السبت، 12 يوليو 2014

( القول الصريح - قراءة في احاديث ام المؤمنين عائشة ) :

نشر موقع ( صوت العقل ) الحلقة الثامنة من كتابي ( القول الصريح - قراءة في احاديث ام المؤمنين عائشة ) :
من خلال تفحصي ودراستي للفكر الاسلامي ، خاصة الفكر الذي حمل لنا ما سمي باحاديث النبي ، وجدت ان هذا الفكر الذي اوصل لنا هذه الاحاديث يحتاج الى قراءة  وفحص لما فيه من الكثير من الوضع ، والدس ، ويحمل فيما يحمله الخرافات واللامعقول ، والا واقعي .
في هذه الحلقات ساقدم قراءة تفحص ونقد للاحاديث التي روتها ، او قيل انها قد روتها السيدة عائشة زوج النبي عن النبي ، وهذه الحلقة الثامنة من حلقات الكتاب الذي ضم تلك القراءة التفحصية والذي اسميته (القول الصريح - قراءة في احاديث ام المؤمنين عائشة):
الحلقة الثامنة من كتاب  (القول الصريح - قراءة في احاديث ام المؤمنين عائشة):
غيرتها :
قال القران :  
     ( يَا أَيُّهَا النبي إِنَّا أَحْلَلْنَا لَكَ أَزْوَاجَكَ اللَّاتِي آتَيْتَ أُجُورَهُنَّ وَمَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ مِمَّا أَفَاء اللَّهُ عَلَيْكَ وَبَنَاتِ عَمِّكَ وَبَنَاتِ عَمَّاتِكَ وَبَنَاتِ خَالِكَ وَبَنَاتِ خَالَاتِكَ اللَّاتِي هَاجَرْنَ مَعَكَ وَامْرَأَةً مُّؤْمِنَةً إِن وَهَبَتْ نَفْسَهَا لِلنَّبِيِّ إِنْ أَرَادَ النبي أَن يَسْتَنكِحَهَا خَالِصَةً لَّكَ مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ قَدْ عَلِمْنَا مَا فَرَضْنَا عَلَيْهِمْ فِي أَزْوَاجِهِمْ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ لِكَيْلَا يَكُونَ عَلَيْكَ حَرَجٌ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا تُرْجِي مَن تَشَاء مِنْهُنَّ وَتُؤْوِي إِلَيْكَ مَن تَشَاء وَمَنِ ابْتَغَيْتَ مِمَّنْ عَزَلْتَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْكَ ذَلِكَ أَدْنَى أَن تَقَرَّ أَعْيُنُهُنَّ وَلَا يَحْزَنَّ وَيَرْضَيْنَ بِمَا آتَيْتَهُنَّ كُلُّهُنَّ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا فِي قُلُوبِكُمْ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَلِيمًا لَا يَحِلُّ لَكَ النِّسَاء مِن بَعْدُ وَلَا أَن تَبَدَّلَ بِهِنَّ مِنْ أَزْوَاجٍ وَلَوْ أَعْجَبَكَ حُسْنُهُنَّ إِلَّا مَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ رَّقِيبًا ) (الاحزاب: 50 - 52)
     لقد احل القران تعدد الزوجات ، اكثرمن اربعة ، وهي حلية خاصة ، تكلم الكثير من الفقهاء عن سبب ذلك 0
   والغيرة مرض قاتل لصاحبه وللاخرين، وكانت السيدة عائشة من النساء اللاتي يغرن كثيرا، ان كانت تلك الغيرة منصبة على الزوج او على نفسها من الا خرين، وقد اوردت الاخبار صوراً كثيرة لغيرة السيدة عائشة، نذكرمنها :
1 – كانت السيدة عائشة تغار من النساء اللاتي يهبن انفسهن للرسول ، وترى ان المرأة التي تهب نفسها للنبي لا خير فيها 0
     فيذكر البخاري في صحيحه مثالاً على ذلك ، عندما وهبت احدى المسلمات نفسها للنبي  وهي السيدة خولة بنت حكيم ، أنزعجت السيدة عائشة لذلك وغارت منها:
    يروي البخاري الحديث 4414 : حَدَّثَنَا زَكَرِيَّاءُ بْنُ يَحْيَى حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ قَالَ هِشَامٌ حَدَّثَنَا عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ رَضِي اللَّهم عَنْهَا قَالَتْ كُنْتُ أَغَارُ عَلَى اللَّاتِي وَهَبْنَ أَنْفُسَهُنَّ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَقُولُ أَتَهَبُ الْمَرْأَةُ نَفْسَهَا فَلَمَّا أَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى ( تُرْجِئُ مَنْ تَشَاءُ مِنْهُنَّ وَتُؤْوِي إِلَيْكَ مَنْ تَشَاءُ وَمَنِ ابْتَغَيْتَ مِمَّنْ عَزَلْتَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْكَ ) قُلْتُ مَا أُرَى رَبَّكَ إِلَّا يُسَارِعُ فِي هَوَاكَ0
     ويذكركذلك الحديث 4721 : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَامٍ حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ حَدَّثَنَا هِشَامٌ عَنْ أَبِيهِ قَالَ كَانَتْ خَوْلَةُ بِنْتُ حَكِيمٍ مِنَ اللَّائِي وَهَبْنَ أَنْفُسَهُنَّ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَتْ عَائِشَةُ أَمَا تَسْتَحِي الْمَرْأَةُ أَنْ تَهَبَ نَفْسَهَا لِلرَّجُلِ فَلَمَّا نَزَلَتْ ( تُرْجِئُ مَنْ تَشَاءُ مِنْهُنَّ ) قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا أَرَى رَبَّكَ إِلَّا يُسَارِعُ فِي هَوَاكَ رَوَاهُ أَبُو سَعِيدٍ الْمُؤَدِّبُ وَمُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ وَعَبْدَةُ عَنْ هِشَامٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ يَزِيدُ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ 0
     فيما يذكر مسلم في صحيحة ، الحديث 2658: حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلَاءِ حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ عَنْ هِشَامٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ كُنْتُ أَغَارُ عَلَى اللَّاتِي وَهَبْنَ أَنْفُسَهُنَّ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَقُولُ وَتَهَبُ الْمَرْأَةُ نَفْسَهَا فَلَمَّا أَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ ( تُرْجِي مَنْ تَشَاءُ مِنْهُنَّ وَتُؤْوِي إِلَيْكَ مَنْ تَشَاءُ وَمَنِ ابْتَغَيْتَ مِمَّنْ عَزَلْتَ ) قَالَ قُلْتُ وَاللَّهِ مَا أَرَى رَبَّكَ إِلَّا يُسَارِعُ لَكَ فِي هَوَاكَ0
  ويذكر كذلك في صحيحة، الحديث  2659: حَدَّثَنَاه أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ حَدَّثَنَا عَبْدَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ عَنْ هِشَامٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ أَنَّهَا كَانَتْ تَقُولُ أَمَا تَسْتَحْيِي امْرَأَةٌ تَهَبُ نَفْسَهَا لِرَجُلٍ حَتَّى أَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ ( تُرْجِي مَنْ تَشَاءُ مِنْهُنَّ وَتُؤْوِي إِلَيْكَ مَنْ تَشَاءُ ) فَقُلْتُ إِنَّ رَبَّكَ لَيُسَارِعُ لَكَ فِي هَوَاكَ0
فيما يذكر مسلم الحديث 4465 : حَدَّثَنَا عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ مَا غِرْتُ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى امْرَأَةٍ مِنْ نِسَائِهِ مَا غِرْتُ عَلَى خَدِيجَةَ لِكَثْرَةِ ذِكْرِهِ إِيَّاهَا وَمَا رَأَيْتُهَا قَطُّ0
***
2 – يروي ابن سعد عن السيدة عائشة انها قالت :((  ما غرت على امرأة إلا دون ما غرت على مارية ، وذلك أنها كانت جميلة جعدة ، وأعجب بها رسول الله "ص " وكان أنزلها أول ما قدم بها في بيت حارثة بن النعمان (000) وفزعنا لها فجزعت ، فحولها رسول الله "ص "  إلى العالية ، فكان يختلف إليها هناك ، فكان ذلك أشد علينا ، ثم رزقه الله الولد وحرمناه)) (1) 0
   وينقل ابن سعد : ان مارية قد((ثقلت على نساء النبي "ص "، وغرن عليها، ولا مثل عائشة)) (2)  0
 فيما يذكر مسلم الحديث 5035  : حَدَّثَنِي هَارُونُ بْنُ سَعِيدٍ الْأَيْلِيُّ حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ أَخْبَرَنِي أَبُو صَخْرٍ عَنِ ابْنِ قُسَيْطٍ حَدَّثَهُ أَنَّ عُرْوَةَ حَدَّثَهُ أَنَّ عَائِشَةَ زَوْجَ النبي صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَدَّثَتْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَرَجَ مِنْ عِنْدِهَا لَيْلًا قَالَتْ فَغِرْتُ عَلَيْهِ فَجَاءَ فَرَأَى مَا أَصْنَعُ فَقَالَ مَا لَكِ يَا عَائِشَةُ أَغِرْتِ فَقُلْتُ وَمَا لِي لَا يَغَارُ مِثْلِي عَلَى مِثْلِكَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَقَدْ جَاءَكِ شَيْطَانُكِ قَالَتْ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَوْ مَعِيَ شَيْطَانٌ قَالَ نَعَمْ قُلْتُ وَمَعَ كُلِّ إِنْسَانٍ قَالَ نَعَمْ قُلْتُ وَمَعَكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ نَعَمْ وَلَكِنْ رَبِّي أَعَانَنِي عَلَيْهِ حَتَّى أَسْلَمَ0
***
3 - ومن الامور المهمة في هذا الجانب هو غيرتها من امرأة ميتة كالسيدة خديجة0
     يذكر البخاري في الحديث  3532 : حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عُفَيْرٍ حَدَّثَنَا اللَّيْثُ قَالَ كَتَبَ إِلَيَّ هِشَامٌ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ رَضِي اللَّهم عَنْهَا قَالَتْ مَا غِرْتُ عَلَى امْرَأَةٍ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا غِرْتُ عَلَى خَدِيجَةَ هَلَكَتْ قَبْلَ أَنْ يَتَزَوَّجَنِي لِمَا كُنْتُ أَسْمَعُهُ يَذْكُرُهَا وَأَمَرَهُ اللَّهُ أَنْ يُبَشِّرَهَا بِبَيْتٍ مِنْ قَصَبٍ وَإِنْ كَانَ لَيَذْبَحُ الشَّاةَ فَيُهْدِي فِي خَلَائِلِهَا مِنْهَا مَا يَسَعُهُنّ0
وكذلك الحديث 6930: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ رَضِي اللَّهم عَنْهَا قَالَتْ مَا غِرْتُ عَلَى امْرَأَةٍ مَا غِرْتُ عَلَى خَدِيجَةَ وَلَقَدْ أَمَرَهُ رَبُّهُ أَنْ يُبَشِّرَهَا بِبَيْتٍ فِي الْجَنَّةِ 0
ويذكر مسلم الحديث4467 : حَدَّثَنَا سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ عَنْ هِشَامٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتِ اسْتَأْذَنَتْ هَالَةُ بِنْتُ خُوَيْلِدٍ أُخْتُ خَدِيجَةَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَعَرَفَ اسْتِئْذَانَ خَدِيجَةَ فَارْتَاحَ لِذَلِكَ فَقَالَ اللَّهُمَّ هَالَةُ بِنْتُ خُوَيْلِدٍ فَغِرْتُ فَقُلْتُ وَمَا تَذْكُرُ مِنْ عَجُوزٍ مِنْ عَجَائِزِ قُرَيْشٍ حَمْرَاءِ الشِّدْقَيْنِ هَلَكَتْ فِي الدَّهْرِ فَأَبْدَلَكَ اللَّهُ خَيْرًا مِنْهَا 0
      و نجد النبي  يقول عن زوجته خديجة – كما يذكر احمد في الحديث 23719: ((ما أبدلني الله عز وجل خيراً منها؛ قد آمنت بي إذ كفر بي الناس، وصدّ قتني إذ كذّبني الناس، وواستني بمالها إذ حرمني الناس، ورزقني الله - عز وجل - ولدها، إذ حرمني أولاد النساء))0
    ويبدو أن الجملة الأخيرة تختصر أحد أسباب غيرة السيدة عائشة، غير المبرّرة!
    ويذكر الترمذي الحديث 3810 : حَدَّثَنَا أَبُو هِشَامٍ الرِّفَاعِيُّ حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ مَا غِرْتُ عَلَى أَحَدٍ مِنْ أَزْوَاجِ النبي صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا غِرْتُ عَلَى خَدِيجَةَ وَمَا بِي أَنْ أَكُونَ أَدْرَكْتُهَا وَمَا ذَاكَ إِلَّا لِكَثْرَةِ ذِكْرِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَهَا وَإِنْ كَانَ لَيَذْبَحُ الشَّاةَ فَيَتَتَبَّعُ بِهَا صَدَائِقَ خَدِيجَةَ فَيُهْدِيهَا لَهُنَّ قَالَ أَبو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ غَرِيبٌ0
     لم يذكر مسلم كيف غارت عليه فيما يذكر البخاري ذلك ،الا ان مسلماً لم يود ذكر السبب0
    يذكر الشجري في اماليه :((  قالت: كانت عجوز تأتي النبي"ص " فيسر بها ويكرمها، فقلت: بأبي أنت وأمي لتصنع بهذه العجوز شيئاً ما تصنعه بأحد؟ فقال: إنها كانت تأتينا عند خديجة رحمها الله تعالى، أما علمت أن كرم الود من الإيمان)) (3) 0
     ولو قرأنا هذه الاحاديث وغيرها التي ذكرها المؤرخون نخلص الى ان السيدة عائشة لا تغير على النبي  فحسب وانما تتهمه ايضاً بأن الله يسارع فيما يهوى، وهذا معناه شك في الوحي وشك في الهدف الذي كان يضعه النبي  نصب عينيه في تعدده للزوجات  0
     فها هي تتهم الوحي وكذلك النبي عندما تقول له بعدما نزل قوله تعالى : (( ترجي من تشاء وتؤوي إليك من تشاء ومن ابتغيت ممن عزلت فلا جناح عليك )) قالت : والله ما أرى ربك إلا يسارع في هواك 0
     ان مثل هذا القول لايمكن ان يكون في حضرة النبي ، أي لا يمكن ان تقوله السيدة عائشة للرسول مباشرة، لأنه اتهام صريح للوحي ، ولكن يمكن القول اما ان يكون هذا الحديث قد وضعه الوضاعون على لسانها لاسباب كثيرة ، او انها تحدثت به بعد موت النبي  0
     قد اربكت مثل هذه الاحاديث المسلمين وشوشت على مفهومهم  لتعدد الزوجات ، وافادت اعداء الاسلام في انها اعطتهم مبررا كافياً للطعن بالنبي والوحي 0
***
     4 - لما اراد النبي ان يتزوج من السيدة زينب ، قالت السيدة  عائشة كالعادة: (( وأخذني ما قرب وما بعد لما يبلغنا من جمالها، وأخرى هي أعظم وأشرفها، ما صنع الله لها: زوجها الله من السماء! وقالت: هي تفخر علينا بهذا)) (4) 0
     وان السيدة زينب – هذه – كانت تفخر على زوجات النبي  كما يذكر ابن كثير بقولها : (( زوجكن أهاليكن وزوجني الله - تعالى - من فوق سبع سماوات)) (5)، أو:(( إن آباءكن أنكحكن، وإن الله أنكحني إياه)) (6) 0
     وهكذا، كانت تختال دائماً، بقولها:(( أنا أكرمكن ولياً، وأكرمكن سفيراً)) (7)، اذ كانت تعد الله وليها عند زواجها ، وجبرائيل سفيرها  0
   وتبقى السيدة عائشة ممتلئة غيرة من السيدة زينب حتى بعد مماتها،  فهي من باب المدح تذكرها بسوء، فتقول عنها :
     ذكر النسائي الحديث 3884 والتي قالت فيه السيدة عائشة: لم ار امراة خيراً ولا اكثر صدقة ولا اوصل للرحم وابذل لنفسها  في كل شيء يتقرب به الى الله تعالى من زينب، ما عدا سورة من حدّة كانت فيها توشك منها الفينة0
***
     5 - وعندما تزوج النبي  من السيدة صفية ، فان الغيرة تشتعل فيها منذ اللحظات الاولى ، اذ انها لاتصبرعلى عدم رؤيتها، وفضلا عن ذلك فان الحديث لا يبين غيرتها فقط، بل انه يبين كرهها، فتقول : ما هي الا  يهودية ، وكذلك يبين الحديت مدى السلوك ( غير المسؤول) (!) الذي فعله النبي – حاشاه من فعل ذلك – عندما احتضنها في غير بيتها، أي بين الناس 0
      جاء في سنن ابن ماجة 1970 : لما قدم النبي بصفيةالمدينة، وهو عروس بصفية بنت حيي جئن نساء الانصار فاخبرن عنها ، قالت: فتنكرت وتنقبت فذهبت، فنظررسول الله "ص "  الى عيني فعرفني، قالت: فالتفت  فأسرعت المشي، فأدركني، فاحتضنني فقال كيف رأيت؟ قالت:  قلت: يهودية وسط يهوديات 0
     وفي نص آخر: (( لما اجتلى النبي"ص "  صفية، رأى عائشة متنقبة في وسط الناس، فعرفها، فأدركها، فأخذها بثوبها، فقال: يا شقيراء، كيف رأيت؟ قالت: رأيت يهودية بين يهوديات! قال: لا تقولي هذا يا عائشة، فإنها أسلمت وحسن إسلامها)) (8) 0
***
  6 - لقد أحدث زواج النبي بالسيدة أم سلمة شرخاً في علاقته بالسيدة عائشة0
   يذكر المنتظم عن النبي قوله:(( إن لعائشة مني شعبة ما نزلها مني أحد، فلما تزوج أم سلمة، سئل، فقيل: يا رسول الله! ما فعلت الشعبة؟ فسكت، فعرف أن أم سلمة قد نزلت عنده)) (9)0
    بالمقابل، تقول السيدة عائشة ذاتها: (( لما تزوج رسول الله"ص "  أم سلمة، حزنت حزناً شديداً، لما ذكر الناس جمالها، فتلطفت حتى رأيتها، فرأيتها والله أضعاف ما وصفت لي في الحسن والجمال، فذكرت ذلك لحفصة، وكانتا يداً واحدة، فقالت: والله إن هذه إلا الغيرة؛ ما هي كما تقولين! فتلطفت لها حفصة حتى رأتها، فقالت: والله ما هي كما تقولين ولا قريب، وإنها لجميلة)) (10)0
     ويضيف مصدر آخر، أن السيدة عائشة قالت، رداً على ما ذكرته لها السيدة حفصة: (( فرأيتها بعد، فكانت - لعمري - كما قالت حفصة، ولكني كنت غيرى)) (11) 0
     يروي ابن سعد الحكاية التالية، نقلاً عن السيدة عائشة:(( دخل عليّ يوماً رسول الله "ص "، فقلت: أين كنت منذ اليوم؟ قال: يا حميراء، كنت ثم أم سلمة! فقلت: ما تشبع من أم سلمة؟ قالت فتبسم، فقلت: يا رسول الله، ألا تخبرني عنك لو أنك نزلت بعدوتين إحداهما لم ترع والأخرى قد رعيت، أيهما كنت ترعى؟ قال: التي لم ترع، قلت: فأنا ليس كأحد من نسائك)) (12)0
     بالمقابل، على ما يبدو لم تكن السيدة أم سلمة ترتاح للسيدة عائشة، فمرّة قال لها النبي كما يذكر مسلم في الحديث 3814: يا أم سلمة، لا تؤذيني في عائشة، والله ما نزل عليّ الوحي وأنا في لحاف امرأة منكن غيرها0
    فبأي الواقعين اللذين تنقلهما الاحاديث نأخذ ؟ ابالواقع الذي قالت عنه السيدة عائشة : ما تشبع من ام سلمة ، ام بالواقع الذي تحدث عنه النبي وقال لمن سأله : لا تؤذيني في عائشة؟
      واذا كان بعض الكتاب يضعون مجموعة من المبررات لمثل هذه الغيرة ، فأن النبي وهو العارف بهذه الغيرة يرى في مصدرها: الشيطان 0
    فيما يذكر مسلم الحديث 5035  : حَدَّثَنِي هَارُونُ بْنُ سَعِيدٍ الْأَيْلِيُّ حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ أَخْبَرَنِي أَبُو صَخْرٍ عَنِ ابْنِ قُسَيْطٍ حَدَّثَهُ أَنَّ عُرْوَةَ حَدَّثَهُ أَنَّ عَائِشَةَ زَوْجَ النبي صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَدَّثَتْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَرَجَ مِنْ عِنْدِهَا لَيْلًا قَالَتْ فَغِرْتُ عَلَيْهِ فَجَاءَ فَرَأَى مَا أَصْنَعُ فَقَالَ مَا لَكِ يَا عَائِشَةُ أَغِرْتِ فَقُلْتُ وَمَا لِي لَا يَغَارُ مِثْلِي عَلَى مِثْلِكَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَقَدْ جَاءَكِ شَيْطَانُكِ قَالَتْ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَوْ مَعِيَ شَيْطَانٌ قَالَ نَعَمْ قُلْتُ وَمَعَ كُلِّ إِنْسَانٍ قَالَ نَعَمْ قُلْتُ وَمَعَكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ نَعَمْ وَلَكِنْ رَبِّي أَعَانَنِي عَلَيْهِ حَتَّى أَسْلَمَ0
  يقول النووي وهو يدافع عن سلوك السيدة عائشة في حضرة النبي مصدقاً بما روي عنها من احاديث دون ان يبحث بحثا دقيقاً بمتن هذه الاحادبث  :(( الغيرة مسامح للنساء فيها لا عقوبة عليهن فيها لما جبلن عليه من ذلك ولهذا لم يزجر - أي النبي- عائشة عنها 000وقال القاضي : وعندي أن ذلك جرى من عائشة لصغر سنها وأول شبيبتها ولعلها لم تكن بلغت حينئذ000فإذا كان القوم يبررون تجاوزات عائشة مع النبي بصغر سنها فبماذا يبررون مواقفها الأخرى 0 وهل صغر سنها يبرر لها أن تتجاوز حدودها مع النبي؟  )) (13)  0
  اذن التبرير هو :
- الغيرة جبلة في نفسية المرأة ، وهذا صحيح لو لم تكن هذه المرأة مطهرة ، اذا اخذنا بنظر الاعتباران آية التطهير مختلف على شمولها لزوجات النبي.
- صغر السن : فأن صغر السن لا يبرر لامرأة مؤمنة وكزوجة للنبي ان تسمح لغيرتها بالظهور وخاصة في حضرة النبي او مع نسائه ، مع العلم ان العمرالمذكور للسيدة عائشة مشكوك فيه 0
و يروى : (( أنّ رسول الله"ص "، خطب امرأةً من كلبٍ فبعث عائشة رضي الله عنها تنظر إليها، فقال لها: "كيف رأيتها"؟ قالت: ما رأيت طائلاً0 قال: " لقد رأيت طائلاً، ولقد رأيت حالاً تجدينها حتى اقشعرّت كل شعرةٍ فيك"0فقالت: وما دونك سترٌ يا رسول الله)) (14)0
جاء في السيرة النبوية لابن هشام :  ((قال ابن إسحاق: وحدثني محمد بن جعفر بن الزبير عن عروة بن الزبير عن عائشة قالت:لما قسم رسول "ص " سبايا بني المصطلق وقعت جويرية بنت الحارث في السهم لثابت بن قيس بن الشماس أو لابن عم له فكاتبته على نفسها وكانت امرأة حلوة ملاحة لا يراها أحد إلا أخذت بنفسه فأتت رسول الله "ص " تستعينه في كتابتها قالت عائشة: فوالله ما هو إلا أن رأيتها على باب حجرتي فكرهتها وعرفت أنه سيرى منها صلى الله عليه وسلم ما رأيت فدخلت عليه فقالت: يا رسول الله أنا جويرية بنت الحارث بن أبي ضرار سيد قومه وقد أصابني من البلاء ما لم يخف عليك فوقعت في السهم لثابت بن قيس بن الشماس أو لابن عم له فكاتبته على نفسي فجئتك أستعينك على كتابتي قال: فهل لك في خير من ذلك؟ قالت: وما هو يا رسول الله؟ قال: أقضي عنك كتابتك وأتزوجك قالت: نعم يا رسول الله قال: قد فعلت0
قالت: وخرج الخبر إلى الناس أن رسول الله "ص " قد تزوج جويرية ابنة الحارث بن أبي ضرار فقال الناس: أصهار رسول الله "ص "  وأرسلوا ما بأيديهم قالت: فلقد أعتق بتزويجه إياها مائة أهل بيت من بني المصطلق)) (15)0
    من خلال قراءة متأنية للحديث، يتبين ان وضع اليد من قبل النبي على السيدة جويرية وحرمان ثابت بن قيس منها - او لابن عمها - الذي كاتبها على نفسها ، كان بسبب جمالها وبسبب كونه رسول الله وله الحق ان يختار ما يشاء، اذن هل كان النبي هكذا ؟ 0
   و نقل هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قولها : ((كنت نائمةً مع رسول الله "ص " ليلةَ النًصف من شَعبان، فلما ألْصِق جِلْدِي بجلده أغفيتُ، ثم انتبهتُ، فإذا رسول الله"ص " ليس عندي، فأدركني ما يُدرك النِّساء من الغَيْرة، فلَفَفْت مِرْطي، أما والله ما كان خَزًّا ولا قَزًا ولا دِيباجاً ولا قُطناً ولا كَتَاناً؛ قيل: فما كان يا أمّ المؤمنين؟ قالت: كان سَدَاه من شَعر، ولُحْمته من أوبار الإبل. قالت: فنَحَوْتُ إليه أطلبُه، حتى ألفيته كالثًوب الساقط على وَجهه في الأرض وهو ساجدٌ يقول في سُجوده: سَجد لك خَيالي وسوادي، وآمَن بك فُؤادي، هذه يَدي، وما جَنَيْتُ بها على نفسي،يا مَن تُرَجَّى لكل عَظيم، فاغفر لي الذنب العَظيم. فقلتُ: بأبي أنت وأمي يا رسول اللهّ، إنّك لفي شأن، وإني لفي شأن)) (16)0
     اذن كان للنبي شأن غير شأن السيدة عائشة ، اذ كان شأنها الغيرة ، والتآمر على زوجات النبي الاخريات، واللعب كالاطفال، والتفرج على حفلات الرقص والغناء التي يقوم بها الحبشة في المسجد!!! ، فيما كان شأن النبي التقرب من ربه والعمل على نشر رسالته بين القبائل لا كما تبين الكثير من احاديثها 0
***
الهوامش:
1 -  الطبقات الكبرى -   8 : 212 0
2 – الطبقات الكبرى - 1 : 1350 0
3- الامالي الشجرية – ابن الشجري - 018050
4 -  المنتظم- 3: 226 0
5 -  تفسير ابن كثير - 3: 811 - 812.
6 – أسد الغابة- 5: 464.
7 - الطبقات الكبرى- 8: 73.
8 - الطبقات الكبرى - 8: 126 0
9 - المنتظم -  3 :208 0
10 - المنتظم - 3  :208 0
11 - الطبقات الكبرى -  8 :94 0
12 - الطبقات الكبرى -  8: 80 0
13 - السيف والسياسة في الاسلام – صالح الورداني –31- دارالجسام –القاهرة- ط1 -1996  0
14 - اخبار النسا ء- ابن الجوزي - 21: 210 0
15 - السيرة النبوية – ابن هشام - 1787 0
16 - العقد الفريد – ابن عبد ربه - 1818 0












هناك تعليق واحد:

غير معرف يقول...

السلام عليكم
أود أن أبين بأن ماذكرته قائم على شيء عقائدي في قلبك وليس على أساس علمي، فأنت تتكلم عن أم المؤمنين ولي عن أم غير المؤمنين، ويكفيها أن رسول الله صلى ألله عليه وسلم مات في حجرها