الأربعاء، 31 أغسطس 2011

اعتقادات خاطئة - الاسماء المقدسة

اعتقادات خاطئة

الاسماء المقدسة

داود سلمان الشويلي

هناك مجموعة من الاعتقادات الخاطئة عند بعض المسلمين ، كما هو الشأن عند بعض معتنقي الديانات السماوية الاخرى ، وقد وقفت على الكثير منها، ودخلت في نقاش طويل مع من يعتقد بها ،والتي صارت عندهم كشيء مقدس، منزل من السماء لا يأتيه الباطل لا من بين يديه ولا من خلفه، ومن هذه الاعتقادات الكثير ، سنناقش بعضها بالقدر الذي تسمح به المصادر الموثوقة والمعتمدة عند هذا البعض.

***

الاسم المقدس:

يجد الكثير من الكتاب المسلمين والذين هم بعيدون عن المصادر الموثوقة ، ان بعض الاسماء لم يسم بها احد قبل ان تطلق على بعض الشخصيات الاسلامية ، وهذا خطأ ، لا لان الاسماء ما هي الا اصوات مرتبة المخارج – حالها حال عناصر اللغة الاخرى - اطلقت بصورة اعتباطية على الاشياء المرئية ،حسب ، وانما هي قد تعارف عليها كل مجتمع، او اشتقت من مصدر قد توافق عليه ذلك المجتمع . فأننا نرى ان بعض اسماء مجتمع ما غير مقبولة عند مجتمع آخر ، ولاسباب كثيرة منها اخلاقي ومنها ديني ومنها اجتماعي .

ومصادر الاسماء كثيرة ، فالمجتمع الوثني تعتمد فيه اسماء الشخوص على مصادر تختلف عن مصادر المجتمع المتدين ،الموحد خاصة ، وكذلك فأن مصادر مجتمع الموحدين مختلفة بين ان تكون مسلمة او ان تكون مسيحية او ان تكون يهودية ، وهكذا تتعدد الاسماء بتعدد المصادر، ولا يوجد اسم منزل من السماء ليعطي قدسية للشخص الذي اطلق عليه ، على الرغم من ان الاسم لوحده لا يعطي قدسية لاحد لانه اصبح اسما شائعا بين الناس ، وخير مثال على ذلك ان اقدس اسم في الوجود هو اسم (الله) لم يطلق هذا الاسم على احد ما منذ الخليقة الى يومنا هذا ، الا اننا نجد ان هذا الاسم يختلف ليس بأختلاف اللغات فحسب ، بل بأختلاف المجتمعات على الرغم من تحدثهم لغة واحدة .

رب من يقول ان اسم (الله) قد ورد في القرآن ، وهذا دليل على قدسية الاسم ، ونرد على القائل ، لو ان القرآن قد نزل بلغة غير لغة العرب فماذا سيكون ؟

بعد هذه المقدمة ، يعتقد بعض المسلمين – بعض متطرفي الشيعة – ان اسمي (الحسن والحسين) لم يطلقا على احد قبل مولدهما .

***

تدعي اغلب كتب بعض المسلمين، ان اسمي الحسن والحسين قد نزل بهما جبريل من السماء عند ولادتهما ، وأ ُمر بهما النبي (ص) ليسمي ابناء ابنته بهما ، بدلا عن الاسماء التي سماهم بهما والدهما .

والذي دفعني لكتابة هذه الدراسة،هو ان مديرية المناهج في وزارة التربية العراقية بعد الاحتلال الامريكي ادخلت في منهج التربية الاسلامية للصف الثالث المتوسط (تأليف وتنقيح لجنة في وزارة التربية – الطبعة المنقحة - 2010 ) ، درس خاص بالامام الحسين وذكرت فيه هذه المعلومة : ((سماه رسول الله (الحسين ) ولم يكن هذا الاسم معروفا قبل الاسلام)).ص 59

اذا كان القسم الاول من (الفقرة) المعلومة صحيحا ، فالقسم الثاني منها كان غير صحيح.

لان المصادر المتوفرة تقول غير ذلك ، فهل اراد واضعي هذه المعلومة التدليس على الطلاب في كتاب اكاديمي يتعلم من خلاله ابناءنا الطلبة والطالبات المعلومة الصحيحة؟

***

تسمية السبطين الامامين:

اختلفت الروايات في هذا الموضوع ،في الكثير من المواضع، ربما بفعل تقادم الزمن وطريقة العنعنه (آليات النقل الشفاهي) الرئيسية.

فالروايات تذكر ان السبطين سميا بأسماء الحسن والحسين من قبل الرسول(ص) ، الا انها تختلف بوجود الاضافات في الرواية، فهناك :

1 – روايات تذكر ان والدهم الامام علي اسماهم بـ (حرب).

2 – روايات اخرى تذكر ان الامام علي اسماهم بـ (حمزة وجعفر).

3 – روايات تذكر ان الرسول(ص) اسماهم الحسن وحسين ، إن كان ذلك:

آ – بدون سبب. ((أخبرنا أبو الحسن السلمي الفقيه ، أخبرنا أبو الحسن أحمد ابن عبد الواحد بن محمد بن أبي الحديد ، أخبرنا جدي أبو بكر محمد بن أحمد بن عثمان ، أخبرنا أبو الدحداح أحمد بن محمد بن إسماعيل التميمي ، أخبرنا عبد الوهاب بن عبد الرحيم الأشجعي الجوبري ، أخبرنا سفيان بن عيينة : عن عمرو ، عن عكرمة قال : لما ولدت فاطمة الحسن أتت به النبي صلى الله عليه وسلم فسماه حسنا ، فلما ولدت حسينا أتت به النبي صلى الله عليه وسلم فقالت : هذا أحسن من هذا فشق له من اسمه وقال هذا حسين)). (1)

ب – اشتق(ص) اسم الحسين من الحسن. (( أخبرنا أبو يعقوب يوسف بن أيوب الهمداني ، أخبرنا أبو الحسين محمد بن علي ابن المهتدي بالله . حيلولة : وأخبرنا أبو غالب أحمد بن الحسن ، أخبرنا عبد الصمد ابن علي بن محمد ، قالا : أخبرنا عبيد الله بن محمد بن إسحاق ، أخبرنا عبد الله بن محمد ، حدثني محمد بن عبد الملك بن زنجويه ، أخبرنا عبد الرزاق ، أخبرنا ابن جريج : أخبرني جعفر بن محمد عن أبيه ، أن النبي صلى الله عليه وسلم اشتق من اسم الحسن الحسين)).(2)

ج – انه(ص) أ ُمِر بهما ، وروايات تزيد فتقول : من السماء.

- ((عن علي بن أبي طالب ، أنه سمى ابنه الأكبر حمزة ، وسمى حسينا بعمه جعفر ، قال : فدعاني رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : اني أمرت أن أغير اسم ابني هذين . فقلت : الله ورسوله أعلم ، فسماهما حسنا وحسينا . )).(3)

- (( سمى النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) المولود السعيد حسنا بأمر الله تعالى ، وقد اشتقه الله من اسمه « المحسن » ، وقد سماه الله بهذا الاسم - كرامة له ولأبيه وأمه وجده لما خلق نور محمد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) قبل خلق العالم وآدم بأربعة عشر ألف سنة - على رواية - . واسم الحسن في الكتب السماوية « قيدار » ، والقيدار هو الثاني من الأوصياء والأول من العترة)) .(4)

- ((وقال له جبرائيل اقرء فاطمة بنت نبيك مني السلام وقل لها تسميه الحسين فقد سمى الله عز وجل اسمه حسينا وانما سمى الحسين لانه لم يكن في زمانه احسن منه وجها)).(5)

- (( وبكى النبي ( صلى الله عليه وآله ) وبكت الملائكة ، وقال جبرائيل إقرأ فاطمة ابنتك السلام وقل لها : تسميه الحسين فقد سماه الله جل اسمه وإنما سمى الحسين لأنه لم يكن في زمانه أحسن منه وجها )).(6)

د- سماهم (ص)على اسماء اولاد هارون ، شبر وشبير.

- ((ما روي أن عليا عليه السلام سمى كل واحد من أبنائه حربا فأتاه رسول الله صلى الله عليه وآله فسماهم حسنا وحسينا ومحسنا وقال : إني سميت بني هؤلاء تسمية هارون لبنيه شبرا وشبيرا ومشبرا )). (7)

- (( أخبرنا أبو العز ابن كادش ، أخبرنا أبو محمد الجوهري ، أخبرنا علي بن محمد بن أحمد بن نصير ، أخبرنا جعفر بن محمد بن عتيب ، أخبرنا محمد بن خالد بن خداش ، أخبرنا سالم بن قتيبة ، أخبرنا يونس بن أبي إسحاق ، عن أبيه : عن هانئ بن هانئ عن علي قال : لما ولد الحسن سميته حربا فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ما سميت ابني ؟ قلت : حربا . قال : هو الحسن . فلما ولد الحسين سميته حربا ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ما سميت ابني ؟ قلت : حربا . قال : هو الحسين . فلما ولد محسن سميته حربا . فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ما سميت ابني ؟ قلت : حربا . قال : فهو محسن . ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم : اني سميت بني هؤلاء تسمية ‹ صفحة 29 › هارون بنيه شبرا وشبيرا ومشبرا )) . (8)

4 – روايات تذكر ان اطلاق التسمية جاءت مباشرة عقب ولادة كل واحد منهما من قبل الرسول(ص).

5 - روايات تذكر ان اطلاق التسمية جاءت عقب ولادتهما من قبل الرسول (ص)، أي بعد اكثر من سنة من ولادة الحسن.

6 – هناك رواية من راو ٍ واحد يتناقلها سلسلة رجال السند من بعده وهو (عمران بن سليمان)، تؤكد على ان الاسمين من الاسماء التي تطلق في الجنة، ويؤكد قائلا :ما سمعت العرب بهما في الجاهلية .

(( قال الدولابي : أخبرنا أبو شيبة إبراهيم بن عبد الله بن محمد بن أبي شيبة ، أخبرنا أبو غسان مالك بن إسماعيل ، أخبرنا عمرو بن حريث : عن عمران بن سليمان ، قال : الحسن والحسين من أسماء أهل الجنة لم يكونا في الجاهلية . رواه عنه في ترجمة الإمام الحسين من أسد الغابة : ج 2 ص 19 )).

في كتابه (حياة الإمام الحسين (ع) : ج 1 : ص 30 - 34) يناقش مؤلفه الشيخ باقر شريف القرشي بعض الروايات ، والتي يقول عنها بأنها اقوال شاذة، فيقول:

(( وحفلت بعض مصادرالتاريخ والاخبار بصور مختلفة لتسمية الإمام الحسين ( ع ) لا تخلو من التكلف والانتحال وهي :

1 - ما رواه هانئ بن هانئ عن علي ( ع ) قال : لما ولد الحسن جاء رسول الله ( ص ) فقال : أروني ابني ما سميتموه ؟ قلت : سميته حربا ، قال : بل هو حسن ، فلما ولد الحسين قال : أروني ابني ما سميتموه ؟ قلت : سميته حربا ، قال : بل هو حسين ، فلما ولد الثالث جاء النبي صلى الله عليه وآله فقال : أروني ابني ما سميتموه ؟ قلت : حربا ، فقال بل هو محسن. وهذه الرواية - فيما نحسب - لا نصيب لها من الصحة وذلك :

أ - أن سيرة أهل البيت ( ع ) قامت على الالتزام بحرفية الاسلام وعدم الشذوذ عن أي بند من أحكامه ، وقد كره الاسلام تسمية الابناء بأسماء الجاهلية التي هي رمز للتأخر والانحطاط الفكري ، مضافا إلى أن هذا الاسم على جد الأسرة الأموية التي تمثل القوى الحاقدة على الاسلام والباغية عليه ، فكيف يسمي الامام أبناءه به ؟ ! ! . )).

وترى الدراسة ، ان الابناء يشمل البنين والبنات، فهل بنات الامام علي لم يطلق عليهن اسماء جاهلية ؟

لنراجع المصادر، ونبحث عن بعض اسماء بنات الامام علي على سبيل المثال ، هن : زينب، ام كلثوم ، ورملة ، ورقية، فنجد:

1 - زينب:

(( - زينب اليشكرية – غير معروفة الولادة ولا الوفاة – شاعرة جاهلية – زوجة مالك بن فند الذي قتل في حرب بكر وتغلب.

- زينب ام حسانة الضبية – غير معروفة الولادة ولا الوفاة – شاعرة جاهلية من البادية.

- زينب بنت فروة التميمية – غير معروفة الولادة ولا الوفاة – شاعرة جاهلية ، كانت امها اعجمية .

- زينب بنت فروة الشيبانية– غير معروفة الولادة ولا الوفاة – شاعرة جاهلية ، قتل والدها في وقعة عين أباغ.

- زينب بنت مالك – غير معروفة الولادة ولا الوفاة – شاعرة جاهلية ، تنتمي الى قبيلة نزار وهي اخت ملاعب الاسنة)). (9)

عن خبر النعمان بن المنذر مع كسرى ، يذكر صاحب الاغاني:

(( وجعل النعمان يستعد ويتوقع حتى أتاه كتابه: أن أقبل فإن للملك حاجةً إليك، فانطلق حين أتاه كتابه فحمل سلاحه وما قوي عليه، ثم لحق بجبلي طي وكانت فرعة بنت سعد بن حارثة بن لأم عنده، وقد ولدت له رجلاً وامرأة، وكانت أيضاً عنده زينب بنت أوس بن حارثة، فأراد النعمان طيئاً على أن يدخلوه الجبلين ويمنعوه فأبوا ذلك عليه، وقالوا له: لولا صهرك لقتلناك، فإنه لا حاجة بنا إلى معاداة كسرى، ولا طاقة لنا به. ...)) . (الاغاني - ص 918 - 919)(10)

(( أول مولود ولد في الإسلام قبل الهجرة عبد الله بن عمر: وأمه زينب بنت مظعون الجمحي تزوجها عمر في الجاهلية، فولدت له عبد الله، وعبد الرحمن الأكبر، وحفصة )).(الاوائل – ابو هلال العسكري - ص337)(11)

(( ....ثم خلف على أروى بنت عبد المطلب كلدة بن هاشم بن عبد مناف بن عبد الدار بن قصي، فولدت له فاطمة؛ فولدت فاطمة: زينب بنت أرطاة بن عبد شرحبيل بن هاشم بن عبد مناف بن عبد الدار قصى؛ فولدت زينب بنت أرطاة: كبشة بنت الحارث بن كريز بن ربيعة بن حبيب بن عبد شمس؛ تزوجت كبشة بنت الحارث مسيلمة الكذاب؛ ثم خلف عليها عبد الله بن عامر ابن كريز بن ربيعة بن حبيب بن عبد شمس. )). (نسب قريش – مصعب الزبيري - ص 32) (12)

(( ويزيد بن أبي سفيان، ولاه أبو بكر الصديق ربع أجناد الشأم، مات في زمن عمر بن الخطاب، واستخلف على عمله معاوية أخاه، فأقره عمر؛ وأمه: زينب بنت نوفل بن خلف بن فوالة بن حذيفة بن طريف بن علقمة وعلقمة الذي يقال له "جذل الطعان" )). ((نسب قريش – مصعب الزبيري- ص 225) (13)

(( خطب علي بن أبي طالب جويرية بنت أبي جهل؛ فشق ذلك على فاطمة؛ فأرسل إليها عتاب. وأم عتاب بن أسيد وأم أخيه خالد: زينب بنت أبي عمرو بن أمية بن عبد شمس.)). (نسب قريش – مصعب الزبيري - ص 319 )(14)

***

2- ام كلثوم:

((- ام كلثوم بنت عبد ود العامرية – غير معروفة الولادة ولا الوفاة – اخت عمرو بن ود العامري الذي قتله علي بن ابي طالب ، شاعرة ، اسلمت يوم فتح مكة )). (15)

***

3 - رملة:

(( وتزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم أم حبيبة واسمها رملة بنت أبي سفيان بن حرب زوجه إياها خالد بن سعيد بن العاص وهما بأرض الحبشة وأصدقها النجاشي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أربعمائة دينار وهو الذي كان خطبها على رسول الله صلى الله عليه وسلم وكانت قبله عند عبيد الله بن جحش الأسدي.)). (16)

(( اسماء المهاجرات الى الحبشة:

- رملة بنت شيبة بن ربيعة من المهاجرات هاجرت مع زوجها عثمان بن عفان. في ذلك تقول لها هند بنت عتبة: من الوافر

لحى الرحمن صابئة بوج ومكة عند أطراف الحجون

تدين لمعشر قتلوا أبـاها أقتل أبيك جــاءك باليقين

- رملة بنت أبي عوف بن صبيرة بن سعيد بن سعد بن سهم. هلك زوجها المطلب بن أزهر بن عبد عوف بأرض الحبشة. وولدت له هناك عبد الله بن المطلب.)). (17)

***

وعود على بدء ، يؤكد القرشي: (مضافا إلى أن هذا الاسم على جد الأسرة الأموية التي تمثل القوى الحاقدة على الاسلام والباغية عليه ، فكيف يسمي الامام أبناءه به ؟ ! ! ).

تتساءل الدراسة، الم تكن زينب ام يزيد بن ابي سفيان، وكذلك اخته رملة بنت ابي سفيان (زوج الرسول "ص") من عائلة الاسرة الاموية ؟؟!( التي تمثل القوى الحاقدة على الاسلام والباغية عليه).فضلا عن ان اسميهن قد اطلقا عليهن عند ولادتهن في الجاهلية (قبل البعثة).

ويكمل القرشي تفنيده ،فيقول:

(( ب - إن اعراض النبي ( ص ) عن تسمية سبطه الأول به مما يوجب ردع الامام عن تسمية بقية أبنائه به .

ج - إن المحسن باتفاق المؤرخين لم يولد في حياة الرسول ( ص ) وإنما ولد بعد حياته بقليل ، وهذا مما يؤكد انتحال الرواية وعدم صحتها )).

2 - روى أحمد بن حنبل بسنده عن الإمام علي ( ع ) قال : لما ولد لي الحسن سميته باسم عمي حمزة ، ولما ولد الحسين سميته باسم أخي جعفر فدعاني رسول الله ( ص ) فقال : إن الله قد أمرني أن أغير اسم هذين فسماهما حسنا ، وحسينا ". وهذه الرواية كسابقتها في الضعف فان تسمية السبطين بهذين الاسمين وقعت عقيب ولادتهما حسب ما ذهب إليه المشهور ولم يذهب أحد إلى ما ذكره أحمد)).

لهذا ترى الدراسة ان كل الروايات التي تذكر اسم حرب ، و الروايات التي تذكر جعفرا وحمزة،و الروايات التي تذكر ولادة المحسن زمن الرسول "ص" ، والرويات التي تذكر تسمية السبطين سوية بعد ولادة السبطين ،هي روايات موضوعة.

***

ويتابع القرشي، فيقول:

(( 3 - روى الطبراني بسنده عن الإمام علي ( ع ) أنه قال : لما ولد الحسين سميته باسم أخي جعفر فدعاني رسول الله ( ص ) وأمرني أن أسميه حسينا ، وهذه الرواية تضارع الروايتين في ضعفها فان الامام أمير المؤمنين عليه السلام لم يسبق رسول الله ( ص ) في تسمية سبطه وريحانته وهو الذي أسماه بذلك حسب ما ذهب إليه المشهور وأجمعت عليه روايات أهل البيت ( ع ) . )).

وترى الدراسة ، ان اسمي حمزة وجعفر – كذلك - هما اسمان جاهليان – اطلقا في زمن الجاهلية ، قبل البعثة - فلا يمكن ان يسمى السبطان بهما حسب رأي القرشي السابق عن اسم حرب .

اذن: ماذا تبقى من الروايات؟

تبقى روايات:

1 – ان الرسول هو البادئ بالتسمية.

2 – ان الرسول (ص) اسماهم الحسن والحسين، لان هذين الاسمين أ ُمِر (ص) بهما من السماء ، او ان الحسين مشتق من الحسن.

3 – رواية عمران بن سليمان عن اسماء الجنة ، وانهما لم يسميا بهما احد في الجاهلية.

هذه هي الروايات التي لم يفندها القرشي ، ومعنى ذلك، انه وافق عليهما ، وهما اسماء في الجنة التي لم يسم احد بهما في الجاهلية.

ترى الدراسة:

- بالنسبة لمن اطلق التسمية : ترى ان النبي لم يطلق التسمية ،كونه (ص) يعرف ان من فرحة الاباء والامهات تسمية الابناء ، ولا اعتقد انه (ص) يريد ان يسلب هذه الفرحة من ابنته، ومن صهره، ابن عمه.

وكما فند القرشي روايات الاسماء(حرب وجعفر وحمزة) ، فمن الممكن ان نفند روايات تسمية الرسول (ص) لهما ، اعتمادا على الوضع الاجتماعي وقتذاك ،في ان التسمية من حق الاباء.

- لو افترضنا ان النبي (ص) هو الذي سمى السبطين، فأي الخبرين صحيح ؟ هل لان الاسمين قد أ ِمر بهما ؟ ام لان الحسين مشتق من الحسن؟

ولو عدنا الى الروايات التي تذكر ان اسمي – الحسن والحسين - قد اوحي بهما، ولم يطلقا سابقا في الجاهلية على احد ، فإن المصادر تذكر عكس ذلك.

تذكر المصادرما يلي:

(( "حَسِين":

في طَيِّئ: حَسِين، بفتح الحاء، بوزن، فَعِيل، مثل غريم.

حَسن، وحَسِين، ابنا عَمرو بن الغَوث بن طَيِّئ.)).(18)

(( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحب بلالاً ويمازحه، فرآه يوماً وقد خرج بطنه فقال:أم حسين، وهي عظاية لها بطن بارز، وذكرها الحرباء)).(19)

بقول صاحب الاكليل:

(( أرحب بن الدعام:

وأولد أرحب وهو مرّة بن الدعام ومعنى أرحب أوسع في الشرف سفيان وعليان وملالة، ثلاثة نفر ومن يتبكل من الجبر يقولون: نحن بنو الجابر بن أرحب والورديون يقولون: نحن بنو الحسين بن الورد بن أرحب. والأشهر أن الجبر من حاشد، والورد من آل أقيان من حمير)) . (20)

كذلك هناك الشاعر الجاهلي الحسين بن محمد المنبجي المعروف بدوقلة ،وله قصيدة اولها :

هَــــــــل بِالطُــــلولِ لِسائِلِ رَدُّ أَم هَل لَها بِتَكَلُّم عَـــهدُ

أبلى الجَديدُ جَديــــــدَ مَعهَدِها فَكَأَنَّما هو رَيطَةٌ جُـــردُ

مِن طولِ ما تَبكي الغيومُ عَلى عَرَصاتِها وَيُقَهقِهُ الرَعدُ (21)

اما الحَسَن فهو: كثيب معروف في بلاد بني ضبة، كما جاء في المعاجم العربية.

***

وهناك بعض الكتاب من يذكر ان اسم (علي) هو كذلك لم يسم به احد قبل ميلاد الامام علي ، وقد اشتقه الله سبحانه من اسمه.

((وأسند الخطيب في تاريخه أيضا قول النبي صلى الله عليه وآله : إن من لم يقبل أن عليا خير البشر ، فقد كفر ، وأسند فيه قول النبي صلى الله عليه وآله : خير رجالكم علي وخير شبابكم الحسن والحسين ، وخير نسائكم فاطمة عليها السلام ومسند إلى عقبة قول الجهني للنبي صلى الله عليه وآله : إن قوما يقولون : خير هذه الأمة أبو بكر ، وقوما عمر ، وقوما عثمان ، فمن خير الناس بعدك ؟ قال : من اختاره الله واشتق له اسما من أسمائه و زوجه أمته ، ووكل به ملائكته يقاتلون معه ، فذكر ذلك لأبي ذر ، فقال : و أزيدك ما سمعته من النبي صلى الله عليه وآله : فضل علي على هذه الأمة كفضل جبرائيل على سائر الملائكة .)). (22)

اما المصادر فتقول عكس ذلك:

جاء في الاشتقاق:

(( اشتقاق عَليٍّ من الصَّلابة والشِّدّة. قال ابنُ مُقْبل:

وكلّ عَليٍّ قُصَّ أسفَلُ ذَيلِه فشمَّرَ عن ساقٍ وأوظفةٍ عُجْرِ

وقد سمَّت العرب في الجاهلية عليَّاً: عليَّ بن بكرٍ، وعليَّ بنَ سُودٍ في الأزْد، وعليَّ بن مسعودٍ الغَسَّاني الذي تُنسب إليه بنو كنانة، لأنَّهم نَشَئوا في حِجْره وتزوَّج بأمِّهم. قال الشاعر:

ضَربوا عليَّا يومَ بدرٍ ضربةً دانَتْ لوقْعتها جميعُ نزارِ

وقال الثَّقَفي:

لله درُّ بني علـــــــــ ـيٍّ أَيَّمٌ منهمْ وناكحْ

وعليّ: أبو هَوذَة بن عليّ الحنفي، ويُكنَى أبا قدامة. وكانَ كنيةُ هَوذةَ الحنفيّ أبا عليٍّ، وكنيَة عامر بن الطفيل أبو علي، وكنية قيس بن عاصم أبو عليِّ وهم كثير. ويمكن أنْ يكون اشتقاق عليٍّ من العلوّ، من قولهم: علا يعلو علوّاً؛ فكأنَّ عليَّاً من ذلك. ويقال: عَلِيَ يَعلَى عَلاءٌ، إذا ظَفِر، وبه سمِّي الرجل يَعْلَى، إذا ظَفِر. والمعلَّى: السابع من قداح الميسر، وهو أكثرها نصيباً)).(23 )

وورد في (الايناس بعلم الانساب):

(( وفي بني ذُهْل بن ثَعلبة: ريَّان بن الحارث بن مالك بن شَيْبان بن سَدُوس بن ذُهْل بن ثَعلبة بن عُكابة بن صَعب بن علي بن بكر بن وائل)). (24)

وجاء في (السيرة النبوية):

يذكر ((أن أعشى بني قيس بن ثعلبة بن عكابة بن صعب بن علي بن بكر بن وائل خرج إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يريد الإسلام فقال يمدح رسول الله صلى الله عليه وسلم)) .(25)

ويذكر صاحب ( المختلف والمؤتلف من اسماء الشعراء) :

(( من يقال له الأعشى منهم أعشى بني قيس بن ثعلبة وهو ميمون بن قيس بن جندل بن شراحيل بن عوف بن سعد بن ضبيعة بن قيس ابن ثعلبة بن عكابة بن صعب بن علي بن بكر بن وائل الشاعر المشهور المقدم، وكان أبو عبد الله إبراهيم بن محمد بن عرفة الأزدي النحوي المعروف بنفطويه أملى علينا أسماء الأعاشي فذكر ثمانية منهم أعشى بني قيس بن ثعلبة)).(26 )

وجاء في (الحيوان):

(( ولو شاءَ النبيُّ صلى اللّه عليه وسلم ، ألاّ يكتبَ الكتبَ إلى كسرَى، وقَيْصَرَ، والنَّجَاشيِّ، والمقوقِس، وإلى ابني الجُلَنْدَى، وإلى العباهلة من حمير، وإلى هوذَة بن علي، وإلى الملوك)). (27)

وذكر صاحب الاغاني :

(( أما ذكره هوذة بن علي ولبسه التاج؛ فإن السبب في ذلك أن كسرى توج هوذة بن علي الحنفي، وضم إليه جيشاً من الأساورة، فأوقع ببني تميم يوم الصفقة)) .(28)

(( ومن بني عامر بن لؤي بن غالب بن فهر: سليط بن عمرو بن عبد شمس بن عبد ود بن نصر بن مالك بن حسل بن عامر وهو كان رسول رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى هوذة بن علي الحنفي باليمامة)). (29)

وجاء كذلك:

(( قال بن إسحاق حدثني يحيى بن عبد الله بن الزبير عن أبيه قال بن إسحاق وحدثنيه أيضاً عن عبد الله بن أبي بكر وغيرهما عن عبد الرحمن بن عوف قال كان أمية بن خلف لي صديقاً بمكة وكان اسمي عبد عمرو فتسميت حين أسلمت عبدالرحمن ونحن بمكة فكان يلقاني إذ نحن بمكة فيقول يا عبد عمرو أرغبت عن اسم سماكه أبواك فأقول نعم فيقول فإني لا أعرف الرحمن فاجعل بيني وبينك شيئاً أدعوك به أما أنت فلا تجيبني باسمك الأول وأما أنا فلا أدعوك بما لا أعرف قال فكان إذا دعاني يا عبد عمرو لم أجبه قال فقلت له يا أبا علي أجعل ما شئت قال فأنت عبد الإله قال فقلت نعم قال فكنت إذا مررت به قال فأنت عبد الإله قال فقلت نعم قال فكنت إذا مررت به قال يا عبد الإله فأجيبه فأتحدث معه حتى إذا كان يوم بدر مررت به وهو واقف مع أبنه علي بن أمية آخذ بيده ومعي أدراع قد استلبتها فأنا أحلمها فلما رآني قال لي يا عبد عمرو فلم أجبه فقال يا عبد الإله فقلت نعم هل لك في فأنا خير لك من هذه الأدراع التي معك قال قلت نعم قال فطرحت الأدراع من يدي وأخذت بيده ويد ابنه )).(30)

وجاء في (الشعر والشعراء):

(( وكان عامر أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال له: تجعل لي نصف ثمار المدينة وتجعلني ولي الأمر من بعدك وأسلم؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "اللهم اكفني عامراً واهد بني عامر". فانصرف وهو يقول: لأملأنها عليك خيلا جرداً، ورجلاً مرداً، ولأربطن بكل نخلةٍ فرساً، فطعن في طريقه، فمات وهو يقول: غدةٌ كغدة البعير، وموتٌ في بيت سلوليةٍ!! ويكنى أبا علي )). (31)

وجاء كذلك:

(( وكان خداش يهجو عبد الله بن جدعان التيمي، ولم يكن رآه، فلما رآه ندم على هجائه.

فمما هجاه به قوله:

وأُنْبِئْتُ ذا الضَّرْعِ ابْنَ جُدْعـانَ سَبَّني وإِنِّي بِذي الضَّرْعِ ابنِ جُدْعانَ عـالِمُ

أَغـرَّكَ أَنْ كانَتْ لِبَطكَ عُكْنَةٌ وَأَنَّكَ مَكْفِيٌّ بِمَكَّةَ طــــــاعِمُ

وتَرْضَى بأَنْ يُهْدَى لَكَ العَفْلُ مُصْلَحاً وتَحْنَقُ أَنْ تُجْنَى عَلَيْكَ العَظـــــائِمُ

أَبَـى لـَكُمُ أَنَّ النُّفُوسَ أَذِلَّـــــةٌ وأَنَّ القِرَى عن واجِبِ الضَّيْفِ عـاتِمُ

وأَنَّ الحُلُومَ لا حُــــلُومَ، وأَنْتُمُ مِنَ الجَهْلِ طَيْرٌ تَحْتَها الماءُ دائِــــمُ

ولَوْلا رِجـــالٌ من عَلِيٍّ أَعِزَّةٌ سَرَقْتُمْ ثِيابَ البَيْتِ والبَيْتُ قائِـــــمُ

قال أبو محمد يقال لبني كنانة - بنو علي- )).(32)

وجاء في ( المختلف والمؤتلف من اسماء الشعراء):

(( ومنهم خفاف بن مالك بن عبد يغوث بن علي بن ربيعة بن كابية بن حرقوص بن مازن بن مالك بن عمرو بن تميم أدرك الإسلام. شاعر فارس وهو القائل:

ولا عزنا يعدي على ظلم غيرنا وليس علينا للظلامة مذهب

نريح فضول الحلم وسط بيوتنا إذا الحلماء عنهم الحلم أعزبوا)). ( 33 )

(( عامر بن الطفيل: هو ابن أخي عامر ملاعب الأسنة أفرس أهل زمانه وأسودهم، وكان له مناد ينادي بعكاظ: هل من راجل فأحمله! أو جائع فأطعمه! أو خائف فأومنه! ووقف جبار بن سلمى على قبره فقال: أنعم ظلاماً أبا علي! فو الله لقد كنت تشن الغارة وتحمي الجارة، سريعاً إلى المولى بوعدك، بطيئاً عنه بوعيدك، وكنت لا تضل حتى يضل النجم، ولا تهاب حتى يهاب السيل، ولا تعطش حتى يعطش البعير! وكنت والله خير ما تكون حين لا تظن نفس بنفس خيراً! ثم التفت فقال: هلا جعلتم قبر أبي علي ميلاً في ميل(( . (34)

(( ذكر من اسمه علي:

علي بن زيد الفوارس بن حصين بن ضرار الضبي جاهلي. يقول في قتل حسين بن أصرم السيدي:

تركت السيد مهملة تناغي تناغي الضأن ليس لهن راع)) .(35)

وتذكر (الموسوعة الشعرية) – القرص الالكتروني المدمج - الشاعر الجاهلي خزر بن لوذان احد بني عوف بن سدوس بن شيبان بن ذهل بن ثعلبة بن عكاب بن علي بن بكر بن وائل ويعرف بالمرقم الذهلي ، شاعر جاهلي من اليهود ،غير معروق الميلاد ولا الولادة .

* الهوامش:

1 - ترجمة الإمام الحسين (ع) - ابن عساكر - ص 33 – 34.

2 – المصدر السابق - ص 24 – 37.

3 - المصدر السابق - ص 24 – 37.

4 - الخصائص الفاطمية - الشيخ محمد باقر الكجوري - ج 2 - ص 569 – 570.

5 - مجمع النورين - الشيخ أبو الحسن المرندي - ص 160.

6 - موسوعة شهادة المعصومين (ع) - لجنة الحديث في معهد باقر العلوم (ع) - ج 2 - ص 41 – 43.

7 - ترجمة الإمام الحسين (ع) - ابن عساكر - ص 28.

8 - المصدر السابق - ص 28 .

9 - القرص المدمج : الموسوعة الشعرية.

10 – القرص المدمج (اهل البيت).

11 – المصدر السابق.

12 – المصدر السابق.

13 – المصدر السابق.

14 – المصدر السابق.

15 - القرص المدمج : الموسوعة الشعرية.

16 – السيرة النبوية – ابن هشام - ص 2416 .

17 – الوافي بالوفيات – صلاح الدين الصفدي- ص 11288 .

18- الايناس: 95– القرص الالكتروني المدمج -الموسوعة الشعرية .

19- ربيع الابرار – الزمخشري– القرص الالكتروني المدمج -الموسوعة الشعرية.

20- الاكليل– القرص الالكتروني المدمج -الموسوعة الشعرية .

21– القرص الالكتروني المدمج -الموسوعة الشعرية .

22 - مركز المصطفى (ص) - ص الصحيح من السيرة للسيد مرتضى ج 2 ص 192- الصراط المستقيم علي بن يونس العاملي ج 2 ص 69.

23- الاشتقاق– القرص الالكتروني المدمج -الموسوعة الشعرية .

24- الايناس بعلم الانساب– القرص الالكتروني المدمج -الموسوعة الشعرية .

25- السيرة النبوية– القرص الالكتروني المدمج -الموسوعة الشعرية .

26- المختلف والمؤتلف من اسماء الشعراء– القرص الالكتروني المدمج -الموسوعة الشعرية.

27– الحيوان– القرص الالكتروني المدمج -الموسوعة الشعرية .

28- الاغاني : – القرص الالكتروني المدمج -الموسوعة الشعرية ص11532.

29- السيرة النبوية– القرص الالكتروني المدمج -الموسوعة الشعرية .

30- المصدر السابق– القرص الالكتروني المدمج -الموسوعة الشعرية .

31- الشعر والشعراء– القرص الالكتروني المدمج -الموسوعة الشعرية .

32- المصدر السابق– القرص الالكتروني المدمج -الموسوعة الشعرية .

33- المختلف والمؤتلف من اسماء الشعراء– القرص الالكتروني المدمج -الموسوعة الشعرية

34- المستقصى من امثال العرب– القرص الالكتروني المدمج -الموسوعة الشعرية.

35- معجم الشعراء – المرزباني – 245 وما بعدها– القرص الالكتروني المدمج -الموسوعة الشعرية .

1/2/2007