الثلاثاء، 17 يونيو 2014

كولاج تأويل - ( مشروع نقدي - تطبيقات على عينات من المشهد الشعري العراقي)




كولاج تأويل - ( مشروع نقدي - تطبيقات على عينات من المشهد الشعري العراقي)

داود سلمان الشويلي
لقصيدة النثر تاريخ قصير ، يحسب بالعقود ، لكنه تاريخ يضم نماذج عديدة من هذا الشعر، فقد كانت لها مريدوها ، كما كان لها رجالها الذين يكتبونها ويدافعون عنها .
والاستاذ الشاعر علي شبيب تابع هذا الشعر وكتب عن بعض نماذجه في العراق ، وقد كان ( كولاج تأويل -  مشروع نقدي - تطبيقات على عينات من المشهد الشعري العراقي) كتابه الذي صدر عن دار تموز للطباعة والنشر والتوزيع في دمشق – 2013 ، واحدا من هذه الكتب التي تناولت هذه القصيدة بالدراسة والفحص.
يعرف الاستاذ علي شبيب الكولاج و التأويل بـ : (( كما هو معروف من الفنون البصري، ينحدر اصطلاحيا من الكلمة الفرنسية (coller)  التي تعني لصق، وهو، يقوم على لصق أجزاء من مواد مختلفة لتشكيل عمل فني. لذلك فهو " أسلوب فني يعتمد على لصق مواد متنوعة على قماش اللوحات أو على رقائق خشبية، لتشكل هذه المواد جزءاً من اللوحة " من هنا فان مشروعنا النقدي يعتمد مشغلا تتحرك أدواته ضمن انزياح بصري ذهني، لكتابة نص التأويل النقدي. وذلك بعد عملية مخاض عسيرة-عبر المخيلة- يتشكل من خلالها نص التأويل المنتخب للكتابة. وفق كولاج (حسي/ ذهني) لنصوص مقترحة، مأخوذة من أهم السلطات التي تتباين مواجهتها للرؤية النقدية، كالنص المقروء والعالم والمنهج والتلقي وسواها.
الكلمة الثانية لمشروعنا هي( تأويل). و(التأويل في اللغة هو الارجاع. أولَ الشيء أي أرجعه، وآل إليه الشيء أي رجع إليه  ). وهو بالتالي عودة لأصول ومراجع النص الماثل أمام الفحص، بهدف الوصول إلى المعاني الممكنة والمحتملة له. ومن البديهي أن اللغة المشكلة لكيان النص أمام القارئ، تتعدد معانيها لدى كل من المؤلف والقارئ. وربما لا يصل القارئ إلى المعاني المفترضة من لدن المؤلف، ولكنه بعد أن يبذل الجهد المطلوب، ربما يتوصل إلى ما هو ضروري ومفيد من معنى. لذلك ونتيجة لتعدد معاني الكلمات، يكون النص عرضة لقراءات كثيرة، وبالتالي لتنويعات شتى نصوص تأويل ما بعد القراءة.
إن تعدد معاني الكلمات والجمل والنصوص،وبهذا ف(كولاج تأويل) لا يعني )تلصيق تفسير( بل هو ابتكار نص نقدي بعد مخاض رؤيوي مستكشف ومتسائل متبصر المنجز الإبداعي المفحوص. وهذا النص النقدي المنتج هو خلاصة حزمة نصوص القراءة الاتصالية، ولكنه ليس الوحيد الجاد والكفوء. ولربما يمثل نقطة واحدة من كرة الحقيقة الرؤيوية تجاه العالم والمنجز، كونه يمثل نص زمن القراءة تلك.)).
والنقد عنده هو : ((النقد وفق ما نراه، عملية فحص تنقيبي المنجزالابداعي) النص) بغية كشف أهم ملامح تفرده عما قبله، ومن دون تصورات مسبقة تُخْضع النص لمحددات أو ثوابت نظرية أوتطبيقة ما.
بوصفه)أي النقد( لاحق لسابقه)النص(منه يستمد كشوفاته الرؤيوية، وآليات كتابة نصوصه التأويلية. غير أنه لاحق محايد منتج لتأويلٍ خصب، وليس منحازاً لتصورٍ مانعٍ لحرية التأويل.)).
واعتمادا  على هذا الفهم تناول الناقد نماذجه الشعرية النثرية خاصة بالدراسة والفحص ، وقد كان اختياره على الشعر النثري سوى بعض النماذج القليلة، وايضا فقد اختار نموذجين من الشاعرات.
قسم الناقد علي شبيب دراسته الى ثلاثة اقسام اسماها بالحزم ، وضمت الحزمة الاولى على :
- محور : (النقد نص لاحق لسابق / كولاج تاويل اول) ، وقد تناول نماذج شعرية من شعر الشعراء التالية اسماءهم: صادق الصائغ ، سامي مهدي  ،مؤيد الراوي.
ليصل الى نتيجة مما درسه من نماذج الشعراء الذين اختارهم مفادها : ((فيما سبق تبين جوهر مسعانا النقدي، ألا وهو تباين مسارب تناوله كل نص، من النصوص الفائته. لأنه لا يحمل جعبة نقدية محددة، بل يستمد أدواته من النص ذاته، وينتج نص ما بعد التلقي المتأثر بطقوس منظومة بث النص المفحوص. بوصفه نصا لاحقا لسابق، كان مبعث ولادته وسبب نشوئه وحراكه لمغزاه.)).
- وفي محور : ( كفاءة النص في التواصل عبر الازمنة/ كولاج تاويل ثان) تناول نماذج من الشعراء التالية اسماءهم: فاضل العزاوي ، سركون بولص ، جليل حيدر ، ليصل الى نتيجة نقدية من خلال دراسته لنصوص الشعراء مفادها : ((جبنا فيما تقدم ثلاث تجارب شعرية تباينت مشاغلها الكتابية رغم تقاربها زمنيا، وكذلك اختلفت مديات اقترابها وابتعادها عن نص العصر( قصيدة النثر) وخلال عمليتي الاتصال والتلقي لهذه التجارب كان النص هو سيد الموقف، ولم نعر  اهتماماً لسواه، ومن هنا نحقق ما هو جوهري ومنتج مسعانا النقدي الذي نروم.)).
- محور : ( بلاغة التلقي / كولاج تاويل ثالث) تناول فيه نماذج من شعر الشعراء التالية اسماءهم: عبد الرحمن طهمازي  ، آمال الزهاوي ،مهدي محمد علي، ليؤكد على ان هناك: (( ثلاث تجارب شعرية تميزت الأولى بجرأة وتفرد الانصراف لمشغل شعري ذي مناخ فلسفي على مستوى اللغة وتشكلّات الصور والتحايث مع المفاهيم الرؤيوية. جرى ذلك دون تردد أو تهيبٍ من حتمية نفور الذائقة الخام من هكذا منظومة بث، بل كشفت لنا عن كفاءة معرفية وعمق رؤية وبعد تطلّع. أما التجربة الثانية فقد تعاملت مع الذائقة بسياق صوتي خطابي، عام لا يخلو من التماعات تأملية ولكن دون أن تقيم معنا علاقة انبهار على مستوى الصورة الشعرية. التجربة الثالثة اعتمدت البساطة على مستوى اللغة والصورة الشعرية ولم تتحرر تماما من جبروت اللغة الصوتية. ولنا أن نحتفي بانصرافها لمشغل شعري تعامل بحساسية عالية تناوله لمعضلة الوجود والعدم.)).
- محور : ( الذائقة ومفاتن النص / كولاج تاويل رابع ) وقد تناول الشعراء التالية اسماءهم: علي جعفر العلاق ، عبد الكريم كاصد ، عقيل علي .
بعد دراسة نصوص الشعراء الذين مر ذكرهم ، يخرج الناقد علي شبيب بالنتيجة الاتية : (( وبعد إجرائنا القرائي العجول لهذه التجارب الشعرية، يمكن لنا تأشير تباينها، تأسيساً على مدى كفاءة كل منها تحقيق فضاء اتصالي خصب. ومع إشادتنا بكل التجارب الماثلة، نشيردون تعسف- إلى تمكن التجربة الأولى من عدم الإذعان لسلطة الصوت على حساب سلطة الصورة. بينما كشفت التجربة الثانية، عن تحول
اشتغالي، من الشعر الحر إلى قصيدة النثر، وربما كان هذا الاختيار مقصوداً. أما نصوص التجربة الثالثة، فقد بدت لنا وكأنها قصيدة واحدة، وذلك لتشابه مناخاتها، ويمكن لنا اعتبار العنوانين الثاني والثالث محطتي استراحة للقارئ. بيد أنها تجربة شعرية تفرد بها هذا الشاعر عن سواه، لما فيها من انصراف جنوني للمشغل الشعري.)).
***
اما الحزمة ثانية: من اختيارات الناقد فقد تمثلت بمجموعة اخرى من الشعراء ، وقد توزعوا على اربعة محاور هي :
-         محور : (اعادة الاعتبار للتخوم والهوامش / كولاج تاويل خامس).
في هذا المحور درس الناقد مجموعة من اشعار الشعراء : شوقي عبد الأمير الذي   يرى في تجربته : ((بانصرافه للتجريب الجريء محترفه الشعري، لتبيان فرادة مشروعه الكتابي. وتكمن الجرأة الإفادة القصوى من بنية السرد لتخليق الصورة الشعرية، نصٍّ لم يذعن للفائت علامياً ودلاليا((.،
و فاضل السلطاني الذي يرى في تجربته انها قد تميزت : ((بحراكها الاكتشا في في مناطق مشغلها الكتابي الخاص، وذلك عبر محاولات اقتناص ذكية للبؤر المركزية الموجهة لأنساق النص. الكتابة لديه لعبة فنية تدار بمهارة، نتيجة محرض شديد التأثير على العاطفي والذهني المخيلة )) .
اما الشاعر زاهر الجيزاني فيرى في تجريته الشعرية : ((حين حافظت تجربة الشاعر( زاهر الجيزاني) على التناص السياقي- العلامي/والدلالي- مع الموروث النصي. النصوص المنتخبة لتمثيل تجربة الشاعر عجزت عن إقناعنا بجدوى هكذا تناص أوقعها فخ )محاكاة السابق (وغير المنتج لتوهج القراءة الأولى للنص. حتى بدت النصوص وكأنها عبارة عن نصوص (أدعية) ألفتها الذائقة، وربما خبرت وحفظت عن ظهر قلب آليات منظومة بثها التقليدية. وبهذا لم نوفق معه، إنتاج نصوص تلقٍّ قادرة على تحريض نصوص التأويل، وربما يعود ذلك الى فشلنا إقامة علاقة استجابة محرضة لإنتاج نصوص ما بعد التّلقّي.)).
- وفي محور : ( عندما يبعث الناص روح الامكنة / كولاج تاويل سادس): يدرس الناقد المكان عند الشعراء : نبيل ياسين ، عواد ناصر ، مخلص خليل. ليخرج بنتيجة نقدية مفادها : ((ويمكن لنا إجمال هذا الاختلاف بالخطاب الشعري لكل تجربة،فالخطاب الشعري للتجربة الأولى هو عن مآل سيرة المكان لصالح محبي السلطة، وليس لمحبيه والمخلصين له. وهنا تكمن إحالة فلسفية للبحث عن إجابة مقنعة لتساؤله عن عائدية الوطن، والتي تدعونا لإعادة النظر ماهية المواطنة عراق ما بعد التغيير. فيما جاء الخطاب الشعري للتجربة الثانية، عن سيرة المكان، كميدان لحراك عربات الإقصاء والإبادة، برؤية تسجيلية، انطلاقاً من تجربة شخصية لمنتج النص.
وهنا نتساءل: ترى من يعوض هذا الشاعر وأمثاله عن سفر تضحياته وخسائره حب وطنٍ مازال يغالي طرد أبناءه المبدعين؟! حين تعاملت التجربة الشعرية الثالثة مع شتى المهيمنات على أنساق النص، وقدمت لنا خطابا شعرياً متعدد الاهتمامات. وبهذا لم يركن الشاعر لأسلوب كتابي ما، وهو يكشف لنا نصوصه الماثلة حرصه على الانصياع لقلقه الإبداعي عبر التجريب التواصل في مشغل النص(.).
- وفي محور: ( الشعر ليس امتثالا لنزوة عايرة / كولاج تاويل سابع.) يدرس الناقد نماذج من تجربة الشعراء : خزعل الماجدي، هاشم شفيق  ، خليل الأسدي . وفي نهاية الدراسة يقول : ((ويمكن لنا الإشارة لتنوع مناطق التجريب المحترف الشعري لكل من الشاعرين (خزعل الماجدي) و(هاشم شفيق) وفق النماذج المنتخبة.
بينما أخفق النموذجان المنتخبان لتمثيل تجربة الشاعر)خليل الأسدي(تبيان تنوع مناطق التجريب محترفه الشعري. وذلك لأنهما ينتميان لسياق كتابي واحد.)).
- وفي محور (  الكتابة خارج اسوار الشعر المهادن / كولاج تاويل ثامن.) درس الناقد نماذج من شعر الشعراء : هاتف الجنابي ، رعد عبد القادر ، عدنان محسن .
و قال الناقد عن تجاربهم انها : ((إن النماذج الممثلّة لتجربة الشاعر(هاتف الجنابي) تكشف عن مهارة فنية إنتاج نصٍ مغرٍ على الانتباه والتأمل. وذلك لحرصه الشديد على انتقاء عبارات موجزة لتحقيق الثراء العلامي والدلالي النص.
الشاعر(رعد عبد القادر) كان جريئاً التجريب خارج الشعر، لابتكار نصٍّ مراوغ وٍمورط للتلقي، على التأمل والتأويل. لاحتوائه على عدة مشاهد متباينة زمكانياً تلزم التلقي على الانتباه وتوخي الفطنة التعامل مع المقاربات المشهدية بتورياتها الحاذقة.)).
اما الحزمة الثالثة فقد ضمت اربعة محاور هي :
- محور ( قصيدة النثر الحر / كولاج تاويل تاسع) درس فيه الشعراء : كاظم جهاد ، شاكر لعيبي ، عدنان الصائغ .
وفي نهاية دراسته لهم يقول : (( فتجربة الشاعر )كاظم جهاد( بدت وكأنها محاولة لإعادة قراءة لسفر رحلة بحثه العوليسية عن سر الوجود. وهي عودة البطل المنتصر على الموانع والعراقيل المنتجة لسواد العالم، بروح مغامرة للإفادة من المهمل النثر لإنتاج النص التأملي.
بينما تكمن المغامرة تجربة الشاعر )شاكر لعيبي( محاولته للجمع بين بلاغتي الصوت والصورة، والتي ربما لا تتفق وصرامة بعض الرؤى النقدية. غير أننا لا نجد فيها سوى محاولة تستحق الإشادة، والزمن كفيل بانتعاشها أم عدمه، فالنص الآن وليد لحظة كتابة لا تحفل بمخالب التلقي، الجالبة للوهن والعطل.
أما تجربة الشاعر)عدنان الصائغ( فقد كشفت عن آلية عفوية الكتابة، زمن الكتابة يسقط من حساباته كل التقاطعات بين الشعر والنثر. والنص ينصاع لما يخصب منظومة بثه سيميائياً وثيميا، ويبتعد عن التراكيب والتشكيلات اللغوية غير المنتجة للإيحاء بشتى مستوياته. والشاعر يحاول جاهداً إبعاد النص عن الزوائد المحدثة للترهل، ويقيم علاقات مودة بين شتى الأشكال الشعرية لتؤتي أكلها المتن الكتابي.)).
- وفي محور (عندما تسيل الطفولات على منصة الغربة / كولاج تاويل عاشر ) يدرس الناقد نماذج من تجربة الشعراء : خالد المعالي ، جمال جمعة ، صموئيل شمعون.
ويقول عن تجاربهم انها : ((تجتمع التجارب المفحوصة أعلاه على منصة الغربة، ومن عليها تستعيد الذكريات بتنويعات شتى، رغم انطلاق جميعها من نقطة شروع واحدة هي الطفولة. ولكن يضعنا الشاعر(خالد المعالي)أمام رحلة وجودية فيها تناص رؤيوي مع رحلة(زيوسدرا( نوح السومري سفينة الاكتشاف. يحاول الشاعر إعادة قراءة العالم المظلم، انطلاقا من تيه الغربة، بحثا عن مواطن الضوء فيه. وهو بهذا الفعل التعويضي عن الفقدان، يعيد اكتشاف ما حوله، لاسترداد كل ما يعينه على بعث الجدوى كنهه الوجودي.
فيما يكشف لنا الشاعر)جمال جمعة(عن أهم ملامح تشكل سفره الشخصي،عبر رحلة إعادة قراءة للذات منذ الطفولة والى الآن. وقد حرضنا على البحث عن إجابات شتى لمعظم الأسئلة المبثوثة النص الثاني، وخلق لنا مناخاً صوفياً لطرح أسئلة جديدة عن الكنه والصيرورة.
أما الشاعر)صموئيل شمعون(فقد كان ماكراً استدراجنا لرحلة سبر أغوار الفائت. تمكن بمهارة من عرض بانوراما شيقة عن يوميات مهملة المخيلة، وكان جريئاً تناولها بسياق سردي منح النص فضاء شعرياً دالا. وبهذا كشفت التجارب عن تنوع سياقي استعادة الماضي، بأمكنته وشخوصه وأحداثه، وطقوس انبعاثه المخيلة. وهذا يعني أن كل تجربة هي نتاج مشغل شعري له ملامحه الخاصة التي رسمتها التجربة الحياتية والثقافية لكل شاعر.)).
- وفي محور (التفاعل التخادمي بين النص والتلقي / كولاج تاويل حادي عشر) يدرس الناقد  نماذج من تجربة الشعراء : محمد مظلوم ، كمال سبتي ، باسم المرعبي.
بعد دراسة نماذج من شعر الشعراء اؤلئك يقول الناقد في النهاية : ((كشفت التجارب أعلاه عن انهماك أصحابها بمحترفات شعرية مؤسسة على رؤى معززة بمرجعيات معرفية شتى. وكذلك عن تباين ملحوظ ملامح كلٍّ منها، وهذا التباين أنضجه مران كتابي متواصل، للفرار من بعض فخاخ سلطة المألوف. وهذا ما يمثل بؤرة جدوى المنجز الإبداع، والتي تشغل بال منتجه بحثه الأبدي عن أهم ملامح فرادته عما حوله، تحاشياً للتكرار.)).
- وفي المحور الرابع ( بلاغة البساطة / كولاج تأويل ثاني عشر) يقدم الناقد نماذج من شعر الشاعرات : دنيا ميخائيل ، أمل الجبوري .
بعد دراسة تجربة هاتين الشاعرتين يقول الناقد : ((ففي تجربة الشاعرة(دنيا ميخائيل) جرى تناول فعل واقعة الحرب مكونات الوجود الإنساني، وتداعيات نشاطها التخريبي تلك المكونات. وكذلك تأثيرها على الطفولة التي فقدت ثقتها بوجود سلوك إنساني، وعلى الكلداني رمز الأصالة، الذي أكره على الاكتواء بنار الغربة.
فيما عمدت الشاعرة(أمل الجبوري)إلى الخوض منطقة أكثر خطورة، بوصفها تناولت تأثير الحرب على الأصدقاء. غير أنها توغّلت شعابٍ شتى عارضةً هذه الثيمة بتنويعات بنائية علامياً ودلاليا، كشفت عنها مقاطع متنها الشعري الوحيد. والذي كشف عن مران كتابي وفطنة مخيلة اقتناص وهج اللحظة الشعرية، المنتجة لتشكلّ شعري خصب إحالاته الدلالية)).
ان الدراسة التي قدمها الاستاذ الشاعر على شبيب لنماذج من شعر بعض شعرائنا في هذا الكتاب،هي دراسة تنحو نحوا ذوقيا ، فقد كان اختياره لنماذجه محكوما بذائقته الشعرية التي ما انفكت تقوده الى الاختيار الاصوب .

والدراسة رحلة نقدية امتلكت حداثتها بفعل تمكن كاتبها علي شبيب من استجلاء أسرار قصيدة النثر في نماذجها المدروسة.

ليست هناك تعليقات: