الأحد، 15 يونيو 2014

" حرب في راسي لسعد جاسم .. " نموذج للقصيدة ثنائية اللغة عن الحرب


" حرب في راسي لسعد جاسم .. "
نموذج للقصيدة ثنائية اللغة عن الحرب
داود سلمان الشويلي
في عام 2013 صدر عن دار الشؤون الثقافية العامة ديوان ( طائر بلا سماء) للشاعر سعد جاسم ضم بين دفتية قصائد طويلة واخرىقصيرةكتبت بين اعوام 2004 - 2010 ، وقد قسم قصائد الديوان الى مجاميع ، منها : ( نصوص الفرح المسروق )، و ( نصـوص اللذة والخلاص)، و ( نصوص الخارج عن متنه ).
ساقدم في هذه السطور قراءة لقصيدة ( حرب في راسي ) لانها قصيدة قصيرة كتب بلغتين ، العربية والانكليزية ، وهما اللغتان التي يتكلم بها شخصيات القصيدة ، الرجل والمرأة/ زوجته ، قصيدة تتحدث عن الحرب في العراق وما يمور في الشعر من اجوائها .
 (حرب في راسي ) قصيدة قصيرة ، تتكون من خمسة عشر سطرا ( بيتا )، موزعة على مقطعين ، مقطع يذكر فيه انه قرأ (واحدةً من قصائدِ البلادِ)،
ومقطع اخر هو مقطع التهدئة (فاضطررت لتهدأتها / بقبلةٍ عابرةٍ(
القصيدة بسيطة التشكيل والتركيب ، واللغة ، الا أنها تحمل أفكارا عالية القيمة.
*
حربٌ في رأسي *
عندما قرأتُ لها واحدةً من قصائدِ البلادِ
صرختْ مأخوذةً كما لو أنَّ حريقاً أَشتعلَ فجأةً في جسدِها الورد
is the war
oh … my god blazed here
while we were sleeping? 
فآضطررتُ لتهدأتها بقبلةٍ عابرةٍ
ثُمَّ همستُ لها حزيناً ومرتبكاً – 
I am so sorry warcatched fire the
just in my head
للحرب تأثير كبير على نفوس العراقيين كافة ، وقد جاء سقوط بغداد كارثة مدوية كبيرة على رؤوس العراقيين ، فراح الشعراء ، الاكثر حساسية واستجابة لما يحدث ، من بين الشعب يكتبون ما يجول بمشاعرهم وأحاسيسهم من أمور ذات تأثير كبير على من يسمع تلك المشاعر والاحاسيس ، وكان ممن سمع تلك المشاعر والأحاسيس امرأة اجنبية ( ربما هي زوج الشاعر او حبيبته) فهالها ما تسمع.
الحرب هو موضوعها الرئيس ،وتبدء بقراءة الشاعر لاحدى قصائد الحربعلى مسامع امرأة اجنبية ( حبيبة او زوجة ) عندها تشعر المرأة هذه بالتهاب نار الحرب في جسدها جراء سماعها القصيدة المقروءة، حيث تصرخ قائلة
oh … my god
* is the war blazed here
while we were sleeping? 
تقول المراة:
يا الهي التهبت الحرب هنا
بينما نحن نائمين))
لقد فاجأتها الحرب ليس واقعا ، فقد كانت بعيدة عنها ، انما من خلال ما تركته قصائد الشاعر التي قرأها لها عن الحرب الدائرة في بلده ، من إحساس وشعور :
))عندما قرأتُ لها واحدةً من قصائدِ البلادِ
صرختْ مأخوذةً كما لو أنَّ حريقاً أَشتعلَ فجأةً في جسدِها الورد((
لقد اشعل حريقا في جسدها الورد ، التهب ذلك الجسد / الورد من اخبار الحرب دون رؤيتها .
المقطع الثاني ، يبدأ بتهدئة الصرخة التي أطلقتها في المقطع الأول والذي نشب من ورائها ذاك الحريق الذي اشتعل داخل جسدها / الورد
.
لم يهدئ روعها ، واشتعال جسدها بقراءة قصيدة اخرى تقوم بكل ذلك ، بل استخدم وسائل الجسد لتهدئة الجسد ، انها القبلة العابرة التي اشتركا بها :
 ((فآضطررتُ لتهدأتها بقبلةٍ عابرةٍ ((.
 ومع تلك القبلة العابرة الهادئة ، همس لها بكل حزن وارتباك :
* ((- I am so sorry war catched fire the
ust in my head)).
اي:
(( - وأناآسفلذلك
امسكت نار الحرب
بالضبط فيرأسي)).
هنا الشاعر ، الرجل ، العراقي ، يستخدم لغتها هي بالضبط ، لتأتي القصيدة أكثر دراماتيكية فيما لو انه استخدم لغة واحدة.
فإذا كان المقطع الأول جاء بلغتين لانه نقل لنا قول الرجل العراقي والمرأة الأجنبية ( زوجته ) ، فانه في المقطع الثاني قد نقل لنا كلام الشاعر ، الرجل ،بلغته ولغة أجنبية ، لغة ( الزوجة )، لأنها كانت تشعر باشتعال جسدها بحريق ما نقله الشاعر لها في قصائده عن أجواء الحرب في بلده ، لقد كانت المرأة مشاركة لهموم الرجل (زوجها ) إلا انها كانت تختلف عنه ، فقد كان يعرف مدى تأثير الحرب على مجتمع بلده ، أهله وأقاربه ومعارفه ، اما هي فقد سمعت قصيدة تنقل ذلك ، فاشتعل جسدها بلهيب الحرب.بعد هذا الحريق ( المعنوي ) نقل لها أسفه لانه ترك جسدها والنار فيه من خلال قراءة قصائد الحرب في بلده ، لان الحرب ما زالت ممسكة في رأسه ، لا فكاك منها لانها طالت كل شيء في بلده من أشياء وناس ،وما زالت تلك الحرب ونارها في قلبه.

ليست هناك تعليقات: