الخميس، 26 أغسطس 2010

الجنس في المجتمع العربي

داود سلمان الشويلي







الجنس في المجتمع العربي
دراسات






2010



























الجنس في التراث العربي (*)
دراسة


ت1 – 2009




























"زين للنـاس حب الشهـوات من النسـاء والبنين " [ آل عمران : 14]
" وقال نسوة في المدينة امرأة العزيز تراود فتاها عن نفسه قد شغفها حبا إنا لنراها في ضلال مبين" [يوسف: 30 ]
" قال رب السجن أحب إلي مما يدعونني إليه وإلا تصرف عني كيدهن أصب إليهن وأكن من الجاهلين" [ يوسف:33 ]
" تناكحوا تناسلوا فإنى أباهـى بكم الأمم يوم القيامة" الرسول (ص)
" حبب الي من دنياكم ، الطيب والنساء " الرسول (ص)
" من احب فعف فمات ، مات شهيدا" الرسول (ص)
***
حفلت مكتبتنا العربية الاسلامية بالمؤلفات التي درست العلاقة بين الرجل والمرأة ، ان كانت تلك العلاقة تفضي الى الزواج الشرعي ، و ما اسماه الشرع بالنكاح ،او الباه ، او كانت تفضي الى الممارسات الجنسية غير الشرعية ، او كانت تلك العلاقة علاقة حب وهوى وعشق وهيام فحسب .
وكنا الى زمن قريب، نظن ان المكتبة العربية خالية من هذه المؤلفات التي تدرس تلك العلاقة - مهما كانت المعالجة التي عالجتها ،علمية ،او ادبية، او كانت ممزوجة بصور اللذة والشهوة الجنسيتان- بعد ان قرأنا الكتب المترجمة من اللغات الاجنبية ، الا ان الكثير من المحققين ودور النشر ، قد حققوا ونشروا مؤخرا العديد من تلك المؤلفات التي تتحدث عن الجنس بصيغتة الشرعية ،او غير الشرعية، و كان اغلب مؤلفيها من رجال الدين الاسلامي .
***
يعرّف الجنس بأنه: (جملة الخصائص التشكّلية والفيزيولوجية العضوية التي تؤمن التكاثر الذي يتلخص جوهره بالإلقاح في نهاية المطاف ).(1)
وهو كذلك : ((غريزة في الانسان مثل غيرها من الغرائز التي تتحكم به والتي اهمها الاكل، والنوم ، وكل هذه الغرائز تهدف الى غاية واحدة هي بقاء حياة الانسان على الارض)). (2)
هذين التعريفين يتسقان ومعناه في كل الاديان السماوية والوضعية ، اذ ان غايته هو تكاثر النوع .
يقول كولن ولسن : (الجنس هو احد اقوى الرغبات التي يجربها الانسان). (3)
فيما ترى الكاتبة الاجتماعية المسيحية الامريكية ان موضوعة الجنس هي (الذكورة والانوثة).(4 )
يقول فرويد : ( ينفصل الجنس اولا عن ارتباطه الصميمي بالاعضاء التناسلية وينظر اليه كوظيفة جسدية عامة تبغي المتعة ومن خلال ذلك فقط تسهم إعادة إنتاج النوع).(5)
والجنس ، ينقسم من حيث المعنى الى قسمين ، الاول معناه العام ، والثاني معناه الخاص .
فالمعنى العام للجنس هو :الذكورة والانوثة، أي معناه البيولوجي ، اما معناه الخاص فهو : الممارسة الجنسية ، وما يحاط بها - بدء وانتهاء - من احاسيس ومشاعر انجذاب الى الاخر، وما يتداخل معهما من افعال، أي المعنى الاجتماعي.
وان تأكيد فرويد على ان الاحاسيس الجنسية لا تنحصر مطلقاً بالتناسلية (6) ، صحيح الى حد ما عندما ننظر الى دور الكثير من المناطق المثيرة للجنس في الجسم البشري – خاصة الانثوي – ، الا ان الكتاب العرب الذي كتبوا لنا هذا الكم الهائل من المؤلفات ، ناقشوا عمل تلك المناطق على انها مكملات للعملية الجنسية التي ستؤدي الى خلق النوع .
ان الدراسات العربية والغربية – على السواء - قد درست الجنس على انه يهدف الى حفظ النوع ،الا انهما تناولاه ايضا على انه علاقة اجتماعية لا تحكمها هذه الغاية.
و الجنس يعني النوع ، يقول العرب: من جنس الشعر، أي من نوع الشعر. ( كقولنا الإنسان والحيوان جنس، ينتج أن الإنسان جنس ). (7)
من بين الاسماء التي اطلقت على الجنس – في صورته العملية خاصة – هو الباه.
وعلم الباه هو : (علم باحث عن كيفية المعالجة المتعلقة بقوة المباشرة من الاغذية المصلحة لتلك القوة والادوية المقوية والمزيدة للقوة او الملذذة للجماع او المعظمة او المضيقة وغير ذلك من الاعمال والافعال المتعلقة بها كذكر اشكال الجماع وآدابه الذين لهما مدخل في اللذة وحصول أمر الخيال الا انهم يذكرون لاجل اكثار الصناعة اشكالا يعسر فعلها بل يمتنع ويذيلون ذلك الاشكال بحكايات مشهية تحصل باستماعها الشهوة وتحرك قوة المجامعة وإنما وضعوها لمن ضعفت قوة مباشرته او بطلت فإنها تعيدها له بعد الاياس التعليق (. ..) وهذا العلم من فروع علم الطب بل هو باب من أبوابه كبير غير أنهم افردوه بالتأليف اهتماما بشأنه ومن الكتب المصنفة فيه كتاب الالفية والشلفية قال ابو الخير يحكى ان ملكا بطلت عنه قوة المباشرة بالكلية وعجز الاطباء عن معالجتها بالادوية فاخترعوا حكايات عن لسان امرأة مسماة بالالفية لما نها جامعها الف رجل فحكت عن كل منهم اشكالا مختلفة واوضاعا متشتة فعادت باستماعها قوة الملك انتهى ومثله في مدينة العلوم والايضاح في أسرار النكاح أي في الباه للشيخ عبد الرحمن بن نصر بن عبد الله الشيرازي وهو مختصر أوله الحمد لله الذي خلق الانسان من طين وانشد فيه عليك بمضمون الكتاب فإننا وجدناه حقا عندنا بالتجارب يزيدك في الاتعاظ بطشا وقوة ويحظيك عند الغاينات الكواعب قال في مدينة العلوم ومن الكتب الجامعة في هذا الباب كتاب رجوع الشيخ إلى صباه في القوة على الباه وكتاب رشد اللبيب الى معاشرة الحبيب وكتاب الفتح المنصوب إلى صيد المحبوب وكتاب تحفة العروس وجلاء النفوس وكتاب نصير الطوسي نافع في هذا الباب وقد طبع الكتاب الاول بمصر القاهرة في هذا الزمان فليعلم التعليق). (8)
والباءة بالمد : (الموضع الذي تبوء إليه الإبل ثم جعل عبارة عن المنزل ثم كني به عن الجماع لأنه لا يكون غالبا إلا في الباءة أو لأن الرجل يتبوأ من أهله أي يتمكن كما يتبوأ من داره وقوله عليه السلام من استطاع منكم الباءة على حذف مضاف وتقديره من وجد مؤن النكاح فليتزوج ... الباءة مثل الباعة و الباء النكاح وسمي النكاح باءة و باء من المباءة لأن الرجل يتبوأ من أهله أي يستمكن من أهله كما يتبوأ من داره ...باءة إذ أعرسا وفي حديث النبي من استطاع منكم الباءة فليتزوج ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء أراد بالباءة النكاح والتزويج ويقال فلان حريص على الباءة أي على النكاح ويقال الجماع نفسه باءة والأصل في الباءة المنزل ثم قيل لعقد التزويج باءة لأن من تزوج امرأة بوأها منزلا والهاء في الباءة زائدة والناس يقولون الباه قال ابن الأعرابي الباء و الباءة والباه كلها مقولات ابن الأنباري الباء النكاح يقال فلان حريص على الباء ). (9 )
و( الباء النكاح وسمي النكاح باءة و باء من المباءة لأن الرجل يتبوأ من أهله أي يستمكن من أهله كما يتبوأ من داره قال الراجز يصف الحمار والأتن يعرس أبكارا بها وعنسا أكرم عرس باءة إذ أعرسا وفي حديث النبي من استطاع منكم الباءة فليتزوج ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء أراد بالباءة النكاح والتزويج ويقال فلان حريص على الباءة أي على النكاح ويقال الجماع نفسه باءة والأصل في الباءة المنزل ثم قيل لعقد التزويج باءة لأن من تزوج امرأة بوأها منزلا والهاء في الباءة زائدة والناس يقولون الباه قال ابن الأعرابي الباء و الباءة والباه كلها مقولات ابن الأنباري الباء النكاح يقال فلان حريص على الباء و الباءة والباه بالهاء والقصر أي على النكاح و الباءة الواحدة و الباء الجمع وتجمع الباءة على الباءات قال الشاعر يا أيها الراكب ذو الثبات إن كنت تبغي صاحب الباءات فاعمد إلى هاتيكم الأبيات وفي الحديث عليكم بالباءة يعني النكاح والتزويج ومنه الحديث الآخر إن امرأة مات عنها زوجها فمر بها رجل وقت تزينت للباءة و بوأ الرجل نكح ) . (10)
***
واذ اقدم هذه الدراسة الوصفية /الاحصائية – حسب طاقتي - لتلك المكتبة التي عنت بدراسة تلك العلاقة التي نسميها في زمننا الحاضر بالجنس (11) ، فإنني اؤكد على ان ما احصيته من مؤلفات ليس هو المجموع النهائي لها، لاسباب ، منها : إما ان الكثير منها قد فقد ، او لم تصل الينا ، او انها ما زالت مخطوطة لم تصل اليها اقلام المحققين ، اوانها لم تنشر بدعوى الحفاظ على الاخلاق ، او بسبب منع الرقابة ،و على انها من الادب المكشوف.
وعلينا التأكيد على ان اغلب مؤلفين تلك الكتب، لم يجدوا حرجا في تسمية الاشياء بأسمائها ، فهم صريحون في استخدام اللفظ الدال على اعضاء الجهاز الجنسي للذكر والانثى والمستخدم في الكلام العام، او ما نسميه بعورات الجسد ،كما انهم صريحون بتلفظ اسماء العملية الجنسية ووصفها وصفا كاملا وصريحاً .
يذكر الدكتور محمد خلف الله : (( هناك ظاهرة في كتاب الاذكياء لابن الجوزي ، رأيت ان اشير اليها لتفشيها في كتب الادب العربي ، ولظهورها جريئة عارية في كثير من الكتب الكبيرة المتداولة ، مثل كتاب الاغاني وعيون الاخبار ، تلك ما يسميه الناس في هذه الايام الادب المكشوف فترى المؤلف- سواء أكان عالم أدب ، أم عالم دين- يذكر اعضاء الجسم تصريحا لا تلميحا ، ويكشف عن شؤون الجواري والغلمان كل مستور ، وربما لم يجد حرجا في ان يصف احوال الجنس ما بعد استهتارا وفجورا ،وقد يضيف احيانا من القرآن الكريم ، تتمثل به هذه الجارية او تلك في مواطن غير صالحة ولم ار من مؤلفي الادب العربي من اعتذار لهذه النزعة في التأليف وحاول تبريرها إلا ابن قتيبة في الجزء الاول من كتابه عيون الاخبار ، إذ بيّن أن ذكر عورات الجسم لا شيء فيه ما دام لا يتعدى حدود العلم ، إلى القحة والفجور )). (12)
و ناقش الجاحظ في اغلب كتبه قضية الجنس ، وتوصل الى ان : الجنس امر مشاع بين االمخلوقات، الا ان الشرع قد قنن هذه العلاقة .
اذن ، فالتحريم جاء من الشرع وليس من طبيعة الاشياء.(13 )
***
ان الكتب التي وصلت الينا بعد تحقيقها ونشرها ، تعتبر موسوعة في :
1 –الآيات القرآنية التي تحث على الزواج، وقضايا الجنس الشرعي وغير الشرعي.
2 – الاحاديث النبوية الشريفة التي تعالج العلاقة بين الرجل والمرأة.
3 – الشعر العربي المكشوف الذي تناول قضايا الجنس.
4– الحكايات واخبار المحبين والعشاق ومن مارس العملية الجنسية ، بصورة شرعية او غير شرعية .
5- لغوية لكل الالفاظ المستخدمة لاسماء الاعضاء الجنسية للرجل والمرأة.
6- لغوية لكل الالفاظ الخاصة بأسماء العملية الجنسية.
وهناك كتب تناولت هذه العلاقة من الوجهة الشرعية الاسلامية ، وقعدت اصولها وفروعها ، وقدمت نظرة الاسلام لها ، وهي كتب فتاوي رجال الدين من كل المذاهب الاسلامية.
وكذلك ،هناك كتب موسوعية تناولت هذه العلاقة من الناحية التاريخية والادبية والعلمية ،ككتب:الاذكياء لابن الجوزي ، الاغاني للاصفهاني،وبعض كتب الجاحظ ، وكتاب عيون الاخبار ،وكتاب طوق الحمامة في الالفة والالاف ،وفهرست ابن النديم ، وكشف الظنون ، والكتابين الاخيرين حفظا لنا اسماء تلك الكتب ، واسماء بعض مؤلفيها، ومضمون بعضها.
وقبل ان اقدم وصفا لبعض مؤلفات الاقدمين عن هذا الموضوع ، اود ان اذكر ان الكثير من المؤلفات الغربية قد استفادت منها ، بسبب الحصول على مخطوطاتها قبل ان تصل الى محققينا ودور نشرنا ، فترجم معظمها الى اللغات الاجنبية.(14)
***
ولو تفحصنا مكتبتنا العربية الاسلامية ، تراثنا النثري – فضلا عن تراثنا الشعري – لهالنا العدد الكبير من المؤلفات التي تناولت هذا الموضوع، وهذه قائمة ببعض ما وصل اليه البحث من اسماء تلك المؤلفات:
كتب الجنس العربية: (15)
1- كتاب الباه ، للرازي .
2- كتاب مرطوس الرومي في حديث الباه .
3- كتاب الأكفية الكبير .
4- كتاب الأكفية الصغير .
5- كتاب بردان وحباحب ، لأبي حسان الكبير .
6- كتاب بردان وحباحب الصغير .
7- كتاب الحرة والأمة .
8- كتاب السحاقات والبغائين ، لأبي العبس .
9- كتاب الفه ابن حاجب النعمان ويعرف بحديث ابن الدكاني .
10- كتاب لعوب الرئيسة وحسين اللوطي .
11- كتاب الجواري الحبائب .
12- كتاب الباه للنحلي .
13- كتاب العرس والعرائس للجاحظ .
14- كتاب القيان لأبن حاجب النعمان .
15- كتاب الإيضاح فى أسرار النكاح .
16- كتاب برجان وجناحب .
17- كتاب المناكحه والمفاتحة في أصناف الجماع وآلاته لعز الدين المسيحي.
18- كتاب الروض العاطر في نزهة الخاطر للنفزاوي.
19- كتاب الفخ المنصوب إلى صيد المحبوب في علم الباه .
20- كتاب رشف الزلال من السحر الحلال - لجلال الدين السيوطي المتوفى سنة 911 إحدى عشرة وتسعمائة من مقامته [ من مقاماته ] وهى في أحد وعشرين عالما تزوج كل منهم ووصف كل ليلته موريا بألفاظ فنه .
21- كتاب ضوء الصباح في لغات النكاح لجلال الدين عبد الرحمن ابن أبي بكر السيوطي ذكره في فن اللغة .
22- كتاب الافصاح في اسماء النكاح للسيوطي.
23- كتاب اليواقيت الثمينة في صفات السمينة للسيوطي.
24- كتاب مباسم الملاح ومباسم الصباح في مواسم النكاح للسيوطي.
25- كتاب الايضاح في اسرار النكاح للسيوطي.
26- كتاب الايك في معرفة النيك للسيوطي .
27- كتاب نواضر الايك في نوادر النيك للسيوطي .
28- كتاب شقائق الاترنج في رقائق الغنج للسيوطي.
29- كتاب نزهة العمر في التفضيل بين البيض والسود والسمر للسيوطي.
30- كتاب نزهة المتأمل ومرشد المتأهل للسيوطي.
31- كتاب الوشاح في فوائد النكاح للسيوطي.
32- كتاب الايضاح في اسرار النكاح - أي في الباه للشيخ عبد الرحمن بن نصر بن عبد الله الشيرازي المتوفى سنة " 774 " وهو مختصر أوله الحمد لله الذي خلق الانسان من طين... الخ، وانشد فيه :
شعر عليك بمضمون الكتاب فإننا وجدناه حــــــقا عندنا بالتجارب
يزيدك في الإنعاظ بطشا و قــــوة ويحظيك عند الغانيات الكواعب
33- كتاب جامع اللذات في الباه - لأبي نصر " نصر منصور " بن علي الكاتب الشهير بابن السمساني وهو كتاب كبير حسن السبك والترتيب .
34- كتاب رسالة في الباه وأسبابه - لابن مندوية أحمد بن عبد الرحمن الأصبهاني الطبيب .
35- كتاب رشد اللبيب إلى معاشرة الحبيب - للشيخ الأديب . . ابن قليته أبى العباس أحمد بن محمد بن علي اليمنى الكاتب المتوفى سنة 231 إحدى وثلاثين ومائتين ورتبه على أربعة عشر بابا الأول في فضل النكاح الثاني في ذكر النكاح الثالث فيما يدل على عظم النكاح الرابع فيما يحب النساء من الرجال الخامس فيما يحب الرجال من النساء السادس في اختلاف الرجال والنساء في الأحوال السابع في ذكر أبواب من النكاح الثامن فيما يجب معرفته من منافع الباه ومضاره التاسع في ذكر السحاق العاشر في فضل الغلمان على الجواري الحادي عشر في فضل الجواري على الغلمان الثاني عشر في ذكر القيادة وأهلها الثالث عشر فيما يجب فيه الحزم من قبل النساء الرابع عشر في نوادر واشعار أوله الحمد لله استفتاحا بذكره الخ .
36- كتاب المنهاج في تعلقات الايلاج للقاضي كمال الدين محمد ابن احمد الزملكاني مختصر أوله الحمد لله الذي انبت الخلق نباتا... الخ ، ذكر ان بعض المخاديم سأله ان يصنف كتابا في الباه فالفه ورتبه على مقدمة وجزئين يشتمل كل منهما على عدة أبواب فالجزء الأول في اسرار الرجال والجزء الثاني في اسرار النساء .
37- كتاب منية الشبان في معاشرة النسوان : كتاب في علم الباه للمولى أحمد بن مصطفى المعروف بطاشكبري زاده المتوفى سنة 962 اثنتين وستين وتسعمائة [ 968 ] أوله الحمد لله الذي خلق الانسان من سلالة من طين... الخ، رتبه عن مقدمة وأربعة مطالب وطرقها طريقة الشرع وطريقة العقل وطريقة الطبع وطريقة الطب .
38- كتاب نزهة الأصحاب في معاشرة الأحباب للشيخ الامام السموأل بن يحيى بن عباس المغربي ( المتوفى سنة 576 ست وسبعين وخمسمائة ) أوله الحمد لله الذي جعل رحمته للمذنبين... الخ جمع فيه الجد والهزل والأدب والطب ونبذا من اسرار علم الباه، الفه لأبي الفتح محمد بن قرا ارسلان الأرتقي، وقسمه جزئين علم وعمل .
39- كتاب أسماء النكاح - لمجد الدين أبى طاهر محمد بن يعقوب الفيروزآبادي صاحب القاموس المتوفى سنة سبع عشرة وثمانمائة، سماه اسمار السراح .
***
و ذكر ابن النديم مجموعة من الكتب المؤلفة عن بعض العشاق الذين عشقوا في الجاهلية والاسلام وألف في اخبارهم كتب مثل: عيسى بن داب والشرقي بن القطامي وهشام الكلبي والهيثم بن عدي ، ويرى الباحث ان تلك الكتب ما هي الا كتيبات صغيرة صيغت فيها حادثة غرامية بإسلوب قصصي، كما يحدث في الادب القصصي القصير في وقتنا المعاصر ، بكتابة قصة قصيرة ، او طويلة ، عن حدث عاطفي او غرامي ، بين رجل وإمرأة، الا ان الاختلاف بين تلك القصص القديمة وهذه الحديث، هو كالفرق بين كتابة القصة الفنية، وكتابتها بطريقة الف ليلة وليلة، او المقامات .
وكمثال على الاسلوب القصصي المتبع وقتذاك، اضافة لاسلوبي الف ليلة وليلة و المقامات ،ما ذكره حاجي خليفة من نص قصصي :
(( روى أن ملكا بطلت عنه القوة فزوج عبدا من مماليكه جارية حسناء وهيأ لهما مكانا بحيث يراهما الملك ولا يريانه فعادت قوته بمشاهدة افعالهما انتهى ملخصا من المفتاح . ولا يبعد ان يقال وكذا النظر إلى تسافد الحيوانات لكن النظر إلى فعل الانسان أقوى في تأثير عود القوة وهذا العلم من فروع علم الطب بل هو باب من أبواب كتبه غير أنهم افردوه بالتأليف اهتماما بشأنه ومن الكتب المصنفة ؟ ؟ فيه كتاب الألفية والشلفيه قال أبو الخير يحكى ان ملكا بطلت عنه قوة المباشرة بالكلية وعجز الأطباء عن معالجته ؟ ؟ بالأدوية فاخترعوا حكايات عن لسان امرأة مسماة بالألفية لما انها جامعها الف رجل فحكت عن كل منهم اشكالا مختلفة فعادت باستماعها قوة الملك انتهى وقد سبق ذكر الألفية في موضعها . )) . (16)
بقول ابن النديم : ((قال محمد بن إسحاق : كانت الأسمار والخرافات . مرغوبا فيها مشتهاة في أيام خلفاء بنى العباس ، وسيما في أيام المقتدر . فصنف الوراقون ، وكذبوا . فكان ممن يفتعل ذلك رجل يعرف بابن دلان واسمه أحمد بن محمد بن دلان ، وآخر يعرف بابن العطار ، وجماعة . وقد ذكرنا فيما تقدم من كان يعمل الخرافات والأسمار على السنة الحيوان وغيره ، وهم سهل بن هارون وعلي بن داود والعتابي وأحمد بن أبي طاهر)).
ومن تلك الكتب التي ذكرها ابن النديم في فهرسته، والتي يمكن ان يكون قد اطلع على اغلبها ، هي :
1- كتاب مرقش واسما .
2- كتاب عمرو بن عجلان وهند .
3- كتاب عروة وعفراء .
4- كتاب جميل وبثينة .
5- كتاب كثير وعزة .
6- كتاب قيس ولبنى .
7- كتاب مجنون وليلى .
8- كتاب توبة وليلى .
9- كتاب الصمة بن عبد الله وريا.
10- كتاب حوشسيه وابن الطثرية.
11- كتاب ملهى وتعلق .
12- كتاب يزيد وحبابة .
13- كتاب فانوس ومنية .
14- كتاب أسعد وليلى .
15- كتاب وضاح اليمن وأم البنين .
16- كتاب أميم بن عمران وهند .
17- كتاب محمد بن الصلت وجنة الخلد .
18- كتاب العمر بن ضرار وجمل .
19- كتاب سعد واسما .
20- كتاب عمر بن أبي ربيعة وجماعة .
21- كتاب المستهل وهند .
22- كتاب باكر ولحطه .
23- كتاب مليكة ونعم وابن الوزير .
24- كتاب احمد وداحة .
25- كتاب الفتى الكوفي مولى مسلمة وصاحبته .
26- كتاب عمار وجمل وصواب .
27- كتاب الغمر بن ملك وقتول .
28- كتاب عمرو بن زيد الطائي وليلى .
29- كتاب علي بن إسحاق وسمنة .
30- كتاب الأحوص وعبدة .
31- كتاب بشر وهند .
32- كتاب عاشق الكف .
33- كتاب عاشق الصورة .
34- كتاب عبقر وسحام .
35- كتاب اياس وصفوة .
36- كتاب أبى مطعون ورتيلة وسعادة .
37- كتاب حرافة وعشرق .
38- كتاب المحسودين والهذلية .
39- كتاب عمرو بن العنقفير ونهد بن زيد مناة .
40- كتاب مرد وليلى .
41- كتاب ذي الرمة ومي .
42- كتاب سبيل وقالون .
43- كتاب علي بن أديم ومنهلة .
44- كتاب المهذب وولده.
4546- كتاب الفضل بن أبي دلامة . وحليم.
47- كتاب المعذب والغراء والطيرة .
48- كتاب سحر اللهو وسكر .
49- كتاب إبراهيم وعلم .
50- كتاب طرب وعجب .
51- كتاب عمرو بن صالح وقصاف .
52- كتاب احمد وسنا .
53- كتاب محمد ودقاق .
54- كتاب حكم وخالد .
55- كتاب عباد الفاتك وفنك .
56- كتاب شغوف وعطوف.
57- كتاب احمد وزين القصور.
58- كتاب بشر المهلبي وبسباسة .
59- كتاب عاصم وسلطان .
60- كتاب ذوب ورخيم .
61- كتاب أحمد بن قتيبة وبانوجه .
62- كتاب سهل وسليمة .
63- كتاب الكاتب ومنى .
64- كتاب أبى العتاهية وعتب .
65- كتاب عباس وفوز .
66- كتاب عاشق البقرة .
67- كتاب عسى وسراب .
68- كتاب عصام ودمينة .
69- كتاب فريد والزهراء .
70- كتاب عبيد الله بن المهذب ولبنى بنت المعتمر.
71- كتاب ريحانة وقرنفل .
72 - كتاب رقية وخديجة .
73- كتاب مؤيس وذكيا .
74- كتاب سكينة والرباب .
75- كتاب الغطريفة والدلفاء .
76- كتاب هند وابنة النعمان .
77- كتاب عبدة العاقلة وعبدة الغدارة .
78- كتاب لؤلؤة وشاطرة .
79- كتاب نجده وزعوم .
80- كتاب سلمى وسعاد كتاب صواب وسرور .
81- كتاب الدهماء ونعمه .
وذكر ابن النديم مجموعة اخرى من الكتب عن أسماء العشاق الذين تدخل أحاديثهم في السمر، منها :
1- كتاب صاحب بشر بن مروان وابنة عمه .
2- كتاب الكلبي وابنة عمه .
3- كتاب التميمي والتميمية الذين تعاهدوا .
4- كتاب المصري والمكية .
5- كتاب عبد الله بن جعفر والشجرة المكتوب عليها .
6- كتاب الوجيهة والأعرابي .
7- كتاب اسما بن جارحه الفزاري .
8- كتاب ملك ابن اسما وصاحبه الحص .
9- كتاب عباس الحنفي والتي رماها .
10- كتاب الجارية ومولاها وعبيد الله بن معمر .
11- كتاب عبد الرحمن بن الحكم بن حسان الأسدي وسعد صاحبي الغار .
12- كتاب الفتى والمرأة التي رمت بالحصاة .
13- كتاب الرباب وزوجها الذين تعاهدوا .
14- كتاب سليمان وعنوان وشيبان .
15- كتاب سليمان بن عبد الملك الجارية وطفلها .
16- كتاب المرأة وإخوتها والرجل الذي هويها.
17- كتاب الاعرابي وابنة عمه آخر .
18- كتاب عبد الملك والكلبي صاحب خالد بن الوليد .
19- كتاب الزهري وابنه عمه الذين ساروا إلى هشام بن عبد الملك .
20- كتاب ديار وظمياء .
21- كتاب ملك العيار وابنة عمه .
22- كتاب عنمة وازيهر وعمرو الملك .
23- كتاب الكردوحية وابنة الكاهن .
24- كتاب الأخوين العراقي والمدني .
25- كتاب المعلى وسينا .
26- كتاب المتجرد في النساء .
27- كتاب بدر وسادن.
28- كتاب حبيب العطار .
29- كتاب حسن والسص الإسرائيلي .
30- كتاب حافية ابنة هاشم الكندي .
31- كتاب المؤمل بن الشريف والصورة ومظعون الجني .
32- كتاب عامر ودعد جارية خالصة .
33- كتاب عروة بن عبد يا ليل الطائي وابنة عمه .
34- كتاب الفتى العاشق وصاحبته .
35- كتاب المخنث والفتاة التي عشقته .
36- كتاب الفتى العاشق وهند المستعجلة .
37- كتاب الفتى العاشق النسب وذات الخال .
38- كتاب الفتى الأحمق وشمسه عاشقته .
39- كتاب العاشق المجنون وسلم وجاريتها المخبلة.
فيما ذكر ، كذلك ، مجموعة اخرى من الكتب عن عشاق الانس للجن وعشاق الجن للانس:
1- كتاب دعد والرباب .
2- كتاب رفاعة العبسي وسكر .
3- كتاب سعسع وقمع .
4- كتاب ناعم بن دارم ورحيمه وشيطان الطاق .
5- كتاب الأغلب والرباب.
6- كتاب الضرغام وجودووقس.
7- كتاب عمرو ودقانوس.
8- كتاب الشماخ ورمع.
9- كتاب الخزرجي المحتال واسما .
10- كتاب حصن بن النبهان والجنية .
11- كتاب الدلفاء وإخوتها والجني .
12- كتاب عدد الفزارية والجني وعمرو .
13- كتاب عمر بن سفيان السلمي والجنية .
14- كتاب عمرو بن المكشوح والجنية .
15- كتاب ربيعة بن قدام والجنية .
16- كتاب سعد بن عمير والنوار .
17- كتاب السميفع بن ذي يرحم الحميري والعقوف بنت زيد .
18- كتاب الشيخ بن الشاب .
***
1 – تحفة العروس ومتعة النفوس (17)

المؤلف:
هو ((ابو عبد الله محمد بن احمد بن محمد بن ابي القاسم التجاني – ينتسب الى قبيلة تِجان – من قبائل المغرب ، تولى الكتابة للواثق بالله يحيى بن ابي اسحاق صاحب المملكة الحفصية في مدينة بجاية ، ثم عاد الى تونس ليتولى مركزا مرموقا في ديوان الرسائل برعاية الامير زكريا بن احمد وظل يتنقل في الوظائف (...) توفي بعد سنة 709 هـ)) . (18)
ومن يتصفح قائمة مؤلفاته يجدها كتابات في شؤون الدين.
يقول محقق الكتاب : (( تحفة النفوس ليست نصا خليعا ،كما تفهم الخلاعة اليوم ، فمؤلفها – التجاني – من ائمة المالكية ، ميزته أنه فقيه وأديب .(...) وتحفة العروس موسوعة في المرأة العربية ، تدل على تبحر التجاني في علوم الدين والادب والتاريخ والجمال والجنس)).(19)
ويقول المؤلف في مقدمة كتابه : (( ولما كان التلذذ بالنساء أعظم اللذات ، وكان لهن من التقدم في قلوب الرجال ما قدمهن الله سبحان به في كتابه على سائر الشهوات ، راينا ان نحمع من ملح أخبارهن ومستظرف نوادرهن وأشعارهن ، وما يستحلى من أوصافهن ، ويستحن من ألوانهن وأسنانهن ، ويستحسن من آدابهن ، ويمدح من خَلقهن وأخلاقهن ، وما ينبغي للرجل أن يتخّير لنكاحه منهن ، وبيان جُمل من أحكامهن نبذا تجمع بين إفادة العلم وامتاع النفوس ، فجمعنا هذا الكتاب )).(20)
ابواب الكتاب:
- باب جامع في النساء وما يتقى من فتنتهن ، وما زينه الله سبحانه وتعالى في قلوب الرجال منهن ، وحكمة الله تعالى في أن خلقهن والرجال من نفس واحدة، ليسكن بعضهم الى بعض ، وكراهة الخلوة مع غير ذات المحارم ، وما يؤمر الرجل ان يفعله إذا رأى امرأة فأعجبته .
- باب العفاف والتصون وثواب من منع النفس هواها وقمعها عن شهواتها المحرمة ومناها.
- باب الحض على النكاح والإنكار على من ترك النساء زهداً، وذكر اختلاف الناس فيه في وجوب النكاح واستحبابه.
- باب تخيّر الرجل لنطفته ، وبيان الخصال التي تتزوج لها المرأة ، وما ينبغي للرجل أن يقصده من ذلك ومن يتجنب من النساء.
- باب فيما يباح للرجل من النظر للمرأة إذا أراد نكاحها.
- باب في ذكر الصدقات ، وما ورد في كثرتها وقلتها ، وكراهة المغالاة فيها.
- باب الوقت المستحب لعقد النكاح.
- باب جلاء العروس ودخولها على الرجل، وذكر جمل من اداب الجماع .
- باب الزينة والتطيب من اعظم الاسباب الموجبة لحظوة المرأة عند الرجل .
- باب زينة الرجل وما يستحب له من التهيؤ لزوجته .
- باب في معاشرة النساء وحقوق المرأة على الرجل .
- باب في السراري.
- باب في تفضيل الاسنان.
- باب في الابكار والثيب.
- باب في السمن والضمور.
- باب في الالوان.
- باب في الطول والقصر.
- باب جامع في الملاحة والجمال.
- باب ذكر اوصاف النساء على الاجمال.
- باب ذكر اوصافهن وما ورد في ذلك من المخايرة والتفصيل (يضع لوصف كل عضو من اعضاء جسم المرأة فصلا).
- باب جامع لذكر الجماع وبيان ما فيه من المنافع والمضار وذكر اسماء من اسماء النكاح.
- باب الرهز في الجماع.
- باب في وطء الرجل في غير الفرج وذكر صور من صور النكاح.
- باب في الغيرة وما يحمد منها وما يذم.
- باب في بعض مُلح المفاكهات والمطيبات التي تتعلق بالنكاح.
***
2 - كتاب رجـوع الشيخ إلى صبــاه في القـوة عـلى البـاه (21)
المؤلـف:
هو (( أحمـد بن سليمـان الشهـير بإبن كمــال باشـا المتوفى فى سنـه 940 ،بإشــارة السلطـان سليم خـان ذكـر كُتباً كثيره بهـذا المعنى وقـال جمعتُـه منهـا ولم أقصــد بـه إعــانـه المتمتـع الذى يرتكب المعاصي بل قصْـدتُ إعــانـة من قَصُـَرتْ شهـوتـه عـن بلــوغ نيتــه في الحــلال الذي هـو سبب لعمــارة الدنيـا ولمـا كَمُـلَ قَسٌمْتُـهُ قِسمَـيٌن قِســم يشتمـل عـلى ثلاثين بابا تتعلـق بأســـرار الرجـال ومـا يقويهـا عـلى البـاه من الأدوية والأغذية والثاني يشتمل عـلى ثــلاثـين باباً تتعلـق بأســرار النســاء وما يناسبها من الزينـه ((. (22)
مقدمته الكتاب:
(( الحمـد لله الذى خلق الأشيـاء بقدرته وأتقنها بلطيف صنعته ودبرها بحكمته ، أحمـده على نعمته وأصلى على محمـد خير خليفته وعلى آلـه وصحبه وعترته قال المؤلـف لهذا الكتاب إنني لمـا رأيت الشهوات كلها منوطة بأسمـاء البـاه وداعيه إلى الجماع ورأيت أهل الأقدار وأربـاب الأموال ورؤساء أهل كل بلد فى عصرنا هذا ومـا تقدمه من عصور أزمان هممهـم مصروفه إلى معاشرة النسوان وأحوالهم متفرقة فى بيوت القيان ، ولم أر أحداً منهم يخلو من عشق المغنيه واستهتار بجاريـه وغرام بفاحشة عملت أن معرفتهم بمـا انصرفت إليه شهواتهـم وتتبعته نفوسهم ممـا يجعـل نفعه وتعظم فائدته فدعاني ذلك إلى تأليف هذا الكتـاب ولم أر أن أجعل كتابي هذا مقصوراً على أدوية البـاه فقط وقد جمعتـه من الكتب المصنفة في البـاه وغيره ككتـاب الباه للنحلي وكتاب العرس والعرائس للجاحظ وكتاب القيان لأبن حاجب النعمان وكتاب الإيضاح فى أسرار النكاح وكتاب جامع اللذة لإبن السمسمـانى وكتاب برجان وجناحب وكتاب المناكحه والمفاتحة في أصناف الجماع وآلاته لعز الدين المسيحي فألفت وجمعت منها هذا الكتاب ولم أقصد بتأليفه كثرة الفساد ولاطلب الإثم ولا إعانة المتمـتع الذى يرتكب المعاصي ويستحل ماحرم الله تعالى بل قصدت به إعانة من قصرت شهوته عن بلوغ أمنيتـه فى الحلال الذى هو سبب لعمارة الكون بكثرة النسل لقوله عـليه الصلاة والسلام ( تناكحوا تناسلوا فإنى أباهـى بكم الأمم يوم القيامة) ولمـا كمل تأليفـه قسمتـه وجعلتـه جزأين جزأ يشتمل على ثـلاثين باباً تتعلـق بأسرار الرجال وما يقويها على البـاه من الأدوية والأغذية والمعـاجين والخواص وما أشبـه ذلك مما يقف عليه من طالع هذا الكتاب والجزء الثانى يشتمل على ثلاثين باباً تتعلق بأسرار النساء وما يناسبهن من الزينـه والخضابات وما يخصب البـدن وما يسمنه ومـا يطـول الشعـر ويسـوده ومـا الذي يستجلبن به مودات الرجـال والحكــايات التي نقلت عنهن في أمــر الباه مما يحرك شهـوة الســامع لهـا وما قيل فيهـن من زيــادة الشهوة وقلتهـا ومـا نقـل عـنهن من ورقـة الألفـاظ عنـد الجمـاع ممـا يزيــد في اللذة ويقــوى الشهوة ، ولمـا كمـل تأليفـه وتبويبـه"سميتـه بكتـاب رجـوع الشيخ إلى صبـاه في القـوة عـلى البـاه " وهـذه ترجمـه الأبواب .
والله الموفق للصـواب وإليـه المرجـع والمآب)). (23 )
***
ابواب الكتاب:
يتكون الكتاب من جزأين – كما يذكر المؤلف - ،وكل جزء يشتمل على ثـلاثين باباً تتعلـق بأسرار الرجال وما يقويها على البـاه من الأدوية والأغذية والمعـاجين والخواص وما أشبـه ذلك مما يقف عليه من طالع هذا الكتاب.
والجزء الثانى يشتمل على ثلاثين باباً تتعلق بأسرار النساء، وما يناسبهن من الزينـه والخضابات، وما يخصب البـدن، وما يسمنه ،ومـا يطـول الشعـر ويسـوده ،ومـا الذي يستجلبن به مودات الرجـال، والحكــايات التي نقلت عنهن في أمــر الباه مما يحرك شهـوة الســامع لهـا و،ما قيل فيهـن من زيــادة الشهوة وقلتهـا ، ومـا نقـل عـنهن من رقـة الألفـاظ عنـد الجمـاع ممـا يزيــد في اللذة ويقــوى الشهوة .
ابواب الجزء الاول:
- الباب الأول : ذكـر مزاج الأحليل ومـا يتعلق بذلك الأمر.
- الباب الثاني : في ذكر مزاج الانثيين ومـا يتعلق بذلك من أمر الباه .
- الباب الثالث: في ذكــر الضــرر الذي يحصـل من الإســراف في استعمال الباه .
- الباب الرابـع :في تلاحق الضــرر الحــادث عـن الإفــراط في البـاه .
- الباب الخـامس : فيمـا يجب أن يستعمـل بعـد الجمـاع وتـدارك خطأ من غلب عليـه البرد .
- الباب السادس : في ذكـر منافـع البـاه ومـا الذي نقـل عـن الحكمــاء في ذلك .
- البـاب الســابـع : في الأوقات التي يستحب فيهـا الجمـاع ومــدد النكـاح ورداءة أشكــاله .
- البـاب الثـامن : في مقــدمـة يلــزم معرفتها لمن أراد تركيب أدويـة البـاه .
- الباب التاسع :في معــرفـة الأدوية المفردة الزائدة في الباه .
- الباب العاشر : في ذكـر الأدوية المركبة الزائدة في الباه .
- الباب الحادي عشر : في معــرفة الأدهان الزائدة في البـاه .
- الباب الثاني عشـر : في المسـوحـات الزائدة في الباه .
- الباب الثالث عشـر : في الضمـانات والأدوية والأطليـه الزائدة في البـاه .
- الباب الرابـع عشر : في تركيب الجوارشات الزائدة في الباه .
- الباه الخامس عشر : في المربيـات الزائدة في الباه .
- الباب السادس عشر :في السفوفات الزائدة في الباه .
- الباب السابع عشـر : في تركيب الحقن الزائدة في الباه .
- الباب الثامن عشر : في الحمـولات والفتائل الزائدة في الباه .
- الباب العشرون : في تركيب اللبانات الزائدة في الباه .
- الباب الحادي والعشرون : في المشمومات الزائدة في الباه .
- الباب الثاني والعشرون : في الأغذية الزائدة في الباه .
- الباب الثالث والعشرون :في ذكر الأشيـاء المنقصة لشهـوة الباه .
- الباب الرابع والعشرون : في ذكر ما يطول الذكـر ويغلظـه ويزيد فيـه .
- الباب الخامس والعشرون : في ذكر الأدوية الملذذة للجماع .
- الباب السادس والعشرون :في ذكر الأشيـاء المعينة على الحبل .
- الباب الثامن والعشـرون : في ذكر الخـواص الزائدة في الباه .
- الباب التاسـع والعشرون : في ذكر الخواتم والطلاسم والأسماء المختصة بالباه .
- الباب الثلاثون : في تقاسيم أغراض الناس ومحبتهم وعشقهـم .
***
مقدمة الجزء الثــانى:
(( قد كنت إشترطت فى كتابى هـذا فى الجزء الأول منـه إننى أقسمـه قسمين وأجزؤه جزأين كل جزء يشتمل عـلى ثلاثين باباً أذكر فيهـا الأدويـه والأغذيـه والأطليـه والضمادات والمسـوحـات والحقن والحمـولات والمعـاجين والسفوفــات واللبانات والمربيـات والملذذات وغير ذلك ممـا يقـوى عـلى الباه وهـو الجزء الأول وقد إستوفينـا ذلك وأن أجعـل الجزء الثـانى يشتمل عـلى مايتعلق بالنســاء من الزينـه والفيولات والخضابات وما يطول الشعر ويسـوده ويسـرع نبــاته ومـا يطيب النكهـه ويجلو الأسنان ومايسمن البدن ويجمله ومـا يطيب رائحة البدن والثياب ومايضيق الفرج ويطيب رائحته ويسخنـه وغير ذلك ممـا يناسب النساء وأن أذكر الحكـايات التى جاءت عن القينـات التى سماعهـا ينبـه الشهـوة ويعين عـلى بلـوغ الوطر وقد بوبت ذلك فى ثلاثين باباً والله الموفق )). (24)
***
ابواب الجزء الثاني:
في هذا الباب لم نجد ما قاله الكاتب في مقدمة هذا الجزء في انه وضعه في ثلاثين بابا ، وانما نجده قد وضعه في عشرين بابا، ولا اعرف ان كان ذلك من صنعه، ام من صنع النساخ ؟ ثم اضاف اليه مجموعة من الحكايات.
- الباب الأول: فى معرفة مايكون فى النساء من الأوصاف الجميلة فى أعضائهن.
- الباب الثـانى: فى ذكرالعلامات التى يستدل بهـا عـلى فراسـة النسـاء والحكم عليهن بقلة الشهـوة وكثرتهـا وغير ذلك.
- الباب الثالث: فى معرفة الأدويـة المحسنـه للون البشــرة .
- الباب الرابع: فى معرفـة الأدويـة التى تسرع إنبات الشعر وتطوله والخضابات
التى تحسن لـونه وترجله ومـايسرع نباته ويمنع نبتانه ويحلق الشعر عـن البدن .
- الباب الخامس: فى ذكر الأدوية التى تجلوالأسنان وتزيل البخر وتطيب رائحة الفم.
- الباب السـادس: فى معرفـة الأدويـة التى تسمن البدن وتصلبـه.
- الباب السـابع: فى خضــاب الكف وقمـوع الأنـامل.
- الباب الثامن: فى معرفـة الأدويـة التى تطيب رائحـة البدن والثيـاب من المرأه الجـالبـة لمودة الرجـال وتمنع من در البول والعـرق عنـد النوم، وتنفع من نتن الإبطين .
- الباب التاسع: فى معرفة الأدوية التى تقوى أشفار عـنق
الرحم حتى لايناله ضعف ولاعناء.
- الباب العـاشر:فى معرفـة الأدويـة التى تمنـع من ميلان عنق الرحـم
إلى حـد أحـد الجانبين وتثبتـه وتصلبـه.
- الباب الحادى عشر: فى معرفة الأدوية التى تزيد فى من المرأه وتقوى ظهرهـا وتغزر منيهـا.
- الباب الثانى عشر: فى ذكــر الأدويـة التى تحبب السحق إلى النســاء حتى يشتغلن به عـن جميـع ماهـن فيـه ويأخـذهن عليـه الهيمـان والجنـون.
- الباب الثالث عشر: فى معرفـة الأدوية التى تضيق فـروج النسـاء وتسخنهـم وتجفف رطـوبتهـن.
- الباب الرابع عشر: فى معـرفـة الأدويـة التى تطيب رائحـة فرج المرأه حتى
إن كـل من دنـا منهـا أحب العوده إليهـا والخلوه معهـا.
- الباب الخامس عشر: فى معـرفـة الأدويـة التى تهيج شهـوة النساء إلى الجمـاع حتى يأخذهن الهيمـان والجنون ويخرجن من بيوتهـن إلى الطرقـات فى طلب ذلك.
- الباب السادس عشر: فى معـرفـة الأدويـة التى إذا إستعملتهـا النسـاء اللواتى لم يدركن لم ينبتن عـلى كراسى أرحـامهـن شعـر ويبقى الموضع نـاعماً أبداً.
- الباب السـابع عشر فى ذكـر الأدويـه التى اذا إستعملتهـا
النسـاء اللواتى قـد أدركن نثرت الذى عـلى الكرسى أرحـامهـن
وإماتته ومنعـه من النبات ثـانيـه ويبقى الموضـع ناعمـاً رطباً.
- الباب الثامن عشر :فى ذكر كيفية أنواع الجمـاع ومايجلب بصفتـه الشهـوة وينبـه الحراره الغريزيـه ، ويضم هذا الباب مجموعة من الابواب ، هي:
- الباب الاول: في الإستلقـاء.
- الباب الثانى: فى القعـود.
- الباب الثالث: فى الإضطجــاع.
- الباب الرابـع: فى الإنبطـاح.
- الباب الخـامس: فى الإنحنــاء.
- الباب السادس: فى القـــيام .
- الباب التاسع عشر: فى الحيل عـلى الباه وأحوالـه .
- الباب العشرون فى الحكــايات.
***
3- الوشاح في فوائد النكاح (25)

هذا الكتاب ، معجم لغوي بالمفردات الخاصة بالاعضاء الجنسية، والفاظ النكاح، والعمليات الجنسية، وكذلك هو معجم للكثير من الاحاديث النبوية التي تتحدث عن العلاقة بين الرجل والمرأة .
المؤلف:
((هو الامام ابو الفضل عبد الرحمن بن ابي بكر بن محمد بن سابق الدين بن الفخر عثمان الصلاح ايوب بن ناصر الدين محمد بن الشيخ همام الدين الخضيري الاسيوطي ، ولد سنة تسع واربعين وثمنمائة هجرية ،ولي منصب القضاء في اسيوط ، ثم انتقل الى مصر حيث اسند اليه بها منصب الإفتاء على مذهب الامام الشافعي)). (26)
***
يقول المؤلف في مقدمة كتابه:
(( وبعد ، فقد اكثر الناس من التصنيف في فن النكاح ، ما بين مسهب ومختصر ، ومستوعب ومقصر.
وعلى الجملة : فأحسن كتاب الف في ذلك ، واجمعه لفوائد هذه المسالك كتاب : (تحقة العروس ، ومتعة النفوس) ، لابي عبد الله محمد بن احمد التيجاني.
وقد سودت في ذلك مسودات متعددة ،فأول ما عملت في ذلك كتاب ( الافصاح في اسماء النكاح) وهو لغة صرف ، مبسوطة منقولة ، وشواهد في مجلد لطيف.
ثم عملت (اليواقيت الثمينة في صفات السمينة) وهو مفيد في نوعه.
ثم سودت مسودة كبرى سميتها ( مباسم الملاح ومباسم الصباح في مواسم النكاح) مشتملة على سبعة فنون:
الاول: في الحديث والاثار.
الثاني : في اللغة.
الثالث: فن النوادر والاخبار.
الرابع: فن السجع والاشعار.
الخامس: فن التشريح.
السادس: فن الطب.
السابع: فن الباءة.
فتضمنت من الفوائد جملا ، ومن الفرائد كثيرا، مفصلا ومجملا ، غير انها بلغت نحو خمسين كراسا، فاستطلتها، وسئمت من طولها ، ومللتها ، فصنعت منها هذا المختصر في نحو عشرها ، ولخصت فيه احاسن المحاسن من نظمها ونثرها ،وان كنت لم اودع في تلك المسودات إلا ما يستحسن ، فقد جئت هناك بالاحسن من ذلك الحسن، وانتخبت كل درة خفيفة المحمل غالية المثمن ، وسميته : (الوشاح في فوائد النكاح)...)). (27)
مؤلفات السيوطي الجنسية:
على الرغم من ان السيوطي رجل دين ، شافعي المذهب وعمل قاضيا ومفتيا ،وله كتب في ذلك ، الا انه لم يحرّم على فكره وقلمه الخوض في هذا المضمار ، والف فيه كتب كثيرة ، منها :
20- كتاب رشف الزلال من السحر الحلال.
21- كتاب ضوء الصباح في لغات النكاح.
22- كتاب الافصاح في اسماء النكاح.
23- كتاب اليواقيت الثمينة في صفات السمينة.
24- كتاب مباسم الملاح ومباسم الصباح في مواسم النكاح.
25- كتاب الايضاح في اسرار النكاح.
26- كتاب الايك في معرفة النيك.
27- كتاب نواضر الايك في نوادر النيك.
28- كتاب شقائق الاترنج في رقائق الغنج.
29- كتاب نزهة العمر في التفضيل بين البيض والسود والسمر.
30- كتاب نزهة المتأمل ومرشد المتأهل.
31- كتاب الوشاح في فوائد النكاح.
***
يضم كتاب الوشاح في فوائد النكاح ، ثلاثة ابواب ،واربعة فصول، هي :
- الباب الاول: فن الحديث والاثار.
- الباب الثاني : فن اللغة، وفيه فصول:
* فصل في اسماء الجماع .
* فصل في اسماء الذكر .
* فصل في اسماء الفرج.
* فصل في اسماء حركات الجماع.
الباب الثالث: فن النوادر والاخبار.
***

4 - شقائق الأترنج في رقائق الغنج (28 )

يقول المحقق في مقدمته التي عنونها بـ ( التراث والجنس ): (( فجاء السيوطي ، فكمع نثاره وابرزه على النحو الذي جعل منه موضوعا مميزا لا يتسم فقط بطرافته الادبية بل وبحديته العلمية وفائدته العملية ، في المقام الاول . فهو ليس مادة للتسلية والإمتاع والإثارة الجنسية بقدر ما هو بحث ثقافي رصين ، رغم ما فيه من اشارات صريحة احيانا ، يعالج ، فيما يعالج من امور ، جانبا طبيعيا و سايكولوجيا في العلاقة العاطفية بين الرجل والمرأة ويحاول ان يفتح امامهما طريق الحياة المشتركة المتكافئة السعيدة)). (29)
وفي مقدمته للكتاب ، يقول المؤلف: ان سبب وضعه لهذا الكتاب هو اجابة لسائل سأله عن حكمة النكاح شرعا. (30)
يضم الكتاب اربعة ابواب في: اللغة والاثار والاخبار والاشعار.
***
5 - نواضر الايك في معرفة النيك (31)

الكتاب في الاصل - كما يذكر المؤلف - ذيل على كتابه (الوشاح في فوائد النكاح).
فصول الكتاب:
- فصل في لذات الدنيا.
- فصل في دواء علة الهوى.
- فصل المعروف من الجماع.
- فصل : حالات الجناع.
- فصل : حركات الذكر في الفرج.
- فصل : انواع الوطء.
- فصل: في نكتاح الخصي.
- فصل: في احليل الرجل وكس المرأة.
- فصل:ماء المرأة والرجل.
- فصل : في حظوة النساء.
- فصل: في إنزال المرأة.
- فصل: في حيل الجماع.
- فصل: في اقسام الوطء.
- فصل: من امثال العوام.
- فصل : من خطب العلماء.
- فصل : في وصف الذكر والكمرة.
- فصل: في صفات الجماع.
- فصل: في الاستلقاء.
- فصل: في الاضطجاع.
- فصل: في الجلوس.
- فصل: في القيام.
- فصل: في الاستلقاء.
- فصل:في الاضطجاع.
- فصل : في الانبطاح.
- فصل: في الانحناء.
- فصل : في القيام.
- فصل: في القعود.
- فصل : في انواع اخرى.
- فصل : في انواع القبح.
يعد الكتاب من الادب المكشوف ان كان ذلك في حكاياته او في شواهده الشعرية ، وقد صرح هو بذلك في مقدمته، اذ قال عن السبب في وضعه: ذكرت فيه ما نزهت (32). أي نزه كتابه السابق (الوشاح في فوائد النكاح).
***
6 - تزين الاسواق في اخبار العشاق (33)
لمؤلفه داود بن عمر الانطاقي 0 1008 هـ - 1600 م).
يقول الانطاقي عن سبب تأليفه للكتاب ، بعد ان ضاق الزمن عليه : ((فغيرت ذلك ادراكي الثاقب فقصرت عن بلوغ المآرب فأعملت الحيلة فيما به أريح النفس وأنفي اللبس في الفكر بعد طول التعب إن امتطي غارب الادب فارست من الاصحاب من هوله كالعناصر فمال إليه ذهني الفاتر فشرعت في جمع شيء في محاسنه المختلفة وضمها بحيث تكون في الجنس وإن اختلفت بالنوع مؤتلفة فكان اول ما سطرته واحكمت قواعده وحررته طبقات ذكرت فيها اخبار الحكماء ولطائف الاطباء ثم لم ازل احيل النظر في مجاميع مختلفة الى ان وقع اختياري على اختصار الاشواق المأخوذ من مصارع العشاق المنسوب الى ابي بكر محمد بن جعفر البغدادي السراج رحمه الله فإنه وإن كان قد جمع فيه بين جد القول وهزله وظرائف نكت العشق واهله ورقيق اللفظ وجزله إذ هو صنيعة وحيد زمانه ورئيس اقرانه وواحد عصره ونادرة دهره مولانا ابي الحسن ابراهيم بن حسن بن عمر الرباط الشهير بالبقاعي تغمده الله برضوانه واسكنه فسيح جنانه إلا انه كتاب طال في غير طائل وجمع ما لا حاجة بهذه الصناعة إليه من المسائل كذكر الاسانيد والتكرار الذي هو شأن الاحاديث النبوية لتوثيق الاحكام الدينية كالإخلال بمحاسن الاخبار ولطائف الاشعار التي هي بهذا الفن اعلق من الجوى بأهل الهوى وعدم الترتيب المستلزم لاختلال التهذيب وكالاعراض عن ذكر غالب اسباب وقوع بعض العشاق في شرك الحب (...) فألفت هذا الكتاب (...) فزاد على اصله بأمور إثني عشر احدها وهو الاعظم تبديل ما في الباب العاشر (...) كجعلك الغيرة اصلا لنحو حكاية ديك الجن وكتم الاسرار (...) والله المسؤول ان ينفع به فيما قصد بترتيبه...الخ )).
لاول مرة اقرأ كلمة (الجنس) الدالة على العلاقة بين الرجل والمرأة في المؤلفات العربية القديمة ، في قول الانطاقي في مقدمة : (وضمها بحيث تكون في الجنس وإن اختلفت بالنوع مؤتلفة) ، وكان ذلك عام انتهاء تأليفه للكتاب ، سنة 972 هـ.
***
ابواب وفصول الكتاب :
- فصل في الترغيب في العشق والحث عليه.
- فصل في رسومه وحدوده وما جاء عن الحكماء وغيرهم.
- فصل في بيان مراتبه.
- فصل فيما ذكر له من العلاقات.
- الباب الاول فيمن استشهد من المحبين .
- الباب الثاني في احوال عشاق الجواري والكواعب (يضم اخبار الكثير من العشاق المعروفين بالتاريخ العربي وقد ذكرت قصصهم في كتب ذكرتها المصادر السابقة ).
- القسم الثاني: فيمن جهل اسمه او اسم محبوبته او شيء من سيرته او مآل حقيقته.
- فصل في ذكر من جرع كأس الضنى وصبر على مكابدة العنا واتصف بذلك كله من النساء .
- القسم الثالث: فيمن خالسته عيون الاماء فأسلمته الى الفناء .
- القسم الرابع: في ذكرى من حظى بالتلاق بعد تجرع كأس الفراق .
- القسم الخامس: في ذكر من سموا بالفساق من العشاق.
- القسم السادس: في ذكر من حل عقد المحبة وخالف سنن الاحبة.
الجزء الثاني:
- الباب الثالث: في ذكر عشاق الغلمان.
- الباب الرابع: في ذكر ما سوى البشر وما القوا من العبر.
- الباب الخامس: في تتمات يفتقر اليها الناظر في هذا الكتاب .
- خاتمة.
***
الهوامش:
* هذه الدراسة فصل من كتابي: (قضية الجنس في الرواية العراقية).
1 - الجنس من الاسطورة الى العلم - ص 52.
2 - كل شيء في الجنس - ص3.
3 - الجنس والشباب الذكي - ص10.
4 - النعمة والجنس - ص8.
5 - الجنس من الاسطورة الى العلم .
6 – المصدر السابق - ص22.
7 – التعاريف - ج1 ص 286.
8 - ابجد العلوم - ص123 – 124.
9 – التعاريف - ج: 1 ص: 109.
10 - لسان العرب - ج1 ص36.
11 - استخدم هنا الجنس ليس بصورته العملية الالية فحسب ، بل بصورته الاخرى ، كالحب والعشق والهيام.
12 - تحفة العروس – ص 14 – 15 . التأكيد مني.
13 - الحيوان - ج 3 - ص167. التأكيد مني.
14 - يذكر محقق كتاب (تحفة العروس) ان هذا الكتاب اول ما ترجم الى الفرنسية عام 1848 ثم الى الانكليزية وبعدها الى الالمانية ، فيما صدرت الطبعة العربية الاولى عام 1881.
15 – اسماء الكتب مأخوذة من كتابي : فهرست ابن النديم و كشف الظنون .
16 - كشف الظنون - ج 1 - ص 218 – 224.
17 - تحفة العروس ومتعة النفوس – محمد بن احمد التيجاني - تحقيق : جليل العطية - ط1 – 1991 – منشورات رياض الريس .
18 - المصدر السابق – ص15 .
19 - المصدر السابق – ص19 .
20 - المصدر السابق – ص24 .
21 - رجوع الشيخ الى صباه – للشيخ الإمام العلامة محمد النفزاوي – شبكة الانترنيت - دون معلومات.
22 - المصدر السابق
23 - المصدر السابق
24 - المصدر السابق
25 - الوشاح في فوائد النكاح - جلال الدين السيوطي - تحقيق : طلعت حسن عبد القوي – دار الكتاب العربي – دمشق .
26 - المصدر السابق – ص 9 – 10 .
27 - المصدر السابق - ص34 - 35 .
28 - شقائق الأترنج في رقائق الغنج - العلامة جلال الدين السيوطي- تحقيق: عادل العامل – ط2 – 1994 - دار المعرفة .
29 - المصدر السابق – ص3 .
30 - المصدر السابق – ص19.
31 - نواضر الايك في معرفة النيك - الامام الحافظ جلال الدين السيوطي – تحقيق وتعليق طلعت حسن عبد القوي- دار الكتاب العربي – دمشق.
32 - المصدر السابق – ص31.
33 – تزيين الاسواق في اخبار العشاق - داود الانطاكي – شبكة الانترنيت – دون معلومات.
***
المصادر:
- أبجد العلوم والوشي المرقوم في بيان أحوال العلوم - صديق بن حسن القنوجي - (1248- 1307)- تحقيق: عبد الجبار زكار- دار الكتب العلمية – بيروت – 1978.
- التوقيف على مهمات التعاريف - محمد عبد الرؤوف المناوي - 952-1031- تحقيق د. محمد رضوان الداية – ط1 - دار الفكر المعاصر و دار الفكر- بيروت , دمشق- 1410.
- لسان العرب- محمد بن مكرم بن منظور الأفريقي المصري - 630- 711 - ط1 - دار صادر- بيروت.
- كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون- مصطفى بن عبدالله القسطنطيني الرومي الحنفي- 1017- 1067- دار الكتب العلمية - بيروت- 1992.
- كشف الظنون- مصطفى بن عبد الله الشهير بحاجي خليفة وبكاتب چلبي - 1067 - دار إحياء التراث العربي - بيروت – لبنان راجع القرص المدمج : اهل البيت.
- فهرست ابن النديم - ابن النديم البغدادي- محمد بن إسحاق النديم المعروف إسحاق بابي يعقوب الوراق- راجع القرص المدمج : اهل البيت.
- الجنس من الاسطورة الى العلم - إ.س.كون – ترجمة:د. منير شحود – ط1- 1992 – دار الحوار للنشر والتوزيع – اللاذقية – سورية.
- كل شيء في الجنس – بدون معلومات.
- الجنس والشباب الذكي – كولن ولسن – ترجمة احمد عمر شاهين – مركز الحضارة العربية – الجيزة – ب.ت.
- النعمة والجنس - ماري ستيوارت – ترجمة نكلس نسيم – دار الثقافة – ط1 – 1997 .
- تحفة العروس ومتعة النفوس – محمد بن احمد التجاني- تحقيق: جليل العطية – رياض الريس للكتب والنشر - ط1 - 1992
- رجوع الشيخ الى صباه – للشيخ الإمام العلامة محمد النفزاوي – شبكة الانترنيت - دون معلومات.
- الوشاح في فوائد النكاح - جلال الدين السيوطي - تحقيق : طلعت حسن عبد القوي – دار الكتاب العربي – دمشق.
- شقائق الأترنج في رقائق الغنج - العلامة جلال الدين السيوطي- تحقيق: عادل العامل – ط2 – 1994 - دار المعرفة .
- نواضر الايك في معرفة النيك - الامام الحافظ جلال الدين السيوطي – تحقيق وتعليق طلعت حسن عبد القوي- دار الكتاب العربي – دمشق.
– تزين الاسواق في اخبار العشاق - داود الانطاكي – شبكة الانترنيت – دون معلومات.
- الحيوان - الجاحظ .
































جنس المحارم في القصة
علاقة الابن بأمه نموذجا



















يربط علم النفس الفرويدي خاصة ، بين الابداع – أي كان نوعه – والكبت ، وقد خضعت حالة الابداع الى الدراسات النفسية ،فتوصلت الى ان :( "الشحنة الانفعالية" "للهو" أو "الأنا" أو "الأنا الأعلى" التي تولد القلق، وقد تمنع من الانطلاق إلى سطح الشعور، أو قد تتصدى لها شحنات انفعالية مضادة، أو القضاء على شحنة انفعالية أو وقفها بواسطة شحنة انفعالية مضادة يسمى كبتا" فالتركيب المعقد للنفس في انفعالاتها وشحناتها العاطفية خاصة في تدخل "الهو" تمثل الجانب الغرائزي المادي الذي يحاول دفع السلوك اللاّشعوري للانطلاق إلى سطح الشعور، حتى تتحقق على أرض الواقع، ولكن "الأنا الأعلى" الذي يمثل مجموعة القيم الروحية والاجتماعية والأخلاقية تحاول أن تقف في وجه "الهو" حتى لا يطفو على السطح، ويتجسد في سلوك الإنسان هذا الصراع بين "الهو" و"الأنا الأعلى" ينتج عنه كبت لكثير من السلوك والذي يكون مصدراً لكثير من النصوص الإبداعية ). (1)
إن نظرة "فرويد" إلى المبدعات الفنية الكبرى لا تخرج عن كونها تؤكد الاصل الكبتي للإبداع، إذ إنّ المبدعات الفنية عنده ليست إلاّ تعبيراً عن مكونات الطفولة، ودوافعها الملحة. (2)
وقد ناقش الجاحظ – ككاتب عربي اسلامي قديم - في اغلب كتبه قضية الجنس ، وتوصل الى ان : الجنس امر مشاع بين االمخلوقات، الا ان الشرع قد قنن هذه العلاقة . اذن ، فالتحريم جاء من الشرع وليس من طبيعة الاشياء.(3 )
***
وقد اختارت الدراسة هذا موضوعة: (علاقة الابن بامه) ،لا لانه نموذج من العلاقات الجنسية الوحيد الشاذة في الادب والواقع على السواء ، فهناك نماذج من العلاقات الاخرى التي قدمها الادب - والادب المكشوف خاصة- وكذلك ما يزخر به الواقع الحياتي من صور له، ومنه نموذج العلاقة بين البنت وابيها(4) او الاخت باخيها.
ونحن اذ نتناول هذا النموذج وننوه عن النماذج الاخرى، لا ننطلق من موقع رجل الدين وقضيته الاساس في الحلال والحرام ، او من موقع عالم الاجتماع او عالم النفس او عالم الاخلاق،وانما ننطلق من دراسة النموذج من الوجهة الادبية المقارنة حسب.
امامنا ثلاثة اعمال ادبية تتحدث عن علاقة الام بابنها او علاقة الابن بامه ، وعمل رابع اسطوري مستل من قصص الف ليلة وليلة، وهو عمل ادبي عربي بحت، وهذه العلاقة قد افضت الى:
1- جنس المحارم حسب المفهوم الشرعي الديني ، والعلاقات غير المشروعة عرفا . (قصة حبيبي لؤي وقصة ماما مارلين مونرو).(5)
2- فشل الابن ليلة زواجه من القيام بواجباته الزوجية ،وانكفائه على نفسه. (رواية السراب).
3 – قتل الام (شبحها العاري). (اسطورة جودر).
***
سبق ان قدمت دراسة مقارنة بين اسطورة جودر – الالف ليلية - واسطورة اورست (الاغريقية) ورواية السراب في كتابي (الف ليلة وليلة وسحر السردية العربية)(6) ، وتوصلت الدراسة الى نتيجة مفادها ان تراثنا العربي لا يخلو من الكثير من الاساطير التي يمكن من خلالها دراسة اعمالنا الادبية دون الاتكاء على ما في اساطير اليونان والاغريق التي حاول كتاب المسرح وكذلك علماء الاساطير وعلماء النفس الغربيين ، ومن ثم العرب، من توسيع رقعة نشرها والافادة منها ، في دراسة بعض الاعمال الادبية.
***
في الليالي، تروي شهرزاد اسطورتها الى زوجها الملك شهريار ، ومن خلال هذا الحكي ينتقل الضمير بين ان يكون ضمير المتكلم على لسانها مرة، وبين ان يكون على لسان ابطالها مرة اخرى، او ان يكون بضمير الغائب.
فيما رواية السراب يقدمها بطلها كامل رؤبه لاظ على لسانه ، فيقول :( "إني أعجب لما يدعوني للقلم، فالكتابة فن لم أعرفه لا بالهواية ولا بالمهنة.. الخ" نفهم من هذه البداية، أن بطل السراب هو الذي يتحدث إلينا من خلال تسجيله لما مر من حياته، بضمير المتكلم، حيث يعود بنا إلى الوراء، إلى أيام الطفولة، أيام كان يعيش في بيت جده مع والدته).(7)
اما قصة (حبيبي لؤي) فقد قدمت احد اثهاعلى لسان الام (بضمير المتكلم).
و قصة (ماما مارلين مونرو) قدمت الاحداث فيهاعلى لسان راو كامل العلم.
***
تبدأ احداث اسطورة جودر من لحظة سفر جودر مع التاجر المغربي(اذا تجاوزنا الاحداث الممهدة لها)، والدخول الى بناية لها سبعة ابواب تحت ماء النهر ، وخلف الباب السابع يرى (شبح)امه التي يطلب منها ان تخلع ثيابها ، فيقوم بقتلها حسب تعليمات التاجر المغربي لينتهي مفعول الرصد السحري للكنز.
فيما تبدأ رواية السراب من موت الام ، ويبدأ بطلها بتذكر مراحل حياته بالتفصيل.
اما قصة (حبيبي فؤاد) فتبدأ احداثها عندما تتذكر الام حياتها مع زوجها المتوفي ، وكيف انها سمحت لولدها ان يمارس الجنس معها، بعد ان كان فعل الصبي – ابنها- في البداية فعلا لا اراديا.
وفي قصة (ماما مارلين مونرو) يروي الراوي الكلي العلم احداث القصة ، بدء من حلم الابن الذي بدأت به القصة ، حتى الممارسة الجنسية ، وكنت اتمنى ان يكون الراوي للاحداث هو الابن لا الراوي كلي العلم.
***
اسطورة جودر:
يقول التاجر المغربي لـ ((جودر)):
((اعلم أنني متى عزمت ألقيت البخور نشف الماء من النهر وبان لك باب من الذهب قدر باب المدينة بحلقتين من المعدن فانزل إلى الباب واطرقه فإنك تسمع قائلاً يقول: من يطرق باب الكنوز وهو لم يعرف أن يحل الرموز؟ فقل أنا جودر الصياد ابن عمر فيفتح لك الباب ويخرج لك شخص بيده سيف ويقول لك: إن كنت ذلك الرجل فمد عنقك حتى ارمي رأسك، فمد له عنقك ولا تخف فإنه متى رفع يده بالسيف وضربك وقع بين يديك وبعد مدة تراه شخصاً من غير روح وأنت لا تتألم من الضربة ولا يجري عليك شيء. وأما إذا خالفته فإنه يقتلك. ثم إنك إذا أبطلت رصده بالامتثال. فادخل حتى ترى باباً آخر فاطرقه يخرج لك فارس راكب فرس وعلى كتفه رمح فيقول: أي شيء أوصلك إلى هذا المكان الذي لا يدخله أحد من الأنس ولا من الجان؟ ويهز عليك الرمح، فافتح له صدرك فيضربك ويقع في الحال فتراه جسماً من غير روح وإن خالفت قتلك، ثم ادخل الباب الثالث يخرج لك آدمي وفي يده قوس ونشاب ويرميك بالقوس فافتح له صدرك ليضربك ويقع قدامك جسماً من غير روح وإن خالفت قتلك ثم ادخل الباب الرابع واطرقه يفتح لك، ويخرج لك سبع عظيم الخلقة ويهجم عليك ويفتح فمه ويريك أنه يقصد أكلك فلا تخف ولا تهرب منه، فإن وصل إليك فأعطه يدك فمتى عض يدك فإنه يقع في الحال ولا يصيبك شيء ثم اطرق الباب الخامس يخرج لك عبد أسود ويقول لك من أنت قل له أنا جودر فيقول لك إن كنت ذلك الرجل فافتح الباب السادس، فتقدم إلى الباب وقل له: يا عيسى قل لموسى يفتح الباب، فادخل تجد ثعبانين أحدهما على الشمال والآخر على اليمين، وكل واحد يفتح فاه ويهجمان عليك في الحال، فمد إليهما يديك فيعض كل واحد منهما في يد وإن خالفت قتلاك ثم ادخل الباب السابع واطرقه تخرج لك أمك وتقول لك مرحباً يا ابني أقدم حتى أسلم عليك فقل لها خليك بعيدة، اخلعي ثيابك. فتقول يا ابني أنا أمك ولي عليك حق الرضاعة والتربية، كيف تعريني؟ فقل لها إن لم تخلعي ثيابك قتلتك. وانظر جهة يمينك تجد سيفاً معلقاً، فخذه واسحبه عليها وقل لها اخلعي فتصير تخادعك وتتواضع إليك فلا تشفق عليها حتى تخلع لك ما عليها وتسقط، وحينئذ تكون قد حللت الرمز وأبطلت الأرصاد، وقد أمنت على نفسك، فأدخل تجد الذهب…)).(8)
***
رواية السراب:
تبدأ رواية السراب. بالسطور التالية: ("إني أعجب لما يدعوني للقلم، فالكتابة فن لم أعرفه لا بالهواية ولا بالمهنة.. الخ" نفهم من هذه البداية، أن بطل السراب هو الذي يتحدث إلينا من خلال تسجيله لما مر من حياته، بضمير المتكلم، حيث يعود بنا إلى الوراء، إلى أيام الطفولة، أيام كان يعيش في بيت جده مع والدته.. وكانت أمه قد تزوجت من أبيه الرجل الذي كان يعيش "عالة" على والده الثري، وما ورثه من إرث عن عمه.. وقد أنجبت منه ولداً وبنت.. وكان الأب ذاك سكيراً شريراً مما نتج عن سلوكه هذا الكثير من المشاكل بينه وبين أم كامل، فكانت أمه بين الحين والآخر، تترك بيت زوجها لتعود إلى بيت والدها.. وفي مرة أعادها والدها إلى بيت زوجها وطفليها، فكان أن حملت به، وولدته.. لكن المشاكل عادت مرة أخرى، فتم الانفصال النهائي بين الزوجين، فعاش "كامل" مع أمه في بيت جده مدللاً، وقد زاد اهتمام أمه به للتعويض عن الزوج والأطفال.. حيث نشأ نشأة غير صحيحة، إذ كان ينام مع أمه في سرير واحد حتى سن متأخرة، وكان يدخل الحمام معها.. فنشأ خجولاً، خائفاً، غير قادر على عمل شيء بنفسه.. وكان لسلوك أمه هذا، وتربيتها السيئة الأثر الكبير في زرع الخوف والعجز داخل نفسه، كما فشل في حياته الزوجية. عندما كان طالباً في الثانوي أحب -من طرف واحد- فتاة كان قد رآها وهي ذاهبة إلى المدرسة. بعد أن توظف أخبر أمه عن عزمه في الزواج فانتبهت الأم لما حصل له من تغير وخوفاً منها من انفصاله عنها بالزواج راحت تذكره بزواجها الفاشل (ص112) وما آل إليه من وضع سيئ يعيشانه سوية. لكن رياح الابن تجري بما لا تشتهي سفن الأم إذ يخطب بنفسه الفتاة التي يحبها- رباب- من أبيها ويتزوج منها والأم كارهة لذلك. وفي ليلة العرس الأولى لم يستطع كاملمن عمل شيء مع زوجته وتمضي الأيام بهما دونما تقدم. وبمشورة من أم رباب يوافق كامل على قيام صباح الخادمة بفض بكارة رباب عندها يقول في نفسه: "ولست أخفي أني شعرت بارتياح إلى اقتراح الأم. (9)فهو يزيل عقبة من سبيلي ويخليني من بعض المسؤولية ويعفيني من مراقبة الأم". (ص234) ‏ ).(10)
***
القصتان القصيرتان:
اما في القصتين القصيرتين (حبيبي لؤي ، ماما مارلين مونرو) فاننا لا نجد حادثة القتل ، بل حادثة ممارسة جنس المحارم، اذ ان الابن والام على السواء يرغب احدهما في الاخر جنسيا .
***
وربما يتساءل البعض : ما الرابط بين الحادثتين ، القتل وجنس المحارم؟
انه سؤال مشروع لمن يريد ان يفهم النصوص فهما ظاهريا ، اما من يريد التعمق في ذلك، فالدراسة ترى ان كل احداث النصوص المدروسة قد بني على العلاقة غير السوية بين الام وابنها ،والتي ادت الى قتل الام المعنوي ، ان كان ذلك من خلال قتل الشبح (اسطورة جودر) او من خلال ممارسة الجنس الدال على الوصول الى مرحلة الرجولة ، والذي يدل او يرمز الى قتل الام المعنوي ، الرامز الى الخروج من هيمنتها وسيطرتها ، أي الاستقلالية.
ان التماهي الذي تنشئه – لا اراديا في غالب الاحيان - الام بين زوجها وبين ابنها – مع فارق العمر – هو الاساس الذي تنبني عليه العلاقة الجنسية بينهما ، خاصة عندما يكون الزوج غائبا ، لسبب ما .
***
ان دراسات علم النفس الفرويدية ، خاصة ، تؤكد على وجود علاقة لا شعورية بين الابن والام ، كما بين البنت وابيها ، وهذه العلاقة التي تنمو في اللاشعور – في العقل الباطني - تطفوا - بعض الاحيان- على سطح هذا العقل ، فتاخذ لها صورا عدة ، ومن هذه الصور ،الممارسات الجنسية التي اصبحت واحدة مما دعي بجنس المحارم، ابتداء من الممارسة في الحلم وانتهاء بالممارسة الحقيقية، مرورا بالتخيلات والتصورات عند بعض الشباب الذين يمارسون العادة السرية، و الشباب الذين يمارسون الجنس اللا مشروع (11) (مع الصديقة او المومس)، كما حدث لكامل رؤبة لاظ مع عنايات، اذ لم) تكن عنايات سوى الصورة الثانية للخادمة الدميمة، والصورة المعكوسة للأم.. على الرغم من أنها مطابقة لها من ناحية السن إلى حد ما، حيث كانت تداعبه قائلة: -"يا كتكوتي" ص312 كما تداعب الأم طفلها).(12)
واذا كان الكاتب نجيب محفوظ قد ابعد بطله من الممارسة الحقيقية مع الام،مع العلم ان الاجواء العامة كانت مهيئة لذلك ، وكذلك من ان يصرح بالتصورات والتخيلات المخبوءة في لا شعور كامل عن الممارسة الحقيقية تلك عند ممارسة الجنس مع عنايات، فانه – الكاتب – كان امينا للرقابة المجتمعية في عدم طرح مثل تلك الموضوعات ، الا انه قد المح الى ذلك من خلال ما كانت تمثله عنايات من صورة التطابق للأم في السن خاصة ، وكذلك فشل الممارسة الجنسية مع الزوجة لما كانت تمثله له من تطابق في الجمال الظاهري لجمال الام ،فقد جاء اختياره لرباب لتكون زوجة له بدافع لا شعوري ، كونها تشبه أمه مع بعض الاختلافات الطفيفة.‏ (فوالدته كما بدت له، في الصورة القديمة "بقامة طويلة وجسم نحيل ووجه مستطيل وعينين واسعتين خضراوين وأنف دقيق مستقيم" ص8 فيما كانت رباب تتصف بـ "قامة طويلة وقد نحيف رشيق وبشرة قمحية(......) ووجها مستديراً (......) وأنفاً صغيراً دقيقاً" ص85 أي إن رباب هي الصورة المطابقة لأمه من ناحية الجمال الجسدي بالنسبة له، مع فارق قليل سنتعرف عليه في وجه "عنايات". فالقامة طويلة، والجسد"القد" نحيل "نحيف"، والأنف دقيق مستقيم "صغير دقيق".. أي أن كاملا قد اتجه " لا شعورياً" إلى هذه الفتاة عند محاولته التحرر من سيطرة الأم، فعاد إليها مرة أخرى.‏( .(13)
اذن، نحن ليس امام تجربتين في الممارسة الجنسية ، بل امام تجربة واحدة ذات وجهين ، احدهما فاشل ، والاخر ناجح .
نجحت تجربة ممارسة الجنس مع عنايات بسبب قبح ودمامة عنايات ، وهذا القبح يقف بالضد من جمال الام ، اذن فهو قد مارس الجنس مع الصورة القبيحة للام ، لما تشكله هذه الممارسة (جنس المحارم) من علاقة لا مشروعة ، وفشلت في الان نفسه تجربة ممارسة الجنس مع الزوجة ، أي فشلت مع الصورة الجميلة للام ، أي فشلت العلاقات المشروعة.
واذا كان نجيب محفوظ قد وقع تحت سلطة الرقيب الجمعي الاجتماعي– على اقل تقدير – الذاتي والموضوعي ، في ان يلمح ولا يصرح ، فان الف ليلة وليلة ، وما تمثله من ادب مكشوف – عند البعض - الى حد ما ، قد صرحت بالفعل المتماهي مع فعل الجنس مع الام ، وهو فعل قتل شبح الام العاري ، دون ان ننسى ان ذلك قد حدث بفعل سحر التاجر المغربي ، أي كان ايهاما ليبعد عنه تهمة الزنا بالمحارم.(14).
فيما كان النصان القصصيان قد كتبا تحت الحاح ذائقة جنسية مكشوفة ، لهذا جاءتا مصرحتين لا ملمحتين لفعل الجنس .
***
ان القتل الذي حدث للام من قبل ابنها – قتل شبحها العاري في الليالي ، وقتلها بصورة غير مباشرة في السراب - كان صورة اخرى لممارسة جنس المحارم ، فعندما تمارس الجنس مع الام تحولها من ام الى زوجة ، أي تلغي عنها صفة ودور الام لتبقى الزوجة ، أي تقتل الام.
وكذلك في النصين القصصيين ، فقد تحولت الام الى زوجة ، ان كان ذلك تلميحا او تصريحا .
فاذا كانت الام في قصة (لؤي حبيبي) قد احست بانتصاب العضو الذكري(15) لابنها الصبي، وهو يتحرك قرب عجيزتها اثناء نومه ، فان الام في (ماما مارلين مونرو) قد طلبت هي بنفسها ان يمارس معها ابنها الجنس على الرغم من ان السبب كان مقبولا عندها الى حد ما في انها تريد منه ان يحافظ على سائله المنوي ، فضلا عن انها لا تريده ان يمارس الجنس مع أي فتاة اخرى سواها خوفا عليه من الحسد،و (وما يحاولوش يؤذوك بالسحر والحاجات الوحشة) ، وهذا يذكرنا برواية السراب وخوف الام على ابنها من الزواج،الا ان القصة المحت الى ان الام كانت متلهفة لتلك العلاقة عندما سألت ابنها عن حلمه : ( فسألت الأم الصبى بصراحتها التى عودته عليها ، هل كنت تحلم بمارلين مونرو؟ أم كنت بتحلم بى أنا ؟؟)، ثم من خلال تبادل القبل المثيرة جنسيا .
اما قصة (لؤي حبيبي) فكان الاثنان – الام وابنها – ينامان في سرير واحد ، ويستحمان في حمام واحد في الوقت نفسه ، والام تخاف عليه لانها فقدت الزوج ، وكل هذا يذكرنا برواية السراب والقصة الثانية واسطورة جودر الى حد ما .
وفي ليلة ما ، تشعر الام بالعضو الذكري لابنها ينتصب محتكا بعجيزتها وهو يغط في نوم عميق ،فتعلل ذلك بسبب حرارة الغطاء:( قلت ربما هي حرارة اللحاف قد جعلته ينتصب)،الا انها تندهش لحجمه غير العادي بالنسبة لعمره ، وهذا بداية التفكير به بجدية ، ثم انها تتركه في مكانه لانها كما تقول: ( لا لاحساسي بنشوة ما ولكن ليبقى دافئا.)، او قولها عندما وجدت عضوه في ليلة اخرى بين فخذيها فتفكر بعزل فراشة الا انها ترفض الفكرة: (اذ لا استطيع ان افكر للحظة واحدة ان ابني سيبتعد عني ، فابعدت الفكرة على تفكيري) وهي اعذار غير مقبولة اجتماعيا على اقل تقدير ، وفي ذلك – كما ترى الدراسة – سبب اخر للتفكير به، أي لقبول الممارسة الجنسية معه ،خاصة بعد ان وجدت عضوه يذكرها بعضو زوجها من حيث الحجم والطول.
اذن ، كانت الام في النصوص المدروسة مهيأة لممارسة الجنس(16) مع ابنها للاسباب الاتية:
1- فقدان الزوج، وما يشكله الابن من ضمانة اكيدة في حمايتها من مصاعب ومتاعب الحياة كبديل عنه ، أي ياخذ دور الاب في الحياة.
2- التماهي بين الزوج – الاب ، وبين الابن في نظر الام.
3- العيش في مكان واحد معا لمفردهما.
4- الحب الزائد والمفرط للابن.
5- احتياجها للجنس، وخوفها من اقامة العلاقات خارج بيتها.
***
ومن المفيد ان نذكر ، ان الصبيين في القصتين ، كانا اكثر حياء من اميهما ، اذ عندما بستيقظ لؤي من منامه ويرى عضوه بين فخذي امه، يصرخ خائفا باكيا: ( امي والله لم اكن اشعر بشيء ... كنت نائما ... لا اعرف ماذا حدث؟)،لهذا تقول له : ( ليس لك ذنب في ذلك ... انه النضوج يا ابني ... لقد نضجت واصبحت رجل كامل الرجولة وعليك ان تفرح).
اما في قصة ماما مارلين، فقد: (نظر الصبى لأمه يتوسل الى قلبها الحنون ألا تغضب ، وهمس ، راح أقول لك بس ماتزعليش وأنا راح أغسل كل حاجة...الخ). فترد عليه باسمة :( وضمت صغيرها العارى المبلول فى جسدها بقوة ، وهمست له همسة العاشقة ، مااتخافشى من ده خالص ياحبيب قلب أمك ، ده اسمه اللبن ، أو السائل المنوى اللى بيبقى مليان الحيوانات المنوية ، علامة على أنك كبرت ومابقيتش عيل خلاص ـ انت كدهه بقيت راجل خلاص).
اما في الاسطورة ، فيفشل جودر اول مرة في قتل الام العارية ، الا انه ينجح في المرة الثانية .( وعندما تتوسل إليه في أن يتركها بعد أن لم يبق على جسدها سوى ما يستر عورتها أمامه، يذعن لتوسلاتها ناسياً نصيحة المغربي، عندها تصيح قائلة: (قد غلط) وتطلب من الآخرين ضربه وطرده خارج الأبواب(...) ومن ثم إعادة المحاولة مرة ثانية في العام القادم(...) إن وصول (جودر) إلى الكنز ومن ثم إخراجه لـه دلالاته النفسية// الاجتماعية. لما فيه من دلالة رامزة إلى الرجولة) (17).
وبعد ان يقتلها ويخرج الكنز وياخذ حصته منه ،يتزوج ، وهذا معناه الاستقلال عن الام ، أي الوصول الى مرحلة الرجولة.
وفي رواية السراب ، نرى الام قد تنبهت بعد 25 عاما من عمر ابنها الى انه قد اصبح رجلا ،فتتوجس خيفة من ذلك : (بعد أن توظف أخبر أمه عن عزمه في الزواج فانتبهت الأم لما حصل له من تغير وخوفاً منها من انفصاله عنها بالزواج راحت تذكره بزواجها الفاشل). (ص 112- الرواية) هذا هو سبب الخوف الذي انتاب الام ، وهو الخوف نفسه الذي شعرت به امهات الاخرين في النصوص المدروسة .
ان ما تريد ان تصل اليه هذه الدراسة هو : ان النصوص الابداعية الجديدة – مع اختلاف الدرجة والنوع - والتي كتبت تحت ما يسمى بالادب المكشوف قد ازيل عنها حاجر الرقيب في تفكير الانسان فسمى الاشياء باسمائها دون التلميح عنها ، وهذا ما اعادنا – كعرب في بيئة مسلمة – الى ما تناوله وناقشه اجدادنا من موضوعات شبيهة قبل مئات السنين، وكانوا اكثر جرأة منا في الطرح نحن ابناء القرن الواحد والعشرين .
فلو عدنا الى المكتبة العربية – والاسلامية خاصة– وما فيها من كتب – نثرية او شعرية - كتبت قبل مئات السنين، لوجدنا الكثير الذي ناقش بصراحة وجدية هذا الموضوع الذي اصبح اليوم ضمن التابوات الكثيرة للمجتمع تحت لافتات شتى .
ان كتب مثل : (عودة الشيخ الى صباه) و (نواضر الايك في معرفة النيك ) ، وبعض كتب الجاحظ والانطاكي والتنوخي وابن الجوزي وابن حزم وابن داود والسراج وابن قيم الجوزية ، وتطول القائمة ، فضلا عما وصلنا من حكايات تسمى بحكايات العامة الا انها كانت منتشرة حتى في مجالس الخاصة واهمها كتاب (الف ليلة وليلة) ، وكذلك ما ذكرته اغلب قصائد فحول الشعراء خير مثال على ذلك.
ان ما ينشر هذا اليوم على مواقع النت من ادب مكشوف يهتم اساسا بأليات العملية الجنسية - وعلى الرغم من اننا لا يمكن ان نسمي اغلبه ادبا بالمعنى الفني - يؤشر الى جملة امور:
- ان الرقابة – الرسمية وغير الرسمية – قد تهاوت امام اصرار الشباب عن التعبير عن مشاعرهم واحاسيسهم .
- ان الكبت الذي (18) كان يكبل الشباب والشيوخ الذين كانوا شبابا قد رفع القيد عنه.
- العودة الى تسمية الاشياء باسمائها دون الخشية مما يسمى بقيم العيب المتعارف عليها بدون وجه حق .
- ان طرح موضوعة (جنس المحارم) (19) من خلال تلك النماذج القصصية يؤشر الى امر هام وخطير في ان واحد، هو ان من راح يكتب مثل هذه النصوص قد بدأ بالتحرر من الكبت الجنسي عنده من خلال الكتابة، لما فيها من حرية تمنحها للخيال الخصب عندهم .
***
الهوامش:
(1) انظر الشـــعر العــــذري - فــي ضــــوء النقـــد العربي الحـــديث (دراســـة فـي نقـــد النقــــــد)- محمد بلوحي - منشورات اتحاد الكتاب العرب – دمشق – 2000.
(2) المصدر السابق.
(3) انظر :الحيوان 3 ص167.
يقول كاتب معاصر عن عصرنا وربما قوله ينطبق على العصور التي خلت منذ خلق ادم : (في سن الشباب في عصرٍ ليس من السهل الصمود فيه امام تحريك الاحاسيس وحاجة الانسان لاشباع هذه الغريزة ) – انظر مقدمة صفاء الدين الصافي لكتاب (المتعة) لمؤلفة الدكتور السيد علاء الدين المنشورعلى النت.
(4) اقرا على سبيل المثال القصص القصيرة للقاص العراقي فؤاد التكرلي التي طرح فيها موضوعة جنس المحارم ، وقد استقى الكاتب اغلب هذه الموضوعات من قضايا المحاكم التي كان يشغل فيها حاكما.
(5)نشرت دون عنوان ،وسأطلق عليها عنوان:ماما مارلين مونرو.
(6) الف ليلة وليلة وسحر السردية العربية– داود سلمان الشويلي – اتحاد الكتاب العرب – دمشق – 2000.
(7) المصدر السابق.
(8) المصدر السابق.
(9) في موضوعة فض غشاء البكارة ،ومن خلال قراءة معمقة للرواية نفهم ان هذا الموضوع يشكل قضية كبيرة في الثقافة العربية لانه الفيصل لمقياس الشرف والعفة عند الفتاة ، اذ جعله الكاتب اكبر مانع امام كامل – وامام بعض الرجال في الواقع – في ممارسة الحياة الزوجية السوية ، وكأن الكاتب يقول: لولا هذا الغشاء لعاش كامل حياة زوجية سوية .
(10)المصدر السابق.
(11) لا اقول الشرعية لاني لا اتحدث هنا عما هو شرعي او غير شرعي ، اذ يرى الكاتب ان هناك فرقا كبيرا بين المصطلحين ، فاذا كان احدهما ينطلق من حاضنة دينية فالثاني ينطلق من حاضنة اجتماعية عرفية ، وايضا فالكاتب يعي جيدا ان الاعراف والقيم في المجتمع العربي المسلم ليست كلها تنطلق من الحاضنة الدينية ،الاسلامية خاصة.
(12) الف ليلة وليلة وسحر السردية العربية - مصدر سابق .
(13) المصدر السابق.
(14) اعتمادا على الفهم الاسلامي للزنا ، فان النظر بالعين يعد زنا ايضا ، ولما كان جودر راى شبح امه عاريا، فهذا يعتبر زنا عين بالمصطلح الشرعي.
(15) تعددت الاسماء التي يطلقها العرب على الاعضاء التناسلية للذكر او الانثى ، ان كان ذلك اعتمادا على العمر، او اعتمادا على اللهجات المحلية للاقطار العربية ،او استخداما للفظ الفصيح ، وكان احد اسباب تعدد الاسماء هو الحياء الديني او الاجتماعي او اختلاف اللهجة المحكية ، وفي القصتين لم يلتفت كاتبيهما لمسألة الحياء العرفي او الاجتماعي او الاخلاقي وحتى الديني ،فاسموا العضو الذكري بـ ( العير ) والعضو الانثوي بـ (الكس ) ،وهي اسماء مشهورة لهما في المنطقة العربية لكنهما غير مستخدمين في اللغة او الكلام العامي.
- وعن هذا الموضوع قد تحدث ابن قتيبة في مقدمة كتابه "عيون الأخبار":
(وإذا مر بك حديث فيه إفصاح بذكر عورة أو فرج أو وصف فاحشة فلا يحملنك الخشوع أو التخاشع على أن تُصعّر خدك وتعرض بوجهك فإن أسماء الأعضاء لا تُؤْثِم، وإنما المأثم في شتم الأعراض، وقول الزور والكذب، وأكل لحوم الناس بالغيب). ("عيون الأخبار" لابن قتيبة. المؤسسة المصرية العامة للتأليف والترجمة والطباعة والنشر. القاهرة 1963) .
(16) لا ننسى ان اسطورة جودر لا تقدم ممارسة جنسية بين الام وابنها ، وانما الاحداث تدل دلالة كافية على ذلك ،ويمكن ان نستنتج منها ان قتل الام العارية هو ممارسة جنسية بمعنى اخر ، كما المحنا الى ذلك في متن الدراسة ، وكذلك ، فأن موت الام في السراب كان رد فعل لزواج الابن وما يشكله هذا الزواج من ابتعاده عنها ، فضلا عن حدوث الممارسة الجنسية الناجحة للبديل القبيح للام وفشلها مع البديل المطابق لجمال الام. كما ان ممارسة الجنس بينهما في القصتين هو قتل للام عند حدوث الممارسة.
(17) الف ليلة وليلة وسحر السردية العربية – مصدر سابق.
(18) يعرف الكبت :بـانه ( "الشحنة الانفعالية" "للهو" أو "الأنا" أو "الأنا الأعلى" التي تولد القلق، وقد تمنع من الانطلاق إلى سطح الشعور، أو قد تتصدى لها شحنات انفعالية مضادة، أو القضاء على شحنة انفعالية أو وقفها بواسطة شحنة انفعالية مضادة يسمى كبتا"(انظر : الشـــعر العــــذري – مصدر سابق).
(19) الكاتب هنا لا يتفق مع ما طرح من قصص – مهما كانت فنيتها- في هذا الجانب، وانما هو يدق ناقوس الخطر قرب اذان المختصين – علماء اجتماع وعلماء نفس ورجال دين متفتحين وعلماء تربية– لدراسة هذه الظاهرة علميا ووضع الحلول لها ، وكذلك الظواهر الاخرى ، كمثلي العلاقة.






































غدر النساء
تحليل لقصيدة الليالي "عهد النساء" (*)






























القصيدة:
لا تأمنن الــــى النساء ولا تثق بعهودهــــــن
فرضــاؤهن وسخطهن معلق بفروجـــــــــهن
يبدين ودا كاذبـــــــــــا والغدر حشــو ثيابهن
بحديث يوسف فاعتبر متحذرا من كيدهـــــن
او مـــــــا ترى ابليس اخرج ادما من اجلهن
***
لم يكن الشعر في يوم ما بعيدا عن الجنس ، او عن علاقة الرجل بالمرأة على اقل تقدير،فمنذ امرؤ القيس والى يومنا هذا كان الجنس من موضوعات الشعر المعروفة ، واذا كان البعض يرى في البعض منه ادبا مكشوفا ، فانه يظل شعر قابل للقراءة من قبل العامة والخاصة ، فضلا عن انه شعر قد وجد مكانه في الدراسات الوصفية والنقدية .
في احدى قصائد امرؤ القيس المشهورة وهي معلقته،قفا نبكي ، وجد الجنس مكانا له فيها ، فهو عندما يقول :
فَجِئتُ وَقَد نَضَّـــــت لِنَومٍ ثِيابَها لَدى السِترِ إِلّا لِبــــسَةَ المُتَفَضِّلِ
فَقالَت يَمينَ اللَهِ ما لَكَ حيـــــلَةٌ وَما إِن أَرى عَنكَ الغِوايَةَ تَنجَلي
خَرَجتُ بِها أَمشي تَجُـرُّ وَراءَنا عَلى أَثَرَينا ذَيلَ مِرطٍ مُرَحَّـــــــــلِ
فَلَمّا أَجَزنا ساحَةَ الحَيِّ وَاِنتَحى بِنا بَطنُ خَبثٍ ذي حِقافٍ عَقَنقــَلِ
هَصَرتُ بِفَودي رَأسِها فَتَمايَلَت عَلَيَّ هَضيمَ الكَشحِ رَيّا المُخَلـخَلِ
إِذا اِلتَفَتَت نَحوي تَضَوَّعَ ريحُها نَسيمَ الصَبا جاءَت بِرَيّا القَرَنفُلِ
مُهَفهَفَةٌ بَيضاءُ غَيرُ مُفـــــاضَةٍ تَرائِبُها مَصقولَةٌ كَالسَـــــــجَنجَلِ
كَبِكرِ المُقاناةِ البَياضِ بِصُـــفرَةٍ غَذاها نَميرُ الماءِ غَيرُ المُحَــــلَّلِ
تَصُدُّ وَتُبدي عَن أَسيلٍ وَتَتَّقــــي بِناظِرَةٍ مِن وَحشِ وَجرَةَ مُطـــفِلِ
وَجيدٍ كَجيدِ الرِئمِ لَيسَ بِفاحِــشٍ إِذا هِــــــــــــيَ نَصَّتهُ وَلا بِمُعَطَّلِ
وَفَرعٍ يَزينُ المَتنَ أَسوَدَ فاحِــــمٍ أَثيثٍ كَقِنوِ النَخـــــــــلَةِ المُتَعَثكِلِ
غَدائِرُها مُستَشزِراتٌ إِلـى العُلا تَضِلُّ العِقاصَ في مُثَنّىً وَمُــرسَلِ
وَكَشحٍ لَطيفٍ كَالجَديلِ مُخَـــصَّرٍ وَساقٍ كَأُنبوبِ السَقِيِّ المُــــــذَلَّلِ

انه وصف لجسد المرأة المرافقة للشاعر الى المكان الذي سيختلون به.

و يشرح في مكان اخر من قصيدته العملية الجنسية :
وَيَومَ دَخَلتُ الخِدرَ خِـــــدرَ عُنَيزَةٍ فَقالَت لَكَ الوَيلاتُ إِنَّكَ مُرجِــــــــلي
تَقولُ وَقَد مالَ الغَبيطُ بِنا مَــــــــعاً عَقَرتَ بَعيري يا اِمرَأَ القَيسِ فَاِنزُلِ
فَقُلتُ لَها سيري وَأَرخي زِمـــامَهُ وَلا تُبعِديني مِـــــــــــن جَناكِ المُعَلَّلِ
فَمِثلُكِ حُبلى قَد طَرَقتُ وَمُرضِــــعٍ فَأَلهَيتُها عَن ذي تَمائِمَ مُــــــــــحوِلِ
إِذا ما بَكى مِن خَلفِها اِنصَرَفَت لَهُ بِشِقٍّ وَتَحتي شِقُّها لَم يُــــــــــــحَوَّلِ
و لواطلعنا على المكتبة النثرية العربية القديمة لهالنا ما نرى من مجلدات تناقش قضية الجنس، وكلها من رجال دين معروفين ، كالسيوطي والانطاكي والتنوخي وابن الجوزي وابن حزم وابن داود والسراج وابن قيم الجوزية ومحمد النفزاوي، والتجاني ،فضلا عن الجاحظ وغيره.(1)
وان ما تشتمل عليه من اشعار يمكن ان نطلق عليها بلا تحفظ تسمية الادب المكشوف.
***
لا يمكن ان نعد حكايات السِفر العربي العظيم (الف ليلة وليلة) حكايات ضد المرأة ، على الرغم مما يحويه من حكايات تحكي عن غدر المرأة وخيانتها ، انه ككل الكتب التراثية يتحدث عن المرأة كما يتحدث عن الرجل ، سواء بسواء ، الا انه كان قد ابرز ذلك عن المرأة ليؤكد (او لتؤكد شهرزاد لزوجها شهريار) ان على شهريار ان لا يتخذ موقف سلبي من المراة بسبب خيانة زوجته له ، لان البعض من النساء يفعلن ذلك .
وبالمقابل ، توجد هناك نساء عالمات،وشاعرات ،ومقاتلات، وملكات ، وحبيبات ... الخ ، اذ لا تخلو الحياة من كلا الصنفين.
ولو اردنا ان نفهم الليالي فهما صحيحا لا لبس فيه ، فهي مجموعة حكايات تتحدث عن علاقة الرجل بالمرأة ، ان كانت هذه العلاقة سلبية او كانت ايجابية .
وكان على شهرزاد ان تبرهن بالدليل ، على ان تلك الصفة التي رافقت المراة، ليس سببها المرأة حسب ، اذ ان بعض السبب ، بل هو السبب الهام ، كان من الرجل ، فراحت تقدم له الامثلة على شكل حكايات تنطلق من الواقع وتعود الى الواقع بنتائج ايجابية ،فكانت النتيجة النهائية ان اقتنع شهريار بتلك الادلة / الحكايات ، فكان شفاؤه من مرض فوبيا المرأة.
ورد الشعر اعلاه في احدى حكايات الف ليلة وليلة ، واذ نثبته هنا، فاننا في هذه الدراسة نقف منه موقف الرافض لما فيه من افكار خاطئة عن المرأة : الام ، والاخت ، والابنة ، والحبيبة ،و العشيقة ، ومن تشاركنا الفراش ، والقابل له في الوقت نفسه . فهو يطرح افكارا لا نقبلها عن المرأة وعقلها والقول ان مرجعه الفرج ، الجنس، ويرد كل دوافعها الى الجنس ، كما قال فرويد ، او كما جاء على لسان احدى شخصيات رواية الانهار لعبد الرحمن مجيد الربيعي (العشيق الاعمى) الذي وصف بطلة الرواية (هدى عباس) قائلا: (( هكذا هي ، لن تشفى من نزواتها وتظل اسيرة فرجها لا عقلها دوما )) (2) ، وموقف القابل لها، تمشيا مع التفكير الجمعي الشعبي الخاطيء ، في ان المرأة تحركها غريزتها الجنسية، وكأن المرأة وحدها في ذلك دون الرجل، على ان نصحح تلك النظرة الخاطئة .
المهم ان الشعر قد قيل وجاء ليؤكد حقيقة شعبية ،لاسباب كثيرة لا مجال لذكرها ، هو ان المرأة تحركها غرائزها الجنسية ، وهي تابعة لفرجها ، لهذا فهو يحذر من ذلك وعلينا نحن الرجال – اذ ان خطاب الليالي موجها اساسا للرجل " شهريار" – ان نأخذ العبرة مما جاء في قصتي يوسف ، و خروج ادم من الجنة ، التوراتيتين والقرآنيتين .
فقصة يوسف معروفة ، وهو يحيلنا الى جزء منها الذي يذكر مراودة زوجة العزيز له وحيلها في ذلك بعد ان ملك كل تفكيرها :
قال تعالى:((وراودته التي هو في بيتها عن نفسه وغلقت الابواب وقالت هيت لك قال معاذ الله إنه ربي أحسن مثواي إنه لا يفلح الظالمون * ولقد همت به وهم بها لولا أن رأى برهان ربه كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء إنه من عبادنا المخلصين )).[ سورة يوسف /23 - 24 ] (3)
وقررت ان تمارس الجنس معه مهما كانت الاسباب :
(( قالت فذلكن الذي لمتنني فيه ولقد راودته عن نفسه فاستعصم ولئن لم يفعل ما آمره ليسجنن وليكونا من الصاغرين)). [سورة يوسف -32 ]
اما قصة خروج ادم وحواء من الجنة ، فمعروفة للجميع،اذ ان ابليس قد اقنع حواء وهو بهيئة الحية ان تقنع ادم بإن يأكلا من الشجرة التي نهاهما الله الاقتراب منها ، وقد استطاعت حواء ذلك ، واكلت مع ادم منها ، فعصيا ربهما فعاقبهما بالخروج من الجنة.
قال تعالى :(( وقلنا يا آدم اسكن أنت وزوجك الجنة وكلا منها رغدا حيث شئتما ولا تقربا هذه الشجرة فتكونا من الظالمين * فأزلهما الشيطان عنها فأخرجهما مما كانا فيه وقلنا اهبطوا بعضكم لبعض عدو ولكم في الارض مستقر ومتاع إلى حين)). [ البقرة/ 35 /36 ]
كان سجن يوسف سببه المرأة، وخروج ادم من الجنة كان السبب نفسه.
اذن المراة - كما يريد ان يقول هذا الشعر- هي مصدر الشرور ، وان منبع هذا الشر هو غريزتها الجنسية .
لهذا فلا عهد لها طالما يتحكم فرجها بعقلها.
ولو عدنا الى الواقع لوجدنا ان الكثير من الرجال يتحكم في تصرفاتهم الجنس ، حتى قيل عن بعضهم : (عقله بين فخذيه) ، وهناك مشاكل اجتماعية كان سببها التصرف الجنسي للرجل ، وكذلك اغلب تعدد الزوجات هو بسبب الجنس .
اذن ، فبعض الرجال كبعض النساء ، تحركهم غرائزهم الجنسية... وقصة النبي داود غير بعيدة عن ذلك ،كما جاء في الموروث الديني اعتمادا على التوراة، اذ تذكر انه كان متزوجا من تسع وتسعين امراة ، وعندما رآى زوجة قائده العسكري (اوريا) الجميلة اعجب بها و اراد ان يضمها الى نسائه ، فارسل زوجها الى الصفوف الامامية لجبهات القتال ، ليقتل ، وقتل ، وتزوج من امراته.
قال تعالى: (( وهل أتاك نبأ الخصم إذ تسوروا المحراب * إذ دخلوا على داود ففزع منهم قالوا لا تخف خصمان بغى بعضنا على بعض فاحكم بيننا بالحق ولا تشطط واهدنا إلى سواء الصراط * إن هذا أخي له تسع وتسعون نعجة ولي نعجة واحدة فقال أكفلنيها وعزني في الخطاب * قال لقد ظلمك بسؤال نعجتك إلى نعاجه وإن كثيرا من الخلطاء ليبغي بعضهم على بعض إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وقليل ما هم وظن داود أنما فتناه فاستغفر ربه وخر راكعا وأناب)). [ سورة ص / 21 - 24 ]
ان الابيات اعلاه قد فتحت المجال امامنا لكي ندرس حالة اجتماعية اخلاقية اشبعت بالقيل والقال على مستوى العامة ، وبالدراسات الاكاديمية على مستوى الخاصة، وقد قلنا رآينا بذلك ، امل ان نكون قد وفقنا بذلك.
***
الهوامش:
(*) جزء من كتاب بعنوان (قضية الجنس في الرواية العراقية).
1- جرد ببعض الكتب الجنسية التراثية ،كما وردت على اكثر المواقع الالكترونية المهتمة بنشر الكتب:
- رجوع الشيخ الى صباه- للشيخ الإمام العلامة الهمام سيدي محمد النفزاوي .
- نواضر الايك في معرفة النيك - الامام جلال الدين السيوطي.
- الوشاح في فوائد النكاح- الامام جلال الدين السيوطي.
- شقائق الاترنج في رقائق الغنج- الامام جلال الدين السيوطي.
- تحفة العروس ومتعة النفوس- محمد بن احمد التجاني.
2 – الانهار – عبد الرحمن مجيد الربيعي- مكتبة الثورة العربية – بغداد – ط1/ 1974 - ص253 .
3 – اختلف المفسرون في تفسير هذه الاية ، فمنهم من قال ان يوسف قد هم بها جنسيا كما همت به هي ، ومنهم من قال ان همه لم يكن جنسيا بل عقابيا ، أي انه هم بمعاقبتها، اعتمادا على عصمة الانبياء.
انظر:
- أحكام القرآن - الجصاص -ج 3 ص 220 .
- تنزيه الانبياء - الشريف المرتضى - ص 75 - برنامج المعجم العقائدي ـ الاصدار الأول.
- تفسير الطبري: 12 – 184 .
- تفسير الثوري- سفيان الثوري ص 140 .
- جامع البيان - ج 21 ص 239 .
راجع كتابنا : تجليات الاسطورة – قصة يوسف بين النص الاسطوري والنص الديني- موقع اصدقاء القصة السورية الالكتروني ، ومواقع اخرى.
‏24‏/04‏/2009

كتاب: وقفات مع الكليني في الكافي

كتاب: وقفات مع الكليني في الكافي. اضغط على الرابط

http://www.4shared.com/account/dir/u1Q_CMgN/sharing.html

كتب: التصحيح والتجديد غي الفكر العربي الاسلامي - المرجع الشيعي حسين المؤيد نموذجا

لقراءة الكتب الاربعة اضغط على الرابط:



http://www.4shared.com/account/dir/u1Q_CMgN/sharing.html