال : " كان يكره أن يؤكل من الدواب لحم الأرنب والضب والخيل والبغال ، وليس بحرام كتحريم الميتة والدم ولحم الخنزير ". وقد قدمنا في معنى هذه أخبارا أخر صحيحة ، ولكن عمل الأصحاب على التحريم(( . (15)
(( فيما يرى السيد السيستاني عدم الاطلاع على سبب الحرمة : (( لا يبرر التشكيك في ثبوت هذا الحكم شأنه في ذلك شأن الكثير من الأحكام الأخرى التي نجهل الحكمة فيها .)) . (16)
فضلا عن ذلك ، اصبح للارنب ما يمكن ان نسميه بفقه الارنب ، إذ امتلآت مصادر رجال المذهب بهذا الفقه .
***
وعن الروايات ، فسماحته لا يعتمد كل رواية او حديث او خبر، مهما كان مصدره ، ما لم يتوثق من صحة اسناده ، وعدم تضاربه مع القرآن الكريم .
ولسماحته دور كبير ومتميز في هذا الجانب ، إذ رد الكثير من الروايات التي ترويها مصادر مذهبه ، والكثير من الاحاديث ايضا والتي تتصادم مع صريح القرآن .
كذلك له الدور الكبير والمتميز في رد الكثير من الا حداث التاريخية التي يراد منها شق الصف الاسلامي .
فقد انكر ما سمي بحادثة ضرب السيدة فاطمة الزهراء ، او احراق بيتها ، او اجهاضها من قبل بعض الصحابة ، لا لانه وجد فيها فرقة بين المسلمين فحسب ، وانما لم تتوثق عنده .
فسماحة الامام الشيخ المؤيد ، بحث في روايات الحادثة في مضانها التاريخية وهو يقف في منطقة الحياد ، حياد العالم الموضوعي الذي يدور مع الدليل انى دار ،و لا تأخذه في الله لومة لائم ، ومجردا من العاطفة العمياء، فقال:
(( لم يثبت ذلك عندي ... وقد ذكرنا أن حادثة كسر ضلع الزهراء عليها السلام غير ثابتة، بل القرائن المنطقية تدلل على أنها غير صحيحة ولم تكن هذه الحادثة سببا لوفاتها عليها السلام . وإنما المستفاد من النقول التاريخية أنها مرضت ووافاها الأجل سلام الله عليها . وكان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قد أخبرها بأنها أول أهل بيته لحوقا به.)).
وقال كذلك : (( إثبات وقوع هذه الحادثة هو الذي يحتاج إلى دليل والأدلة التي ذكرت لإثبات هذه القضية إما ضعيفة سندا أو متضاربة ومتعارضة أو مخالفة لمنطق طبيعة الأشياء وللقرائن التي لا بد من تحكيمها عند تقييم مضامين الأخبار والنقول وتفصيل ذلك موكول إلى مجاله التخصصي الأوسع وفقنا الله وإياكم لمراضيه)). (17)
***
وقام سماحته ، برد الكثير من الاحاديث ، والكثير من الادبيات الشيعية، كزبارة عاشوراء ، و زيارة الجامعة الكبيرة ، وبعض خطب الامام علي بن ابي طالب الواردة في النهج، وغير ذلك.
فعن زيارة عاشوراء ، و زيارة الجامعة الكبيرة ، يقول سماحته :
(( أما زيارة عاشوراء المشهورة فهي ضعيفة سندا ، وقد حاول بعض العلماء تصحيح سندها بناء على بعض المباني والقواعد الاجتهادية التي نذهب ويذهب كثير من المحققين في علمي الدراية والرجال إلى خطأها ، على أن متن هذه الزيارة يستبطن أوجها من الخلل التي تدلل على أنها إما أن تكون موضوعة أو أن يد الدس والتحريف قد نالتها فيسقط إعتبارها حتى لو فرض صحة سندها . إذ يلاحظ على متن هذه الزيارة:
أولا : ركاكة السبك والأسلوب وهو أمر بعيد عن بلاغة أهل البيت عليهم السلام .
ثانيا : خلو الزيارة من المعاني التربوية في حين أنها أنشأت ليزار بها الإمام الحسين عليه السلام في ذكرى عاشوراء حيث نهضته العظيمة وتضحيته هو والصفوة من أهل بيته وأصحابه من أجل تصحيح الانحراف وإقامة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والدفاع عن القيم.
ثالثا : تضمنت هذه الزيارة لعن بني أمية قاطبة وقد صرحت بعموم اللعن لبني أمية ويلاحظ عليه تناول اللعن لأناس ينتسبون لبني أمية لا يجوز لعنهم لصلاحهم أو لأنهم لا يستحقون مثل هذا اللعن لهم .
رابعا : تصرح الزيارة بلعن الخلفاء الراشدين الثلاثة وهو أمر لم يعرف أبدا عن أهل البيت عليهم السلام بل أشتهر عنهم عكس ذلك تماما .
وبالتالي لا تصح نسبة هذه الزيارة إلى الإمامين الباقرين عليهما السلام ولا يصح الإتيان بها حتى برجاء المطلوبية .
ومن الخطأ الفادح أن تجعل هذه الزيارة أو أن يتم تصويرها على أنها تمثل معلما من معالم الثقافة الشيعية وأدبياتها فيقوم البعض بحسن نية أو لأجل المزايدات على حساب الحقيقة بالمبالغة بالتمسك بها وتعظيم شأنها وإضفاء صفة القداسة عليها ورفض المناقشة العلمية الهادئة لها ولمثلها من الأدبيات التي تضر المذهب وأتباعه ولا تفيد وتعمق البغضاء بين المسلمين وتمعن في تبديد شملهم وتمزيق وحدتهم وهو أمر مرفوض رفضا قاطعا في ثقافة أهل البيت عليهم السلام ومدرستهم . ومن المدهش أن ينجر بعض أهل العلم وبعيدا عن المنهج العلمي للتشبث في تصحيح هذه الزيارة وإضفاء صفة القداسة عليها بقصص ومنامات ومكاشفات وما شاكل في حين أن الاستدلال المنطقي يسير عكس ذلك فالتقييم العلمي حينما يدل على عدم اعتبار هذه الزيارة علميا يدلل على بطلان هذه القصص والمنامات والمكاشفات بدلا من جعلها رصيدا لإثبات الموضوع .
وأما زيارة الجامعة الكبيرة فهي ضعيفة سندا أيضا )). (18)
***
ومن تصحيحاته كذلك ، هو ما قاله في ما يسمى عند الشيعة الامامية بالشعائر الحسينية.
يقول سماحة الامام الشيخ المؤيد ، عن هذه الممارسات:
(( -لا يجوز التطبير و ضرب الزناجيل . و في ذلك إشكال شرعي ، فإن التطبير و ضرب الزناجيل عمل محرم ، و ليس ذلك من الشعائر الحسينية ، و اذا أتى الشخص به على أنه من الشعائر يكون مبتدعاً و يأثم إثمين إثماً لحرمة العمل نفسه ، وإثماً للابتداع .
- لا يعتبر من الشعائر الحسينية ، و طول الممارسة لا يجعلها شعيرة ، و إنما هي عادة خاطئة و عمل محرم . .((
وافتى سماحته بـ : ((أن التطبير حرام شرعا فإن الذي أقدم على تطبير غيره يلحقه الإثم لأنه إرتكب من الناحية التكليفية فعلا محرما وإن لم يترتب عليه شيء من الناحية الوضعية حسب ما ذكرناه.)). (19)
***
اما على صعيد الوحدة الاسلامية ، وما وصل اليه حال المسلمين في ايامنا هذه من الفرقة بين المسلمين (الشيعة والسنة خاصة) ، فقد كان له الدور الكبير والبارز في مجال التوحيد ، ورفض كل ما له علاقة بالفرقة والتشتت لكي تكون الامة الاسلامية موحدة وهي تقف امام عدوان كبير وغزو ثقافي وايديولوجي في عصر ثورة المواصلات والاتصالات ، وعصر التقدم العلمي والفضائيات والانترنيت والكتاب الالكتروني وغيرها من الوسائل التي يستطيع ان يستخدمها من يريد الشر بالامة الاسلامية.
كان سماحته داعية الى وحدة المسلمين ، ومن منهجه في هذه الدعوة هو محاربة كل ثقافة تدعو الى الفرقة والعداء بين السنة والشيعة ، و على سبيل المثال: ثقافة سب الصحابة وامهات المؤمنين بين صفوف بعض الشيعة، ومناهضة الطائفية لاسباب سياسية، واعتماده مشروعا فقهيا اسماه (الفقه التقريبي)، وعدم التفرقة بين المسلمين ، و يرى ان لا فرق بين صفة المسلم والمؤمن . (20)
***
وفي المقابل ، قيامه بتصحيح الكثير من الافكار والاراء والمواقف التي يتخذها البعض من المسلمين تجاه الشيعة ، كإنكاره تهمة اعتقاد الشيعة بتحريف القرآن الكريم ، على الرغم من ان القلة من رجال الشيعة من قال بذلك ، ولم يكن هذا القول اعتقادا بين صفوف رجال وشيوخ المذهب. (21)
فيما يرد التهمة الاخرى الموجهة من بعض المسلمبن ضد المذهب حول ما يسمى بـ (مصحف فاطمة)، غير القرآن الكريم .يقول:
(( وردت أحاديث في بعض كتب الشيعة الأثني عشرية منسوبة الى بعض أئمة آل البيت عليهم السلام تفيد وجود كتاب أطلق عليه في هذه الأحاديث ( مصحف فاطمة ) . الا انه لا يمكن الإستناد الى هذه الأحاديث لضعف بعضها سنداً و لإشتمال بعضها على خلل في المتن يوجب سقوطها عن الحجية , و لوجود التضارب و التهافت بين هذه الأحاديث بنحو لا يفسح المجال للجمع العرفي المخرج من التهافت فيحكم بسقوطها جميعاً . و عليه يكون الكلام عمّا يسمى بمصحف فاطمة كلاماً عارياً عن المستند العلمي و يجب تنقية الثقافة الشيعية و التراث الشيعي منه )).
***
اما على المستوى السياسي ، فقد كان لسماحته دور كبير ضد احتلال العراق والعملية السياسية التي جاء بها ، من خلال المشاريع النهضوية التي قدمها على المستوى الوطني والقومي ، والاسلامي ، والانساني. (22)
***
اما تصوراته عن الحوزة العلمية والمرجعية في العراق خاصة ، فكان تصورا متقدما لا ينسى ان العصر الذي نعيشه ، هو عصر التقدم العلمي ، وعصر التعليم المستمر ، وعصر ثورة الاتصلات . (23)
***
وفي الخاتمة يمكن القول بأنّ سماحة الامام الشيخ حسين المؤيد قدم الصورة الصحيحة للمجتهد في عصرنا الحديث ، وكيف له ان يلعب دوره الامثل على المستوى الفقهي والسياسي.
الاحد، 20 آذار، 2011
***
الهوامش:
1 - الاسلام منهاج الحياة – متن فقهي يعبر عن دورة فقهية تمثل فتاوي اية الله الامام الشيخ حسين المؤيد.
2 - المصدر السابق.
3 – جواب مكتب سماحته لسؤال وجهه الكاتب اليهم.
4 – المصدر السابق.
5 - المصدر السابق.
6- راجع موقعه الالكتروني على شبكة النت .
7 – المصدر السابق.
8 – يمكن مراجعة الكتاب على المواقع الالكترونية على شبكة النت.
9 - ذكر الكليني في الكافي ص 67 عن الامام ابي عبد الله – حسب اسناده - :
(( ... قال : ينظر فما وافق حكمه حكم الكتاب والسنة وخالف العامة فيؤخذ به ويترك ما خالف حكمه حكم الكتاب والسنة ووافق العامة ، قلت : جعلت فداك أرأيت إن كان الفقيهان عرفا حكمه من الكتاب والسنة ووجدنا أحد الخبرين موافقا للعامة والآخر مخالفا لهم بأي الخبرين يؤخذ ؟ قال : ما خالف العامة ففيه الرشاد)).
10 - المقنع - الشيخ الصدوق ، والمقنعة – المفيد.
- لا يعقل ان الله سبحانه يمسخ عباده الذين خلقهم مع وجود يوم الحساب الاخروي ، فتقع العقوبة مرتين ، في الدنيا والاخرة ، وهذا مما يستحيل في عدل الله .
اما الاية التي تتحدث عن مسخ طائفة من اليهود لانهم اعتدوا في يوم السبت (( ولقد علمتم الذين اعتدوا منكم في السبت فقلنا لهم كونوا قردة خاسئين)). [البقرة:65 ]، فهو مسخ ليس في الهيئة (من هيئة بشرية الى هيئة حيوانية) كما ارى ويرى بعض المفسرين ، وانما هو مسخ في السلوك والطباع .
وتأسيسا على ذلك، لا يمكن الاخذ بهذه الاحاديث التي لا يقبلها عقل سوي ، وانماهي تقولات على لسان النبي والائمة وهم براء منها.
11 - الخصال - الشيخ الصدوق - ص 494.
12 (عيون أخبار الرضا (ع) - الشيخ الصدوق - ج 1 - ص 100.
13 - وسائل الشيعة (آل البيت) - الحر العاملي - ج 24 - ص 112 – 113.
14 - كفاية الأحكام - المحقق السبزواري - ج 2 - ص 599 .
15 - مسالك الأفهام - الشهيد الثاني - ج 12 - شرح ص 36 – 40 .
16 - استفتاءات - السيد السيستاني - ص 508.
17 - ان السيد فضل الله لم ينكر حادثة كسر الضلع بل صرّح بانه لا ينفي و لا يثبت ، وقامت عليه دنيا بعض رجال المذهب ولم تقعد لحد الان .
18 – يمكن مراجعة الموقع الالكتروني لسماحته للاطلاع على كامل نقد ه لهاتين الزيارتين ولغيرها من ادبيات المذهب.
19 – راجع دراستنا (معارضة التطبير دعوة اصلاحية لتنزيه الشعائر – واقعة الطف وتجديد النهضة الحسينية من وجهة نظر المؤيد) المنشورة في صحيفة الزمان / س13 / ع3770 / ك1/ 2010. والدراسة نفسها منشورة على مواقع الكترونية كثيرة تحت عنوان : (ذكرى واقعة الطف ومفهوم الشعائر الحسينية - من وجهة نظر شرعية للامام الشيخ حسين المؤيد).
20– التصحيح والتجديد في الفكر العربي الاسلامي عند سماحة الامام الشيخ حسين المؤيد - الكتاب الخامس – المستدرك.
21 – التصحيح والتجديد في الفكر العربي الاسلامي عند سماحة الامام الشيخ حسين المؤيد - الكتاب الخامس – المستدرك.
22 – راجع كتابنا التصحيح والتجديد في الفكر العربي الاسلامي - عند المرجع الديني سماحة اية الله الامام الشيخ حسين المؤيد -الكتاب الثاني- نحو مشروع وطني وقومي واسلامي معاصر.
((ثم عاد سماحته الى العراق في حزيران 2003 و استقر فيها في بلدة آبائه و أجداده الكاظمية المقدسة و فتح فيها المنتدى العلمي ثم إضطرته الظروف القاسية بسبب مواقفه المناوئة للإحتلال و للقوى السياسية الحاكمة الى الخروج من العراق و الإستقرار في المملكة الأردنية الهاشمية و كان ذلك سنة 2006 م و لا يزال سماحته مستقراً في الأردن على أمل مساعدة الظروف للعودة الى العراق و الإستقرار في العاصمة بغداد و اتخاذها منطلقاً لمرجعيته الإسلامية العالمية .)) .( جواب مكتب سماحته لسؤال وجهه الكاتب اليهم.).
23 – التصحيح والتجديد في الفكر العربي الاسلامي عند سماحة الامام الشيخ حسين المؤيد - الكتاب الخامس – المستدرك.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق