الاثنين، 27 يونيو 2016

(لوحة وقصيدة ... اهتمامات فيسبوكية )






اعاد موقع ( مجلة دراسات نقدية ) نشر دراستي المعنونة (لوحة وقصيدة ... اهتمامات فيسبوكية ) شكرا للسيدة سعاد العتابي .
لوحة وقصيدة ... اهتمامات فيسبوكية
قراءة : داود سلمان الشويلي
ان انشاء موقع التواصل الاجتماعي ( الفيسبوك ) للاتصال والتفاعل مع الاخرين  من قبل الامريكي مارك زوكربيرغ ،عام 2004 ، قد اتاح للمبدعين خاصة فرصة في ان ينشروا بعض كتاباتهم – الشعرية اوالنثرية - مرفقة بالصور الفوتعرافية المختارة ، و المشغولة بكل حرفية واتقان من حيث الانارة ، والالوان ، واللقطة ،  وكذلك اللوحات التشكيلية ، وبهذا فقد كان على المبدع ، شاعرا كان ام ناثرا ، ان يقدم ما تمليه عليه مخيلته من موضوعات ابداعية في الكتابة والصورة .
خلال متابعتي لما ينشر في الفيسبوك ، وبصحبة اكثر من 4700 صديق ، وجدت ان هناك الكثير من الاصدقاء ينشرون ما يكتبون من شعر ونثر يرافقه بعض الصور التوضيحية ، او الجمالية ، او ذات المضمون المكمل للكتابة ، او المتناص معها ، ومن هذه الصور ، صور لنساء بوضعيات عديدة ومختلفة ، ملونة ، او بالاسود والابيض ، وصور لمناظر جميلة وخلابة .
ان عمل هؤلاء الاصدقاء جاء لتفريغ الشحنات الابداعية التي يشعرون بها وهي تموج في انفسهم مضطربة تبحث عن مخرج ، إذ لا وقت لديهم لكتابة القصيدة الطويلة الحاملة لموضوع ما ، او كتابة المادة النثرية باي نوع او جنس نثري ، لهذا وجدوا ان المزج بين كتابتهم والصورة ، ان كان عن طريق التناص بينهما ، او عن طريق اخر ، هي الوسيلة الامثل لنقل ما يشعرون به ويحسون.
ان اغلب الصور المرفقة للكلام الشعري او النثري هي صور فوتغرافية ، ملونة او بالاسود والابيض ، ولوحات تشكيلية لفنانين كبار، كلها تعبر عن فيض المشاعر التي يمتلكها هذا المبدع او ذاك ، واغلب تلك المشاعر هي مشاعر ايروسية.
 احد هؤلاء الاصدقاء ، يكتب القصة القصيرة  والشعر ، والاخر فنان تشكيلي كبير، رئيس جمعية التشكيليين في ذي قار ، اما الشخص الثالث فهو مدرس متقاعد ، والصديق الرابع هو رياضي معروف الا انه يكتب عبارا تنضح بالشاعرية ، وكل هؤلاء وغيرهم يحملون روحا طيبة ، ومشاعر انسانية تنضح بحب الجمال.
الشاعر صلاح زنكنة يرفق مع قصائده صورة عديدة ومختلفة المصادر : صور ملونة ، عارية ، تنضح بالايروسية ، خاصة اختياراته من لوحات الفنان المكسيكي "عمر اورتيز" المختص برسم جسد المرأة العاري باوضاع مختلفة ، او ان يكون على جسدها ( لبسة المتفضل ) كما يقول الشاعر امرؤ القيس :
 فَجِئْتُ وَقَدْ نَضَّتْ لِنَوْمٍ ثِيَابَهَـا ... لَـدَى السِّتْرِ إلاَّ لِبْسَةَ المُتَفَضِّـلِ
يقول زنكنة في قصيدة (ثلاث شذرات لها) التي ارفق معها صورة لفتاة تجلس في وضع ما ، وهي تقرأ في كتاب ، وقد بان الجزء السفلي من جسدها ، وهي محاولة لتناص اللوحة مع الشعر ، او العكس : (صلاح 1)
1 - الرجال
تلاميذ مدللون
النساء
معلمات رصينات
2 - شتان ما بين المرأة
والكتاب
المرأة ماء
والكتاب سراب
3 - صمتُها هديل حمام
صمتُها كهمسِها
أشهى من الكلام.
او في قصيدة ثانية تتناص مع صورة اخرى: (صلاح 2 )
* أحيانا بشبحكِ أهيم
حين يراودني
في ليل موحش بهيم
شبحكِ يقودني الى الفردوس
فأجدني وسط الجحيم
***
والمبدع الثاني هو الفنان التشكيلي محمد سوادي الذي تمتاز صوره الفوتغرافية المرفقة مع ما يكتب بالايروسية الواضحة ، و بتوزبع الانارة على الجسد ، او ما يظهر من الجسد ، حيث يسبح هذا الجسد بالضوء والظلمة ، او بالظلمة والضوء .
من الطريف ان الفنان سوادي لا يستخدم لوحاته التشكيلية الشخصية لترافق ما يكتب من شعر ، او عبارات تنضح بالايروسية ، بل ترك مهمة ذلك تقع على صور ولوحات الاخرين ، على الرغم من استخدامه اللوحات التشكيلية قليل جدا .
يختار محمد سوادي اللقطة المناسبة التي ترافق ما يكتب من قصائد طويلة او قصيرة ، يقول في واحدة من هذه العبارات المشحونة بشعور الرجل الى المرأة و التي نشر معها صورة ملونة لفتاة  : (محمد - 1)
* اليوم لاظل لي ..الا ظل عيدك ... ..وانت لست لي .
ويقول في عبارة شعرية اخرى: (محمد - 2)
* الشعر يرتشف عينيك ..
قصيدة حبلى
بأول نطفة
و في عبارة تنضخ بالشاعرية يقول : (محمد- 3)
* لانك تفهم ان الاخر لايفهمك لسبب ما ..شي جميل
لكن الشيء الاصعب انك لاتفهم من يحيط بك.
***
الصديق الثالث هو الاستاذ عبد الخصر سلمان الامارة ، يستخدم الفيسبوك كزملائه السابقين بكل ابداع ، إذ انه يكتب الشعر الفصيح والعامي .
الصديق الامارة يستخدم مع ما يكتب صور كثيرة ، ومن مميزاتها انها صور فوتغراقية ، ملونة . هذه الصور تعكس حياة الخيول بكل اوضاعها ، والمناظر الطبيعية ، والحدائق العامة الجميلة ، و وجوه نسائية ، وليس فيها لوحات تشكيلية ، او صور بالاسود والابيض الا واحدة او اثنتين ، ولا يستخدام الصور التي فيها تكنيك فني خاص بالانارة ، انه يستخدم الصور المفرحة والمبهجة التي تدعو الى الراحة النفسية والروحية .
في قصيدة " غاب عني " ، يستخدم معها صورة مركبه تظهر فيها فتاة ، وحصان ، وطير كبير ( اوزتين ) ، حيث يرمز الطير الى الطيران ، والحصان الى الجري السريع والانتقال من مكان الى اخر ، مع جمالية في تنسيق اعضاء جسمه ، وبجمع الوسيلتين ستنتقل الفتاة الفاتحة يديها الى حبيبها: (خضير 1)
* ثم عاد
عاد قلبي
حين عاد
عادت الايام
تزهو
عاد ازهارا وبهجهْ
عاد عطرا
ورياحينا
ووردهْ
حين قلنا
ذات يوم
انه (فات الميعاد )
غاب عني
ثم عاد
في القصيدة الثانية ، يستخدم الامارة ما في الصورة الاولى من اثاث سوى انها تضم اوزة واحدة  ، اذ بواسطة الحصان والاوزة سيصل الحبيب الى شفتيها  وعينيها : (خضر 2)
* اليوم ..
سأعلن السطو المسلح
على كل خيالاتي
سأسرق شفتيها
سأسرق عينيها
ساسرقها ..
الذ الاشياء
هي قالت ..
خذ روحي
خذ جسدي
وامنحني قلبا
لايعشق غيري
اتعلمين ..
لي قلب امتلا بك
وروح ..امتزجت بروحك
لي عقل ..
مجنون ..مجنون مجنون
لايفارق محرابك
ساعلن ..
السطو المسلح
لاسرقك ..
( وين آخذك وين انهزم بيك ..
بكليبي لو بعيوني اخليك )
وفي قصيدة ثالثة نقرأ ونرى صورة لوجه فتاة جميلة المحيا ، يانعة : (خضر 3)
* هي كوه
ما اريدك
ولا احبك
ولا باكت اشفافك
من الجوري لون
ولا عيونك ما كله
اخدودك أكل
ولا الشامه العل وجن
خلت بنص عقلي
جنون
ما اريدك ..
هي كوه
بس اكلك ..
ارد ابادل روحي
كلها
بخصرك وذني
العيون.
وفي قصيدة رابعة ترافقها صورة لراس حصان وراس فتاة وكلاهما يتطاير شعره في الهواء :
* تعالي ..( الامارة 4 )
همسة فوق
الرموش ْ
تعالي ..
الشوق اضناني
الى ساحات
حربك
والجيوش ْ
فساحات الوغى
برقت ْ
والحب مسكنه
العروش ْ
***
رسول  تعبان ، يكتب وينشر عبارات تجمع ما بين الشعر والنثر ، تنضح بكل ما يجعلها قريبة الى الشعر ، ويختار لها صورا تتناص معها ، صورة لشخصيات نسائية معروفة او غير معروفة لترافق ما يكتب.
كتب على جدار صفحته العبارة التالية ، وقد ارفقها بصورة لامرأة حزينة : (تعبان 1)
* عندما تكتم 
الحزن 
يلد حزنا اخر.
ويقول في عبارة ثانية تجمع ما بين الشعر والنثر، و يرافقها بورتريت  يتناص معها : (تعبان 2)
* رسمتها
في مخيلتي
لوحة
كنت اظنها
تطفئ لهبيي
زادتني سعيراً.
و يقول في تغريدة ثالثة ترافقها صورة جزء من قدم امرأة : (تعبان 3)
* سأرقص
مع حظكِ
عسى ان يجلب
لي الفرح.
من خلال متابعتي لما ينشر لم اجد الصديق رسول  تعبان قد استخدم صورا تعتمد على تقنية توزيع الضوء كما فعل الفنان محمد سوادي ، او انه استخدم صورا تنضح بالايروسية ، كما فعل القاص صلاح زنكنة ، بل كان يحرص على التناص بين الصورة وما يكتبه اكثر من حرصه على توزيع الانارة ، او الايروسية في الصورة .

هذه بعض اهتمامات الاصدقاء على الفيسبوك وهي اهتمامات شبه عامة بين الاصدقاء ، ومتابعتي لها تأتي من خلال اهتمامهم الزائد  بها ، وهي ممارسات لم تكن موجود ان لم يكن برنامج الفيسبوك قد سمح لهم بها .

هناك تعليق واحد:

Unknown يقول...

https://hamel-eljarra.blogspot.com.eg/2013/01/blog-post_8039.html?showComment=1472910411103#c6955348899097580506