احمد الكاتب
قراءة في الفكر الشيعي المعاصر
2010
داود سلمان الشويلي
------------------------------------------------
) بل قالوا إنا وجدنا آباءنا على أمةٍ وإنا على آثارهم مهتدون (
)الزخرف: 22)
------------------------------------------
(( أود في البداية الاشارة الى أن الاسلام كتابا وسنة تواتر لدى جميع المسلمين وبالتالي فلم ولا توجد خلافات جوهرية بين الفرق الاسلامية حول أصول الدين الاسلامي وفروعه، مثل التوحيد والنبوة والمعاد، أو الصلاة والصوم والحج والزكاة، أو القيم والأخلاق والأحكام الأخرى، وأن الخلاف الأساسي الذي حدث بين الفرق المختلفة انما كان في المجال السياسي والدستوري بالمصطلح الحديث، وبالتالي فان الخلاف بين الشيعة والسنة لا يدور حول الاسلام وانما حول الفكر السياسي)).
احمد الكاتب
--------------------------------------
توطئة:
ليس هذا كتاب عن الفكر الفقهي القابل للاجتهاد (العلوم الشرعية ) ولا عن علم الكلام (العقيدة والتوحيد) ، وانما هو كتاب يتضمن قراءة لفكر رجل برز من ابناء الحوزة العلمية الشيعية في النجف وقم ، وثار على السائد في الفكر الاسلامي – الشيعي الامامي خاصة - الذي درسه ودرّسه وبشر به .
انه قراءة في الفكر الشيعي الامامي الاثني عشري الذي خاض فيه المفكر الاسلامي احمد الكاتب .
***
قد تنبه رجال مسلمون منذ نهاية القرن التاسع عشر ، كجمال الدين الافغاني ، ومحمد عبدة ، ومحمد رشيد رضا ، وعلي عبد الرازق ، وحسن البنا ، وسيد قطب ، وغيرهم ، على المستوى الاسلامي ، و الشيخ كاشف الغطاء ، والسيد محسن الامين ،ومحمد جواد مغنية ، والسيد محمد حسين فضل الله (من المتوفين)، والسيد علي الامين ، والشيخ حسين المؤيد (من الاحياء) ، على مستوى المذهب الشيعي الامامي الاثني عشري ، الى ما وصل اليه حال امة الاسلام من اوضاع متردية على كافة المستويات ، وهم يعيشون التطور العلمي والحضاري الذي وصله الغرب، فقد تنبه المفكر احمد الكاتب الى كل ذلك وهو يعيش اجواء المذهب من داخله ، فيما العالم من حوله يعيش اجواء اخرى ، كان العالم يعيش بعقله ، فيما المسلمون – بكافة مذاهبهم – يعيشون بعاطفتهم ، مجمدين ، ومخدرين عقولهم ، وهم يستنطقون النصوص (روايات واحاديث وتاريخ) مهما كانت والتي قيلت قبل اكثر من الف سنة ونقلت عن طريق العنعنة سندا، والنصوص هذه هي منتج بشري ، او كما قال الامام ابو حنيفة عن الرجال الذين انتجوها انهم رجال ونحن رجال ايضا.
واحسب اني صادق فيما ذهبت اليه في ان احمد الكاتب انطلق من هذه المقولة وتمثلها وهو يدرس الفكر الشيعي الامامي الاثني عشري بكل ما اثقله التاريخ من تراث ما زال ابناء المذهب ينوؤن تحت ثقله ، ويضعه تحت مجهرالنقد والتمحيص ، ويناقشه بالادلة التي هي اساسا ادلة شيوخ هذا المذهب الاوائل ، مما يجعل القاريء لتلك المناقشة يخرج بخلاصة مفادها ان هناك تناقضا صارخا في تراث ذلك الفكر .
اقدم هذه القراءة لنتاج فكر احمد الكاتب ، آمل ان اكون قد احسنت القراءة ، ومن الله التوفيق والسداد. (*)
داود سلمان الشويلي
ت2 / 2010 - نيسان 2011
----------------------------------
مقدمة:
ان الفكر، سواء اكان اداة للتفكير، او كان منتـَجا لها، هو ابن واقعه الذي عاش فيه وتعامل مع مكوناته.
وفكرنا الاسلامي – كأ ي فكر انساني - هو كل هذا ، ان كان ذلك سنيا او شيعيا او... او ... الخ. .
واعتمادا على ذلك يمكن فهم الحديث النبوي – ان صح - الذي اخرجه ابو داود في صحيحه، والذي يقول: (ان الله يبعث لهذه الامة عند رأس كل مائة سنة من يجدد لها دينها) . ( 1) على انه دعوة لجعل هذا الفكر – وليس الثوابت القرآنية – حالة متغيرة حسب الزمان والمكان ، وليس حالة ثابتة ارثذوكسية دوغماتية لا يأتيها الباطل من بين يديها ولا من خلفها كما اراد لها الكثير من رجال الدين ، و الحركات الدينية المتطرفة في عصرنا الحاضر.
في تعريفه للثابت والمتحول، قال الشاعر ادونيس عن الثابت، هو : ( الفكر الذي ينهض على النص) . اما المتحول ، فهو: (الفكر الذي ينهض على النص، لكن بتأويل يجعل النص قابلا للتكيف مع الواقع وتجدده، وإما انه الفكر الذي لا يرى في النص أية مرجعية ، ويعتمد اساسا على العقل لا على النقل). (2)
وهكذا درج الفكر الاسلامي المنتـَج من قبل الرجال منذ التأسيس ، على ان يكون من المتحول على ايدي رواده المؤسسين منذ نهاية القرن الاول وبداية القرن الثاني الهجريين ، إذ امتلكوا حرية كاملة في ان يقولوا كل شيء ، وقد عبر عن ذلك الامام ابو حنيفة عندما قال عن فكر الذين سبقوه: هم رجال ونحن رجال ، كما ذكرت سابقا.
الا ان البعض من رجال الدين، او ممن تنطبق عليهم هذه التسمية ارادوا له – خاصة منذ النصف الاول للقرن الماضي - ان يجمّد على الحالة التي وصل اليهم عندما وضعت المذاهب الاسلامية كطريق لفهم حلال الاسلام وحرامه ، فتحول الى ثابت ،علما ان مؤسسي تلك المذاهب – بعيدا عن رجال الكلام والفلاسفة المسلمين - لم يريدوا لفقههم ان يكون كذلك (3) ، ان كان ذلك بإرادة منهم او بفهم ارادي او غير ارادي لحديث نبوي – أن صح– يؤكد على ان خلاف امة الاسلام رحمة .
لقد امات هؤلاء الرجال ،عند عامة المسلمين ،العقول (4) ، فتجنبت التفكير والتأمل الواعيين ، فاصبح المسلم محكوم بمسلمات ، هي في الاساس افكار جاء بها رجال كباقي الرجال.
صار الفكر الاسلامي بشتى تجلياته المذهبية فكرا (سلفيا) (5) ، اقصائيا، والكل يريد العودة به الى العصر الاسلامي الاول ، اذ يعتبر عندهم هو الفترة الاسلامية الحقة ، وغيرها غير اسلامي . ربما اعتمادا على حديث – ان صح – يؤكد على افضلية القرون حسب قربها لفترة الوحي ، دون اعتبار للزمان والمكان ، بل سدوا امام هذين العاملان الفاعلان آذانهم .
اضافة لما قلناه سابقا - تجميد الفكر ، وسلفيته – فإنهم وحدوا بينه وبين الدين . إذ حمل خطابهم – المكتوب والشفوي المؤسس عليه – هذه الوحدة التي تصل حد التماهي، فقدموا الفكر على انه دين منزل من السماء.
وهذا الفعل غير مقتصر على مذهب معين من مذاهب الاسلام فقط ، بل انه شائع بين المذاهب كافة.
اضافة لذلك ، ومن خلال هذه التماهي ، استقطوا التاريخ وما هو تاريخي من احداث ، واضفوا عليهما من هذا الفكر قدسية لم ينزل بها الله من سلطان .
ولما كان حديثنا منصبا عن المذهب الشيعي الامامي الاثني عشري وفكره ، فجدير بنا ان نذكر ان العقل هو احد مصادر التشريع فيه ، حتى وصل الحال بشيوخ المذهب الى تمجيده .
فأول باب وضعه الشيخ الكليني في الجزء الاول - ص 11من كتابه الكافي هو باب العقل ، واورد العشرات من احاديث الائمة عنه .
وعلى الرغم من كل ذلك، فقد غيبوا العقول عند عامة الشيعة، واسقطوا سيرورة وصيرورة التاريخ ، وكذلك مفهومي الزمان والمكان، فدفعوا بالشيعة الى ان يكونوا مقلدين ، حتى بات الاجتهاد الشيعي الامامي الاثني عشري – على سبيل المثال - هو انتاج ما تم انتاجه ، و تقليد لما قيل قبل اكثر من الف سنة ، ولا جديد تحت الشمس سوى ما هو مسطر في الاوراق الصفر.
***
من خلال سيرورة التاريخ الذي رافقه اضطهاد للشيعة، ابتداء من اغتيال الخليفة الراشد الرابع علي بن ابي طالب ، وكذلك ابنه الحسين ، اعتمد بعض الشيعة من خلال مدرسة الامام الصادق الفقهية ، ومرجعيته الروحية الى ما يمكن تسميته بالامامة الروحية ، على العكس من الامامة السياسية التي اخذ بها البعض من ائمة الشيعة كزيد بن علي وابنه مثلا في ذلك الوقت ،ومن خلال تلك المسيرة تشضى الشيعة بين امامتين: روحية وسياسية ، فأنشأ البعض منهم – اصحاب الفكر الامامي السياسي - دولا وامارات على امتداد رقعة الامة الاسلامية، كالفاطمية ، والقرمطية ، والحمدانية، مثلا، فراحت الافكار الغريبة عنه - الفلسفية خاصة - تدخل فيه بصورة عامة كالاعتزال ، والافلاطونية المحدثة ، والهيلينية ، والغنوصية (الهرمسية) ، والصوفية ، وغيرها من الافكار التي استطاع المذهب الامامي الاثني عشري ان يستوعب بعضها ويتمثله داخل بنيته التي وصلت اليه بتقادم الزمن، فكان هذا الخليط اللامتجانس من الافكار المتطرفة والغالية التي يحاول الكثير من علمائه المخلصين التخلص منها ، فمنهم من وفق ومنهم من اخفق .
***
يعتمد المفكر الشيعي احمد الكاتب في دراساته للفكر الاسلامي و الفكر الشيعي الامامي الاثني عشري خاصة، منهجية تاريخية علمية تقوم على ضبط واستنطاق النصوص واشهادها . (6)
فبدء من محاولته القراءة التاريخية لما سمي بنظرية ولاية الفقيه، وما خلصت اليه من نتائج كبيرة ومهمة – وخطيرة ايضا - على صعيد الفكر الشيعي الامامي الاثني عشري ، حتى لحظة خروجه من جبة الطالب الحوزي المبشر بالمذهب الشيعي الامامي الاثني عشري ، والداعية الاقوى لنظرية ولاية الفقيه ، الى افاق الديمقراطية "الغربية" ، كان الكاتب تاريخيا في منهجيته . (7)
اذ ان المنهج التاريخي الذي سلكه ، ان كان ذلك من خلال قراءته لما وصل اليه من مصادر تاريخية قديمة وحديثة ، او كان ذلك في تدرجه التاريخي لموضوعه المدروس، قد افاده كثيرا في تبيان الحقائق التي توصلت اليه دراساته وبحوثه .
فبداية من تحديد موضوعه الاول ( صلاحية نظرية ولاية الفقيه للتطبيق في العراق) والبحث فيه للاسباب التي ذكرها في مواضع كثيرة من كتاباته ومقابلاته الصحفية والتلفزيونية ، وحتى اخر موضوع بحثه ، كان المستقبل الذي ينشده للامة الاسلامية ، والذي يدعو اليه ، يبرز من بين ثنايا اوراق ذلك الماضي وهذا الحاضر.
ان ما توصل اليه هو ان الفكر المدروس والمبحوث يقع خارج الزمن ، بكل تجلياته ، السياسية والدينية.
ان دراساته تلك ، وعلى الرغم من منطلقها الذي نوهنا عنه، تبقى دراسة في الفكر السياسي الاسلامي بمذهبيه الرئيسيين الشيعي والسني ،لان الفكر الاسلامي ، قد بني اساسا على الصراع السياسي ، والولاية خاصة، أي توظيف الدين لخدمة الاغراض السياسية، او ما يسمى في وقتنا الحاضر بتسييس الدين .
ان السياسة هي التي قادت الفكر الاسلامي واوصلته الى ما وصله (كما قادت الكاتب نفسه الى طروحاته الفكرية الجديدة) ، والفكر هذا هو فكر سياسي بإمتياز، ومن ثم جعلت – السياسة - الامة الاسلامية تنقاد الى هذا الفكر الذي ابتنى عليها.
وما الاختلاف والخلاف ، وكذلك غائية قراءة التاريخ الاسلامي (من خلال نصوص السيرة النبوية والمصادر التاريخية المعروفة، والمختلف عليها وفيها) بين المذهبين الرئيسيين في الاسلام – السنة والشيعة خاصة – الا ناتج لها، أي للسياسة ، وللصراع السياسي حول الامامة بوجهيها السياسي والروحي. (8)
واذا كان الذي قلناه سابقا لا يعدو الا ان يكون نتيجة لما توصل اليه كثير من الدارسين المستشرقين الجادين بدراسة التاريخ الاسلامي كجولدسهير (9) فليس معنى ذلك انه نظرة استشراقية معادية ، بل انه حقيقة تاريخية تصدع بها المصادر التي وصلتنا منذ القرون الاولى للتدوين.
ان الصراع السياسي الذي هو اس الفكر الاسلامي المتشكل بعد رحيل الرسول الى ربه حتى يومنا هذا ، قد ابتنى اساسا في مراحل سيرورته الزمنية على النص القرآني والحديثي بفهم بشري، وبالاخص القراءة التأويلية المؤدلجة لهما ، ومن ثم ابتعد كثيرا عنهما واقترب من الروايات ،أي تحول – هذا الفكر – من هيمنة القراءة المؤدلجة للنص بشقيه القرآني والحديثي، الى هيمنة الروايات، وسلطة التاريخ.
والصراع السياسي هذا قد ابتنى اساسا على وجهتي النظر اللتين تحملهما الامة الاسلامية وقتذاك عن الامامة ،وهما وجهي عملة واحدة تأخذ اساسها الصلب من العصبية القبلية ، والتأويل المختلف للاحاديث المروية - ان صحت - عن النبي حول ذلك . (10)
فالسنة اخذوا بمبدأ الشورى ، والشيعة – بعد القرن الاول الهجري خاصة - اعتمدوا مبدأ النص والتعيين الالهيين المعتمدين على نص حديث مقروء قراءة شيعية متأخرة عن فترتي الوحي و الخلفاء الراشدين، تاريخيا. (11)
اما الفرق الشيعية الاخرى، الزيدية مثلا، فقد توصلت الى القول بأمامة المفضول بوجود الافضل، وبهذا عادت الى الشورى الى حد ما . (12)
***
ان دراسات احمد الكاتب للفكر الشيعي الامامي الاثني عشري تأتي من باب الاصلاح من داخل هذا الفكر .
يقول عن اشتغاله في هذا الفكر : (( هي عملية إصلاح داخلية تستهدف معالجة بعض الاجتهادات والافتراضات الخاطئة التي دخلت على المذهب الشيعي ولم تكن معروفة او متفقا عليها منذ البداية ، انني أريد العودة الى مذهب اهل البيت وفقه الامام جعفر الصادق وسيرة علي والحسين ، وان الاعتقاد بوجود المهدي هو فرضية اجتهادية فلسفية افترضها المتكلمون في القرن الثالث الهجري ، اما ولاية الفقيه فهي نظرية حديثة لم يجمع عليها الشيعة.
و اشعر ان عملية الإصلاح ضرورية وواجبة ، وهي أيضا ممكنة ومجدية وكانت نظرية ولاية الفقيه نفسها ثورة ضد نظرية الانتظار التي استمرت ألف عام ، اما العنف المضاد فهو متوقع ، وهو أمر طبيعي في اية حركة إصلاحية ، ولكنه لن يستطيع ان يقف أمام مسيرة التاريخ. )). (13)
***
احمد الكاتب الذي تحول من الدراسة الحوزوية التقليدية ، الى ان يكون واحد من دارسي الفكر الشيعي ، اصبح مفكرا اشكاليا ، ليس داخل فكر المذهب الذي ينتمي اليه ، بل في الفكر الاسلامي عامة. (**)
فالكثير من رجال الدين من مذهبه قد اتهموه بشتى التهم ، منها تأثره بالفكرالسلفي الوهابي ، وراح البعض – كذلك – يروج الى انه قد اشتري من اعداء اهل البيت ومذهبهم لتقويض المذهب من داخله، وهم بهذه التهم يتهمون مذهبهم نفسه بأنه هش وعرضة للتقويض ، دون ان يردوا عليه الحجة بالحجة ، والدليل بالدليل، ومنهم من قام بالهجوم الشخصي عليه ، واتهامه بالكفر والفسق والضلال والانحراف واتباع الهوى والطغيان والشرك والفتنة.
اما البعض من ابناء السنة فقد اتهموه بالتقية ، هذا المعتقد الاسلامي الذي اسيء استخدامه كثيرا من قبل رجال المذهب، إذ اتهموه بأنه يقول عكس ما يضمر من اعتقاد .
ان ظاهرة التكفبر ورمي المفكرين الاحرار بشتى التهم هي ظاهرة ثقافية عامة في العالم الاسلامي وفي كافة المذاهب والمدارس المذهبية . (14)
ان المفكر الاسلامي احمد الكاتب قال بما لم يقله الاوائل من رجال المذهب ، الا انه اعتمد اقوال اغلب اؤلئك الرجال – خاصة مشايخ المذهب – واتى بالادلة على ما قاله من كتبهم ، وكل ما قاله – والحقيقة تقال – انه يهدم المذهب من الاساس .
وهذا ما اوصله الى القول : ان ((الفكر السياسي الشيعي والسني ميتان ومنقرضان )) مثلا. (15)
و قال بالفرضية الفلسفية للاعتقاد بمحمد بن الحسن العسكري مهديا، ونفى وجوده واقعا لانه – حسب ادلته - غير مولود اصلا .
هذا الامر زلزل الفكر الشيعي الامامي الاثني عشري الذي بني اصلا على وجود الائمة الاثني عشر ، وبنفيه وجود الامام الثاني عشر ، سقط عمود من اعمدة هذا الفكر في ان الائمة اثنا عشر اماما، وما تبعه من اعتقادات اخرى ترتبت على ذلك ، كسفراء الامام ، ونوابه، وجمع الخمس بإسمه ، و نظرية التقية والانتظار ، ومن ثم نظرية ولاية الفقيه، وكذلك نظرية الامامة الالهية (بالنص والتعيين).
انه تحدث في المسكوت عنه واللامفكر فيه حسب مصطلحي المفكر محمد ارغون.
***
الهوامش:
* توقف مشروع الدراسة بعد عدة مكاتبات بين كاتب سطورها والمفكر احمد الكاتب ، حيث كان الاتفاق الاولي ان اطرح عليه مجموعة من الاسئلة المستنبطة من كتبه و دراساته ليجيب عنها ، الا انه اعتذر بداية بحجة ان الاجابات يمكن ان احصل عليها بنفسي من نتاجاته المنشورة، وكنت انا ارغب في الحصول على اجابات حديثة الزمن بعد ان مضى على كتابة كتابه الاول اكثر من عقد ، وايضا طلب مني ان اعطيه الوقت الكافي للاجابة ، الا انه بعد اكثر من رسالة متبادلة فيما بيننا استشفيت انه لا يرغب في الاجابة ، ولا اعرف سببا وجيها لذلك ، وكنت قد اعددت هذه السطور الاولية للكتاب المزمع كتابته ، وبعد اكثر من ستة اشهر مضت ، وانقطاع المراسلة بيننا ، وجدت من المفيد نشر ما كتبته .
1 - جامع الاصول في احاديث الرسول – ابن الاثير – ج12 – ص 218.
2 – الثابت والمتحول – ص13 – 14 . مع العلم ان الشيعة يتخذون من العقل مصدرا من مصادر التشريع.
- استخدم المرجع الشيعي السيد محمد حسين فضل الله مصطلح المتحول كثيرا في كتاباته ، وهذا يعني ادراكه الدقيق للفكر الذي يؤمن به على انه فكر متحول غير ثابت .
3 – تأسست المذاهب اساسا على طرق فهم حلال الاسلام وحرامه في البداية، اعتمادا على الصراع السياسي.
4 - يقول ابن رشد بوجود ثلاثة انواع من العقول . النوع الاول هو العقول البرهانية القادرة على متابعة دليل يقيني محكم ،وتصل الى نتائج بينة ضرورية ،وربط هذه الادلة هو الذي يكون الفلسفة. والنوع الثاني عقول منطقية تكتفي بالبراهين الجدلية . اما النوع الثالث فهو العقول التي تستجيب للوعظ والادلة الخطابية ، وهذه غير مهيأة لاتباع الاستدلال المنظم ، والعقول الاخيرة نجدها عند جميع الناس العاديين ، وهم السواد الاعظم الذين لا يستجيبون الا للخيال والعاطفة وحسب. راجع : تراث الاسلام ج2 ص45 – عالم المعرفة .
- ويقول د. توفيق الطويل : منذ امد طويل تعرض العقل العربي في امتنا لحملة ضارية من النقد والتجريح ، واضطهد الكثيرون من دعاته بغير وجه حق ، ونالهم عذاب اليم، وكان مرد ذلك الى ان العقل في سعيه الدائب الى الكشف عن الحقيقة قد انحرف – احيانا – وضل السبيل . وفي غمرة مطاردة الضالين والانتقام منهم ، تعرض الكثيرون للاضطهاد زورا وبهتانا . ولعلنا لم ننس بعد ما اصاب هؤلاء منذ العصر العباسي الاول ، في عهد المهدي والهادي والرشيد والمأمون والمعتصم ... وكان ما كان من قتل وصلب وإحراق بالنار.. – راجع : في ترثنا العربي والاسلامي – د.توفيق الطويل – ص 149 – عالم المعرفة – 1985.
5 - اقصد بالسلفية هنا ليس اتباع ابن تيمية ، وانما اقصد بالسلفي هو صاحب الفهم الذي لا يقبل فهما اخر ، وصاحب الرأي الذي لا يقبل رأيا اخر ولا يقابله حجة بحجة ، ودليل بدليل ، ويرى إن أي رأي جديد هو بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار .
6 - واغلبها نصوص بشرية ، وان قامت على نص قرآني ، فهي تبقى بشرية التفسير والتأويل والرأي.
7 – يقول في مقابلة له مع "العربية.نت" "دخلت الحوزة وعمري 14 عاما، وقمت بتدريس الفقه لأكثر من 25 سنة، ولي حوالي 15 كتابا قبل أن أنحى المنحى الأخير، أبرزها كتاب (عشرة ناقص واحد يساوي صفر) أي أننا لو حذفنا نظرية الامامة فلن يبقى شيء من الدين، ونشرته عام 1974 وطبع عدة طبعات، وقمت بتأسيس حركية شيعية امامية في السودان، وكانت لي علاقات دعوية تبليغية للفكر الإمامي"..
8 – يقول سعيد بنسعيد العلوي في الخطاب الاشعري ص34 – بيروت 1981 عن خلاف الفرق حول الامامة: انه ( خلاف مركزي ، بل انه ام الخلاف كله وقطب رحاه) انظر الفكر الاسلامي هامش 5 ص20 .
9 - العقيدة والشريعة في الاسلام – القاهرة 1988 – باللغة العربية- راجع ص18 الفكر الاسلامي محمود اسماعيل ج4 .
10 – من مثل :
- " إن هذا الأمر لا ينقضي حتى يمضي فيهم اثنا عشر خليفة " .
- و " لا يزال أمر الناس ماضيا ما وليهم اثنا عشر رجلا " .
- و " لا يزال الاسلام عزيزا إلى اثني عشر خليفة ".
وبعض مرويات هذه الاحاديث يضاف لها لفظة (من قريش).
11- لم يذكر الامام علي بن ابي طالب فيما نقلته المصادر التاريخية المدونة من قبل كتّاب سنة او شيعة انه قد احتج في أي حديث له بما سمي بحديث الغدير.
12 - فقد ذهب اهل السنة الى ان الامامة شورية ، لكن الامر اختلف على صعيد الممارسة حتى في عصر صدر الاسلام نفسه. وقالت الشيعة بالنص والتعيين ، لكن بعض فرقها تخلت عن هذا المعتقد في ظروف تاريخية بعينها .وقال الخوارج بأحقية كل مسلم في تولي الامامة ،لكنهم حولوها الى ملك وراثي في معظم الاحوال ، بل ذهبت بعض فرقهم الى نفي القول بالامامة اصلا. والمعتزلة اشترطوا ان يكون الامام عادلا وجعلوا الامامة شورى كأهل السنة ، لكنهم شايعوا الشيعة من الناحية العملية الواقعية - ص21 الفكر الاسلامي.
13 – حديث مع صحيفة القدس العربي - القدس العربي - لندن/ العدد 3205 الجمعة 27 آب – 15 جمادى الاولى 1420.
** وصل الحال باحدهم الى اعتباره خارجا من المذهب ، كالشيخ حسن علي التريكي ، في بيانه الذي يحمل عنوان:"الرد على بيان أحمد الكاتب وفضح لأكاذيبه وافتراءاته وتدليسه" بتاريخ 16 /4/ 2009. (راجع موقع الكاتب الالكتروني).
14- شخّص الكاتب هذه الظاهرة ووجدها تتكون من عدة عناصر ذكرها في واحدة من مقالاته ، و هذه العناصر هي :
- احتكار الايمان بالله تعالى والتقوى والورع والإخلاص وتجريد الطرف الآخر من كل ذلك.
- احتكار العلم والفهم والمعرفة واتهام الخصم بالجهل وعدم الإدراك وعدم التخصص.
- ادعاء الحرص على الدين والوحدة الاسلامية ، واتهام الطرف الآخر بتمزيق الصفوف وإثارة الفتنة والتهجم على المقدسات.
- ممارسة كامل الحرية في النقد والهجوم وعرض الأفكار الذاتية ، وحرمان الطرف الآخر من التعبير عن نفسه وكبته وخنقه.
- الحوار العشوائي غير المباشر وغير الممنهج وعدم وضع النقاط على الحروف او تسمية الأمور بأسمائها ، وتحوير نقاط الخلاف بالتحدث عن قضايا متفق عليها.
- انتهاج الأسلوب الخطابي العاطفي وتجنب الحوار العلمي الهادئ.
- تضخيم بعض الأمور الجزئية والتطرف والغلو.
راجع : ظاهرة الحوار الخطابي غير المباشر - احمد الكاتب.
وكذلك راجع مقالته: لماذا يرفض بعض العلماء الحوار حول المهدي؟
15 - في حواره مع إسلام أون لاين.نت .
----------------------------------
الفصل الاول
المبحث الاول
البدايات
يقول احمد الكاتب وهو يشرح البرنامج الذي هداه لان يعتقد بالفرضية الفلسفية لوجود الامام المهدي المنتظر (محمد بن الحسن العسكري) ، ابتداء من دراسته لنظرية (ولاية الفقيه) ، مرورا بما توصل اليه من نتائج اخرى:
(( كانت تجربة الحكم في الجمهورية الإسلامية الإيرانية ، تشكل بالنسبة لنا نحن الشيعة العراقيين (1) نموذجا صالحا للتطبيق في العراق ، وكنا في منظمة العمل الإسلامي أقرب ما نكون الى نظرية (ولاية الفقيه) التي قام على أساسها النظام الإيراني ، حيث كنا ندعو الى نفس النظرية في العراق. ولكن النظرية لم تكن واضحة لدى الجميع بالتفصيل ومنذ البداية ، ولذلك قررت منذ السنوات الأولى لوصولي الى طهران دراسة التجربة الإيرانية بدقة.
قررت القيام بدراسة اجتهادية دقيقة لموضوع (ولاية الفقيه) من مصادرها الأصولية والفقهية القديمة. واشتغلت سنة كاملة على هذا الموضوع. و درَّست الموضوع في مائة درس في حوزة القائم. وحصلت لي بعض الملاحظات البسيطة التي اختلفت فيها عن رأي الإمام الخميني.
وقبل أن أكتب الموضوع بصورته النهائية ، فكرت بعمل مقدمة تاريخية له، تستعرض آراء ومواقف علماء الشيعة خلال ألف عام ، زمن (الغيبة الكبرى) من موضوع نظرية (ولاية الفقيه). وأثناء بحث موضوع المقدمة ، الذي كنت اشتغل فيه سنة 1990 ، ولشد ما كانت دهشتي عندما وجدت نظريتين متميزتين ، الأولى : نظرية التقية والانتظار للامام المهدي المنتظر الغائب ، والثاني: نظرية ولاية الفقيه. ووجدت أن هذه النظرية تطورت منذ حوالي المائتي عام ، على أساس نظرية (نيابة الفقهاء عن الامام المهدي) التي ولدت كجنين صغير في ظل (غيبة الامام) تم تطورت وتطورت الى أن أصبحت تشمل قضايا سياسية قريبة من الدولة، كإعطاء الفقهاء الإجازة للملوك للحكم نيابة عنهم ، باعتبارهم مصدر الشرعية الدستورية في عصر الغيبة ، لأنهم نواب الامام المهدي . وأول من طبق هذه النظرية كان المحقق الشيخ علي عبد العالي الكركي ، عندما منح الشاه الصفوي (طهماسب) الإجازة للحكم باسمه. أما قبل ذلك التاريخ فقد كانت تخيم على الشيعة نظرية التقية والانتظار ، التي كانت تحرم إقامة الدولة في عصر الغيبة ، الا عند ظهور الامام المهدي ، وذلك تبعا لنظرية الإمامة الإلهية التي كانت تشترط العصمة والنص والسلالة العلوية الحسينية في الامام. ومن هنا وجدت تناقضا كبيرا بين النظريتين ، وأن النظرية الثانية (ولاية الفقيه) تعتبر انقلابا على نظرية التقية والانتظار. خلافا لما كنت اعتقد حتى ذلك الوقت من أن نظرية ولاية الفقيه (أو المرجعية الدينية) هي امتداد لنظرية الإمامة ، وقد أوصى بها الامام المهدي لدى غيبته كنظام سياسي للشيعة في ظل (الغيبة الكبرى). وقلت إذا كان ذلك صحيحا فلماذا لم يعرفه جميع علماء الشيعة الأقدمون الذين كانوا يلتزمون بنظرية التقية والانتظار؟
ولإكمال الصورة كان علي أن أبحث فترة (الغيبة الصغرى) التي امتدت حوالي سبعين عاما بعد وفاة الامام الحسن العسكري سنة 260 هـ ، والتي يقال إن ولده (محمد المهدي المنتظر) كان يتصل فيها بمجموعة وكلاء أو نواب خاصين ، الى أن انقطعت النيابة الخاصة بوفاة النائب الرابع محمد بن علي الصيمري سنة 329 هـ. وذلك لأرى ما هي النظرية السياسية التي كان يلتزم بها أولئك "النواب الخاصون"؟ وهذا ما جرني الى بحث موضوع فترة الغيبة الصغرى. وهنا بدأت أتعرف لأول مرة على مسألة وجود (الامام محمد بن الحسن العسكري) وما كان يلفها من غموض وتساؤلات. (2)
وكانت صدمتي الكبرى عندما وجدت مشايخ الفرقة الاثني عشرية كالشيخ المفيد والسيد المرتضى والنعماني والطوسي ، يصرحون ويلوحون بعدم وجود دليل علمي تاريخي لديهم على وجود وولادة (ابن) للامام الحسن العسكري ، وانهم مضطرون لافتراض وجود ولد له لكي ينقذوا نظرية (الإمامة الإلهية ) من الانهيار. ويقولون: نحن بالخيار بين الإيمان بذلك الولد المفترض ، وبين رفض نظرية الإمامة ، فإذا كانت نظرية الإمامة صحيحة وقوية وثابتة ، علينا أن نسلم بوجود ولد في السر ، حتى لو لم تكن توجد عليه أدلة شرعية كافية ، وإذا لم نقتنع بوجود ذلك الولد ، فعلينا التراجع عن نظرية الإمامة، وهذا أمر غير ممكن، فإذن علينا التسليم والقبول بوجود ولد في السر سوف يظهر في المستقبل ، وأنه المهدي المنتظر.
وكان إيماني حتى ذلك التاريخ بنظرية (الإمامة الإلهية) قويا لا يتزعزع ولا يقبل الشك ، الا أني وجدت نفسي أمام تحد داخلي رهيب ، فاما أن تكون نظرية الإمامة صحيحة أو لا تكون. وبما أنى لم اقتنع بوجود (الامام الثاني عشر) فقد كان لزاما عليّ أن أبحث موضوع الإمامة لكي أرى مدى صحته. وتركت موضوع الامام المهدي جانبا ، ورحت أقرأ ما يتعلق بموضوع الإمامة من مصادر كتب الشيعة القديمة التي لم أقرأها من قبل ، ولا توجد ضمن البرنامج الدراسي للحوزة ، ما عدا كراس صغير للشيخ نصير الدين الطبرسي ، يعرف باسم (الباب الحادي عشر) فقرأت (الشافي) للسيد المرتضى ، و(تلخيص الشافي) للشيخ الطوسي ، وكتب الشيخ المفيد المتعددة وكذلك ما توفر من كتب حول الموضوع في مكتبات مدينة قم وطهران ومشهد.
وكانت مفاجأتي الثانية أو الثالثة عندما اكتشفت أن نظرية (الإمامة الإلهية) الطافية على سطح التاريخ والفكر السياسي الشيعي ما هي الا من صنع (المتكلمين) ولا علاقة لها بأهل البيت . وذلك لأنها تتعارض مع أقوالهم وسيرتهم ، ولا يمكن تفسيرها الا تحت ستار (التقية) التي كان يقول بها (الباطنيون) الذين كانوا ينسبون الى أئمة أهل البيت ما يشاءون من نظريات وأقوال تتنافى مع مواقفهم الرسمية ، بحجة الخوف من الحكام ومن إبداء رأيهم بصراحة.
ووجدت أن نظرية أهل البيت السياسية ترتكز على مبدأ (الشورى) في حين أن (الإمامة الإلهية) تقوم على تأويلات تعسفية للقرآن الكريم وعلى أحاديث مشكوك بصحتها ، وأنها لا تمتلك أي سند تاريخي ، ولذلك قال (المتكلمون الباطنيون) بأن الإمامة تقوم على علم الأئمة بالغيب وعمل المعاجز ، وهذا ما يصعب إثباته في التاريخ الشيعي وما كان يرفضه أهل البيت أنفسهم ، فضلا عن العقل والشرع. إضافة الى تعرض نظرية الإمامة التي كان يقول بها فريق صغير باطني من الشيعة في القرنين الثاني والثالث الهجريين ، الى امتحانات عسيرة تتعلق بمسألة عمر الأئمة الصغير مثل الامام الجواد والهادي والإمام الثاني عشر المفترض ، حيث كان كل واحد منهم لا يتجاوز السابعة. (3)
وأدركت عندها أن نظرية الإمامة المفتعلة والمنسوبة الى أهل البيت كذبا و زورا ، وصلت الى طريق مسدود بوفاة الامام الحسن العسكري دون خلف من بعده ، وأن بعض أعوانه الانتهازيين ادعوا وجود ولد له في السر وخلافا لقانون الأحوال الشخصية الإسلامي ، من أجل إنقاذ نظريتهم الباطلة من الأساس. وهكذا أسسوا الفرقة (الاثني عشرية) في غيبة من وجود أحد من أئمة أهل البيت .
نظرت الى نتائج بحثي من زاويتين ، الأولى: هي زوال الخلافات التاريخية العقيمة بين الشيعة والسنة عن "أحقية" أهل البيت بالخلافة بالنص من الله تعالى و "اغتصاب" الآخرين لها. وإعادة توحيد الأمة الإسلامية ، والثانية : هي الموقف من نظرية ولاية الفقيه والمرجعية الدينية والنيابة العامة للفقهاء في عصر الغيبة ، والعودة الى الشورى وحق الأمة في اختيار الحكام وتحديد صلاحياتهم . وكان التوصل الى هاذين الموضوعين يشكل نقطة تحول جذرية في حياتي ومسيرتي وعلاقاتي. وبما أنى كنت أعيش في إيران في ظل نظام ولاية الفقيه ، فلم يكن من السهل البوح بهذه النتائج الا لدوائر ضيقة جدا من الأصدقاء والزملاء والأساتذة)). (4)
إذن، تدرج عنده البحث شيئا فشيئا من خلال :
1 - بحثه في صلاحية نظرية ولاية الفقيه للتطبيق في العراق.
2 – جره بحثه هذا الى بحث فترة الغيبة الصغرى ، والنظريات الاخرى.
3 - ومن ثم البحث في ولادة الامام المهدي المنتظر.
4 – ومن بعد ذلك البحث في صدق نظرية (الإمامة الإلهية). (5)
لقد توصل الكاتب في قراءته المعاصرة إلى نتائج جديدة مغايرة لما هو متعارف عليه و صار من مسلمات فكر المذهب الشيعي الاثني عشري :
1 – ان الفكر الشيعي المتعارف عليه الان - والسني كذلك - هو فكر ميت.
2 - نفي نظرية الامامة بالنص والتعيين، وعدم صحة خبر ولادة الامام المهدي ،وعدم صحة نظرية ولاية الفقيه، وكذلك المرجعية الدينية، والنيابة العامة للفقهاء في عصر الغيبة .
يقول بهذا الصدد: (( ولأن هذه النظرية كانت مثالية ولا تستند الى دليل علمي أو قرآني صريح، فقد رفضها أهل البيت وعامة الشيعة في الصدر الأول، وكان يقدر لها ان تنتهي بعد وفاة الامام الحسن العسكري سنة 260 هجرية دون أن يخلف ولداً من بعده، بعد حوالي مائة عام من نشوء النظرية (الإمامية) في الكوفة في بداية القرن الثاني، الا انها وبينما كانت تحتضر ولدت نظرية أسطورية أخرى هي "وجود ولد مستور غائب" للامام العسكري، هو "المهدي المنتظر". وهو ما أدى الى بقاء نظرية الإمامة في أذهان كثير من المسلمين (الشيعة) الى يومنا هذا. ورغم أن هذه النظرية وبنتها: فرضية وجود الامام الغائب، قد فقدت مدلولها السياسي وأصبحت نظرية "ذهنية" لا وجود لها إلا في الخيال، الا انها ولدت نظرية أسطورية جديدة هي نظرية "النيابة العامة للفقهاء عن الامام الغائب (المهدي المنتظر) أو ولاية الفقيه". وهي النظرية التي تحكم اليوم في الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وتهيمن على كثير من الشيعة عبر "المرجعية الدينية")).
3– ان نظرية ولاية الفقيه في التطبيق اصبحت دكتاتورية. (6)
4– التأكيد على الديمقراطية، و العودة الى الشورى وحق الأمة في اختيار الحكام وتحديد صلاحياتهم. (7)
(( واذا كانت نظرية الإمامة تعطي للإمام "المعصوم" المنزلة الإلهية فوق الأمة، فإن "المراجع" غير المعصومين قد أخذوا يلعبون هذا الدور، ويحتلون منصب "الإمام" الروحي الكبير، وهو ما أحدث خللا كبيرا في العلاقة بين الأمة والإمام، وسمح بإقامة أنظمة سياسية استبدادية تتبرقع باسم الدين)). (8)
5 – طالب بزوال الخلافات التاريخية العقيمة بين الشيعة والسنة عن "أحقية" أهل البيت بالخلافة بالنص من الله تعالى و "اغتصاب" الآخرين لها. وإعادة توحيد الأمة الإسلامية .
وقال ان:(( اهل البيت أنفسهم كانوا يدعون الى الشورى كقاعدة دستورية للنظام السياسي الإسلامي)). (9)
***
يقول عن عمله الفكري الذي قدمه في مجموعة من الكتب :
(( وقد كان منطلقي لتلك الدعوة هو دراسة الفكر السياسي الشيعي وتصفيته مما دخل فيه من أفكار وفرضيات ونظريات منحرفة ووهمية، والعودة به الى فكر أهل البيت (ع) الصافي السليم. وذلك كجزء من مشروع أكبر لدراسة الفكر السياسي الإسلامي العام وتصفيته مما لحق به من تحريفات أموية وعباسية وغيرها، الذي ابتعد عن منهج الشورى ومال الى نظرية القوة والغلبة العسكرية وقام على مبدأ الوراثة العائلية، ألغى حق الأمة في الترشيح والانتخاب والنقد والمحاسبة والمشاركة السياسية)). (10)
انه طرح جريء ، الا ان هذه الجرأة لم تكن جرأة فوضوية غير مسؤولة ، بل انها جرأة مسؤولة ناقشت الموضوع تاريخيا ومن كل جوانبه، واتت بالادلة ، الا ان من رد عليه بخصوص قضية ولادة ووجود الامام المهدي، راح يتخبط امام قوة حجته ، ودون ان يأتي بالدليل ، حتى ان اغلب الردود التي جاءت من رجال دين وفقهاء تحاول إثبات وجود الامام عن طريق الاستدلال النظري أو ما يسمى بالدليل العقلي، وعلى الاحتمالات وتفتقر الى الأدلة العلمية التاريخية. (11)
***
ذكر الكاتب في مذكراته والتي سبق ان ذكرناها في السطور السابقة ، ان السبب الذي جعله يدرس نظرية ولاية الفقيه - التي تقف بالمقابل الضدي لنظرية الانتظار السلبية التي عمل عليها وفيها كل فقهاء الشيعة تقريبا - هو لمعرفة مدى صلاحية تجربة الحكم في الجمهورية الإسلامية الإيرانية تحت ظل هذه النظرية في العراق فيما لو استطاعت منظمة العمل الإسلامي – وهو احد المنتمين الفاعلين فيها وقتذاك- الوصول الى السلطة فيه. (12)
وهذه النظرية تحصر الحق في ممارسة السلطة بشقيها الروحي والسياسي في ابدي الفقهاء اثناء عصورالغيبة ،اعتمادا على النيابة العامة لهم للإمام الثاني عشر ، المهدي المنتظر.
الا ان هذه النظرية ظلت محل نقاش كبير بين الفقهاء منذ ان قال بها لاول مرة الشيخ احمد بن محمد مهدي النراقي (توفي 1245هـ ) بالضد من نظرية (النيابة العامة) التي طورها المحقق الكركي في زمن الشاه طهماسب بن اسماعيل الصفوي .(13)
وظلت هذه النظرية الى يومنا هذا تلقى رفضا من الكثير من فقهاء الامامية منذ ان طرحها النراقي . (14)
***
الهوامش:
1 - ارى ان الكاتب قد عمم هذا الحكم ، اذ ان مراجع التقليد وقتذاك وما زالوا في العراق لا يعتقدون بهذه النظرية ، وكان عليه ان يخصص الحكم.
2 - يقول الكاتب في مذكراته : (( وإذا كان الإمام الحسين قد قتل قبل حوالي أربعة عشر قرنا ، فان ثمة معركة قادمة وإمام منتظر هو الإمام الثاني عشر الغائب (محمد بن الحسن العسكري) الذي كانت أمي تعدّني لأن أكون جنديا في صفوفه و "واحدا من أنصاره الثلاثمائة والثلاثة عشر المخلصين ، الذين يشكلون شرطا لظهوره"
كانت والدتي تحكي لي قصصا عن لقاء الإمام المهدي بالشيعة المخلصين من ذوي الأخلاق العالية والالتزام الديني الدقيق)).
- وعن اللقاء بالمهدي ، فقد فند سماحة المرجع الديني الامام الشيخ حسين المؤيد الروايات التي تقول بذلك. راجع موقعه الالكتروني.
3 - يقول الكاتب تحت عنوان ( ازمة الطفولة في كتابه الإمام المهدي "محمد بن الحسن العسكري" - حقيقة تاريخية ؟.. أم فرضية فلسفية ؟-الجزء الثاني من كتاب تطور الفكر السياسي الشيعي من الشورى إلى ولاية الفقيه:
(( ورغم ذلك فقد كان الإماميون يتشبثون بأفكارهم المغالية بعيدا عن أهل البيت، ولكنهم كانوا يصابون كل يوم بصدمة جديدة. وبينما كانوا يحاولون إثبات إمامة الرضا "الإلهية" بالنصوص والمعاجز، توفي الإمام الرضا في خراسان سنة 203 هـ وكان ابنه (محمد الجواد) يبلغ من العمر سبع سنين ، مما أحدث أزمة جديدة في صفوفهم ، وشكل تحديا ً كبيراً لنظريتهم السرية الوليدة . حيث لم يكن يعقل ان ينصب الله تعالى لقيادة المسلمين طفلا صغيراً غير مكلف شرعا، محجوراً عليه لا يحق له التصرف بأمواله الخاصة حسبما يقول القرآن الكريم: (وابتلوا اليتامى حتى إذا بلغوا النكاح، فان آنستم منهم رشدا فادفعوا إليهم أموالهم) النساء 6، ولم تتح له الفرصة للتعلم من أبيه الذي تركه في المدينة وله من العمر أربع سنوات. وهذا ما أدى إلى انقسام الامامية إلى عدة فرق :
أ - فرقة عادت إلى الوقف على موسى الكاظم.
ب - وفرقة ذهبت إلى أخي الإمام الرضا ( أحمد بن موسى) وكان على درجة من العلم والتقوى والورع .
ج - وفرقة قالت بإمامة الجواد ، ولكنها اضطربت في الإجابة على مشكلَتَي العمر والعلم.
ولما كان الاماميون يعتبرون الإمامة شبيهة بالنبوة، وأنها من الله ، فلم يصعب عليهم الاستشهاد بآية من القرآن الكريم تقول: ( وآتيناه الحكم صبياً) مريم 12، وقالوا: كما أعطى الله النبوة ليحيى وهو طفل صغير ، وكما أعطاها لعيسى وهو طفل صغير، كذلك فلِمَ لا يجوز أن يعطي الإمامة لمحمد الجواد وهو ابن سبع سنين؟ و رووا عن الجواد انه قال لمن استشكل في عمره :" إن الله تعالى أوحى إلى داود أن يستخلف سليمان وهو صبي يرعى الغنم".
وبالرغم من عدم وجود نص صريح بالإمامة من الرضا على الجواد ، أو الوصية له ، وعدم ادعاء الإمام الجواد نفسه بالإمامة، فقد اضطر الإماميون للقول بإمامته إنقاذا لنظريتهم من التهاوي والسقوط ، وكان لا بد أن يبنوا قولهم على مجموعة من حكايات المعاجز والعلم بالغيب .]
وقد تكررت مشكلة " صغر عمر الإمام" مرة أخرى مع ابن الجواد (علي الهادي) ، حيث توفي الجواد في مقتبل عمره ولما يكمل الخامسة والعشرين ، وكان ولده علي صغيرا لم يتجاوز السابعة. ولذلك أوصى أبوه بالأموال والضياع والنفقات والرقيق إلى أحد أصحابه وهو: (عبد الله بن المساور) وأمره بتحويلها إلى الهادي عند البلوغ ، وشهد على ذلك (أحمد بن أبى خالد) مولى أبى جعفر. وهذا ما دفع الشيعة أيضا إلى التساؤل: إذا كان الهادي بنظر أبيه غير قادر على إدارة الأموال والضياع والنفقات لصغره ، فمن هو الإمام في تلك الفترة ؟.. وكيف يقوم بالإمامة طفل صغير ؟.. ولم يقدم الإمامية دليلا على إمامة الهادي ، سوى دعاوى المعاجز وعلمه بالغيب)).
4 - يقول الكاتب في مذكراته : (( أبرز من ذهبت اليه للحوار معه ، المرجع السيد محمد الشيرازي ، وكان قد سمع بعض الشيء عني ، فطرح أثناء زيارته في مكتبه في قم ، موضوع المصير البائس الذي يتعرض له من ينكر حقوق أهل البيت . وضرب لذلك مثلا بالشيخ المنتظري الذي أنكر حق السيدة فاطمة الزهراء في (فدك) فأصابه ما أصابه من العزل والحصار والضغط ، وفهمت ما كان يقصد .
وتجرأت فسألته فيما إذا كان قد بحث موضوع الامام المهدي بصورة مفصلة اجتهادية؟ فاعترف بصراحة أذهلتني قائلا: لا . وكان من المفترض به كمجتهد ومرجع قبل أن يبحث في القضايا الفقهية الفرعية أن يبحث ويجتهد في أساس العقيدة الشيعية الامامية الاثني عشرية التي يبني عليها بقية الأمور ، وسألته سؤالا آخر: هل قرأت حول الموضوع؟ قال: نعم. ولم تكن أمامنا فرصة للحوار ، فقلت له: إذن سوف أبعث لك بدراستي لكي تلقي عليها نظرة وتعطيني رأيك حول الموضوع.
وفاتحت أستاذي السيد محمد تقي المدرسي، زعيم منظمة العمل الإسلامي ومؤسس الحوزة القائمية ، وطلبت منه أن يشرح لي كيف يؤمن بوجود الامام المهدي ، وأن يقدم لي أية أدلة يملكها ولم اطلع عليها حول الموضوع. فقال لي: بان هذا الموضوع من أمور الغيب. قلت له: نحن المسلمين نؤمن بالغيب كالملائكة والجن والجنة والنار لأنا نؤمن بالقرآن الكريم ، ولا يمكن أن نقبل بأي أمر آخر لا يوجد في القرآن ، ولم يثبت من خلال السنة ولا من أحاديث أهل البيت. وإذا كان مشايخ الشيعة يقولون إن الإيمان بوجود ولد للامام العسكري هو افتراض فلسفي لا دليل عليه ، فكيف يمكن اعتبار ذلك من أمور الغيب؟
قال لي وهو ينظر الى ساعته : أرجو ان ترجئ الكتابة حول الموضوع حتى تبذل مزيدا من الوقت في البحث والتمحيص ، ولا تستعجل)).
- ناقش قضية هذا الرجل مرة اخرى – بتاريخ 16 /11/ 1999 - في مقال له بعنوان : (ظاهرة الحوار الخطابي غير المباشر). بعد ان اكثر النيل من الكاتب في احاديثه او كتاباته.
5 - راجع كتابه : الإمام المهدي "محمد بن الحسن العسكري" حقيقة تاريخية ؟.. أم فرضية فلسفية ؟ - الجزء الثاني من كتاب تطور الفكر السياسي الشيعي من الشورى إلى ولاية الفقيه.
6 - راجع دراسته : كيف حولت نظرية " ولاية الفقيه" الى نظام ديكتاتوري؟
7 - راجع دراسته : الديموقراطية الحقيقية.. الدواء الناجع للفتنة "الطائفية"! .
8 - مقدمة كتاب حوارات أحمد الكاتب مع العلماء والمراجع والمفكرين حول وجود الإمام الثاني عشر محمد بن الحسن العسكري- طبعة سنة 2007.
9 - راجع حديثه مع صحيفة القدس العربي - القدس العربي - لندن/ 2.
10 – المصدر السابق.
11 - يقول الشيخ محمد باقر الإيرواني في كتابه : (( الإمام المهدي (عليه السلام) بين التواتر و حساب الإحتمال - الطبعة الاولى سنة ١٤٢٠ هـ)) :
(( عوامل نشوء اليقين بولادة الامام المهدي :
العامل الاول:
الاحاديث الكثيرة المسّلمة بين الفريقين الامامية وغيرهم ، والتي تدلّ على ولادة الامام سلام الله عليه، ولكن من دون أن ترد في خصوص الامام المهدي وبعنوانه، فهي تدلّ على ولادة الامام من دون أن تنصب على هذا الاتجاه، وأذكر لكم في هذا المجال ثلاثة أحاديث:
فإذا لم يكن الامام المهدي(عليه السلام)مولودًا الان، فهذا معناه نحن لا نعرف إمام زماننا، فميتتنا ميتة جاهلية.
العامل الثاني: إخبار النبي والائمة صلوات الله عليهم بأّنه سوف يولد للامام العسكري ولد يملا الارض قسطًا وعد ً لا ويغيب، ويلزم على كلّ مسلم أن يؤمن بذلك.
العامل الثالث: رؤية بعض الشيعة للامام المهدي )عليه السلام).
العامل الرابع: وضوح فكرة ولادة الامام المهدي )عليه السلام( بين الشيعة.
العامل الخامس: ان قضية السفراء الاربعة وخروج التوقيعات بواسطتهم قضيته واضحة في تاريخ الشيعة.
العامل السادس: تصرف السلطة قرينة واضحة على أ ن مسألة الولادة ثابتة، وإ ّ لا فهذا التصرف لا داعي إليه.
العامل السابع: ان كلمات المؤ رخين وأصحاب التاريخ والنسب من غير الشيعة واضحة في ولادة الامام المهدي.
العامل الثامن: تبني الشيعة واتفاقهم من زمان الكليني ووالد الشيخ الصدوق وإلى يومنا هذا على فكرة الامام المهدي ( عليه السلام) وغيبته، وفي كل طبقات الشيعة لم نجد من شكك في ولادة الامام وفي غيبته، وهذا من أصول الشيعة وأصول مذهبهم.
حساب الاحتمال:
هذه عوامل ثمانية لنشوء اليقين، وقبل أن أختم محاضرتي أقول:
نحن اما أن نسّلم بكثرة الاخبار وتواترها ووضوح دلالتها على الغيبة، ومعه فلا يمكن لاحد أن يجتهد في مقابلها ، لاّنه اجتهاد في مقابل النص.
أو لا نسّلم التواتر، ولكن بضميمة سائر العوامل إلى هذه الاخبار التي منها: تباني الشيعة، وكلمات المؤرخين، ووضوح فكرة الامام المهدي وولادته بين طبقات الشيعة من ذلك التاريخ السابق، وتصرف السلطة،ومسألة السفارة والتوقيعات، وغير ذلك من العوامل يحصل اليقين بحقانية القضية .
إذن نحن بين أمرين:
ا ما التواتر ، على تقدير التسليم بكثرة الاخبار وتواترها .
أو اليقين، من خلال ضم القرائن على طريقة حساب الاحتمال)).
12 - انه امر سياسي بإمتياز .
13 - يقول في مقابلة له مع صحيفة الوقت البحرينية (( وكان أول من كتبَ فيها هو الشيخ أحمد النُراقي في كتاب (عوائد الأيام في بيان قواعد الأحكام). في هذا الكتاب فصل بسيط في علم الأصول تناول فيه: هل للفقيه ولاية أم ليست له ولاية، ولكن علماء الشيعة رفضوها، ناقشوها ثم ردُّوها ولم يؤمنوا بها. السيد الشيرازي تبنَّاها منذ الخمسينات أو الستينات، وطرحها الخميني في سنة ,1969 وكان الشيخ منتظري في إيران أيضاً يفكِّر فيها. ثم جرَّني البحث إلى موضوعات أهم من مسألة النيابة، وهي موضوع الإمام المهدي ووجود الإمام المهدي الغائب، ونظرية الإمامة كلها، العصمة والنص والوصية. راجع : مع صحيفة الوقت البحرينية.
14 – يقول الكاتب في صحيفة القدس العربي - لندن/ العدد 3205 الجمعة 27 آب – 15 جمادى الاولى 1420: ان هذه النظرية (( ضعيفة ومرفوضة من أغلب علماء الشيعة المحققين كالشيخ مرتضى الأنصاري والسيد الخوئي والشيخ محمد مهدي شمس الدين الذين يؤكدون على ولاية الأمة على نفسها وحقها في الشورى ، الا انها غالبا ما تستغل من قبل البعض للترويج الى نموذج الحكم الديني البابوي وضرب الحريات المدنية ومصادرة الحقوق العامة)).
كذلك راجع دراسة ( مراجع النجف والرافضون لولاية الفقيه) لحامد محمود، على موقع إسلام أون لاين.
---------------------------------
المبحث الثاني
(رحلة تعريفية في النتاج الفكري للكاتب )
بداية نقول : ان المفكر الاسلامي احمد الكاتب قد وقف امام مجموعة من التساؤلات التي فرضها الواقع الاسلامي في ايامنا هذه ، وحاول بحثها و دراساتها .
يقول في مقدمة كتابه (تطور الفكر السني) : ((بعيدا عن ضجيج الصراع الطائفي وغبار المعارك المذهبية الملتهبة أو المؤججة بين الشيعة والسنة في هذه الأيام، يطرح هذا السؤال نفسه: هل يوجد أي معنى حقيقي وواقعي للعناوين الطائفية القديمة؟ وماذا يميز الشيعة عن السنة؟ وهل ما يفرقهم اليوم أكثر مما يجمعهم؟ وما هو جوهر الخلاف بينهم؟ ومن يقف وراء تأجيج الصراع بين الطوائف؟ هل هي المصالح الشعبية المتناقضة؟ أم الأنظمة السياسية المتصارعة والمعادية لشعوبها؟)).
فيثبت الكاتب اعتقاده كأجابة عن تلك التساؤلات ، إذ يقول : (( يعتقد الكاتب أن الصراع الطائفي مفتعل بدوافع جديدة خارجية لا علاقة لها بالخلاف القديم الذي مزق المسلمين إلى شيعة وسنة، وأن الطوائف الإسلامية كلها مرت بتطورات فكرية سياسية جذرية لم يعد لعناوينها القديمة أي معنى أو علاقة بإسمها السابق، وبالتالي فان الطوائف الإسلامية باتت اليوم أقرب إلي بعضها البعض أكثر من أي وقت مضى. ويكفي أن يتعرف كل فريق على التطورات الجذرية التي حدثت في نفسه وفي الفريق الآخر، حتى يدرك عبثية الأسماء التاريخية المفرقة، ويتعرف على حجم النقاط المشتركة الجامعة.)).
ومن تلك التساؤلات ، وذلك الاعتقاد، راح الكاتب يبحث في تاريخ الامة الاسلامية ، وفكرها خاصة ، وكانت هذه الدراسات والبحوث:
1 - تطور الفكر السياسي الشيعي من الشورى الى ولاية الفقيه: (1)
في السطور الاولى من الجزء الاول (نظرية الامامة الالهية لأهل البيت - الفصل الاول - الشورى نظرية أهل البيت) من كتابه (تطور الفكر السياسي الشيعي من الشورى الى ولاية الفقيه) يذكر الكاتب الحقائق التالية:
1- ان نص الغدير اعتمادا على قول بعض علماء الشيعة الامامية الاثني عشرية الاقدمين كالشريف المرتضى في الشافي هو نص خفي ، إذ يقول : (انا لا ندعي علم الضرورة في النص ، لا لأنفسنا ولا على مخالفينا ، وما نعرف احدا من اصحابنا صرح بادعاء ذلك).
وكذلك الكثير من الروايات التي يذكرها الكليني والمفيد حول طلب الوصية من النبي من قبل عمه العباس وعلي بن ابي طالب ، ورد النبي عليهما والذي يذكره الشريف المرتضى ،حيث قال (ص) عندما طالباه الاستخلاف : (فقال: لا ، اني اخاف ان تتفرقوا عنه كما تفرقت بنو اسرائيل عن هارون ، ولكن ان يعلم الله في قلوبكم خيرا اختار لكم ).
2- ان الامام علي بن ابي طالب كان يرى نفسه احق بالخلافة واولى بها من الاخرين بعيدا عن نص الغدير ، الوصية والتعيين.
3- ان الامام علي بن ابي طالب وابناءه ، كانوا ملتزمين بنظام الشورى دستورا وعدم معرفتهم بنظام الوراثة الملكية العمودية في اهل البيت. وقد اورد الكاتب ادلته من الروايات التي يذكرها مشايخ المذهب، دون ان ننسى تنازل الامام الحسن عن الخلافة الى معاوية و اعتزال الامام زين العابدين . (2)
ومن خلال هذه الحقائق وغيرها ، يؤكد الكاتب على عدم حجية من قال بالوصية والتعيين .(3)
يقول الكاتب : ((بعد هذا التطور ، ونتيجة لما آل اليه الشيعة من تشرذم ، حدث تطور جديد آخر في صفوف فريق من الشيعة ، في بدايات القرن الثاني الهجري ، تمثل في حصر الامامة في البيت الحسيني وتعيينه في واحد منهم هو الأكبر من ولد الامام السابق واثبات صفة العصمة والتعيين له من الله .)).
وقد حدث هذا بعد تشضي شيعة الامام علي بن ابي طالب وشيعة ابنائه (الحسن والحسين ومحمد بن الحنفية) الى شيع شتى ، يحدو بعضها امل استلام السلطة ، كرد فعل على الامويين ، ووراثتهم الابناء.
عندها نشأت، يقول الكاتب :نظرية "الامامة الإلهية" لأهل البيت ، القائمة على النص والتعيين عند فريق منهم.
وكان على رأس القائلين بهذه النظرية المتكلم المعروف ابو جعفر الاحول، محمد بن علي النعمان الملقب بمؤمن الطاق الذي الف عدة كتب في هذا الموضوع، هي كتاب الامامة ،وكتاب المعرفة، و كتاب الرد على المعتزلة في امامة المفضول.
وكذلك : علي بن اسماعيل بن شعيب بن ميثم التمار ابو الحسن الميثمي ، وهشام بن سالم الجواليقي ، وقيس الماصر ، وحمران بن اعين ، وابوبصير ليث بن البختري المرادي الاسدي ، وهشام بن الحكم الكندي، ومحمد بن الخليل المعروف بالسكاك .
ومن خلال سيرورة وصيرورة التاريخ ، قيل بـ : العصمة ، و ضرورة وجود العالم الرباني المفسر للقرآن ، والمعاجز الغيبية ، وغيرها.
يقول الكاتب : ((ولو القينا بنظرة على تراث الامامية خلال ذينك القرنين الثاني والثالث لوجدنا النظرية الامامية مفتوحة وممتدة الى يوم القيامة ، وانها لم تكن محصورة في عدد محدد من الأئمة او فترة زمنية خاصة ، ومع انها وصلت الى طريق مسدود عند وفاة الامام الحسن العسكري في سنة 260 للهجرة دون ان يخلف ولدا تستمر الامامة فيه ، ودون ان يشير او يوصي الى اي احد من بعده ، فقد اعتقد الذين آمنوا بوجود ولد مكتوم له ، في البداية ان الامامة ستستمر في ذرية ذلك الولد المخفي الى يوم القيامة ، ولم يعتقدوا في البداية انه الامام الاخير ، وان الأئمة اثنا عشر فقط)).
وعن ميلاد النظرية الاثني عشرية ، يقول الكاتب : (( ونظرا لوصول نظرية الامامة الى طريق مسدود بعد وفاة الامام الحسن العسكري من دون ولد ظاهر ، والقول بوجود ولد له في السر وغيبته عن الانظار ، وعدم ظهوره لفترة طويلة جدا شهد القرن الرابع الهجري تطورا جديدا في النظرية الامامية هو حدوث الاثني عشرية ، وهي نظرية حدثت خاصة في صفوف الشيعة الموسوية ، وخاصة الجناح المتشدد الذي كان يؤمن بقانون الوراثة العمودية بشدة ولا يقبل اي تسامح فيها ، وقد قال ذلك الجناح بوجود قائمة مسبقة وتحديد اسماء الأئمة من قبل الرسول الاعظم باثني عشر اماما هم علي والحسن والحسين وعلي بن الحسين ومحمد بن علي وجعفر بن محمد وموسى بن جعفر وعلي بن موسى ومحمد بن علي وعلي بن محمد والحسن بن علي وان آخرهم الامام الغائب محمد بن الحسن العسكري
وكان يستهدف من وراء ذلك اثبات وجود الامام الثاني عشر محمد بن الحسن العسكري الذي كان وجوده محل شك ونقاش في صفوف الشيعة الامامية )).
بعد ذلك ، يقول الكاتب : ((وقد اضطرت النظرية الاثناعشرية الى الغاء التاريخ الشيعي والامامي ، واهمال قضية الغموض في النص والوصية وحيرة الامامية في التعرف على الامام الجديد ، وتجاوز مسألة البداء التي حدثت مرتين في عهد الامام الصادق والامام الهادي ، والادعاء بأنها كانت موجودة منذ عهد رسول الله ، وذلك بالرغم من اعتراف الجميع بولادة النظرية لامامية في مطلع القرن الثاني الهجري على ايدي هشام بن الحكم ومؤمن الطاق وهشام بن سالم الجواليقي.)).
وظهر من الشيعة من قال بانقطاع الإمامة بعد وفاة الامام العسكري، ومن قال بمهدوية العسكري ، ومن قال بوجود الولد ،وهم (الاثناعشريون).
وقد مرت نظرية الامامة في الفكر الشيعي الامامي الاثني عشري بمراحل عدة، كنظريات سياسية في عصر الغيبة ، كنظرية النيابة العامة المحدودة، ونظرية ( المرجعية الدينية ) ،ونظرية ولاية الفقيه، التي رافقها القبول بالديموقراطية .
ان تطبيق نظرية ولاية الفقيه في ايران ابتداء من نهاية سبعينات القرن الماضي ، قد حوّلها – التطبيق – الى ديكتاتورية دينية ، خاصة انها إلغت الدور السياسي للامة، كما يقول الكاتب.
لهذا يرى الكاتب ان مستقبل الفكر السياسي الشيعي هو في الشورى .. وولاية الأمة على نفسها.
وقد رافق نظرية التقية والانتظار حرمة الاجتهاد في ظل (الغيبة) وتعليق الزكاة والخمس والأنفال والخراج ، والجهاد ، وعدم وجوب صلاة الجمعة، وحرمة الثورة وقيام الدولة في عصر الغيبة.
***
2 - الإمام المهدي "محمد بن الحسن العسكري" - حقيقة تاريخية ؟.. أم فرضية فلسفية ؟ : (4)
بدء من اول سطر فيه ، يتساءل الكاتب قائلا : هل الإمام المهدي "محمد بن الحسن العسكري" حقيقة تاريخية؟..أم فرضية فلسفية؟
وكانت الاجابة هي هذا البحث / الكتاب.
يقول المؤلف في المقدمة عن نفسه : ((ولد الكاتب ونشأ شيعيا إماميا أثني عشريا، ثم قام بدراسة هذه المسألة فتوصل إلى أنها فرضية فلسفية وليست حقيقة تاريخية. وقام بنشر دراسته قبل حوالي عشر سنين (في سنة 1997) ضمن كتاب "تطور الفكر السياسي الشيعي من الشورى إلى ولاية الفقيه" الذي كان يبحث بالإضافة إلى مسألة وجود الإمام الثاني عشر، نظرية الإمامة لأهل البيت، وتطور الفكر السياسي الشيعي في عصر الغيبة. وقد طبع ذلك الكتاب عدة طبعات، وأثار عاصفة من الردود والنقاشات لم تهدأ بعد، فقد كتبت في الرد عليه عشرات الكتب والمقالات، ولا يزال النقاش مستمرا، ولكن كثيرا من الردود اتجهت لمناقشة الجزء الأول من الكتاب وإثبات صحة نظرية الإمامة، وأغفل كثير من الكتاب الحديث عن جوهر الكتاب وهو موضوع وجود الإمام الثاني عشر، وكنت أتمنى لو يركز الباحثون على هذا الموضوع ففيه غنى لهم عن تجشم محاولة إثبات الموضوع الأول، إذ لو ثبت وجود الإمام الثاني عشر لثبتت صحة نظرية الإمامة، نوعا ما، وإذا لم يثبت وجوده يستحيل إثبات نظرية الإمامة بتلك الصورة المعروفة لدى الشيعة الامامية الاثني عشرية.)).
وقضية الامام المهدي – كما يقول الكاتب - هي قضية سياسية وليست قضية غيبية - تاريخيا او مستقبليا – في وقتنا الحاضر ، وبالاصح منذ وفاة الامام الحسن العسكري.
ويذكر الكاتب مجموعة من الحقائق ، منها:
- على اثر القول بوجود المهدي ولدت الفرقة الاثنا عشرية.
- ان قضية المهدي هي: (( مسألة حيوية معاصرة تدخل في عقيدة الشيعة الامامية الاثني عشرية، وتشكل العمود الفقري لها. كما انها شكلت وتشكل الأرضية الأيديولوجية لفكرهم السياسي القديم والمعاصر، ومن ثم فإنها تلعب دورا كبيرا في علاقاتهم الداخلية والخارجية مع الطوائف الإسلامية الأخرى، وتدخل في صميم الوحدة الإسلامية والعملية الديموقراطية.)).
- ثم ((دخل الشيعة في غيبة سياسية، وانسحبوا من مسرح التاريخ قرونا طويلة من الزمن. ورغم التطورات الإيجابية الحديثة التي حدثت في فكرهم السياسي فلا يزال قسم منهم يمتنع عن الخوض في السياسة انتظارا لظهور الإمام المعصوم الغائب.)).
هذه الحقائق هي التي يؤمن بها الشيعة الامامية الاثني عشرية منذ غيبة الامام المهدي حتى يومنا هذا.
يذكرالكاتب ابتداء من الفصل الأول، ما ذكره الشيعة الامامية الاثني عشرية من أدلة تؤكد على وجود الإمام المهدي (محمد بن الحسن العسكري)، كالاستدلال الفلسفي ، الذي يعتمد : الدليل العقلي .
و قد قدم الكاتب جردا لما جاء ت به الشيعة الامامية الاثني عشرية من ادلة في هذا الجانب ، وفي نهاية المبحث لخص كل الذي طرح ، فقال : (( " نظرية الإمامة الإلهية لأهل البيت القائمة على العصمة و النص والوراثة العمودية" . وهو يتركز أساسا على مبدأ "الوراثة العمودية" وعدم جواز الجمع بين الأخوين في الإمامة ، خلافا للشيعة الإمامية الفطحية الذين لم يؤمنوا بهذا المبدأ ، فذهبوا إلى القول بإمامة جعفر بن علي ولم يشاركوا (الاثني عشرية) بالقول بوجود (ابن مغمور للحسن العسكري) . رغم إيمانهم بعدد كبير من تلك المقدمات النظرية.)).
و الدليل النقلي (القرآن الكريم و الأحاديث والروايات) الذي طرحته الشيعة الامامية الاثني عشرية ، ويخلص الى ان هذا الدليل : (( كان يتألف من عدة مجاميع من الآيات والروايات التي تتحدث عن القائم والمهدي بصورة عامة ، وتلك التي تخصصه في أهل البيت وفي أولاد الإمام علي (ع) وفي أولاد السيدة فاطمة الزهراء (ع) وفي أولاد الإمام الحسين وفي أولاد الإمام الصادق وفي أولاد الإمام الجواد والهادي والعسكري ، إضافة إلى الروايات التي كانت تتحدث عن عدد الأئمة الإثني عشر ، وعن ولادة (الإمام المهدي) واسمه ، وهذا ما يؤدي ، في نظرهم ، إلى الإيمان بولادة ووجود (الإمام الثاني عشر الحجة بن الحسن العسكري) واستمرار حياته ، بالرغم من عدم ظهوره في حياة أبيه أو الوصية له أو الإشارة المباشرة منه إليه.)).
وكذلك الدليل التاريخي على ولادة الإمام الثاني عشر، اذ ذكر الكاتب الروايات التي ذكرها الشيعة عن ولادة ابن الحسن العسكري، وتعدد اسماء امه ، وتاريخ ولادته، وروايات عن كيفية ولادته ، وسريتها ،و رؤية المهدي في حياة أبيه ، ورؤيته عند وفاة أبيه، ومحاولة القبض على المهدي، وشهادة النواب الأربعة، ورسائل المهدي.
و ذكر الكاتب ما جاء به الشيعة الامامية الاثني عشرية من دليل اعجازي على وجود (المهدي).
و كذلك ما ذكره الشيعة الامامية الاثني عشريه من دليل الإجماع.
وايضا، ذكر الكاتب رد الشيعة الامامية الاثني عشريه على اسئلة من مثل: لماذا الغيبة ؟ و أين مكانها ؟ وكم هي مدتها ؟و كيفية التأكد من هوية المهدي، وما هي علائم الظهور.
في الفصل الثاني ناقش الكاتب: ظاهرة المهدوية في التاريخ الإسلامي ، وغموض هوية المهدي عند أهل البيت (ع) ،.
وتوصل الكاتب بعد ذلك الى : (( إن هوية المهدي كانت غامضة وغير محددة في حياة أهل البيت ، وان القول بأنه (ابن الحسن العسكري) نشأ بعد افتراض وجوده في السر، وفي محاولة لتفسير (غيبته) عن الأنظار وعدم إعلان أبيه عن ولادته ، باعتبار (الغيبة) صفة من صفات (المهدي).)).
وان العوامل الفلسفية لنشوء فرضية ولادة و وجود الإمام الثاني عشر التي جاء بها الشيعة الامامية الاثني عشرية هي : (( ليس إلا افتراضاً وهمياً ، وظناً بغير علم . وقد نهانا الله عزّ وجلّ عن اتباع الظن، وخاصة في الأمور العقدية، حيث قال تعالى:" ولا تقفُ ما ليس لك به علم ، إن السمع والبصر والفؤاد، كل أولئك كان عنه مسئولاً" (الإسراء: 36)..)).
وفي نقده للدليل الروائي (النقلي)، قال الكاتب : (( إن منشأ هذه الفكرة ، هي المقدمة الأولى العقلية لنظرية الإمامة ، والمقصود منها : ضرورة وجود عموم الإمام (أي الرئيس) في الأرض ، وعدم جواز بقاء المجتمع بلا حكومة ، أية حكومة وأي أمام .. وإذا كانت قد تطورت إلى ضرورة وجود (الإمام المعصوم المعين من قبل الله) فان الإصرار عليها والاستنتاج منها : وجود (الإمام محمد بن الحسن العسكري) واستمرار حياته إلى اليوم ، هو أيضا نوع من الافتراض والظن والتخمين . فأين هو اليوم ذلك الإمام المعلم الهادي والمطبق لأحكام الله الذي يحافظ على الشريعة من الزيادة والنقصان؟
وحتى لو صحت تلك الأحاديث فقد يكون الإمام شخصا آخر .. إذا لم يكن المقصود به مطلق الإمام أو مطلق الحجة والعالم بأحكام الدين )).
بعد ذلك قدم الكاتب نقده للدليل التاريخي من خلال: تناقض الروايات، وتقييم سند الروايات التاريخية ، والتحقيق في شهادة (النواب الأربعة)،والتحقيق في رسائل (المهدي)،وما هي حقيقة حكايات المعاجز ؟ ،وتهافت دعوى الإجماع.
وفي الفصل الثالث بحث الكاتب نشأة فرضية – المهدي- الإمام الثاني عشر؟ من خلال : تناقض (الغيبة) مع فلسفة الإمامة، والوضع السياسي العام عشية (الغيبة) وغداتها ، و ما هي علامات الظهور؟ ودور الغلاة الباطنيين في صنع الفرضية (المهدوية) ، و دور الإعلام في تكريس الفرضية المهدوية.
في الكتاب هذا يصل الكاتب الى نتيجة مفادها: ((إن الشيعة الإمامية لم يعد لهم وجود، بعد حصول تطور جذري كبير لدى الشيعة وتخليهم عن أهم أعمدة الفكر الإمامي وهو اشتراط العصمة والنص والسلالة العلوية الحسينية في الإمام، وقبولهم بالنظام الديموقراطي)). (5)
***
3 - التشيع السياسي والتشيع الديني: (6 )
بداية من مقدمة كتابه (التشيع السياسي والتشيع "الديني")، يذكر الكاتب حقيقتين في الفكر السياسي الاسلامي، هما: (( تشكل نظرية "الإمامة الإلهية لأهل البيت" التي قال بها فريق من الشيعة في التاريخ، مادة خصبة أو وقودا لا ينضب في أتون التفرقة بين المسلمين، فمن جهة يعتقد "الإمامية" أن تلك النظرية من صلب الإسلام والتشيع، وضرورة من ضرورات الدين، ويصعب عليهم بالتالي التخلي عنها.)).
والحقيقة الثاني: (( ومن جهة أخرى يستنكر المسلمون "السنةُ" تلك النظرية وتوابعها كالموقف السلبي من الصحابة والشيخين أبي بكر وعمر (رضي الله عنهما) وهذا ما يؤدي إلى استمرار التشنج والخلاف بين الطرفين، وربما انقسامهم إلى "فسطاطين" متعاديين، كما يحلو للبعض أن يصور الموضوع، ويأمل ويعمل من أجل إدامة شعلة الخلاف بين المسلمين.)).
ومن خلال خمسة عشر فصلا ، ناقش الكاتب موضوعي التشيع السياسي ، والتشيع "الديني".
بحث الكاتب في الفصل الاول التشيع السياسي ، ابتداء من موقف الرسول من الأنظمة السياسية المسلمة في عصره ، ودلالة آية الولاية وحديث الغدير، وموقف الإمام علي وابنيه الحسن والحسين من الشورى ، وموقف حركتي التوابين والمختار والحركات الاخرى منها.
وفي الفصل الثاني ، بحث الكاتب: التشيع "الديني" أو نظرية "الإمامة الإلهية لأهل البيت" محددا تاريخ ظهور "التشيع "الديني"؟ والنظرية "الإمامية" ،وفلسفة العصمة ، و ضرورة وجود العالم الرباني المفسر للقرآن ، وقضية الفاضل والمفضول ، ومن ثم تطرق الى طرق إثبات الإمامة لكل إمام والتي حددها الشيعة الامامية الاثني عشري ، وهي : النص ،والوصية ، والمعاجز ، وعلم الإمام بالغيب، وامتلاك سلاح رسول الله (ص)،و العلم والفضل ، والإشارة الضمنية،وقانون التوارث العمودي،الأكبر.. فالأكبر.
وفي الفصل الثالث بحث الكاتب عناصر بيئة التشيع "الديني" والتي كانت تتميز بفكر الغلاة والمتآمرين على التشيع، مثل : السبئية/الكيسانية/ الكربية/ البربرية/ المغيرية/ المنصورية / الخطابية/ المفوضة و المفضلية/ المخمسة/ العليائية /البشرية /الفراتية/النصيرية والنميرية/ العذاقرة.
و في الفصل الرابع ناقش الكاتب تطور التشيع من حزب سياسي إلى مذهب ديني ، ابتداء من الإمام الباقر ، والظروف السياسية المحيطة بالباقر، والصراع على زعامة الشيعة ، واستراتيجية الباقر في الصعود نحو القمة، وظهور شعار "أهل البيت" في مقابل "العترة" (7) ، و دعوى النص على الإمام علي ، و حصر الإمامة في الفاطميين، وإثبات إمامة زين العابدين ،و "معجزة تكلم الحجر الأسود"، ومعجزة حصاة "أم أسلم"،و "علم الغيب" ،و إقصاء بني الحسن واخوته العشرة والإمام زيد .
ثم ناقش الكاتب موضوعة : كيف تم إضفاء الصبغة الدينية الإلهية على نظرية الإمامة، من خلال :شمولية الشريعة الإسلامية،وانحصار العلم في أهل البيت،وعلم الأئمة بالغيب، وتحدث الملائكة مع الأئمة المحدَّثين.
في الفصل الخامس بحث الكاتب تطور التشيع ، ومكانة الإمام الصادق في خضم التيارات السياسية والفقهية.
وفي الفصل السادس درس الكاتب الفقه الإمامي ، من حيث اصوله التي اعتمدت على :رفض القياس (8) ، والرأي والاجتهاد، ولا سنة إلا عن طريق أهل البيت، وإن"الأئمة" مصدر من مصادر التشريع، ومنهج مخالفة العامة (9) ، والإفتاء خلافا للشريعة، والتقية .
ومن ثم بحث الكاتب ملامح الفقه الإمامي،وبيّن كيفية اختلاف الشيعة الامامية الاثني عشرية عن سائر المسلمين في الكثير من الاحكام والتشريعات واداء بعض الفرائض.
وفي الفصل السابع بحث الكاتب اجواء المقاطعة والانطواء الطائفيين من خلال : المقاطعة النفسية والفكرية: التكفير واللعن ، و المقاطعة السياسية ، والمقاطعة الاجتماعية، والمقاطعة الاقتصادية ، و الانطواء .
وفي الفصل الثامن: الإعلام الإمامي .. والتعبئة النفسية ، بحث الكاتب بعض الممارسات والطقوس التي يقوم بها عامة الشيعة – اؤكد على عامة الشيعة – بدفع من رجال الدين في اوقات معينة كوسائل تحقق ديمومة المذهب ، وديمومة الاساس الذي بنيت عليه هذه الممارسات والطقوس وهو استغلال يوم العاشر من محرم واستشهاد الامام الحسين ، ومن تلك الممارسات والطقوس : برامج الأدعية ، و زيارات قبور "الأئمة" .
وفي الفصل التاسع: ناقش الكاتب موضوعة تنزيه الباقر عن القول بنظرية "الإمامة"، و فشل محاولة إثبات الإمامة للأئمة من خلال مناقشته لحديث العترة أو الثقلين، وآية أولي الأرحام، وحديث الغدير.
وفي الفصل العاشر، ناقش الكاتب تنزيه الإمام الصادق عن القول بنظرية "الإمامة" ، من خلال مجموعة من الموضوعات الحساسة ، من مثل : نقد نظرية "المحدَّث"،و براءته من نظرية "الإمامة" ، ونفي علم الغيب.
وفي الفصل الحادي عشرتحدث الكاتب عن كيفية وصول "التشيع الديني" إلى طريق مسدود ، من خلال بحثه موضوعات من مثل:، إمامة عبد الله الأفطح، و اعتزال الكاظم عن الإمامة.
وفي الفصل الثاني عاشرتحدث الكاتب عن صعود التشيع السياسي، خلال القرنين الثاني والثالث الهجريين، مؤكدا على ان التشيع "الاثنا عشري" قد ولد ميتاً.
وفي الفصل الرابع عشر قدم الكاتب خلاصة لما طرحه ، وأكد على ان التشيع المعاصر هو ثورة على التشيع "الديني" ، وقد طالب في نهاية بحثه بـ:إنهاء "النيابة الخاصة"،وفتح باب الاجتهاد،ورفض القول بتحريف القرآن،وجواز الثورة،وفرضية "النيابة العامة"،وضرورة الدولة ،والديموقراطية الإسلامية.
وفي الفصل الخامس عشر تناول الكاتب الخطوات الضرورية للتحرر من بقايا "التشيع الديني" ، وهذه الخطوات كما يراها الكاتب هي : التحرر من أسطورة "المهدي المنتظر" ، ونقد النظرية "الاثني عشرية"، و نقد فلسفة العصمة،و حل عقدة "الولاية"،وإعادة تعريف مصطلح "الإيمان"،وإعادة النظر في الموقف من الصحابة والشيخين،والتحرر من القوقعة الطائفية التاريخية ،وفك المقاطعة الاجتماعية، والموقف الإيجابي من المذاهب الفقهية الأخرى،وطي صفحة "المرجعية الدينية"، والتحرر من نظرية "ولاية الفقيه" ،وإعادة النظر في حكم "الخمس"،و في الطقوس الشيعية،والتخلي عن العناوين الطائفية .
ان الكاتب يرى ان تدخل ما هو سياسي في ما هو ديني ، هو الطامة الكبرى التي اوصلت امة الاسلام الى ما هي عليه من ضعف وهوان ، خاصة ان الصراع السياسي بين اكبر مذهبين فيه – السنة والشيعة – ما زال قائما ، لهذا نراه – ومن موقع اهل مكة ادرى بشعابها – يضع الحلول لايقاف هذا الصراع .
***
4 - تطور الفكر السني: (10)
يؤكد الكاتب في مقدمة كتابه (تطور الفكر السني)على ان : (( السنة أيضا لم يعد لهم وجود، بعد قبولهم بالنظام الديموقراطي، وتخليهم عن نظام الخلافة ومعظم فقرات الفكر السياسي السني، الذي تشكل في أيام الخلافة العباسية وامتد إلي أيام الخلافة العثمانية. ولا سيما بعد حصول الثورة العلمية النقدية ضد أصول المذهب السني القديم كالأحاديث الضعيفة الدخيلة في "السنة" وأصل "الإجماع". )).
بحث الكاتب في الباب الاول موضوعة الخلافة والديموقراطية ، واستناد هذا الفكرعلى البيعة والشورى ، ومن ثم بحث قضية الإنقلاب على الخلافة (البيعة والشورى) في العهد الاموي ، وتحويل الخلافة الى وراثة ملكية بعد إضفاء صبغة الخلافة الدينية على الملك.
وفي الباب الثاني ، درس الكاتب نشوء المذهب السني، وتأسيس الأصول التشريعية.
اما في الباب الثالث فقد بحث فيه ملامح الفكر السياسي السني الذي اعتمد على الاستبداد، و التنظير لحكومة القهر والقوة والغلبة ، والعهد والاستخلاف ، وشرط القرشية ، ومن ثم كيفية الوصول الى نشوء السلطة المطلقة، و الطاعة المطلقة للإمام، وتحريم الثورة ،و الإيمان بالقدر، والثقافة الاستسلامية، ثم بحث في نهاية الخلافة و انفصال السياسة عن الدين
وفي الباب الرابع بين العوامل الذاتية في انهيار أنظمة "الخلافة" ، و دور النظام الوراثي و الاستبداد في انهيار الأنظمة .
وفي الباب الخامس بحث الكاتب في تطور الفكر السياسي السني من الخلافة الى الديموقراطية ، من خلال الثورة الديموقراطية الإسلامية ، و الثورة على أصول المذهب السني.
وفي الخاتمة طالب الكاتب بإعتماد الخلافة الديموقراطية، لا سنية ولا شيعية.
***
5 - جذور الإستبداد في الفكر السياسي الوهابي - قراءة تحليلية: (11)
من خلال قراءة متفحصة لما احتواه كتاب ( جذور الإستبداد في الفكر السياسي الوهابي - قراءة تحليلية) للكاتب ، يمكن التعرف مباشرة على الموضوع الذي بحثه وناقشه فيه ، من مثل : ماهي الوهابية ؟ ومن هم الوهابيون؟ و نظرية التوحيد الوهابية التي بنيت اساسا على : تكفير عامة المسلمين،وعدم العذر بالجهل، و شرط الولاء السياسي، وغربة الاسلام والمسلمين.
وقد بين الكاتب في دراسته هذه ملامح التجربة السياسية الوهابية الأولى التي تعتمد على نظرية ابن تيمية السياسية ، وتوصل الى نتائج مهمة ، هو اتصافها واعتمادها على : الاستبداد و سياسة القهر و الغلبة ، و الدعوة الى طاعة الامام ، و تحريم الخروج عليه، وكذلك الى العنف و الإرهاب.
كذلك درس الكاتب العلاقة بين الدين والدولة في السعودية ، من خلال علاقة ابن سعود مع الوهابيين.
بعد ذلك درس الكاتب تشكيل المؤسسة الدينية الوهابية ،و علاقة هذه الاخيرة بالشورى ، وقد افرزت هذه المؤسسة (الارتباط بين السياسة السعودية والحركة الوهابية) مجموعة من الامور منها: الاعتزال السياسي، والتصدي للديموقراطية، والدفاع عن الحكام الذين لا يحكمون بما أنزل الله ، ومن ثم إغلاق نافذة الثورة.
وفي مكان اخر من الدراسة درس الكاتب المعارضة الوهابية و الشورى ، من خلال دراسة انواع المعارضة ، المعارضة الاصلاحية الموالية، والمعارضة الخارجية الرافضة، و المعارضة الثورية المسلحة ( التكفيرية) التي كفرت النظام و المؤسسة الدينية الوهابية.
وفي نهاية الدراسة ( من الوهابية الى الديموقراطية) قدم الكاتب محاولات الانفتاح على الديموقراطية، من خلال رفض التكفير ، او الثورة ، او المشاركة البرلمانية .
يقول الكاتب :
(( ولا يمكن للحركة الوهابية ان تخرج من هذه الأزمة المستعصية الا بإحداث ثورة ثقافية تعيد فيها النظر الى التصور الوهابي للإسلام و الإيمان و الذي قدمه الشيخ محمد بن عبد الوهاب ، و تتخلى عن سياسة التكفير لعامة المسلمين. بالاضافة الى إعادة النظر في الفكر السياسي لابن تيمية و الذي يجيز فيه حكومة القاهر المتغلب. و بكلمة أخرى لا يمكن للحركة الوهابية ان تتقدم على طريق الشورى أو الديموقراطية الا بالتخلي عن الوهابية. وهو ما يقوم به فعلاً عدد غير قليل من أبناء الحركة السلفية الذين بدأوا يعيدون النظر في شروط الإيمان المتشددة و في مقولة الديموقراطية. و يعترفون بإطار الأمة الاسلامية الواسع. و ربما كان رفض النظام السعودي لاستخدام اسم (الوهابية) محاولة منه للتحرر من تركة الفكر الوهابي المتطرف ، و العودة الى رحاب الاسلام . )).
***
بعد هذه الرحلة – نسبية الطول – مع مؤلفات الكاتب ،دراسات وبحوث ، وما تحمله من اراء وطروحات فكرية ، يطالب الكاتب المسلمين على الاتفاق: (( حول فكر سياسي واحد هو الفكر الديموقراطي، وابتعادهم عن العوامل والنظريات السياسية التي كانت تفرق بينهم، حيث كان يذهب الشيعة الإمامية إلي كون الإمامة (أو الخلافة) تنحصر في "أهل البيت" وكان أهل السنة يذهبون إلي كون الإمامة في ولد بني العباس، أو العثمانيين فيما بعد.)). (12)
***
نقد المناهج الشيعية في السيرة والتاريخ والحديث: (13)
في دراسة مقدمة للندوة الدولية الثالثة حول الإرث الروحي للإسلام :التأريخ المبكر للإسلام - نقد وإعادة بناء - المقامة في جامعة جوته فرانكفورت عام 2009 ، بعنوان : (( نقد المناهج الشيعية في السيرة والتاريخ والحديث)) قدم فيها الكاتب نقدا للفكر الامامي من خلال رواية الاحاديث المنسوبة الى ائمة اهل البيت .
بداية، درس الكاتب الاصول التي ابتنى عليها هذا المنهج ، الذي ولد – كما يذكر في دراسته – في القرن الثاني الهجري بعد ظهور نظرية "الإمامة الإلهية" ، وهذه الاصول قد بنيت اساسا على اعتقادهم بعصمة الائمة الذين هم:
- يمتلكون القرآن الكامل، ويحتكرون القدرة على تفسيره.
- يعلمون بالغيب، وقد فوض الله لهم أمر الدين.
- وهم مصدر من مصادر التشريع .
ومن تلك الاصول التي بحثها الكاتب :
- عدم جواز تقليد غيرهم من العلماء أو تلقي الأحاديث النبوية عن غير طريقهم.
- و جواز الفتوى بالتقية ، وإمكانية الإفتاء خلافا للشريعة، تقية.
- ورفض القول بالرأي أو القياس والاجتهاد.
- و القول بوجود "العلم الإلهي المستمر" لدى الأئمة من أهل البيت .
- ونتيجة لإيمانهم بعصمة "الأئمة" وبناء على امتلاكهم لتلك الكتب السرية، فقد كان الإمامية يقبلون أية رواية ينسبها "الإمام" إلى رسول الله (ص) من دون حاجة لذكر السند، حتى لو كانت بينه وبين الرسول مائة عام.
- واعتماد منهج المخالفة للآخرين.
- ونقل روايات خاصة عن أسباب نزول القرآن، والسيرة النبوية والتاريخ لإسلامي، وتاريخ الإمامة.
و وجد ان هذا المنهج يتصف بـ :
1- الشفوية .
2- التلاعب بالكتب.
3- الحشوية .
4- الافتراض الوهمي.
5 – الاخبارية.
ومن المفيد ان نذكر ، ان هناك الكثير من رجال المذهب عبر تاريخه ، قد قام بفحص الروايات سندا ومتنا ، لازالة ما هو غير صحيح منها وروي تحت ظروف عديدة ، سياسية وايدولوجية قام بها الغلاة خاصة، وقد انبرى في عصرنا الحديث الكثير من رجال الدين الفقهاء بغربلة ما وصلهم من تلك الروايات ، كالامام الشيخ محمد الحسين كاشف الغطاء، و الامام السيد محسن الامين، و الامام الشيخ محمد جواد مغنية،والامام السيد محمد حسين فضل الله، و الامام السيد علي الأمين ، و الامام الشيخ حسين المؤيد. (14)
***
الهوامش:
1 - مستنسخ من موقع الكاتب على شبكة الانترنيت.
2 - فليراجع الكتاب من يريد التأكد.
ملاحظة: لا نذكر ارقام الصفحات لان الكتاب مستنسخ من شبكة النت .
- عن موضوعة التنازل ، يحاول الكثير من الكتاب الشيعة الامامية الاثني عشرية وهم يدافعون عن الامام الحسن ، ان يؤكدوا على ان الامام لم يتنازل عن الولاية = الخلافة ، بل هو (تسليم الامر الى معاوية)( انظر كتاب : صلح الامام الحسن – اسبابه ،نتائجه – محمد حواد فضل الله – دار المثقف المسلم – ايران – قم – د.ت) ، ولا اعرف فرقا بين المصطلحين ، التنازل و تسليم الامر ، فكلاهما يدلان على ان يكون احدهما (الحسن ومعاوية) خليفة ، فيما الثاني جالسا في البيت دون خلافة ، او حكم ، او اية وظيفة سياسية.
3 - راجع : الفصل الثاني - من الشورى الى .. الحكم الوراثي - النظرية الكيسانية، من الكتاب نفسه .
4 - وهو الجزء الثاني من كتاب - تطور الفكر السياسي الشيعي من الشورى إلى ولاية الفقيه. الطبعة الخامسة – 2007.
5 - راجع كتاب: (تطور الفكر السني).
6 – مستنسخ من موقع الكاتب على شبكة الانترنيت.
7 - معجم مقاييس اللغة - أبو الحسين أحمد بن فارس زكريا - ج 4 - ص 217 – 219:
( عتر ) العين والتاء والراء أصل صحيح يدل على معنيين أحدهما الأصل والنصاب والآخر التفرق فالأول ما ذكره الخليل أن عتر كل شيء نصابه قال وعترة المسحاة خشبتها التي تسمى يد المسحاة قال ومن ثم قيل عترة فلان أي منصبه وقال أيضا هم أقرباؤه من ولده وولد ولده وبني عمه هذا قول الخليل في اشتقاق العترة (...) قال وقياس عترة الإنسان من هذا لأنهم أقرباؤه متفرقي الأنساب هذا من أبيه وهذا من نسله كولده.
8 - يقول السيد فضل الله رحمه الله: ((..وربما نستفيد من الحديث الأول الذي يؤكد عدم الحاجة إلى القياس لوفاء الكتاب والسنة لجميع الأحكام، إنَّ الأمر لو لم يكن كذلك بحيث كانت هناك حاجة مُلحة إلى معرفة الحكم الشرعي لبعض الأمور ولم يكن لدينا طريق إلى معرفته من الكتاب والسنة، فإن من الممكن أن نلجأ إلى القياس أو نحوه من الطرق الظنية في حال الإنسداد إنطلاقاً من أن الإعتماد على الطرق الظنية العقلائية أو الشرعية كان مرتكزاً على الحاجة إليها لإدارة شؤون الحياة العامة للناس…
ويقول ايضا رحمه الله ، مؤكدا على الفهم الصحيح للقياس :
(( إننا نتصور أنه لا بد لنا من أن ندرس هذه الأمور دراسة أكثر دقة وأكثر حركية.. إن المشكلة هي أن الدراسة الأصولية والفقهية تؤطر ذهنية الإنسان في هذه الدائرة الضيّقة ومن هنا ينشأ الإنسان وفي قلبه وحشة من أن يمد الحكم الثابت لموضع إلى أمثاله لأن ما أسميه لغة القياس التي تألفها الذهنية الشيعية تجعل كل شيء قياساً عندهم حتى ولو كان الإحتمال إحتمالاً بعيداً جداً لأنهم إذا لم يستطيعوا أن يشيروا إلى خصوصية الإحتمال في مضمونه فإنهم يطلقون الإحتمال في المطلق ويقولون إنّ الله أعلم بالخصوصيات ونحن لا طريق لنا إلى معرفتها بحيث يغلقون الباب على أي إستيحاء وإستلهام للملاك الشرعي..
ما نتصوره أنَّ علينا أن نعيد دراسة الأحاديث التي وردت في رفض القياس عن أئمة أهل البيت عليهم السلام لأن الواضح أن بعض القضايا التي رفض فيها نقل الحكم مـن موضوع إلى موضوع آخـر كانت منطلقة من أنّ السائل اعتقد الملاك في جانب مقاس بينما كان الملاك شيئاً آخر لا يسمح بهذا القياس لأنه لا يحقق عناصر القياس)). انظر كتابنا رجال الاصلاح.
9 - في المقدمة الاولى من كتابي " التصحيح والتجديد في الفكر العربي الاسلامي - الفكر الاجتهادي الشيعي نموذجا - الكتاب الاول - التصحيح والتجديد الاجتهادي في المذهب الشيعي- عند المرجع الديني سماحة اية الله الامام الشيخ حسين المؤيد" ناقشت هذا الموضوع.
10 – مستنسخ من موقع الكاتب على شبكة الانترنيت.
11 – مستنسخ من موقع الكاتب على شبكة الانترنيت.
12 - راجع مقدمة كتابه (تطور الفكر السني).
13 – مستنسخ من موقع الكاتب على شبكة الانترنيت.
14 - انظر كتابنا رجال الاصلاح في المذهب الشيعي الامامي الاثني عشري.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق