الخميس، 15 أبريل 2010

العلمانية المؤمنة


العلمانية المؤمنة

في دراسة سابقة لي نشرت على هذا الموقع ، اتهمني احد قراء الدراسة على الموقع بانني طائفي ، فرددت عليه بأدب: بانني علماني التفكير ، وعلمانيتي هذه علمانية مؤمنة ، أي بقدر ما انا علماني – بالمفهوم العام للعلمانية – فانا ايضا رجل مؤمن ، وايماني هذا ينطلق من الاسلام كوني رجلا ولد وتربى في عائلة ومجتمع اسلاميين ، وهذا ينطبق ايضا على من يعيش في كنف عائلة ومجتمع مسيحي ، او يهودي او براهمي او... او... او.
سألني – بعد ذلك - احد المتصلين بي على الشات عن مفهوم العلمانية المؤمنة ، منكرا وجودها ومن ثم الاعتقاد بها ، وله الحق في ذلك ، اذ انها من اعتقاداتي الخاصة ولا الزم بها احدا ، فبقدر ما انا مؤمن بوجود الله ومن ثم الانبياء والرسل ورسالاتهم السماوية ، او مفكري الانسانية الذين انتجوا ما يمكن عده دينا وضعيا ،كونفوشيوس وبوذا وغيرهما ، فضلا عن الفكر الانساني الاخر، فانا ايضا علماني لنظرتي الى الكون وما فيه من مخلوقات ، وما في تلك المخلوقات من شعور واحاسيس ، وحواس (افعال مادية وروحية).
لو عدنا الى اساس الفكر العلماني ، ومن ثم اصل اشتقاق الكلمة في اللغات الاوربية ، فإن كلمة "Saeculum" اللاتينية الاصل تعني في احدى معانيها "العصر" ثم تطورت الى ان تعني "العالم" أو "الدنيا". و اخذت منها الانكليزية كلمة "Secularism" التي اصبحت ذات رؤية دنيوية شاملة للكون وما فيه.
واذا كانت العلمانية في الاساس لا تصطدم مع الدين ولا اريد لها ان تكون كذلك ، فإن التطور العلمي الذي حصل في كل شيء بعد النهضة الاوربية قد جعلها عند البعض تتناسى المعتقدات الدينية ومن ثم تتصادم مع الدين حتى اصبحت العلمانية في اكثر معانيها شيوعا نظرة الحادية شاملة للكون.
في الفكر الاسلامي ، ولا اقول الدين الاسلامي ، ان القرآن كتاب معجر علميا ، واذا كانت بعض الايات القرآنية تدعو الى التفكر العلمي ، فهذا لا يعني انها تحمل قيم ونتائج علمية بحت ، مع العلم ان العلم غير ثابت النتائج فهو في حالة متغيرة وقابلة للتطور ، ان الدين ثابت والعلم متغير.
من هذا المنطلق واجه الكثير من فلاسفة ومتكلمي ورجال الدين الاسلامي علمية القرآن – او كون القرآن يحمل حلول علمية لكل شيء- وقالوا بعدمها ، وهذا لم يضر القرآن شيئا بل اخرجه من امتحان صعب اراد البعض ان يزجه فيه، فظهرت مدارس كثيرة ربما اهمها مدرسة المعتزلة ،ولا ننكر دور البعض من مفكري الاسلام في العصور السابقة والذين اتهموا بالالحاد والزندقة، مع العلم ان بعضهم كان مسلما مؤمنا ولم يكن الحاديا.
اقول: انا رجل مؤمن علماني، او علماني مؤمن ، ولا انظر الى كل الظواهر الدنيوية ، الدولة ، التطور العلمي ، افعال البشر ، الظواهر الطبيعية ... على انها مسيرة من الله ، بل هي من فعل الطبيعة و البشر كل حسب العائدية ، اما ان يكون الله قد احكم القوانين العامة لخلقه ، الكون وما فيه ، فهذا ما اعتقد به ، بعد ذلك فهي تسير ضمن قوانينها العامة تلك ، فالكون غير قادر على تجاوز تلك القوانين (النواميس)، والا فانه سيختل ومن ثم سينتهي ، ولا البشر قادرون على تجاوز ما جبلوا عليه من قوانين عامة، كل ينتج قوانينه الخاصة ضمن القوانين العامة التي جبل عليها منذ النشأة الاولى .
اما الذي يدعي ان الله قادر على كل شيء ، فأقول له انت مصيب ضمن حدود، وهي حدود النشأة الاولى ، اما بعد ذلك ، فالله سبحانه لا ينقض ناموسا اقامه ، والا كان ذلك عبثا، والله حاشاه من ذلك.
هذا ببساطة ما كنت اعنيه بالعلمانية المؤمنة ، ولا ارى في ذلك وسطية لا في التفكيرولا في المنهج.
وحتما ان هذا الاعتقاد سيغضب الكثير من اصحاب التفكير الدوغماتي .
‏الاربعاء‏، 17‏ آذار‏، 2010

























ملاحظات عن العلمانية والاسلام
رد

شكرا لمن ناقش موضوعي(العلمانية المؤمنة) او ورد عليه مقدما، واقول:
1 - كثر الحديث عن العلمانية كمصطلح ومفهوم واجراءات وقيم ... الخ ، ونشرت الدراسات عنها من قبل كتاب عرب ومن وجهات عدة ، فمن الكتاب من ينطلق من وجهة نظر دينية معادية ، ومنهم من ينطلق من وجهة نظر علمانية ، ومنهم من ينطلق من وجهة نظر محايدة.
واذا كانت العلمانية قد ظهرت و تبلورت في اوربا عند النهضة العلمية ، او ما تسمى بـ (الريسانس) فان لها جذورا تمتد الى الزمن السحيق كوجهة نظر خاصة بالفرد، ان كان ذلك في مجتمع يدين بدين سماوي، او كان يدين بدين وضعي.
والحال نفسه بالنسبة للكثير من الانظمة والحكومات على مر التاريخ.
الا ان نظرة الناس في المجتمعات الاسلامية لها – الخواص منهم - تنوعت ، فمنهم من قبلها بكل ايجابياتها و سلبياتها التي ظهرت عند التطبيق في المجتمعات الاوربية خاصة ، ومنهم من رفضها، و كان ذلك الرفض اما من نوع الرفض الفلسفي – مهما كانت درجته - او كان من النوع التكفيري المنطلق من الفكر والتراث الاسلاميين ، ولا اقول الدين الالهي.
ان خوف رجال الدين من العلمانية جاء من باب واحد، وهو الحاكمية ، أي ان الحكم لله في الدنيا والآخرة ، كما جاء عند الماوردي ، و السيد قطب ،ومن ثم الاعتقاد الوهابي ، وبعدها الجماعات الاسلامية المتطرفة الى حد التكفير والقتل .
فهذا عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين في مقدمته لدراسة بعنوان (العلمانية وثمارها الخبيثة) لمحمد شاكر الشريف يقول : (وبعد .. فهذه مقالة مقتضبة ، كتبها بعض العلماء في طائفة وفرقة خرجت في هذه الأزمنة ، وتمكنت في الكثير من دول الإسلام ، ألا وهي فرقة ( العلمانية ) ، التي يظهر منها الحب ، والوئام لأفراد الأمة ، ولكنها تظهر أحيانًا خفايا تضمرها تنبئ عن حقد ، وشنآن للدين الإسلامي ، وتعاليمه ، وتتنكر للحدود الشرعية ، وللعبادات ، والمعاملات الدينية ، وتجعل جل هدفها المصالح ، والشهوات النفسية ، وترى عزل الدين عن الدولة ، وترمي المتمسكين به بالتخلف ، والجحود ، والتأخر ، ولاشك أن هذه الطائفة أخطر على الأمة من المنافقين الأولين ، ومن كل الطوائف المنحرفة .)
ويذكر الشريف :( وجاء أيضًا في نفس القاموس ، بيان معنى كلمة العلمانية ، حيث يقول : العلمانية : هي النظرية التي تقول : إن الأخلاق والتعليم يجب أن لا يكونا مبنيين على أسس دينية .
وفي دائر المعارف البريطانية ، نجدها تذكر عن العلمانية : أنها حركة اجتماعية ، تهدف إلى نقل الناس من العناية بالآخرة إلى العناية بالدار الدنيا فحسب .)
فالقرآن يؤكد على الاخلاق القيمة والحميدة ، وطالما العلمانية تؤكد على العقل ، والعقل كما يقول علماء الاسلام انه لا يتعارض مع الدين ، اذن فكلا النبعين ، الدين والعقل يصلان الى هدف واحد ، فلا خوف على الاخلاق من العلمانية.
ومن الاقوال الاسلامية المأثورة (تنسب للامام علي) :(اعمل لدنياك كأنك تعيش ابدا ، واعمل لاخرتك كأنك تموت غدا).
فالقول هذا اول ما اكد على العمل للدنيا .
***
2 - يقول د . عـوض بن محمد الـقـرني عن ( نتائج العلمانية في الغرب) في دراسة له بعنوان ( العلمانية ..التاريخ والفكرة):
( حين تحرر الإنسان الغربي من سيطرة الكنيسة والإقطاع تحرر من سيطرة الخرافة والدجل والظلم، ورافق ذلك بزوغ فجر التقدم الصناعي والثورة العلمية، وحين أخذت الشعوب الغربية بالنهج العلماني الجديد في إطار المستجدات العلمية والفكرية والسياسية الجديدة كانت نتائج ذلك :
أ- التقدم العلمي الهائل :
ب- الرخاء الاقتصادي الواسع الذي أصبحت تعيشه الشعوب الغربية ولم تحرمه شعوب العالم الأخرى :
ج- الاستقرار السياسي :
د- احترام حقوق الإنسان وحرياته :
هـ - انتشار الإلحاد بجميع صوره وأشكاله في حياة الغربيين :
و- السيطرة الغربية على شعوب العالم الأخرى ، واستعمارها، واستعبادها ، واستغلال خيراتها ، والتنافس بين الدول الغربية في ذلك :
ز - العجز عن حل المعضلة الإنسانية التاريخية في غرس اليقين والطمأنينة في نفس الإنسان، والإجابة على تساؤلاته الكبرى المصيرية الملازمة له عبر تاريخه عن حقيقة وجود وبيان ماهيته ورسالته ودوره ووظيفته وإلى أين مآله ومصيره ونهايته .).
ويقول كذلك : (لقد بزغ نجم العلمانية وعلا شأنه في الغرب في ظل الظروف التي أشرنا إليها ، وقد صاحب ظهورها في الغرب انحطاط وتخلف وهزائم في الشرق، مما أتاح للغرب أن يستلم زمام قيادة ركب الحضارة البشرية بما أبدعه من علم وحضارة ، وما بذله من جهد وتضحية ، فكان أمراً طبيعياً أن يسعى الغرب لسيادة نموذجه الحضاري الذي يعيشه وأن يسوقه بين أمم الأرض لأنه بضاعته التي لا يملك غيرها ، ولأنه أيضا الضمانة الكبرى لبقاء الأمم الأخرى تدور في فلك التبعية له وتكدح في سبيل مدنيته وازدهار حضارته ).
ومن المفيد ان نذكر ان القرني خرج بخلاصة مفادها ان اتباع العلمانية العربية :قاموا بـ (مواجهة التراث الإسلامي ، إما برفضه بالكلية واعتباره من مخلفات عصور الظلام والانحطاط والتخلف - كما عند غلاة العلمانية - ، أو بإعادة قراءته قراءة عصرية - كما يزعمون - لتوظيفه توظيفاً علمانياً من خلال تأويله على خلاف ما يقتضيه سياقه التاريخي من قواعد شرعية، ولغة عربية، و أعراف اجتماعية. ولم ينجو من غاراتهم تلك حتى القرآن و السنة ، إمّا بدعوى بشرية الوحي ، أو بدعوى أنه نزل لجيل خاص أو لأمة خاصة ، أو بدعوى أنها مبادئ أخلاقية عامة ، أو مواعظ ورقائق روحية لا شأن لها بتنظيم الحياة ، ولا ببيان العلم وحقائقه).
ولم يقل الكاتب ان العلمانيين رفضوا الدين اساسا (الملحدون فقط هم الرافضون)، لانها اساسا لم ترفضه لا في بدايتها الاوربية ولا في تطبيقاتها العربية الاسلامية ،بل هواعادة قراءة للتراث الاسلامي (وهذ هو الصحيح ابتداء من الشيخ محمد عبدة حتى يومنا هذا) هذا التراث الذي اوصل المسلمين الى الحالة التي لا يحسدون عليها اليوم ، تلم الحالة المناقضة لما وصل اليه ابناء المجتمعات الاوربية وغيرهم من تطور ذكره القرني في اعلاه.
***
3 - الم تكن القواعد الفقهية التالية وغيرها هي نظرات دنيوية للامور؟
- قاعدة الاجماع.
- قاعدة الضرورات تبيح المحظورات .
- قاعدة المصالح المرسلة .
- قاعدة درء المفاسد مقدم على جلب المصالح .
- قاعدة ارتكاب أخف الضررين واحتمال أدنى المفسدتين .
- قاعدة اختلاف الفتوى باختلاف الأحوال .
وكيف نفهم قاعدة (صلاحية الإسلام لكل زمان ) في يومنا هذا؟ كيف يمكن ان مجعل الاسلام صالحا لعصرنا؟ اليس في ذلك علمانية محض؟
ولنأخذ احد الامور الدنيوية حسب التطبيق الاسلامي ، وهو مبدأ الشورى ، الذي يتبجح رجال الاسلام ومفكروه بأنه الديمقراطية عينها او افضل منها.
في كتابه:العلمانية تحارب الاسلام ، يقول مؤلفه عبد الدويهيس ص 39عن فصل الدين عن الدولة ومزاعم العلمانية بان الله سبحانه لم يعطنا قوانين وتشريعات لتطبيقها على مستوى الدولة ، يقول المؤلف عن هذا الزعم ان الايات القرانية الصريحة تنفيه وكذلك اقوال علماء المسلمين .
اقول: ان هذا الادعاء كذب وتدليس ، واذا تجاوزنا اقوال علماء المسلمين الذين يحاولون ان يجروا النارالى رغيفهم فضلا على انه قول رجال ، ونحن رجال ايضا ، فليدلني الدويهيس وغيره الى سورة او اية فيها قوانين او تشريعات عن كيفية بناء الدولة في الاسلام بعد وفاة الرسول وخروجها من المدينة ومن ثم امتدادها الى افاق واسعة وبعد ذلك تجزءتها الى دويلات على يد المستعمر وستبقى ، اللهم سوى اية الشورى التي لم تطبق كما اريد لها منذ وفاة الرسول ، فضلا عن وجود حديث نبوي يؤكد على ان المسلمن هم ادرى بإمور دنياهم.
- فهل نطبق هذا المبدأ كما طبق بعد وفاة الرسول (ص) مباشرة ، عندما اختير الخليفة الراشد ابو بكر الصديق في السقيفة وما احاط ذلك الاختيارمن ملابسات ؟
- ام نطبقه كما طبقه الخليفة ذاته عندما وافق على اختيار عثمان بن عفان لعمر بن الخطاب ،في مرض الخليفة ابو بكر الصديق خليفة من بعده، أي كان اختيارا فرديا ؟ - ام نطبقه كما طبقه الخليفة الراشدعمربن الخطاب عندما اختار ستة من المسلمين قبل وفاته ، ستة فقط دون صوت مرجح ضامن لو انقسمت الاصوات بالتساوي؟
***
4 - فضلا عن ذلك ، هل طبق المسلمون بعد وفاة الرسول الاوامر الالهية كما جاءت في القرآن؟
لنتساءل: لماذا اوقف الخليفة عمربن الخطاب حد السرقة القرآني في عام الرمادة؟ اليس في ذلك عملا دنيويا علمانيا ، وكان في ذلك مصيبا؟
- او لم يكن عمل الخليفة ابو بكر الصديق بإيقاف حد الزنا على خالد بن الوليد ، بعد ان نزى على زوجة مالك بن نويرة بعد مقتله مباشرة (اثناء حروب الردة) ،ومطالبة عمر بن الخطاب بإقامة الحد عليه ، الم يكن هذا العمل تطبيقا لتك القواعد الفقهية التي ذكرناها اعلاه؟
- الم يوقف الخليفة عثمان بن عفان حد القتل على ابن الخليفة عمر، بعد ان قتل الهرمزان – قاتل ابيه – وابنته في ثورة غضب دون محاكمة ؟ الم يكن ذلك عملا من الاعمال الدنيوية وليست الالهية ؟
***
5 - والادهى في ذلك الوصية التي ثبتها محمد شاكر الشريف في كتابه الذي كتب مقدمته ابن جبريل والتي يوصي بها المسلمين قائلا: (ولا خروج للمسلمين من هذا الواقع الأليم إلا بالعلم والعمل ، فالعلم الذي لا يتبعه عمل لا يغير من الواقع شيئًا ، والعمل على غير علم وبصيرة يُفسد أكثر مما يُصلح) .
هذا كلام جميل ، لكن أي عمل وعلم يعني بوصيته؟
يقول:( ولا أقصد بالعلم العلم ببعض القضايا الفقهية الفرعية ولا ببعض الآداب ومحاسن العادات ، كما يحرص كثير من الناس على مثل هذه الأمور ، ويضعونها في مرتبة أكبر من مرتبتها في ميزان الإسلام ، ولكني أقصد بالعلم ، العلم الذي يورث إيمانًا صحيحًا صادقًا في القلب ، مؤثرًا حب الله ورسوله ودينه على كل ما سوى ذلك ، وباعثًا على العمل لدين الله والتمكين له في الأرض وإن كلفه ذلك ما كلفه من بذل النفس والنفيس ، ولن يتأتى ذلك إلا بالعلم الصحيح بحقيقة دين الإسلام ، واليقين الكامل التام الشامل بحقيقة التوحيد أساس البنيان في دين الإسلام ، ثم لابد مع ذلك من العلم بالمخاطر التي تتهدد الأمة الإسلامية ، والأعداء الذين يتربصون بها والدعوات الباطلة والهدامة التي يُروَّج لها ، وما يتبع ذلك من تحقيق البراءة من أعداء الدين ، وتحقيق الولاية للمؤمنين الصادقين .)
عجبي والله من مثل هذه الوصية التي تدعوالمسلمين الى ترك العمل بالعلم التطبيقي الذي كثيرا ما تبجح علماء الاسلام بالقول ان الدين الاسلامي وكذلك القرآن يطالب بهما – وهذا صحيح – والاتجاه الى حب الله ورسوله ودينه فحسب، وكأن العلم التطبيقي معاديا لله ولرسوله ولدينه .
وهي بالذات تصديق للدعوة ذاتها التي ادعاها احد المفكرين الاوربيين (حسب ذاكرتي)عندما قال : تركنا للشرقيين الدين واخذنا نحن العلم.
***
6 - يتباكى كل من كتب عن العلمانية من وجهة نظر اسلامية معادية للعلمانية (قياسا على بعض مظاهر الفساد في المجتمع الاوربي ) على الحرية الشخصية للانسان، ويقرروا انها حرية فاسدة ، واتمنى ان يأتي احد الكتاب بنص علماني مكتوب ينص على افساد الحرية الشخصية او افساد الاخلاق الشخصية والعامة ، اما الكلام المدلس من هؤلاء فيراد به اقناع مريديهم من العامة.
اتساءل: الا يوجد من بين المسلمين من استغل اية حرية اعطاها له الاسلام وافسدها؟ و الا يوجد من بين رجال الدين الاسلامي ( حماة حمى الاسلام ) - اخترت هؤلاء لانهم يزعمون بأنهم يطبقون الشرع- من فسد ت اخلاقه الاسلامية ،اذ كثير منهم مرتشيا، وكثير منهم كاذبا ، وكثير منهم محتالا ، وكثير منهم سارقا بأسم الدين ... الخ.
***
7 - يقول القرني : ((لقد أصبح حَمَلة العلمانية الوافدة في بلاد الشرق بعد مائة عام من وفودهم تياراً واسعاً منفذاً غالباً على نخبة الأمة وخاصتها في الميادين المختلفة, من فكرية واجتماعية وسياسية واقتصادية )
ويقول الشريف : (والعلمانيون في العالم العربي والإسلامي كثيرون - لا أكثر الله من أمثالهم - منهم كثير من الكتاب والأدباء والصحفيين ، ومنهم كثير ممن يسمونهم بالمفكرين ، ومنهم أساتذة في الجامعات ، ومنهم جمهرة غفيرة منشرة في وسائل الإعلام المختلفة ، وتسيطر عليها ، ومنهم غير ذلك .)
نتساءل : اليس في ذلك صحة منطلقات وتطبيقات العلمانية ؟ اليس الاجماع من اصول التشريع؟ الم يكن هؤلاء اجماعا؟
--------------------------
المصادر:
- العلمانية وثمارها الخبيثة- محمد شاكر الشريف - شبكة الانترنيت.
- نتائج العلمانية في الغرب - د . عـوض بن محمد الـقـرني - شبكة الانترنيت. –
- العلمانية تحارب الاسلام - عبد الدويهيس- شبكة الانترنيت.
- اكبر الجرائم في التاريخ العربي والاسلامي – داود سلمان الشويلي – موقع العلمانيين العرب وغيره.









ليست هناك تعليقات: