الخميس، 26 يونيو 2014



نشر موقع ( صوت العقل ) الحلقة السابعة من كتابي ( القول الصريح - قراءة في احاديث ام المؤمنين عائشة):
http://thevoiceofreason.de/ar/article/13373
من خلال تفحصي ودراستي للفكر الاسلامي ، خاصة الفكر الذي حمل لنا ما سمي باحاديث النبي ، وجدت ان هذا الفكر الذي اوصل لنا هذه الاحاديث يحتاج الى قراءة  وفحص لما فيه من الكثير من الوضع ، والدس ، ويحمل فيما يحمله الخرافات واللامعقول ، والا واقعي .
في هذه الحلقات ساقدم قراءة تفحص ونقد للاحاديث التي روتها ، او قيل انها قد روتها السيدة عائشة زوج النبي عن النبي ، وهذه الحلقة السابعة من حلقات الكتاب الذي ضم تلك القراءة التفحصية والذي اسميته (القول الصريح - قراءة في احاديث ام المؤمنين عائشة):
الحلقة السابعة من كتاب  (القول الصريح - قراءة في احاديث ام المؤمنين عائشة):
داود سلمان الشويلي
تكذيبها للنبي  :
     ان من اهم الدعائم التي بني عليها الاسلام هو صدق النبي  قبل الوحي وبعده ، اذ لايمكن اخذ الوحي من شخص متهم بصدقه، او يكون في نقله لكلام الله شك ، وهذا ما ذكرته لنا كتب الاولين الموثوق بها، اذ اكدت على صدق النبي قبل البعثة وبعدها مما لا تترك مجالا للشك او لتخرصات من يريد ذلك0
     الا ان ما وردتنا من احاديث جاءت على لسان السيدة عائشة – ان كانت صحيحة ام موضوعة – قد هدمت تلك النظرة الى صدق النبي، وتناقض القول بالصدق بين سيرة النبي وما دونه الكتاب من روايات حول ذلك، وبين الاحاديث التي ذكرتها كتب الاولين ، خاصة من احادث السيدة عائشة 0
   كانت السيدة عائشة لا تثق بزوجها  ، اذ انها كانت تفرق بين محمد الزوج ومحمد النبي، و لا تعده رسول الله في بيتها بل هو كأي زوج له اخطائه ، وليس رسولا لله ، وان اقواله وافعاله وحي من الله (انه وحي يوحى)0
     فها هي تقول كما يذكرالامام احمد فى مسنده ، الحديث رقم  23985:  فقدت رسول الله "ص "  فظننت أنه أتى بعض جواريه ، فطلبته فإذا هو ساجد يقول : رب اغفر لي ما اسررت وما اعلنت   0
     صحيح ان المرأة تخاف على زوجها او انها تغار عليه من النساء الاخريات الا ان السيدة عائشة ترى غير ذلك0
ومن خلال احاديثها، نفهم ان زوجها، اما ان يكون خائفاً منها، او انه لا يريد ان تعرف مقصده لسبب ما ، والا ماذا يمكن توضيحه من قول السيدة عائشة في روايتها التي ينقلها مسلم في الحديث     1619 : حَدَّثَنِي هَارُونُ بْنُ سَعِيدٍ الْأَيْلِيُّ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كَثِيرِ بْنِ الْمُطَّلِبِ أَنَّهُ سَمِعَ مُحَمَّدَ بْنَ قَيْسٍ يَقُولُ سَمِعْتُ عَائِشَةَ تُحَدِّثُ فَقَالَتْ أَلَا أُحَدِّثُكُمْ عَنِ النبي صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعَنِّي قُلْنَا بَلَى 0و حَدَّثَنِي مَنْ سَمِعَ حَجَّاجًا الْأَعْوَرَ وَاللَّفْظُ لَهُ قَالَ حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللَّهِ رَجُلٌ مِنْ قُرَيْشٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ قَيْسِ بْنِ مَخْرَمَةَ بْنِ الْمُطَّلِبِ أَنَّهُ قَالَ يَوْمًا أَلَا أُحَدِّثُكُمْ عَنِّي وَعَنْ أُمِّي قَالَ فَظَنَنَّا أَنَّهُ يُرِيدُ أُمَّهُ الَّتِي وَلَدَتْهُ قَالَ قَالَتْ عَائِشَةُ أَلَا أُحَدِّثُكُمْ عَنِّي وَعَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قُلْنَا بَلَى قَالَ قَالَتْ لَمَّا كَانَتْ لَيْلَتِي الَّتِي كَانَ النبي صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيهَا عِنْدِي انْقَلَبَ فَوَضَعَ رِدَاءَهُ وَخَلَعَ نَعْلَيْهِ فَوَضَعَهُمَا عِنْدَ رِجْلَيْهِ وَبَسَطَ طَرَفَ إِزَارِهِ عَلَى فِرَاشِهِ فَاضْطَجَعَ فَلَمْ يَلْبَثْ إِلَّا رَيْثَمَا ظَنَّ أَنْ قَدْ رَقَدْتُ فَأَخَذَ رِدَاءَهُ رُوَيْدًا وَانْتَعَلَ رُوَيْدًا وَفَتَحَ الْبَابَ فَخَرَجَ ثُمَّ أَجَافَهُ رُوَيْدًا فَجَعَلْتُ دِرْعِي فِي رَأْسِي وَاخْتَمَرْتُ وَتَقَنَّعْتُ إِزَارِي ثُمَّ انْطَلَقْتُ عَلَى إِثْرِهِ حَتَّى جَاءَ الْبَقِيعَ فَقَامَ فَأَطَالَ الْقِيَامَ ثُمَّ رَفَعَ يَدَيْهِ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ ثُمَّ انْحَرَفَ فَانْحَرَفْتُ فَأَسْرَعَ فَأَسْرَعْتُ فَهَرْوَلَ فَهَرْوَلْتُ فَأَحْضَرَ فَأَحْضَرْتُ فَسَبَقْتُهُ فَدَخَلْتُ فَلَيْسَ إِلَّا أَنِ اضْطَجَعْتُ فَدَخَلَ فَقَالَ مَا لَكِ يَا عَائِشُ حَشْيَا رَابِيَةً قَالَتْ قُلْتُ لَا شَيْءَ قَالَ لَتُخْبِرِينِي أَوْ لَيُخْبِرَنِّي اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ قَالَتْ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي فَأَخْبَرْتُهُ قَالَ فَأَنْتِ السَّوَادُ الَّذِي رَأَيْتُ أَمَامِي قُلْتُ نَعَمْ فَلَهَدَنِي فِي صَدْرِي لَهْدَةً أَوْجَعَتْنِي ثُمَّ قَالَ أَظَنَنْتِ أَنْ يَحِيفَ اللَّهُ عَلَيْكِ وَرَسُولُهُ قَالَتْ مَهْمَا يَكْتُمِ النَّاسُ يَعْلَمْهُ اللَّهُ نَعَمْ قَالَ فَإِنَّ جِبْرِيلَ أَتَانِي حِينَ رَأَيْتِ فَنَادَانِي فَأَخْفَاهُ مِنْكِ فَأَجَبْتُهُ فَأَخْفَيْتُهُ مِنْكِ وَلَمْ يَكُنْ يَدْخُلُ عَلَيْكِ وَقَدْ وَضَعْتِ ثِيَابَكِ وَظَنَنْتُ أَنْ قَدْ رَقَدْتِ فَكَرِهْتُ أَنْ أُوقِظَكِ وَخَشِيتُ أَنْ تَسْتَوْحِشِي فَقَالَ إِنَّ رَبَّكَ يَأْمُرُكَ أَنْ تَأْتِيَ أَهْلَ الْبَقِيعِ فَتَسْتَغْفِرَ لَهُمْ قَالَتْ قُلْتُ كَيْفَ أَقُولُ لَهُمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ قُولِي السَّلَامُ عَلَى أَهْلِ الدِّيَارِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُسْلِمِينَ وَيَرْحَمُ اللَّهُ الْمُسْتَقْدِمِينَ مِنَّا وَالْمُسْتَأْخِرِينَ وَإِنَّا إِنْ شَاءَ اللَّهُ بِكُمْ لَلَاحِقُونَ 0
 ويذكر كذلك الحديث 5035  : حَدَّثَنِي هَارُونُ بْنُ سَعِيدٍ الْأَيْلِيُّ حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ أَخْبَرَنِي أَبُو صَخْرٍ عَنِ ابْنِ قُسَيْطٍ حَدَّثَهُ أَنَّ عُرْوَةَ حَدَّثَهُ أَنَّ عَائِشَةَ زَوْجَ النبي صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَدَّثَتْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَرَجَ مِنْ عِنْدِهَا لَيْلًا قَالَتْ فَغِرْتُ عَلَيْهِ فَجَاءَ فَرَأَى مَا أَصْنَعُ فَقَالَ مَا لَكِ يَا عَائِشَةُ أَغِرْتِ فَقُلْتُ وَمَا لِي لَا يَغَارُ مِثْلِي عَلَى مِثْلِكَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَقَدْ جَاءَكِ شَيْطَانُكِ قَالَتْ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَوْ مَعِيَ شَيْطَانٌ قَالَ نَعَمْ قُلْتُ وَمَعَ كُلِّ إِنْسَانٍ قَالَ نَعَمْ قُلْتُ وَمَعَكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ نَعَمْ وَلَكِنْ رَبِّي أَعَانَنِي عَلَيْهِ حَتَّى أَسْلَمَ0 
وتذكر في حديث لها يذكره مسلم 33657  :  قام النبي"ص "  من الليل ، فظننت أنه يأتي بعض نسائه فاتبعته فأتى المقابر ، ثم قال : سلام عليكم دار قوم مؤمنين ( 000  ) ثم التفت فرآني، فقال : ويحها لو تستطيع ما فعلت0
***
عائشة والثريد : 
   لا اعرف السبب الذى جعل النبي يجمع بين زوجته السيدة عائشة والثريد في حديث واحد 0
   وهل يمكن ان تفاضل بين الناس كما نفاضل بين انواع الطعام ؟ اذا عرفنا ان الطعام لا يمكن التفاضل بين انواعه لاسباب تتبع الذوق ، والقيمة الغذائية ، ولاسباب اخرى0 أي لا يمكن لاحد مهما كانت مكانته ان يفاضل بين انواع الاكل ، لانه اذا كان هنالك نوعاً من الاكل هو الافضل حسب نظر هذا الشخص او ذاك ، فان شخصاً اخر يفضل غيره ، ولو جعل النبي المفاضله شخصية ولا يعممها لأمكن قبولها ، لكن الحديث جعل من المفاضلة عامة ، أي  فضيلة السيدة عائشة بين النساء وعند الناس ، ولم يقل النبي ان هذه المفاضلة خاصة به وكذلك بالنسبة للثريد   0
      جاء في النسائي الحديث 3886   والذي تقول فيه : أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ خَشْرَمٍ قَالَ أَنْبَأَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ عَنِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ النبي صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ فَضْلُ عَائِشَةَ عَلَى النِّسَاءِ كَفَضْلِ الثَّرِيدِ عَلَى سَائِر الطَّعَامِ 0
   (( ويعلق ابن العماد فيقول :
     فَضلُ الثَريدِ عَلى الطَعامِ أتى         كَفضلِ عائشَةَ كُلُ  النِساءِ المَثلِ
    قيل انما فضل الثريد على سائر الطعام لأنه ينمو على غيره وقيل لأنه يسهل تناوله في الزمن القريب لليونته بخلاف اليابس والله سبحانه أعلم)) (1)0
قال النبي ((: سيد الطعام الثريد، ومثل عائشة في النساء مثل الثريد في الطعام وليعظم صنعة الثريد في أعين قريش سموا عمرو بن عبد مناف حتى غلب عليه الاسم المشتق له من ذلك)) (2)0
***
شيطان عائشة :
     وفي رواية للنسائي للحديث 3898  تقول السيدة عائشة : (( التمست رسول الله "ص " فأدخلت يدي في شعره فقال قد جاءك شيطانك فقلت أما لك شيطان  فقال بلى، ولكن الله أعانني عليه فأسلم))0
   لا نعرف متى اعان الله رسوله على هذا الشيطان ؟ هل اعانه بعد نزول اية النجم !؟ وبعد ان تلى ما تلى من آيات همس بها الشيطان في اذنيه ؟ كما يحلو للبعض من المسلمين على تأكيد ما جاء من خبر الآيات الشيطانية، واتخذوه اساساً لهذا الحديث وللكثير من الاحاديث التي غايتها الاعلاء من شأن بعض الصحابة والحط من النبي دون ان يشعرون بذلك 0
     ومن الطريف ان نجد ان ابن منظور كدّ في ليّ عنق – الحقيقة – اللغة عندما جعل - او لنقل توصل - بالكاد الى ان معنى (تمنى) التي وردت في سورة الحج (( وما أرسلنا من قبلك من رسول ولانبي إٍلاَّ إذا تمنى ألقى الشيطانُ في أمنيته فينسخ الله ما يُلقي الشيطان ثم يحكم الله آياته والله عليم حكيم0 ليجعل ما يُلقي الشيطان فتنة للذين في قلُوبِهِم مَرَضٌ والقاسية قلوبهم وإنَّ الظالمين لفِي شقاق بعيد)) (الحج: 51-52) هو : قرأ و تلى ،  بعد كثير كد في الوصول الى هذا المعنى (3) 0
***
امور زوجية :   
   هناك قاعدة شرعية تقول ان لا حياء في الدين ، ومن  هذا المنطلق ، يمكن عد العشرات من الاحاديث النبوية الشريفة التي روتها السيدة عائشة، او وضعها الوضاعون على لسانها، والتي روت من خلالها ما يمكن ان نطلق عليه بالحياة الزوجية السرية- الامور التي تحدث بين الزوجين - ان كانت تلك الممارسات جنسية بين الزوجين أوما يرافقهما من ممارسات اخرى تحدث اثناء قيام العملية الجنسية اوبدونها ، كالتقبيل و العناق وغيرها ، بأنها روايات من هذا الباب 0
   ان انطلاق الناقل للحديث من القاعدة تلك يمكنه ان ينقل معنى الحديث بصيغة غير الصيغة التي نقلت فيها السيدة عائشة لما سمعته او رأته او مارسته من تلك الامور مع زوجها النبي – على اعتبار تلك الامور تحدث بين أي زوجين – ودون ان تخل اخلالاً بالمعنى العام لما قالته ،  خاصة ان ما روته كان جواباً لسؤال سائل وليس كخبر ، مثل شك ابو عاصم في ان: ابراهيم و مسروق هل انهما سألاها ام سمعا منها؟
  يذكر مسلم الحديث  1857  : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ قَالَ سَمِعْتُ ابْنَ عَوْنٍ عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَنِ الْأَسْوَدِ قَالَ انْطَلَقْتُ أَنَا وَمَسْرُوقٌ إِلَى عَائِشَةَ رَضِي اللَّهم عَنْهَا فَقُلْنَا لَهَا أَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُبَاشِرُ وَهُوَ صَائِمٌ قَالَتْ نَعَمْ وَلَكِنَّهُ كَانَ أَمْلَكَكُمْ لِإِرْبِهِ أَوْ مِنْ أَمْلَكِكُمْ لِإِرْبِهِ شَكَّ أَبُو عَاصِمٍ و حَدَّثَنِيهِ يَعْقُوبُ الدَّوْرَقِيُّ حَدَّثَنَا إِسْمَعِيلُ عَنِ ابْنِ عَوْنٍ عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَنِ الْأَسْوَدِ وَمَسْرُوقٍ أَنَّهُمَا دَخَلَا عَلَى أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ لِيَسْأَلَانِهَا فَذَكَرَ نَحْوَهُ0
      ينقل لنا البخاري في انها قالت في الحديث   1792 : حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ قَالَ عَنْ شُعْبَةَ عَنِ الْحَكَمِ عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَنِ الْأَسْوَدِ عَنْ عَائِشَةَ رَضِي اللَّهم عَنْهَا قَالَتْ كَانَ النبي صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُقَبِّلُ وَيُبَاشِرُ وَهُوَ صَائِمٌ وَكَانَ أَمْلَكَكُمْ لِإِرْبِهِ وَقَالَ قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ ( مَآرِبُ ) حَاجَةٌ قَالَ طَاوُسٌ ( غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ ) الْأَحْمَقُ لَا حَاجَةَ لَهُ فِي النِّسَاءِ 0
     وفي حديث اخر ينقله مسلم، نقف حائرين امام توقف ابن القاسم عن الاجابة لفترة طويله عندما سأل: ان كان والده قد حدّث عن عائشة، فيما اذا كان النبي يباشرها وهي حائض ؟
      يذكرمسلم الحديث 1852 : حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ حُجْرٍ السَّعْدِيُّ وَابْنُ أَبِي عُمَرَ قَالَا حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ قُلْتُ لِعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْقَاسِمِ أَسَمِعْتَ أَبَاكَ يُحَدِّثُ عَنْ عَائِشَةَ رَضِي اللَّهم عَنْهَا أَنَّ النبي صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُقَبِّلُهَا وَهُوَ صَائِمٌ فَسَكَتَ سَاعَةً ثُمَّ قَالَ نَعَمْ 0
فهل كان السبب هو عدم قناعته بالحادثة، ام ماذا ؟
قلنا ان احد اسباب كثرة الاحاديث التي روتها السيدة عائشة عن النبي هو لتحسين صورتها في نظرزوجها – النبي امام المسلمين، ومن هذا المنطلق نجدها تروي حديثا للرسول  دون ذكر الشخص الذي كانت الحادثة معه لكي يسألها سامعهاهل هي الشخص المقصود في الحديث ؟ فتضحك ، دلالة عن القبول 0
ينقل ابو داود الحديث 153 : حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ حَدَّثَنَا وَكِيعٌ حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ عَنْ حَبِيبٍ عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ النبي صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَبَّلَ امْرَأَةً مِنْ نِسَائِهِ ثُمَّ خَرَجَ إِلَى الصَّلَاةِ وَلَمْ يَتَوَضَّأْ قَالَ عُرْوَةُ مَنْ هِيَ إِلَّا أَنْتِ فَضَحِكَتْ قَالَ أَبو دَاود هَكَذَا رَوَاهُ زَائِدَةُ وَعَبْدُ الْحَمِيدِ الْحِمَّانِيُّ عَنْ سُلَيْمَانَ الْأَعْمَشِ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مَخْلَدٍ الطَّالْقَانِيُّ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ يَعْنِي ابْنَ مَغْرَاءَ حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ أَخْبَرَنَا أَصْحَابٌ لَنَا عَنْ عُرْوَةَ الْمُزَنِيِّ عَنْ عَائِشَةَ بِهَذَا الْحَدِيثِ قَالَ أَبو دَاود قَالَ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ لِرَجُلٍ احْكِ عَنِّي أَنَّ هَذَيْنِ يَعْنِي حَدِيثَ الْأَعْمَشِ هَذَا عَنْ حَبِيبٍ وَحَدِيثَهُ بِهَذَا الْإِسْنَادِ فِي الْمُسْتَحَاضَةِ أَنَّهَا تَتَوَضَّأُ لِكُلِّ صَلَاةٍ قَالَ يَحْيَى احْكِ عَنِّي أَنَّهُمَا شِبْهُ لَا شَيْءَ قَالَ أَبو دَاود وَرُوِيَ عَنِ الثَّوْرِيِّ قَالَ مَا حَدَّثَنَا حَبِيبٌ إِلَّا عَنْ عُرْوَةَ الْمُزَنِيِّ يَعْنِي لَمْ يُحَدِّثْهُمْ عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ بِشَيْءٍ قَالَ أَبو دَاود وَقَدْ رَوَى حَمْزَةُ الزَّيَّاتُ عَنْ حَبِيبٍ عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ عَنْ عَائِشَةَ حَدِيثًا صَحِيحًا0
وتنقل لنا كتب الصحيح العشرات من الاحاديث التي تحاول من خلالها السيدة عائشة ان تخبرنا انها كانت الزوجة الاثيرة عند النبي، دون ان يصدها حياء عن ذلك ، خاصة انها تخبر و لا تجيب سائل ، وفي ما يلي بعض هذه الاحديث :
    يروي مسلم  الحديث 1853 : حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ عَنِ الْقَاسِمِ عَنْ عَائِشَةَ رَضِي اللَّهم عَنْهَا قَالَتْ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُقَبِّلُنِي وَهُوَ صَائِمٌ وَأَيُّكُمْ يَمْلِكُ إِرْبَهُ كَمَا كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَمْلِكُ إِرْبَهُ 0
    وفي حديث  اخر 1854  ، يخبرنا عن النبي انه يقبل وهو صائم : حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى وَأَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَأَبُو كُرَيْبٍ قَالَ يَحْيَى أَخْبَرَنَا و قَالَ الْآخَرَانِ حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَنِ الْأَسْوَدِ وَعَلْقَمَةَ عَنْ عَائِشَةَ رَضِي اللَّهم عَنْهَا و حَدَّثَنَا شُجَاعُ بْنُ مَخْلَدٍ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي زَائِدَةَ حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ عَنْ مُسْلِمٍ عَنْ مَسْرُوقٍ عَنْ عَائِشَةَ رَضِي اللَّهم عَنْهَا قَالَتْ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُقَبِّلُ وَهُوَ صَائِمٌ وَيُبَاشِرُ وَهُوَ صَائِمٌ وَلَكِنَّهُ أَمْلَكُكُمْ لِإِرْبِهِ 0
    وكذلك الحديث 1855 الذي يذكره مسلم : حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ حُجْرٍ وَزُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ قَالَا حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَنْ عَلْقَمَةَ عَنْ عَائِشَةَ رَضِي اللَّهم عَنْهَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُقَبِّلُ وَهُوَ صَائِمٌ وَكَانَ أَمْلَكَكُمْ لِإِرْبِهِ 0
اذا كان مسلم يخبرنا في الحديث الذي ينقله بأسم الشخص المعني، فأن هناك اكثر من حديث جاء دون ذكر اسم الزوجة التي كان يقبلها0
يذكر البخاري الحديث 1793 : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى حَدَّثَنَا يَحْيَى عَنْ هِشَامٍ قَالَ أَخْبَرَنِي أَبِي عَنْ عَائِشَةَ عَنِ النبي صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ 0 و حَدَّثَنَا عَبْدُاللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ عَنْ مَالِكٍ عَنْ هِشَامٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ رَضِي اللَّهم عَنْهَا قَالَتْ إِنْ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيُقَبِّلُ بَعْضَ أَزْوَاجِهِ وَهُوَ صَائِمٌ ثُمَّ ضَحِكَتْ0
ويروي مسلم الحديث 1851 فيقول : حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ حُجْرٍ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ رَضِي اللَّهم عَنْهَا قَالَتْ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُقَبِّلُ إِحْدَى نِسَائِهِ وَهُوَ صَائِمٌ ثُمَّ تَضْحَكُ 0
  جاء في شرح مسلم للنووي ( 4 : 215) : (( عن عائشة قالت كان رسول الله  "ص "يقبل إحدى نسائه وهو صائم ثم تضحك 0 قال القاضي في سبب ضحكها وقيل التعجب من نفسها حين جاءت بمثل هذا الحديث الذي يستحى من ذكره ، ويحتمل أنها ضحكت تنبيها على أنها صاحبة القصة )) 0
الهوامش :
1 - اداب الاكل – ابن العماد الاقفهسي-30 0  
2 - البخلاء – الجاحظ -134  0

3 - لسان العرب – ابن منظور -  15 : 2950 0

http://thevoiceofreason.de/ar/article/13373

ليست هناك تعليقات: